|
مِنْ أَجلها
مروان البطوش
الحوار المتمدن-العدد: 3824 - 2012 / 8 / 19 - 05:49
المحور:
الادب والفن
من أجلها..
مِنْ أجلِ دمعتها ومن أجليْ .. أنا ها جئتُ أشهدَ أنني صوتُ الذينَ يحاولونَ نداءها عن بعد قربٍ .. من هنا صمتُ الذين يُسابقونَ طريقَهُمْ كي يسبقوا أحلامَهمْ قبل السقوط عن الفراشِ، على الفِراش! فراشِنا أحنى علينا من سواه، فراشنا ينأى بنا عنْ ضعفنا، عن عجزنا، عنّا، و عن ذنب الحياة، فراشنا ينأى بنا عن خوفنا منّا، منَ الخبز المغمّسِ بالدماء ومنْ تحولنا إلى زَبَدٍ إذا اندفعت من التلفازِ أمواجُ البكاء ومنْ سقوطِ عيوننا منّا ،جفافاً ، إنْ علا نَوحٌ يناديهِ النّداء أنا هنا من أجلِ صرختها ومن أجلي .. أنا ها جئتُ أشهدَ أنني صوتُ الذين يحاولون نداءها أملاً بأنْ تمشي إليهم تحملُ الأرحام و الأطفال و الزيتون و الليمونَ والقرآن و الإنجيل تحملهم و تأتي، من هنا أو من هنا.. أو من هنا !!
يضطرنا نمشُ الخريطَةِ أنْ نمارسَ دورنا القوميّ بالمكياج، يا وطنيْ أنا لا أشكرُ المكياج قبل النومِ.. كالحُكّام وجهُ خريطتيْ الأزليّ و الأبديّ، وشمٌ أخضرٌ صافٍ نقيٌّ في جدار الروح، في قلبي، وفي لغتي اطمَئنَّ عليكَ يا و طني اطمَئنّ و كنْ كما شئناكَ فينا هادئاً كقصائد الغزلِ القديمةِ و ابتعدْ عن نثرِ حزنكَ كن لنا منّا و فينا كي نكون كما أردت لنا وكنْ ..!
ها جئتُ أشهدُ أنني أحدُ الذينَ إذا انحنتْ أعناقُهمْ كانتْ على أقدامهم تبكي السّماء حبيبتي،، لا تنظُري نحويْ بحُزنٍ هكذا لا تلعني شِعري فأعلمُ أنني نزِقٌ و أنّيْ لا أرى أو – لا أريدُ بأن أرى - بيت العزاء حبيبتي،، لا تسمعيني و اسمعي ما لا أقول فليسَ يعلَمُ من أنا في مثل هذا الوقتِ مثلكِ فادخلي اللاوعيَ في جُرحي، ادخلي اللاوعي في جرحي، وقولي : هل أنا حقّاً أُحبُّكِ ؟!! هـل أنــا . . . ؟!!
وعيي الذي عاثتْ بهِ الشاشاتُ يُنْكرني و ينكرُ كلّ شيءٍ أخضَرٍ، لا تقرئيني في غلافي، قلّبيــــــني، قلّبيــني، قلّبيني فالمرايا حينَ تُسألُ في الظلامِ و للظلامِ تكون حقاً ظالمةْ..
لا تسأليني عَنْ بدايةِ صرختي لا تسألي ما الخاتمةْ..
لا تسألي عني سنيني..
لا تسألي عني بطاقتيَ الغبيّةَ، أو حدودَ البيتِ، أو خَتْمَ الزّيارةِ، أو قريباً، أو بعيداً، و اسأليْ يا شـــام طفلاً شاخَ خوفاً في عـيـــوني .. أَنَا أمّةٌ في شَكلِ إنْسَانٍ وُلدتُ قبيل ميلاد الخطيئةِ كنتُ أصرخُ في أبي - المولود بعدي – يــا أبيْ لا تعصِ ربّكَ، يا أبي حافظ على الفردوس، لا تَقْرَبْ فِخاخَ اللهِ، كُنْ حَذِراً، وفكّرْ بيْ ! ... ولمْ يسمَعْ، فلمْ يقنَعْ، ولم يحذرْ، ولم يحفظْ و ألقاني و شرّدني و عرّاني ليقتلني أخي ..! .. كم متُّ بعدَكَ يا أبي .. كم متُّ بعدَكَ يا أبي
• مروان البطوش
#مروان_البطوش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قصيدة لم أكلم قبل عينيك المطر - بالفرنسية
-
دَثّرينيْ ...
-
أمشي وأعلم.. جيدا !!
المزيد.....
-
إعادة طباعة قصة -القنديل الصغير-، للروائي الفلسطيني غسان كنف
...
-
إطلاق دورة جديدة من جائزة غسان كنفاني للرواية العربية
-
-ذاكرة قلب- يثير تفاعل الجمهور في الموسم الرمضاني 2024
-
روسيا.. جمهورية القرم تخطط لتدشين أكبر استوديو سينمائي في جن
...
-
من معالم القدس.. تعرّف على مقام رابعة العدوية
-
القضاء العراقي يوقف عرض مسلسل -عالم الست وهيبة- المثير للجدل
...
-
“اعتمد رسميا”… جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024/1445 للش
...
-
كونشيرتو الكَمان لمَندِلسون الذي ألهَم الرَحابِنة
-
التهافت على الضلال
-
-أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق
...
المزيد.....
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
-
الهجرة إلى الجحيم. رواية
/ محمود شاهين
المزيد.....
|