أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد عنبتاوي - حين تكون الخيانة الفكرية في خدمة الإنتهازية السياسية














المزيد.....

حين تكون الخيانة الفكرية في خدمة الإنتهازية السياسية


عبد عنبتاوي

الحوار المتمدن-العدد: 3816 - 2012 / 8 / 11 - 20:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


موقف ورؤية :

حين تكون الخيانة الفكرية في خدمة الإنتهازية السياسية



تعود من جديد وتتكرر بعض الإجتهادات الإجترارية ، في السنوات الأخيرة عبر بعض المثقفين اللامفكِّرين ، بمحاولة عَقْلنة الدين عموماً ، وأدْلجة الإسلام السياسي خصوصاً ، من خلال عملية تحديث مُفتعَلة ومتكَلّفة لإظهار جهوزيته بتقبُّل الديمقراطية ، ومدى انسجامه مع الحياة وتناغمه مع الحداثة السياسية والمدنية ، بما يتناقض مع كلِّ المنهجيات العقلية والعلمية، ومع جميع التجارب الحياتية ..
وبعيداً عن دوافع وغائيات هذه الإجتهادات وأصحابها ،في التاريخ العربي والانساني المُعاصِر والقديم ، والسِّياقات التي تُطرح من خلالها ، فقد سقطت هذه المحاولات سقوطاً مدوياً ، على المستويَيْن النظري والعملي معاً.. وتراكُم هذه الطروحات التنظيرية ،كما هي تراكم التجارب الكمية والنوعية لها ، أفْضَتْ الى إيضاح مدى تناقضها مع معايير العقل والعلوم والحياة ، في السياسة كما في الثقافة والمجتمع ..
وإن كنتُ لستُ من مُقدِّسي الديمقراطية ، ولا من رُوّادها ،وهو أمر مُنفصِل وإنْ كان في سياقٍ مُتّصل ، وبالرغم من ضيق هذا الحَيِّز ، في تناول ومعالجة امر وجوديّ كهذا ، وعلى هذه العُجالة ، فإنني استطيع القول جازِماً ، إن معظم تلك الإجتهادات ، سيّما المعاصِرة منها ، لا تَخلو من خيانةٍ عقلية ومن لاأمانة فكرية ، وغالباً ما تنطلق وتتحرك لإعتبارات سياسية واجتماعية ، لا معرفية وثقافية ، وبدوافع مصلحية وإنتهازية ، إنْ لم نقل آنوِيَّة ، على أقل تقدير ..
إن محاولات إفتعال هذا التزاوج الهَجين ، بين الحالة الاسلاموية الرَّاهنة وبين المُعاصَرة والديموقراطية والمَدنية والحداثة ، ما هي بالتالي إلاّ تلاقُح لا عقليّ ، عِوَضاً عن كونه لا شرعيّ ، لا ولم ولن يُنجِب إلاَّ مولوداً معاقاً ومزيداً من المُراوَحة خارج تُخوم التاريخ وحركته ..
إنَّ الثقافة الاُحادية المنطلَق والإتجاه ، لا تحتمِل التعددية والتنوُّع الحقيقييْن ، في الحياة والفكر والثقافة والمجتمع كما هو الحال في السياسة ، مهما بَدَا غير ذلك .. كما ان ثقافة إقصاء الآخر ، المُذَوَّتة في النصّ والتأويل معاً ، لا تستطيع أن تقود نحو مواجهة التحديات الفردية والجماعية ، لا سيّما تلك التحديات الوجودية منها ، مهما حاول مُروِّجو هذا النهج ..
فالمشكلة ليست في الإسلاميين أنفسهم ولا بمشروعهم وتحالفاتهم فحسب، إنما فيمَن راهن وما زال يراهن على هذا الخيار، من داخل "طبقة الإنتليجينتسيا"، حتى بات رهينة لهذا المشروع، بل وربط مصيره الشخصي والفكري به..
ويأتي سياق هذا الطرح، في ظلّ كمٍّ هائلٍ من الكتابات العربية في هذا الاتجاه، من أبناء الطبقة المُعاقة والمُعيقة ذاتها.. وراح بعضهم أبعد من ذلك وأخطر، حتى غدا يعرض هذا "الخيار" كوصفة سحرية للخروج من الأزمة العربية المُستدامَة، ويطرحها كبديل للواقع السياسي والثقافي المأزوم أصلا، ليزيده بذلك تأزُّماً وتعقيدا، متجاهِلاً طبيعة التحالفات السياسية وغير السياسية التي يفرضها هذا "الخيار"، على المستوى الوطني والقومي والإقليمي والكونيّ..
فهل من الطبيعي أن تُطرَح بدائل الواقع، في عملية التغيير والولوج الى المستقبل، من خيارات الماضي ومن ثقافات ماضَوِيّة ؟!
أما تجربة ونموذج المقاومة اللبنانية ، المُتمثِّلة "بحزب الله " ، على سبيل الحصر لا المثال ، إنما هي مسألة أُخرى مُنفَصِلة وإنْ بَدتْ مُتَّصِلة ، تحتاج الى وقفة تأمُّل وتفكُّر من نوعٍ آخر ..!؟


الجليل – آب 2012



#عبد_عنبتاوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى النكبة : الكارِثة مُتواصِلة في الوجود والوعي!!
- صَدَى الصَّمت.. في مواجهة صَدَأْ الكَلام
- فيما هو أبعد من مُجَرَّد الدفاع عن سوريا، الدولة والموقف
- * دِفاعًا عن: سوريا الدولة والموقف، المقاومَة والحرية، ابن ا ...
- شَذرات - غير أدبية - : تأمُّلات إغترابية ...خارج مَنْفى المع ...
- شذرات -غير ادبية- - تأملات اغترابية - وصايا غير لاهوتية
- في المسأَلة العلمانية، كمَنْزِلَةٍ بين مَنْزِلَتَيْن..


المزيد.....




- الأردن.. جدل حول بدء تنفيذ نص قانوني يمنع حبس المَدين
- إيران تؤكد مقتل علي شدماني قائد -مقر خاتم الأنبياء- في غارات ...
- ما الذي حدث في غزة خلال 12 يوماً من المواجهة بين إيران وإسرا ...
- ألمانيا.. السوري المشتبه به بهجوم بيليفيلد عضو في -داعش-
- بزشكيان يؤيد منطقة خالية من الأسلحة النووية بما يشمل إسرائيل ...
- نيوزويك: هل كان قصف ترامب مواقع إيران النووية فكرة صائبة؟
- مقتل 17 جنديا في شمال نيجيريا إثر هجوم جديد على قواعد تابعة ...
- زيمبابوي تحطم الرقم القياسي بمبيعات التبغ لعام 2025 بأكثر من ...
- إريتريا تسعى لإلغاء ولاية المحقق الأممي لديها بعد إدانتها
- الفلاحي: المقاومة تركز على ضرب الآليات التي يصعب تعويضها خلا ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد عنبتاوي - حين تكون الخيانة الفكرية في خدمة الإنتهازية السياسية