أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد محمد عيسى - -حفرة في العاطفة- لجيلان زيدان بحث محمد عيسى















المزيد.....



-حفرة في العاطفة- لجيلان زيدان بحث محمد عيسى


محمد محمد عيسى

الحوار المتمدن-العدد: 3816 - 2012 / 8 / 11 - 20:15
المحور: الادب والفن
    


جيلان زيدان وحفرة في العاطفة ...

محمد محمد عيسى


" ألف القارئ العربي التعايش والتآلف مع نص شعري محدد، ومؤطر، ومن ثم بدأت تنفلت من يديه آليات هذا التآلف، وتفككت عرى ذلك التأطير، منذ زمن بعيد حينما بدأت تصدعات الجسد الشعري تتفسخ وتتحلل، وتتسع وتتهاوى؛ لتعلن عن قدوم أنواع وأنماط جديدة تلوح في الأفق فبدأ يدافع عن ذائقته وعن جمالياتها التي كان يتوهمها أو كان يؤمن بها إيماناً راسخاً.. فبدأ يرفض كل ما يخالف ذائقته القارة التي نمت معه ونمت مع نمو الشعرية أيضاً منذ زمن بعيد.. " (1 )


عندما قرأت شعر عنترة وامرىء القيس والمتنبي ، وغيرهم ممن أتى بعدهم ، وقرأتُ لشعراء المدرسة الكلاسيكية الحديثة أمثال البارودي ، وشوقي وحافظ ، لم أن أكن أتصور أنَّ أحدًا سوف يقنعني يومًا ما أنَّ هناك شكلاً آخر للقصيدة سوى القصيدة العمودية الخليلية ، حتى الشعر المرسل الذي التزم الشكل العمودي وعدد التفعيلات وتخلَّى عن القافية كنتُ أشعر دائمًا أنه ينقصه شيء أساسيّ و هو الاستمتاع بقراءته

وكنتُ إذا وقع بين يدي ما يُسمى قصيدة التفعيلة خشيتُ على نفسي من العدوى ونحَّيتها ورفضتها دون اعتبارٍ لكتَّابها ، وهم من هم !! و كنتُ كلما حاولتُ - خلسةً منِّي - قراءة أحد هذه النصوص لم أكمل قراءته ؛ ربَّما لأن خيط القصيدة كان يهرب مني ، أو لعدم وصولي لفكرة بعينها ؛ كان تركيب الجملة يقف عائقًا بيني وبين فهمها ، بعدها عرفتُ أنَّ مثل هذه النصوص يخضع كثيرًا للتأويل ، ولم يكن المعنى المعجمي حلًا لمعرفة مغزى النص ، بل يخضع النص لاعتبارات أخرى كالإيحاء والسياق والتأويل وغيرها ؛ بعدها عرفتُ لماذا كان يلجأ بعض الشعراء للغموض أو التهويم وأنه لم يكن ذلك شرطًا في كتابته ، شيئًا فشيئًا بدأتُ اقتنع بقصيدة التفعيلة ، وكتبتها وصرتُ أحدَ أنصارها .

بالتزامن مع قناعتي بهذا الشكل الذي لم يكن جديدًا إلا عليَّ ، ذهبتُ بشدة وعنف أنكر ما يُسمى قصيدة النثر ؛ لأني درست فيما درستُ بالأزهر خطب قس بن ساعدة ، وحكم وأمثال أكثم بن صيفي وعرفتُ أنها من عيون النثر ، وأنها تمثل النثر الفني في ذلك الوقت ، فلم أكن أحتاج لمن يفرِّق لي بين الشعر والنثر ، وكنت أعجب كيف يجتمعان القصيدة والنثر ؟! لكنني عندما قرأتُ نصوص أدونيس النثرية على الرغم من تركُّبِ لغتها ، أخذتني ، وجاهدًا حاولتُ كشف غموضها ، وقرأتُ الماغوط وعشقتُ كتاباته ، و في مجلة الثقافة الجديدة عام تسعين قرأتُ نصًّا لـ أمجد ريَّان مازلتُ أحتفظ به ، بعنوان [ اتهجي السديم ] :

