|
المواطنة و الديمقراطية
انور نصرّ
الحوار المتمدن-العدد: 3821 - 2012 / 8 / 16 - 12:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الديمقراطية في العصر الحديث ترتكز اساساتها على مفهوم المواطنة، و من هنا يمكننا البدء بلعمل السياسي الديمقراطي فان كل انسان يولد في دولة تمنحه الجنسية من قبل الحكومة و ان كان الفرد ولد في دولة غير دولة والديه الام تعطيه جميع الحقوق و واجباته دون ان تميز بين االفرد و الفرد الاخر بتميز العنصري او الديني او الجنسي فان لم تكون هذا المميزات جديا له فهذا يعطي للبعض من المجتمع اكثر من حقوق الاخرين . ان الدول العربية لا تضمن المواطنة للفرد و المجتمع لان مرجعيتها في جل مجتمعها من فكرية و سياسية و حتى بعض الاحيان الادبية تكون مرجعية دينية مفاهيمها قديمة و يمكن وصفها من العصور الوسطى ، و هي ترفض ان تكون الدولة على حياد لمعتقداتها الدينية ، و من هنا نرى ان كان الفرد من دين الحاكم او الاغلبية فيكون فوق كل اعتبار و امتياز عن باقي الافراد من "الاقليات" في دين اعداده قليلة ، فهذا هو التعريف و التعبير الاحدث في المجتمع العربي و هذا يعبر للبشر ان المرجعية الدينية في هذا العصر لها عقلية رجعية ، و يوجد ببعض الدول العربية افراد او جماعة تكون مرجعيتهم العشيرة و الحزب و بعض الاحيان الملة على المستوى العام ، و هذا النوع من المرجعيات يقوم بتقسيم الجماعات و الافراد و يعطي امتيازات خاصة لهم على حساب غيرهم من الافراد و الجماعات ، و كل هذا التمييز و التفريق يتم و يصبح شرعا ببعض الاحيان في الدول ،حتى لو كانت تلك الدول العربية موقعة على ميثاق حقوق الانسان و المواثيق الدولية التي اصدرتها الامم المتحدة ، و كل هذه المواثيق و القرارات الصادرة عن الامم المتحدة تعتبر بمسابة معاهدات بين الدول الموقع عليها ، انما خاصتا في الدول الشرق الاوسط وتحديدا العربية تكون هذه المواثيق الموقعة من قبلهم حبر على ورق اذا كانت تتعارض مع مصالح الحكم و رجال الدين و المعتقدات الدينية و سياسية و العادات ، فمن هنا ياتي دور المثقفين في التوعية الديمقراطية لانهم محررين بلعقل من كل التجذبات السياسية و الدينية و العقائدية و هم بسبب ثقافتهم العالية يفهمون مشاكل الانسانية و هم القادرون دائما ان يعلموا الديمقراطية و المواطنة بشكل اكثر وضوحا و هم الارقى ثقافيا لمساعدة المجتمع و الفرد منه الخروج من انفاق الانعزالية المفروضة قسرا عليهم في المجتمع العربي الاستبدادي و توعيتهم لاحترام الاخر و حقوق الانسان و واجباته تجاه الوطن و المجتمع و من هنا يجب على الفرد العربي ان ينتمي الى التنظيمات الغير حكومية للمجتمع المدني لان الديمقراطية لديها ابعاد اجتماعية كثيرة عدا عن الابعاد السياسية و المجتمع المدني و تنظيماته تخلق نوع من العلاقات بين الافراد تكون مبادئها اجتماعية و هي الصمام الاساسي امام استبداد الدولة التى همها الاول " الشمولية" السيطرة على كل المجتمع . ان الجمعيات في المجتمع الديمقراطي هي الاهم لانها ليست ملكية للفرد و ليست ورشة عمل للاداريين فيها و ان عملها هو جماعي ذو عقلية منفتحة للاخر و اهدافها الوصول الى اهم و اكثر الحلول انتاجا لمصلحة المجتمع ككل و من هنا تكون الافكار و العمل الجماعي هو الضمانة الاساسية للنجاح و الشيئ الضروري بلمجتمع المدني ان يكون له الاليات الجدية و القوية لعدم تسرب الديكتاتورية عليها و من هنا تكون المفاهيم الديمقراطية في عقل الشباب الواعد و يعلمه للفئات الاصغر بلمجتمع و يقوم المثقفين ايضا بتعليمهم مفاهيم الديمقراطية في كل المراحل الدراسية حسب وعي التلاميذ و تكون الجمعيات و المثقفين في خط واحد للتعليم مواثيق حقوق الانسان و مقارنة الديمقراطية بغيرها من انواع الحكم القمعي و لتكون الديمقراطية مرجعا اساسيا في التطور الاجتماعي و سلوكه المدني و ليس العقائدي الطائفي لضمان عقول منفتحه للاجيال القادمة في الوطن و المجتمع العربي و ذلك كله للوقوف امام الدول الكبرى التي لا تدافع عن الديمقراطية في الدول العربية مثلا الولايات المتحدة الامركية وتحالفها دائما يكون مع المملكة السعودية لانها بعيدة بكل الاتجاهات عن الديمقراطية و اساليبها و الحرية و حتى حقوق الانسان لان هدف الولايات المتحدة الامركية تكون على الهيمنة الامبريالية و مثلا في لبنان المحكوم من قبل الطوائف وزعمائها الذين لم يكن لهم انتماء وطني ولا يعرفون المواطنة الا عبرالكتب
#انور_نصرّ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العلمانية و الدين
-
الدين و الديمقراطية
-
ديموقراطية الدولة
-
رسالة الى الخالق - جزء 2
-
رسالة الى الخالق
-
شبابي
-
الديموقراطية
-
الحق في الدولة
المزيد.....
-
عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد
...
-
بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا
...
-
مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي
...
-
بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به
...
-
السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با
...
-
تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط
...
-
اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل
...
-
الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
-
عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب
...
-
بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير
...
المزيد.....
-
في يوم العمَّال العالمي!
/ ادم عربي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|