أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سعيد المنجمي - واقع بسواد الفحم وانتهازيات بكل الالوان















المزيد.....


واقع بسواد الفحم وانتهازيات بكل الالوان


سعيد المنجمي

الحوار المتمدن-العدد: 3826 - 2012 / 8 / 21 - 01:43
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


يهدف هذا المقال إلى فتح النقاش بشكل أوسع وراقي بشأن بعض قضايا النضال الجماهيري لفضح ومحاصرة أذيال الأعداء الطبقيين للشعب المغربي الكادح والعمل على إزاحتهم من قيادة حركة تحرر بلادنا والمساهمة في فتح أفق تقدم هذه الأخيرة نحو مجتمع الحرية الكرامة العدالة الاجتماعية ونؤكد أنه وإن تضمن كلاما قاسيا وجارحا فهو لن يصيب سوى ثوريو المقاهي والحانات وحثالة الشعب وطفيليات نضالا ته .
فقد جسدت حركة 20 فبراير يوم السبت 11 غشت بجرادة وقفة احتجاجية جماهيرية تنفيدا لقرار الجمع العام لتنسقيتها محليا وفي إطار المعركة الوطنية التي خاضتها الحركة في كل مواقع الكدح بالبلاد وقبل هذه المحطة كانت الحركة قد نظمت أياما نضالية و إشعاعية تضمنت ندوة بعنوان "دوافع الحركة ، معيقاتها وأفاق تطورها" دعيت لها كافة الحركات الاحتجاجية بالمدينة والإطارات السياسية والنقابية والحقوقية المحسوبة على صف دعم الحركة وكدا هيئات وتنسيقيات بقرى الإقليم إلى جانب ودا ديات الأحياء الشعبية وقد توصل المدعوون بارضية الندوة ودعوات مرفوقة بملاحظات تعمدناها هي "الغياب الغير المبرر موقف يأخد بالحسبان كما تضمنت الأيام لقاءا تواصلي بين مناضلي الحركة والمتعاطفين معها وأخيرا وقفة جماهيرية بساحة المارشي عرفت حصارا قمعيا مكثفا من مختلف الجهات وتخللت الأيام عرض شعارات وملصقات الحركة وإطلاق أغاني فنان الحركة المعتقل معاد الحاقد عبر مكبرالصوت .
حضر هذه المحطات النضالية بما فيها وقفة 11 غشت والأيام النضالية السابقة مناضلو الحركة الأوفياء لخطها والمتعاطفين معها من ساكنة الأحياء الشعبية ومناضلي الحركات الاحتجاجية بالمدينة وكذا ناشطين جدد من هيئات وتنسيقيات قرى الإقليم بينما تخلف عن الموعد قيادات وقوعد الإطارات النقابية والسياسية المحسوبة على صف دعم الحركة باستثناء وجوه محددة ومحدودة ومعروفة بمواكبتها لنضالات الحركة وسنوضح صفة الحضور وحجمه كما تخلفت العناصر المسيرة لودا ديات الأحياء وبعض أشبه المناضلين من قدماء حركة المعطلين و "ثوار " الانترنيت .
نذكر بهذه الأيام لأنها شكلت أولا منعطفا في مسار الفعل النضالي الجماهيري بالمدينة ومنطلقا جديدا لحركة نضالية تؤكد كل المؤشرات أنها ستكون أقوى وأشرس ولأنها نموذج لحسم العديد من المواقف فيما يتعلق بالتعاطي مع قضايا الشعب ونضالات وأدوار مختلف أطراف الصراع وثانيا لان الندوة التي تضمنتها الأيام طرحت إحدى أهم القضايا المؤثرة في الفعل النضالي الجماهيري عموما وفعل الحركة تحديدا على الأقل على مستوى المحلي ونقصد بها الانتهازية التي تؤدي بمختلف أشكالها أدوارا لا تخدم سوى مصالح الأعداء الطبقيين للكادحين مهما كانت الأقنعة التي ترتديها ، ولأن ظروف الندوة لم تكن تسمح بتعميق النقاش أكثر حول هذه القضية حيت لم يسمح المجال إلا بمناقشة بعض أوجه وتجليات بعض مظاهر الإنتهازية وبقي الكثير من العناصر التي تستحق النقاش بشأنها وبالنظر للمحطات النضالية التي تلتها وعدد الأقنعة التي أسقطتها والمستجدات التي عرفتها ساحة الفعل النضالي بالمدينة يأتي هذا المقال لمطارحة هذه القضية ، وقبل ذلك نذكر أننا لسنا بصدد نقاش نظري حول الانتهازية ولن نقوم بجرد لكل أصنافها وحصرها وسنكتفي بالتأكيد على أن الطبقة الوحيدة الغير الانتهازية هي الطبقة العاملة الواعية بذاتها ومثقفيها العضويين أي المرتبطين عضويا بفكرها والمقال هنا له هدف محدد هو كشف بعض الأصناف الانتهازية وأخطرها انطلاقا من النماذج البارزة في مدينتنا المنجمية وفي راهن الصراع بها .