" يندلع الإيقاع
يخرجُ الأطفال من ضلوع الأرض
والصهيل ينحدر من الوردة
النداء يشق الصلصال
جلست المرأة فوق الصخرة ، ودمعتها مدببة فوق الخد ، والنور يرشها بالملح ، بينما
يرقص كفها في تجاعيد الهواء :
ميدي أيتها الأرضُ في الزبد الدموي واصعدي يا مرايا في الحريق .
كان ولد يتسلق البريق ، وفي يده الحجر الذي كالإشارة .
داس بقدميه القش ، وظل يصعد ، يزيح الستائر المعتمة عن جبينه ، ويصعد في الهشيم
والمراسلين والمنبئين والجنود ، ظل يصعد متشحًا بخفقته ، ينازل الريح ، واللغات ،
وعندما ارتقى الذروة النارية ، رمى بالحجر إلى الأفق ، فانفتح الباب المغطى بالأقحوان " ( 2 )


لقد أخذني النص حينما قرأته لأول مرة ، وما زال يأخذني كلَّما أعدتُ قراءته ، عندها تأكدتُ أنَّ الكلمة الشاعرة لا يشترط أن تكون موزونةً ، وأنَّ تركيبًا يحمل دلالات ، ورؤىً ، يحملُ شاعريةً تجعلك تنسى معها إيقاع النص ؛ لأنَّ ثمّة إيقاعًا تخلقه هذه الشاعريَّة .


و" تمثل قصيدة النثر حالة مروق لا تشاكل الشعر ، ولا تشاكل النثر ، وهي تأسيس يمثل جلدًا متلفًا لجسم الشعرية الحيّ ، حتى زعم أن قصيدة النثر جنس مخنث أي ( منفعل ) بنفسه مثل الحيّة ، فيه صفات الشعر وصفات النثر معًا وتنبه الشاعر الرائد حسين مردان رحمه الله في مطلع الخمسينات إلى هذه الإشكالية ، فأطلق على قصائده النثرية ( النثر الفني المركزي ) ، وحين عاتبه مريدوه قال بسخريته المعهودة : هي بردعتي أضعها على أي حمار شئت !! . وتنبه الشعراء الحداثيون الجدد إلى الإشكالية ذاتها ، فردّوا بإطلاق ( نصوص ) على قصائدهم النثرية " (3 )

شيئًا فشيئًا ينتصر لها كتّابها، و يتعصَّبون لها ، وتصيرُ واقعًا فنيًّا لا خيالاً ، ويقول أحد روَّادها في أحدث تصريحاته : " أتصور أنَّ قصيدة النثر قد أنقذت الكتابة من كل أشكال التكرار المقيتة وأنقذت الكتابة الشعرية من حالة التنميط ، وعندما بدأنا نكتب قصيدة النثر بدأنا نضيف إلى الحياة الإنسانية " ( 4 )

وعلى كل حالٍ فإننا نُقْدِمُ على نصٍّ أدبي اجتمع له من خصائص الشعرما طَمَّعَه في الانتساب إليه ، و أوتي من خصائص النثر ما مكَّنَه من اقتناص الحكمة العالية .....




ملامح النص النثري :

النص الذي تقرأه ، وتستطيع أن ترصدَ ملامحَه نصٌ أقل ما يُقال فيه : إنَّه نص جيَّد ؛ لأنَّ عكسه مجهول ، ورُكِّب من مفرداتٍ متناثرة ، تظلُّ متجافية ، وإن تقاربتْ ؛ فتحسُّ بفجوة ، وعدم قدرة على الربط بين دلالة المفردات ، والتراكيب ، ولم أقصد من ذلك تجريد النص من انفتاحه ، وتعدد دلالاته ، وقابليته للتأويل ، و [ حفرة في العاطفة ] لجيلان زيدان أحد هذه النصوص التي تستطيع أن تقفَ على عناصر إبداعها ، و ترصد ملامحها.



[ حفرة في العاطفة ]

مجموعة نصوص نثرية للشاعرة جيلان زيدان ، أخذت شكل السطر الشعري ، وإن تخلَّى عن تفعيلته إلاَّ أنَّ به إيقاعًا موسيقيًّا واضحًا ... حفرة في العاطفة ، على اعتبار أنَّ " العاطفة تتولد كرد فعل ؛ نتيجة عوامل تواجه الإنسان " ( 5 ) ، فالعاطفة إيجابية وسلبية وتتبدى في شكليها الإيجابي والسلبي ، و[ حفرة في العاطفة ] تركيب يُعبِّر عن جانبها السلبي ، والجانب السلبي يتسع ؛ ليشمل على سبيل المثال : الغضب والجرح والخفوت ، ولو اعتبرنا أن الحفرة معادلاً للغضب على أنَّ " الغضب أساسًا عاطفة emotion وشعور feeling . العاطفة ليست شرًا ولا خيرًا في حد ذاتها ، وكذلك الشعور فهما ينتجان عن ميول فطرية خلقها الله في الإنسان " ( 6 )

