أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الصمد مرون - قصة -انتحال صفة مقدسة-














المزيد.....

قصة -انتحال صفة مقدسة-


عبد الصمد مرون

الحوار المتمدن-العدد: 3821 - 2012 / 8 / 16 - 20:04
المحور: الادب والفن
    


بعد أن أتيت على وجبة الغذاء، صحن بكامله من العدس، مع بعض الطماطم والبصل، آلفت ارتخاء في جميع عضلات جسدي، بعد مجهود مضني طوال الصباح، وتحديدا منذ الثانية عشرة، الوقوف على مشارف دربنا، شحذ كل الحواس لرصد أي تغير يلحق حينا، ليتضح فيما بعد أن كل شيء على حاله، الأطفال في وساختهم يلعبون، العم إدريس يلعب "ضامة" مع نفسه، بعدما أوصل كل رفاقه إلى متواهم الأخير وأضحى ينتظر فقط من يوصله إلى مصيره، بعدما استغنى عن انتظار معاشه الذي لم يأتي بعد، هذا مع استثناء المتغير الوحيد في "الدوار" وربما في المنطقة، وهو أن "با البتشو" قد فتح الله عليه، واستطاع أن يضيف براكة جديدة إلى جمهوريتنا القدرة.
تركت كل هذه الأفكار التي ناوشتني هذا الصباح، ثم بدأت أبحث عن جهاز التحكم عن بعد، لأشغل التلفاز ثم وجدته بعد مشقة، شغلت الجهاز في حرص شديد، لكي لا يقع ضحية العطب بين يدي، وأرغم بعد ذلك على سماع حديث الصباح والمساء، من الجميع؛ الأم الجدة الإخوان الأب وحتى من "السبسي" رفيق الوالد الوحيد، ضبت الجهاز على القناة الأولى وهي الوحيدة التي تلج دوارنا، ومباشرة انبرى صوت المذيع منفجرا في وجهي؛ وهو يعلن أن الشعب خرج عن بكرة أبيه، ليستقبل الملك الهمام وحصانه المحترم، تذكرت أن أبي لم يشتري بكرة بعد، لذلك وجب أن أذكره، كي لا يقع تحت عقاب القانون، جميلة جدا الأنشطة الملكية، فهي على الأقل تستطيع بواسطة البياض الذي يفيض من الشاشة منافسة سواد "باركتنا"، كما أن مشهد الوجوه السود الذي تسبح صعودا ونزولا يثير في إعجابا غريبا، كما لو كان الأمر يتعلق بمقطوعة موسيقية، وتحت مفعول العدس، وجدتني أتخيل للحظةـ، أنني الجالس على ذلك الحصان البهي، ورغم أنني لم أركب في حياتي غير حمار جدي، إلا أنني بدوت لنفسي بارعا في ركوب الخيل، أتهدى جموع الجواري المخلصات لفحولتي، كان وجهي يشع نورا من أثر "الكمبا والكلامار" المصحوب بكأس نبيذ فاخر، لا من المغشوش عند "الگراب".
وبما أن الفرصة لن تسمح مرة أخرى، تفتحت مواهبي على ضرورة سن قرارات جديدة، بمناسبة هذه البهرجة التي أعيشها، من جملة هذه القرارات المستعجلة، إحداث وزارة جديدة، سأطلق عليها اسم وزارة "البراكة والروبيني" ستعنى هذه الوزارة الجديدة بهدم جميع البراريك، داخل الوطن وخارجه، لتبني في أخر المطاف "براكة" كبيرة تستوعب جميع السكان، كما ستصدر قرارا خاصا أُعفى بموجبه لاعتبارات العهد الجديد، من طابور السقي، فمتى حضرت يحق لي تحت حماية القانون أن أسقي قبل الجميع، مع استثناء نورة بنت المعلم "سليمان"، يحق لها أن تسقي قبلي، بعد ذلك سأمنع أكل العدس في جميع التراب الوطني، بل سألغي كلمة عدس، التي تزدحم بها مقرراتنا الدراسية، سأكلف "شميشة" وزارة الأكل كي تحرص على انتقاء الأطعمة لي لأتخلص بذلك من عقدة بركاش سابقا وشميشة لاحقا، لن أنام بعد الأن على الحصير، سأنام فقط على البصمات، لأنني سأراكم جميع الأفرشة الحاملة لشارة البصمة، وأنام عليها دفعة واحدة، أنام عميقا عميقا...، في هذا الجو داهمتني دغدغة خفيفة أيقنت أنها من إحدى الجواري، اشتدت الدغدغة، انقلبت لكمة على الرأس، ثم على وجه، انتفضت واقفا، طار أثار النوم، كانت الغرفة ممتلئتا بوجوه شاحبة، فجأة أتاني صوت مجهور: هذا يا سيدي انتحل الصفة المقدسة...



#عبد_الصمد_مرون (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النمط الخفي للدراما المصرية، -فرقة ناجي عطا الله نمذجا-


المزيد.....




- -سماء بلا أرض- للتونسية اريج السحيري يتوج بالنجمة الذهبية لم ...
- جدة تشهد افتتاح الدورة الخامسة لمهرجان البحر الاحمر السينمائ ...
- الأونروا تطالب بترجمة التأييد الدولي والسياسي لها إلى دعم حق ...
- أفراد من عائلة أم كلثوم يشيدون بفيلم -الست- بعد عرض خاص بمصر ...
- شاهد.. ماذا يعني استحواذ نتفليكس على وارنر بروذرز أحد أشهر ا ...
- حين كانت طرابلس الفيحاء هواءَ القاهرة
- زيد ديراني: رحلة فنان بين الفن والشهرة والذات
- نتفليكس تستحوذ على أعمال -وارنر براذرز- السينمائية ومنصات ال ...
- لورنس فيشبورن وحديث في مراكش عن روح السينما و-ماتريكس-
- انطلاق مهرجان البحر الأحمر السينمائي تحت شعار -في حب السينما ...


المزيد.....

- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الصمد مرون - قصة -انتحال صفة مقدسة-