نعرج بعجالة للإشارة فيما يتعلق بتعاطي النظام عبر سلطاته المحلية مع نضالات الحركة ( خصوصا محطتها ما قبل الأخيرة ) إلى ابرز موقف ميز هذا التعاطي وهو ذلك التهيان والهستيريا التي أصابت سلطات القمع محليا بكل أجهزتها مند الإعلان عن الأيام النضالية وطيلة أطوارها بما فيها الأسبوع التعبوي الذي سبق ، حيت تلقت صفعة كبيرة استفاقت إثرها من الوهم الذي عاشته بشان" موت ونهاية الحركة "ووضعتها مجددا أمام واقع عنيد لن تنفك فيه الجماهير الكادحة ومناضليها الشرفاء عن مواجهة القمع والاضطهاد الذي يطالها والتضليل الممارس عليها ، فبعد أن اعتقدت أنها أنهت فعل الحركة بأساليب استقطاب المترددين والجبناء وتحييد الانتهازيين وابتزاز وترهيب وحصار المناضلين خرجت الحركة مجددا بقوة وإصرار اكبر على المضي قدما ليس فقط نحو المساهمة في إسقاط القناع عن اللصوص والإقطاع محليا ووطنيا بل أيضا نحو دحرجة كل أصناف الخونة والانتهازية إلى المستنقع ليعلموا أن للحركة شهداء قدموا دماء طاهرة وأمهات أذرفوا دموعا حارة وشرفاء أحرار حملوا مشعل النضال لانتصارالكرامة و الحرية لا الرايات البيضاء للاستسلام أمام المهانة و العبودية .
من البديهي أن من أهم ميزات الإنتهازية عدم الوعي بمصالحها الطبقية وغياب الاستعداد لتنمية وتعميق هذا الوعي وميولها الدائم لفصل و عزل مصالها الخاصة الضيقة عن طبقتها بل الدفاع عنها على حساب مصالح طبقتها . وهي تأخد أشكال مختلفة ومتفاوتة التأثير في تطور نضالات الكادحين ونكتفي في هذا المقال بتصنيف أبرز أشكال الانتهازية التي كشفها فعل حركة 20 فبراير محليا .
الانتهازية المكشوفة :
هي أكثر أشكال الانتهازية شيوعا وأسهلها إكتشافا لأن عناصرها لاتبدل مجهودا في إخفاء حقيقتها وقد أخدت بالمدينة شكلين بارزين في التعاطي مع حركة 20 فبراير انتهازية جماعية وانتهازية فردية .
من أمثلة الأولى أن تتقرب فئة أو شريحة اجتماعية من فعل لحركة سواء بالانخراط فيه أو يطلب دعمها ومساندتها خلال أزمة تعيشها على مستوى حقوقها وبمجرد ما إن تحقق مطالبها وأهدافها تعطي بالظهر للحركة ونضالاتها وهو ما وقع مع موظفي وعمال بلدية جرادة عندما استفادوا من دعم ومساندة الحركة بحضورها الداعم لاعتصامهم وباحتضانهم الجماعي في أشكالها وتبني مطالبهم في شعاراتها وكلماتها إلا أنه بعد انتصار معركتهم " الجزئي " قطعوا كل قنوات التواصل مع الحركة وفعلها النضالي كما وصل رد الجميل لدى بعضهم إلى معاداة الحركة ومها جمتها .