وإن كان [ حفرة في العاطفة ] نتاجًا نسائيًّا فـ " الذكور والإناث يغضبون ، والاختلاف بينهما في نوع المؤثرات و المواقف .فالإناث تضايقهن الأمور الإنسانية أكثر من الرجال ...الرجال يغضبون والنساء يتضايقن ، الرجال يصرِّحون بالغضب ، والنساء مرات عديدة يخفين الغضب ، ويعبِّرن عن غضبهنَّ بكلمات قاسية " ( 7 )

يتصدر ديوان ( حفرة في العاطفة ) لجيلان زيدان بإهداء ، وتقديم ، وسيرة ذاتية ، إهداء يفتتح بسطور من لغتها الخارجة من عمق العاطفة المحفورة ، ومختتم بموعد مع الشعر في غيبوبة الغروب المؤطر بديوان معتقل ، وتقديم لصديقتها آمال رقايق الشاعرة الجزائرية ؛ افتتانًا بالحس وانتصارًا للجنس ، وسيرة ذاتية كتبتها صاحبة الديوان في شكل سردي مُوثَّق بالأرقام والتواريخ بما لا ينال من بهاء الحروف ، افتتحت سيرتها الذاتية بشطرين خليليَّين ربما ليس بالديوان غيرُهما .

ولأنَّ أدوات النبوغ تولد قبله ، فلم تكن جيلان اختارت هذا الاسم لنفسها ، وما اختارت لنفسها أن تكون شاعرة لتستفيدَ من جيليها ؛ لتقول :
أنا جيلان أنفقتُ الليالي
أُفرِّط شوقها جيلاً فجيلا

وتقول في متن الديوان :
لولا تعذُّر ملكيتي ذاتي
لابتعتُ لكَ مِني جيلين ( الديوان ، ص : 67 )

وتنهي جيلان سيرتها الذاتية بتَتِمَّةٍ لتقديم صديقتها الشاعرة الجزائرية يقع في نهاية الديوان ، ويعقب ذلك إهداء بالصفحة الأخيرة ؛ لتخلق جوًّا من التواجد ، والتواؤم ، والالتحام على صفحات كتابها ( حفرة في العاطفة ) ؛ ولتؤكد أن البداية والنهاية تلتقيان عند نقطة واحدة .


المرور إلى قصيدة النثر :

شعراء قصيدة النثر أو النص النثري أحد اثنين : شاعر أتاها بعد أن كتب القصيدة العمودية أو السطر التفعيلي ، وهو يستهويه التجريب أو التجديد ، أو ربما يكون أتاها عن اقتناعٍ بأنَّ مجالها رحبٌ ، وأنها تتيح له مالم تتحه القصيدة الموزونة . وشاعر أتاها دون المرور بالقصيدة الخليلية العموديَّة أو قصيدة شعر التفعيلة ، جاءها عبر ثقافات واسعة ؛ أتاها رافضًا للقواعد ؛ أو مفتقِدًا لها ومستصعِبًا إيَّاها ، وكارهًا جمودها .

لكن ما موقع جيلان زيدان منها ؟
جيلان زيدان بذكاء أرادتْ أن ترسل رسالة قصيرة للقارئ والمطلع على مجموعتها [ حفرة في العاطفة ] ، عندما كتبت في مطلع سيرتها الذاتية :
أنا جيلان أنفقتُ الليالي مفاعلْتن مفاعلْتنْ مفاعلْ
أفرِّطُ شوقها جيلاً فجيلا مفاعلَتُن مفاعلْتنْ مُفَاعلْ
جاء الشطران على تام الوافر ، لكن هل جاء ذلك عفوًا أم عن قصدٍ ؟
على كل حالٍ فهي تجربة ، وإن كانتْ قصيرةً إلاً أنَّه يجب أن يُؤخذَ في الاعتبار أنَّ لديها سابقةً من شعرٍ موزونٍ ، وأعتقدُ أنَّ لديها لاحقةً ؛ يؤكد ذلك السطور الموزونة المتناثرة على صفحات المجموعة .

