أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيد أبوطالب - الدولة العميقة والشعب العميق















المزيد.....

الدولة العميقة والشعب العميق


سعيد أبوطالب

الحوار المتمدن-العدد: 3824 - 2012 / 8 / 19 - 00:12
المحور: الادب والفن
    


الدولة العميقة والشعب العميق
من وحى لقاءات مع زميلات و زملاء الاسكندرية

إنت مين؟
إنت تؤمن بأى دين؟

لم اتبين من كلمات الأغنية الكثير رغم تأثرى الشديد بها كل صباح ، هل تخاطب القتلة أم الشهداء؟.هل يقصد المغنى أن كل الأديان تجرم مواجهة المحتجين بالقتل؟ أم أن الثوار ذوى إنتماءات دينية مختلفة ؟.
هل يعنى المغنى الإنتماء الدينى أم الإنتماء الطبقى؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
صباحى دائما ذو شجون ، هوصباح الوحيد الباحث عن دفء غائب،أبحث عما يفسر لى إستمرار الحياة المتعثرة التى تحبو،وعندما أفشل فى الإمساك بتلابيب الإجابة ،أحاول منع تساقط الدموع.
فإن فاجئتنى الأغنية ببساطتها العميقة تجد مرتعها فى صدرى وتهزنى هزا.
كنت "أنا "أبحث عن "نحن" ،ومازلت.
ياما نفسى اعيش إنسان قلبه على كفه
كل اللى باردانين بكفوفه يتدفوا
إكتشفت فى رحلة البحث الطويلة هذه أننى لست مرنا بما يكفى ،أنا شخص "إنتريور " ولست "إكستريور" كما يقول علماء الطب النفسى لذا فشلت فى أن أكون قائدا جماهيريا ،وعجزت عن التواصل مع كثيرين ، لم يمنعنى هذا العجزعن البحث الدائم عن لؤلؤة المستحيل ،تلك الصافية النقية "نحن ".
فشلت فى التماسك مرات عدة هذا الأسبوع ، تذكرت بشجن وحزن شديدين ماألقى فى وجهى من صخور مدببة حادة عن شخصيتى التى فسرت قاهرة وغير عادلة وتمارس التمييز.
صدمت بإنطباعات أحبائى التى لم أتوقعها ، لأكتشف الحقيقة الناصعة : أنا شخص مكتئب وبعمق ،أوزع كآبتى على كل من يحيطوننى بمناسبة وبدون مناسبة ،فيشرع القريبون منى سيوف الدفاع فى وجهى لحماية أنفسهم كأنهم يصرخون :إبعد كآبتك عنا وإلا.........



صديقى القديم كان يدهشه حلمى بالثورة فى المرحلة الجامعية ،وكان يفرح كلما بشرته بمقولتى الأثيرة "كله حيطلع فى الغسيل" وكان يسميها SAID EQUATION ،طوال سنوات ظل يردد أننى خدعته ولم نغسل قذارة الحكام ، قال "لا" فى الإستفتاء عشان نبدأ على نضافة ،عمل توكيلا لحزبنا بعد مناقشة طويلة لخوفه من مخالفتنا للشرع.
فوجئت بأنه يدعونى لإنتخاب "الإستبن" وأنه إنضم للحرية والعدالة ،وانهم ناس ظراف وانا الذى لاأفهمهم ،وسألنى "إنت بتصلى ولا لأ"؟؟؟؟؟؟



قيادة عمالية ارتبطنا معا بعلاقة قوية وصلت لحد اننى دفعت ثمن كمبيوتر لاولاده بالحاح رغم رفضه الشديد ، دعوته مرات عدة للإلتحاق بالحزب ،ظل يراوغ دون سبب واضح لى ،يكشف لى عمال مصنعه انه باع القضية ويستمتع بمكافآت مجلس الادارة ضاربا عرض الحائط بمطالب من انتخبوه وهو آخر ماكنت اتخيله لمعرفتى الوثيقة به.
تذكرت لهجته المباحثية وهو يخاطبنى فى التليفون:
أنا عاوزك تخلى بالك من العيال ولادك.
ويعجب من رد فعلى العنيف تجاه نصائحه الوقحة والحلزونية.



الزملاء الحزبيون "من قلب الثورة الى قلوب المصريين " تصدمهم أسئلة الشباب العميقة الواسعة بلا حدود ولايجدون إجاباتها، فيصيبهم الهلع ويتفننون فى بناء الاسوارعلها تحميهم ،غير مدركين انهم يشبهون المماليك فى مقاومتهم لمدافع الحملة الفرنسية بالجنازير، خرجوا من جب التخلف واعادة الفشل لبحر العالم الواسع ،لايعيرون الحقيقة المرة إلتفاتا، صناع الثورة وقادتها هم الشباب ،و حزبنا مفتوح لا يصلح لبناء الاسوار والسياجات ، لم نبنه لوأد الزهور ، بل تركزت مهمته فى إحداث التوازن والتواصل بين الاجيال ، حزبنا واحة للمستقبل وليس مرثية للماضى.