أما الشكل الثاني من هذا الصنف من الانتهازية فقد ميز عناصر حاولت توظيفى وجودها بالحركة للحصول على مواقع في اللعبة الانتخابية سواء لفائدتها أو لفائدة أباطرة الانتخابات وأحزابها الرجعية ومصيرها الحتمي في هذا الرهان كان هو الخسارة المزدوجة : الفشل في الانتخابات وخسارة مصداقية الانتماء لحركة مبدئية مناضلة فالتناقض كبير بين حقلي الممارسة لكل من حركة 20 فبراير والعملية الانتخابية وبين ناشطي كلا الطرفين والمصير الحتمي الذي لحق بهؤلاء هو العزلة التامة بالهامش والاحتقار ليس فقط من قبل مناضلي الحركة بل تحديدا من المتعاطفين وعموم الساكنة الواعية ولو حسيا بنتانة الانتخابات ببلادنا وفي مدينتنا تحديدا وبخسة عناصرها ثم أيضا الحالات المترددة والخائنة من العناصر التي انخرطت في فعل الحركة ليس بقناعة الدفاع عن مطالب الشعب وقضاياه بل حصرا من أجل المساومة مع سلطات الدولة حول مصالحها الخاصة بنضالات الحركة وتضحيات مناضليها وهي انتهازية رخيصة لوضعها دماء شهداء الحركة وحريات معتقليها وحقوق وقضايا الجماهير المقدسة مقابل فتات ملطخ بالذل والعار كما أنها انتهازية معزولة ومنبودة أيضا لأن الجماهير تمقتهم وتقاطعهم وأجهزة الدولة تتنكر لهم سريعا عندما تدرك حقيقة عجزهم عن التأثير في مسار الحركة.
ويمكن تقسيم أصناف الانتهازيات التي كشفها فعل حركة 20 فبراير محليا ( وهو بالتأكيد نموذج لما يقع وطنيا) إلى أربعة أصناف.
الانتهازية المأزومة :
هي ذلك السلوك المتناقض الموجه لمواقف مناضلي الإطارات السياسية والنقابية والحقوقية فيما يتعلق بالتعاطي مع الأشكال النضالية للحركات الاحتجاجية المفترض دعمها من قبل هذه الإطارات بمعنى آخر هي الحالة التي يجد فيها فاعل حقوقي ، سياسي أو نقابي نفسه في تناقض بين مواقف يرفعها إطاره لدعم حركة ما وبين وضعه الشخصي ومواقفه الخاصة وطبيعتها المؤسسة على موقعه الطبقي والعاجز عن استيعاب وحمل هذا الموقف وتجسيد الدعم بشكل المطلوب ، ومثال ذلك تعاطي المجلس المحلي لدعم حركة 20 فبراير مع هذه الأخيرة والمحطات النضالية التي نظمتها الحركة مؤخرا نموذج صارخ (الغياب عن الندوة والتخلف عن الفعل النضالي ) فمن تجليات هذا الصنف من الانتهازية أن يحضر في الأشكال النضالية وفي أحسن الأحوال عضو واحد ممثلا لأكثر من تنظيم (تصل إلى ثلاثة تنظيمات وأكثر ممثلة بعضو واحد ) حيت نجد ممثلا واحد لحزب سياسي وإطار نقابي وجمعية حقوقية ، في نفس الوقت من داخل أحد أشكال الحركة المفترض أن تكون جماهيرية ويتحول موقف الدعم الذي كان يستلزم ليس فقط الحضور الكامل لكل مناضلي الإطار الداعم للحركة بقيادته وقواعده بل ايضا المتعاطفين معه والمساهمة في تعبئة عموم الجماهير للحضور المكتف يتحول هذا الموقف أو يتقزم إلى نصف أو ثلث أو حتى ربع مناضل عن كل إطار في مظاهرة ينتظر منها نجاحا جماهيريا وعندما نجد نفس الوجوه التي تحضر أشكال الحركة عن هذه الإطارات وهي معدودة على رؤوس أصابع اليد الواحدة يتأكد أن الأمر لا يتعلق أصلا بتمثيلية