أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - مصطفى القلعي - معا من أجل الخلافة السّادسة بإذن الله














المزيد.....

معا من أجل الخلافة السّادسة بإذن الله


مصطفى القلعي

الحوار المتمدن-العدد: 3823 - 2012 / 8 / 18 - 03:20
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


حزب حركة النهضة الإسلاميّ التونسيّ جسد برأسين:
معا من أجل الخلافة السّادسة بإذن الله

ما يمكن أن نصف به النهضة بعد الفحص هو الشيزوفرينيا. فهي جسد برأسين حركة وحزب: نشاط حركيّ سريّ أغلبه وعمل حزبيّ للعموم، مجلس شورى تقليديّ سلفيّ موجّه للمريدين والأنصار ومكتب تنفيذيّ مدنيّ موجّه للرّأي العام، خطاب ظاهر ونوايا مبطّنة تطلّ برؤوسها من حين لآخر، اتّفاق مصطلحيّ ومنهجيّ في مستوى التواصل مع الخارج بين الحركة والحزب، حديث في السياسة مغلّف ببعض البسملات والحمدلات، تشهير بالخصوم وغير الرّاضخين ممّن لم تلق عليهم البردة وتضخيم وتدرّب على استغلال الظروف وعلى تحويل وجهة الرّأي العام لتمرير المشاريع حجرة حجرة، استغلال عامل الوقت: "لابدّ من الإسراع يا إخوان قبل أن يستيقظ المارد فنحن في عدّ عكسيّ".
حركة النهضة برئيسها تمارس العمل الحركيّ بمؤسّسات تقيلديّة بل سلفيّة كمجلس الشورى. وتصدر بيانات عنيفة مهزوزة رديئة الصياغة تشتم فيها الجميع تتراجع عنها أحيانا. الحركة تعمل على تحقيق الأهداف السلفيّة الاستراتيجيّة المتمثّلة في العمل على تغيير نمط المجتمع. فالهدف هو السّيطرة على المجتمع استعدادا لتحقيق حلم أكبر.
أمّا حزب حركة النهضة بمكتبه التنفيذيّ وبأمينه العامّ فيمارس الحكم بمنهج التلميذ الفاشل: الكذب والمغالطة وعدم الاعتراف بالأخطاء والإصرار على الخطإ وقلب الحقائق والضحك على الذقون واستبلاه الشعب والمزايدة بالتقارير الدوليّة على غرار النظام المخلوع وضعف التكوين لدى الوزراء وكبار مسؤولي الدولة حتى في المستوى اللغويّ والإداريّ والتسييريّ وإخفاء السير الذاتيّة للجميع والعمل بقاعدة "الدوام ينقب الرخام" والقبض على السّلطة بالنواجذ وطرد الجميع بما في ذلك حلفاء المجلس عبر تعطيل عملهم فينسحبوا أو يحملوا وزر الفشل ومعاداة كلّ الخصوم من ليبراليّين ويساريّين وقوميّين ومعاداة اتّحاد الشغل وترك الباب مواربا أمام رأس المال المشبوه أو المطارد من أجل الدخول تحت الجبّة والإسراع في استبدال هياكل الدولة وإطاراتها بالموالين والأتباع. والهدف هو السّيطرة على الدّولة.
لكلّ المقامات مقال واحد عند الحزب والحركة: نحن شرعيّون، نحن ناجحون والآخرون فاشلون، دعوا الحكومة تعمل، مؤشّرات التنمية عالية، أزلام النظام السّابق يربكون الحكومة، اليسار والاتّحاد يريدان إسقاط الحكومة. أمّا الأسلوب فواحد أيضا: المسكنة وتلبّس دور الضحيّة إعلاميّا وتحريك الأذرع السلفيّة والميليشيويّة اجتماعيّا في الشوارع. لا اعتراف بالجميل لأحد؛ لا للمحرّرين ولا للمؤسّسين ولا للمفكّرين ولا للشعراء (ترى كيف ينظرون إلى الشابي؟؟ وهل يقرؤون المسعدي؟؟) ولا حتى لمن سبقهم ومهّد الطريق لهم ليحكموا ويسودوا.