"الست فاطمة" التى قابلتها مرارا على شواطى اتساع الاتساع لنروى فسائلنا الصغيرة كفت عن لقائى ،وانهمكت فى مونولوجها الداخلى البعيد البعيد،صارت لا تجيد معى الا الصمت والتجاهل، رغم غنائها القديم العذب الذى إستمتعت به،إلا أننى فجأة أصبت بالصمم،الرماح التى ظللنا نعدها لمقاومة الزمن ، غادرنتا هاربة ذات صباح دون وداع ،رغم اننا قفزنا فخورين عندما صعدت الرماح العشرين طابقا ممزقة علم اسرائيل ،و حين طارت كالعصافير من طلقات موقعة الجمل ،وحينما صرخت "الشعب يريد إسقاط النظام".


هناك على مر العصور دولة عميقة كرد فعل على وجود الشعب العميق ،شعب ذو مفاتيح ليست هينة ، بل هى مغاليق مبهمة.
لماذا يزور المصريون المقابر ويقيمون شعائر الموت من قديم الأزل بنظام ثابت لا يتغير ولا يعير التحريم الدينى لهذه العادات أدنى إلتفات؟
كيف إستطاع مارى جرجس المزاحم إبن المسلم والمسيحية أن يعلن مسيحيته بعد أن زار الكنيسة مع أمه مرات عدة "تقول الرواية أنها تزوجت قهرا من مسلم" فكيف حافظت الأم على مسيحيتها وشعائر الكنيسة وهى متزوجة من مسلم فى العصر الفاطمى فى القرن العاشر الميلادى ؟وكيف أعلن مارى جرجس مسيحيته وتزوج من مسيحية وواجه الحاكم وقال له أنا لا أخشاك وربى يسوع؟ ولماذا هو من بين إخوانه الستة الذى تبع أمه؟
قتل مارى جرجس وصار قديسا إلا أن القصة تضىء جوانب عميقة فى تاريخ هذه الأمة العميقة.



إعتمد السادات فى حكمه أسلوب المفاجأة فى قراراته السياسية "يحاول الإستبن تقليده كما سيحاول تأميم الحريات النقابية والنيابة عن الجماهير مستعيدا النموذج الناصرى" ،وكان هذا السيناريو الصادم أحد أسباب إنفجارمظاهرات 18 و19 يناير، فرغم "لامساس " المعلقة ليل نهار ، إستيقظ الشعب على موجة رفع أسعار عارمة ،فخرجت المظاهرات تجتاح مصر كلها و"إصطكت أسنان البرجوازية المصرية ". تعلم مبارك الدرس وبدأ أسلوب المراوغة الدائمة والتمهيد والإلحاح ،فيتحدث الجميع عن التوريث ،فى السر والعلن والمنتديات والصحف ووسائل الإعلام وتتراوح الإجابات بين النفى والتأكيد حتى يتم تأهيل المجتمع للمخطط.
ويخرج شباب الطبقة الوسطى بشكل معلن ومحدد سلفا فى 25 يناير ،ليكسر قاعدتين: أن الشعب يثور بعد مباغتته ،وأنه يثور من أسفله دائما ،من عماله وفقرائه .


الشعب عميق وكثافته شديدة الثقل ،ولا يمكن إختصاره بسهولة ولا الاستهزاء به أو تهميشه ، ويبدو جلادوه وحاملو قرابين تخلفه عراة أمام نظرته الثاقبة ،رغم ملابسهم الثقيلة التى يحاولون بها إخفاء عوراتهم.


سهل أن ألتحف أحزانى وأقول:
ياما نفسى اعيش إنسان قلبه على كفه
كل اللى باردانين بكفوفه يتدفوا
ستأتينى إجابة لا تغنى ولا تسمن:
إنت مين؟
إنت تؤمن بأى دين؟



#سعيد_أبوطالب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة -يوميات نسر ذهبى
- سقوط المماليك
- غزة


المزيد.....




- القضاء العراقي يوقف عرض مسلسل -عالم الست وهيبة- المثير للجدل ...
- “اعتمد رسميا”… جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024/1445 للش ...
- كونشيرتو الكَمان لمَندِلسون الذي ألهَم الرَحابِنة
- التهافت على الضلال
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- شجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي -الحياة- من خ ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيد أبوطالب - الدولة العميقة والشعب العميق