هذه الإطارات في الأشكال أو دعمها لان مقومات وشروط الدعم غير متوفرة ومن يواكب أنشطة وفعل الحركة منها هو مناضل فبرايري ممثل لذاته ومجسد لقناعاته المبدئية تجاه الحركة وليس ممثلا لإطاره والانتهازية في هذه الحالة هي خاصية رفاقه في إطاره المتعاملين بمنطق "النضال فرض كفاية "وترقى هذه الانتهازية لتكون محدد حقيقي لطبيعة أصناف عديدة من هذه الإطارات خصوصا السياسية والقيادات النقابية لارتكازها على نزعات البورجوازية الصغيرة بكل مرضياتها ولافتقادها مواقف مبدئية وتدبدبها حسب المصالح الطبقية وموازين القوة حيت تضع رجلا في كفة النقيض الطبقي وتحاول وضع الاخرى في كفة الجماهير وتنتظر لمن تؤول القوة ، ونصل بالنتيجة إلى أن المتخلفين عن الفعل النضالي من هذه الإطارات ليسوا غرباء عن إطاراتهم بل غرباء مع إطاراتهم عن الجماهير الكادحة وقضاياها وحركاتها المناضلة لأنهم أولا يشكلون الأساسي المادي لإطاراتهم وموقف هذه الأخيرة تتأس بما تتأس به مواقفهم أي مواقعهم الطبقية ولأن ثانيا في منطق السياسة إعلان موقف دعم ومساندة مثلا لا يعني بالضرورة تبنيه الفعلي إلا باكتمال الشروط السياسية لتصريفه بمعنى أخر أن الموقف السياسي لا يكتمل بمجرد إنتاجه على المستوى النظري بل يستلزم ذلك ممارسته على المستوى السياسي وهذه العملية تستدعي بدورها حسبان الحساب لشروط ومتطلبات القضية المعنية بالموقف فمثلا لا يعقل أن نعتبر حزب سياسي له موقف مناهض لمدونة الشغل لمجرد إصداره بيان يتضمن رفض المدونة لان هذه الأخيرة مخططا طبقي يقتضي موقف مناهضته أن يتجاوز حدود إصدار البيان وأن يرقى إلى مستوى تفجير معارك جماهيرية متواصلة حتى إسقاطه أما الاختفاء وراء صيغ البيانات والخطابات لإنتاج مواقف من قضايا مصيرية (مخططات طبقية ،اعتقالات سياسية ) لا يعدو أن يكون مظهرا من مظاهر الارتزاق السياسي نفس الشيء بالنسبة لموقف دعم حركة 20 فبراير فهذه الأخيرة قدمت شهداء ولها العشرات من المعتقلين وامتداد واسع في كل المدن والقرى ومطالبها مشروعة لا يمكن حصر الممارسة السياسية لموقف دعمها في ما يصدر من بيانات وخطب أو فتح المقرات أو بحضور "تمثلية " في أشكالها النضالية بل تتطلب تعبئة جماهيرية واسعة ودعم مادي كافي لمواصلة نضالاتها دون ذلك ليس سوى انتهازية ممقوتة لا تخدم سوى مصالح العدو الطبقي للكادحين وفضحها والنضال ضدها هو الوجه الآخر للنضال ضد القهر والاستغلال .
الانتهازية المتجدرة:
ليس القصد بمفهوم التجدر. في هذا الصنف من الانتهازية حجم المواقف والتصورات التي تدعي عناصرها تبنيها والشعارات التي ترفعها والتي تصل إلى أقصى مستويات التجدر الثوري فهذا الأخير وإن كان صفة أساسية تحاول عناصر هذا الصنف من الانتهازية تقمصها والتحلي بها دون امتلاك القدرة على الدفاع عنها والقناعة بها وبالتالي مشروعية استحقاقها فهو لا يعكس سوى تجدرا أخر حقيقيا وأكثر قوة هو تجدر الانتهازية في دواتهم لدرجة يكون فيها المنطق والتعاطي الانتهازي لديهم هو الموجه الوحيد لكل ممارساتهم .