شعور أعمى بالزهو والخيلاء والفخر يهزّهم. وهي صفات كثيرا ما ردّد شعراء العربيّة القدامى أنّها دليل ضعف وجبن وسوء تقدير لحقيقة الذات. والحقيقة أنّ فوز النهضة الكاسح في الانتخابات التأسيسيّة لم يكن بفعل قوّتها وجماهيريّتها بل بفعل ضعف الخصوم وأخطائهم القاتلة لاسيما اليسار المفتّت وبفعل توظيف العامل الدينيّ في توظيفا سياسيّا بإخافة الناخبين على دينهم كم خلال تشويه الخصوم اليساريّين والليبراليّين بتصويرهم معادين للدّين مستهينين بالمقدّسات.
في الظاهر تعمل حركة النهضة وحزب حركة النهضة في خطّين متعاكسين. ولكنّهما استراتيجيّا تقاسما الأدوار: الحركة موجّهة إلى المجتمع تسبيه من ذاته وتجرّده من مكتسباته لاستبدالها بمنطوق الشّرع والشريعة. والحزب يسيطر على الدّولة. وهكذا يكون الهدف البعيد هو ما كشفته زلّة لسان الأمين العام للحزب ورئيس الحكومة الحالي حمادي الجبالي وهو تحقيق الخلافة السّادسة في أقرب الآجال الممكنة بإذن الله. هذا هو الحلم الذي ينامون عليه ويصبحون ويتساررون به ويتهامسون. أمّا نحن أبناء الشعب التونسيّ فحطبا يعتبروننا وجسورا للعبور.
• "الأزلام" لعبة النهضة المفضّلة:
التجمّع والتجمّعيّون وسام للمطهّرين وتهمة للخصوم. يعلن الجميع موتهم السياسيّ ثمّ يخافون منهم. ويخيفون بهم. في سياق الفخر بالمنجزات يفتخرون بقرار حلّ التجمّع وبقائمات الإقصاء من الترشّح الانتخابيّ. وفي سياق المزايدات السياسيّة وشيطنة الخصوم هم تهمة ترمى جزافا لا إثبات لها غالبا إلاّ الصّلف وفقدان الحجّة وهشاشة الرؤية والموقف. فلماذا يُترك القانون للحسم في ملفّ "الأزلام" و "الفلول" بعبارة الترويكا حكومة مجتمعة وأحزابا منفصلة؟
ومن هم الأزلام بالضبط؟ هل هم كوادر حزب التجمّع المنحلّ؟ لقد تمّ حلّ الحزب بحكم قضائيّ. ولم يعد له وجود فعليّ. وكانت في قضيّة الحلّ تلك بطولات واستعراضات. فلماذا مات الحزب وظلّت التهمة حيّة؟ إنّ التجمّع والتجمّعيّين ورقة للمزايدة وتهمة جاهزة ممجوجة مستهلكة مفرغة من كلّ دلالة يلصقها الجميع بالجميع دون استثناء. وكثيرا ما صارت دليلا على العجز في التحليل والنقد والمحاججة. وما أشدّ ما يهوى النهضويّون إلصاق هذه التهمة بالخصوم جميعا لاسيما ممّن استعصى ترويضهم أو تحييدهم أو إسكاتهم وإسالة لعاب الطمع فيهم. فمتى يكبرون قليلا عن ممارسة ألعاب الصبيان في عمر الشيخوخة؟



#مصطفى_القلعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقد الجبهة الشعبيّة- اليساريّة التونسيّة الجديدة
- في عبثيّة الاتّكاء على الفراغ ردّ على دعاة -الثورة بلا قادة-
- محمود درويش - سميولوجيا الحصار وعزلة الكائن الفلسطينيّ
- الكتابة والاستبداد
- الألعاب والاستلاب
- كنّا هنا.. وما كانوا هنا
- الملح.. الوجود استعارة
- «المرأة نصف المجتمع»؟؟
- باقة زهور إلى الاتّحاد العامّ التونسيّ للشغل
- العقل الأخلاقي والبراغماتيّة السياسيّة في تونس المعاصرة
- مسؤوليّة اليسار في تاريخ تونس المعاصر
- قطاع الصحّة في تونس: تكريس لاستغلال الكادحين وإتاحة فرصة الت ...
- الحياة رقصة
- اليسار العربيّ عاطل إيكولوجيّا
- رأس المال والقيم
- رسالة إلى أصدقائي النهضويّين التونسيّين
- الريّف والعولمة.. هجرة النّمل احتجاجا


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - مصطفى القلعي - معا من أجل الخلافة السّادسة بإذن الله