وهي تنقسم إلى صنفين :
الانتهازية المنبوذة : عموما وبلغة السياسة تشمل أيضا الصبيانية اليسارية وهي ترفض الانخراط والفعل في أي حركة أو إطار أو أي شكل مهما كان جماهيريا إن لم تكن مهمته المباشرة حسب ادعائهم إسقاط النظام وبمدينة جرادة لا ترفض عناصرها فقط المشاركة في الفعل الجماهيري "حركة 20 فبراير مثلا" والمساهمة في بنائه وقيادته بل تفضل الجلوس بالمقاهي في أوقات الفعل الجماهيري والتلذذ بالتعليق على حجمه ومساره وشعاراته والهجوم بالتالي عليه وعلى مناضليه ولا يحرجها إن تعرض الفعل لتدخل قمعي مهما كان همجيا فهو" ليس بثوري ومعتقلوه ليسوا سياسيين وشهدائه مجرد ضحايا" وما دامت الثورة لم يحن بعد موعدها فلا ضرر لدى بعضهم في أشراك البوليس والاستخبارات في جلساتهم وكدا العناصر الخائنة التي استفادت من فرص الشغل بخيانة حركات و إطارات سبق لهم الانخراط بها فهؤلاء بالنسبة لهذا الصنف من الانتهازية نماذج ذكية يقتدى بها في المرحلة
الانتهازية الضالة: هي حالة العناصر التي تضطر لإعلان مواقف ايجابية من الفعل الجماهيري وتدعي في علاقاتها الرفاقية النشطة والفاعلة فقط على شبكة التواصل الاجتماعي او خارج مواقع تواجدها بأكثر من 60 كلم تدعي انشغالها بقضايا الشعب وهمومه وأفاق تحرره واستعدادها" الثابت" للتواجد الدائم مع نضالات الكادحين لكن في الممارسة والواقع فهي تتخلف دوما عن المحطات النضالية وتجتهد في إيجاد الصيغ والتبريرات لتجنب دواتهم خطر انكشاف تخلفهم النضالي والعمل على وضعه في صورة الحالة الاستثنائية فرضتها ظروف قاهرة كانشغال بوضع عائلي أو مهني أو اختلاق ظرف صحي ويؤزمها أن يكون الفعل الجماهيري في محيطها قوي واسع مكثف ومتجدر ومناضليه يقدمون التضحيات ومن غرائب الصدف أن حالة هذا الصنف من الانتهازية التي تشتغل بقرى الإقليم تزامن تعينها مع استنهاض الفعل النضالي في هذه المواقع حيت تفجرت معارك قوية وصلت إلى تدخلات قمعية دموية ليلا على اعتصام الساكنة وكانت هذه الحركة الاحتجاجية البطولية تصور وتقدم دائما من قبل عناصر هذا الصنف من الانتهازية بأنها احتجاجات معزولة مطالبها تافهة ومناضليها مشبوهين وهي رؤية بوليسية محضة تتطابق مع رؤية سلطات القمع هناك إلا أن الحقيقة انكشفت سريعا حيت انتصرت الجماهير الشعبية بهذه المواقع المهمشة على القمع ومختلف أذيالها هناك وحضيت مطالبها وتطوراتها (الاعتصام التدخل القمعي الاعتقال ) بتعاطف محلي ووطني لتجد عناصر الانتهازية المتجدرة نفسها ضالة وفي موقع عدائي مع الساكنة كما تبقى علاقتها الوحيدة المستمرة والمنتظمة بالمدينة هي مع أجهزة الاستعلامات العامة ليس فقط خلال العمل وحوله بل في كل الأوقات ليل نهار وحول كل الملفات بما فيها نضالات الساكنة ورموزها .لكن من المؤسف على شبكة الانترنيت لازال هؤلاء مناضلون " ثوريون" يعملون على تضليل من يجهل حقائقها
الانتهازية المأجورة :
هم بالمدينة وكلاء اللصوص وناهبي المال العام وبقايا الإقطاع والملاكين الكبار وسط الساكنة يخوضون معارك وهمية حول قضايا تكون عادة حساسة بالنسبة للكادحين لكن في الجوهر ليس ذلك سوى دورا من الأدوار المدفوعة الأجر ومن أمثلتها بالمدينة قادة ما يسمى بتنسقية الأحياء حيت انتقاهم احد الأباطرة المتورطين في جرائم نهب المال العام ليخوضوا بالنيابة عنه صراعا خفيا ضد خصومه في نفس التكتل الطبقي السائد في إطار صراع الهيمنة بينهم على من يكتسح أكثر مواقع القرار والنفوذ وينهب المزيد من ثروات المدينة فتم تسخير أكثر العناصر انتهازية بالمدينة لتلعب هذا الدور بمكر واحتيال حيت دفعت هذه العناصر في معارك وهمية حول المستشفى الإقليمي بجرادة لارتباط مديره بخصومه ولتمويه الرأي العام وإلهائه عن متابعة أطوار التحقيقات في نهب ثروات المدينة حتى لا تصير قضية رأي عام ويسهل بالتالي تحريف مسارها وتبرئة اللصوص بالنتيجة كما سيقوم الطرف الآخر ردا على تسخير هؤلاء للاحتجاج ضد مدير المستشفى "أحد أتباعهم بتوظيف صنف آخر أكثر خسة وأنتهازية هو رئيس مركز حقوق الناس المشهود له بالتملق والعمالة . لتنظيم نشاط يظهر فيه المستشفى الإقليمي الذي لا يمتك سوى الاسم بأنه يقدم أرقى الخدمات الصحية وإدارته "منظمة ،مسؤولة ونزيهة " وبين هذا وذك ضاع حق الساكنة في التطيب ومستشفيات حقيقية وسط رفعة شطرنج بيادقها انتهازيات مأجورة تحركها أبادي اللصوص وبقايا الاقطاع . ورغم محاولات حركة 20 فبراير وضع نضالات الساكنة من اجل حقها في التطبيب في مسارها الصحيح عبر حضور اشكالها النضالية ودعوة قادة هذه التنسيقية لنقاش قضية التطبب في الأيام التي نظمتها الحركة وفي باقي محطاتها الاخرى كانت تلك العناصر تتهرب وتتجنب الحضور في الحركة بل وصل بها الأمر إلى تنظيم أمسية رمضانية تزامنا مع محطة 11 غشت الأخيرة وتعبئة ساكنة الأحياء لمقاطعة نضالات الحركة. مع العلم أن حركتهم كانت قد وصلت إلى أفقها المأزوم بعد ربطها بالحوار مع وزير الصحة الذي حل بالمدينة في الليلة التي سبقت محطة 11 غشت النضالية ونظم لقاءه وخطب خطابه كما يريد دون ان يكترث لهم .وكان بالامكان استدراك نكستهم في محطة 11 غشت وإرجاع النضال من أجل حق الساكنة في التطبيب إلى سكته الصحيحة مع الجماهير وقطع أيدي المتطاولين على قضايا الكادحين إلا أن الأجرة التي تلقوها من أسيادهم كانت بالنسبة لهم أثمن من أن يعاد للساكنة حقها في نضال مبدئي وشريف قبل حقها في العيش الكريم .
نؤكد في اخرالحديث عن هدا الصنف أن الانتهازية هنا لاتمتد بالضرورة إلى كل أعضاء تنسقيات الأحياء، فالكل يعلم أن العمود الفقري لكل الحركات الاحتجاجية بالمدينة هم أبناء الأحياء الشعبية ،وانخراطهم في هذا الفعل هو بالتأكيد بدافع الدفاع عن أهم الحقوق الإنسانية للساكنة : "الحق في العلاج " وضد التسيب والفوض والنهب والابتزاز والتهديد فيما يسمى المستشفى الإقليمي ، هذه قضية مقدسة بالنسبة للساكنة وأبنائها الشرفاء والنضال من أجلها ليس فقط مشروعا بل التزام وواجب أخلاقي
وإن كانت حثالة الجماهير وانتهازيوها يتاجرون بمأساة الكادحين وحقوقهم فالأكيد أن تأجيج المعارك والصمود فيها لن يمكن فقط من انتزاع الحقوق بل أيضا عزل الانتهازيين المأجورين لأن نفس هؤلاء قصير وأقنعتهم لا تصمد كثيرا قبل السقوط .
نكتفي بهذا القدر وقد نعود لعرض أصناف أخرى في حالة فرضها تطور الصراع ،لكن نود التأكيد في الأخير على أمل أن يتحلى المصابون بهذا المقال بالجرأة والموضوعية في الدفاع عن أنفسهم أو ليصمتوا في الخفاء .



#سعيد_المنجمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سعيد المنجمي - واقع بسواد الفحم وانتهازيات بكل الالوان