ولعلها اتخذت كغيرها من شعراء قصيدة النثر موقفًا من القافية ولستُ أدري قَصَدَتْ ذلك أم توَهَّمْتُه أنا ؟ حين قالت :

" لم تعد القوافي تقبض على روِيِّها
ولا المجرَّات تلهمها البروج " ( الديوان ، ص : 15 )



الإيقاع بديل للموسيقا الخارجيَّة :


" لعل القارئ العربي في عمومه قارئ إيقاعي موسيقي، فالموسيقا والإيقاع لديه من مكوناته ، لا هي اللبنة الأولى في ذائقته ، وهذه تمثل أولى التيمات التي خشي على انفلاتها منه لأن قصيدة النثر قصيدة كاسمها لا تعتمد على بحور خارجية تنتمي إلى إيقاعات الخليل وإنما تعتمد على إيقاعات داخلية ملتحمة بها أشد ما يكون الالتحام ، ولا يمكن لأحد اكتشافها إلا من له خبرة ، أو فلنقل ذائقة وامتلاك لآليات منهجية متعددة.. ومن هنا رفض القارئ العربي/النمطي منه على وجه الخصوص هذا النمط ودخل في صراع معه على أصعدة شتى، منها إشكالات المصطلح والتسمية مثلاً ، ومن ثم كيفيات البناء والتركيب التي شوشت عليه ذهنه ، وشكلت أمامه منعرجاً عويصًا صَعُبَ عليه تلقيها، وهو ما جعله ينفر منها ، ويعرض عن قبولها كثيراً ، في حين أنه قبل الأنواع الأخرى بشكل سريع ، وبدون كثير عناء ، لأنها فقط أبقت على شيء من مكونات هويته الفنية (الوزن وتعدد القوافي) في البداية ، ومن ثم تخلت عن القوافي نهائياً ، وبعد ذلك تخلت عنهما معاً في آخر المطاف ، وهو ما مثل مساساً في عقيدة القارئ التي كان يؤمن بها تقريباً منذ زمن بعيد.. " ( 8 )


وكما يلجأ كتَّاب النص النثري إلى تأسيس الإيقاع الداخلي اهتمت جيلان زيدان بما يؤهل النص للاستغناء عن موسيقاه الخارجية بتكرار الأساليب ، وتنوعها ، والاتكاء على السجع ، وتكرار الجمل المتوافقة ، والمتناقضات ، وتوزيع المفردات والتراكيب والسطور ، والفراغات ، وغير ذلك ، ومع ذلك فالإيقاع يظهر ، ويختفي مثل نصها ( بروج ) :

" والوقت يكوِّر الوقت
فيتكوَّرون عليّ
جامدة
" كالصمت"
منفيَّة
" كالخفافيش "
عنيدة
" كالتطرف "
مجهولة
"كالمخابئ " ( الديوان : 15 ، 16 )


واستخدمتْ السجع ؛ ليكتمل الإيقاع كما في نصها ( اختناقات رماديَّة ) ، و " السجع كلام له فواصل كفواصل الشعر من غير وزنٍ ، قال الباقلاني : السجع هو موالاة الكلام على وزنٍ واحد ، نحو قوله تعالى : { فأما اليتيم فلا تقهر . وأما السائل فلا تنهر } ، وقوله تعالى : { فإذا فرغتَ فانصب . وإلى ربِّك فارغب } ... وقد جاء السجع في الشعر كما جاء في النثر . ومثله قول امرئ القيس : سليم الشَّظَى عَبْلُ الشَّوى شَنِجُ النَّسا " ( 9 ) ، تقول جيلان متكئةً على آخر ثلاثة أحرف هي : الراء ، والياء ، والقاف :
" وتناسينا رئانا في الغرب الغريق ..
بعد أن عبرنا منتصف الطريق .. اكتشفنا أنَّه لا طريق !!! "
( الديوان : 32 )

كان لتكرار أسلوب الاستفهام ( كيف + الفعل ) ، بالإضافة إلى مراعاة توزيع فعل الأمر: ( علِّمني ) ، والتقابل بين : ( تقول لي : هل ؟ × وأقول لك : متى ؟ ) .. في نصها ( حصاري فيك ) ما شغل القارئ والسامع عن البحث عن الموسيقا الخارجيّة للنص :
" علِّمني كيف أقترفك ذنبًا .. ما له كفّارة
كيف أعبئك في رئتي مخزونًا للجرح اللاحق
كيف أعبر وجهك بضحكة مالحة ..!
كلما التقينا تقول لي : هل ؟
وأقول لك : متى ؟
ثم تقول:
علِّمني كيف أنطلق منك ..
وأبقى فيك " ( الديوان : 37 )


، وكذا نصها ( لقاء النار الناعم ) الذي اعتمدت إيقاعه بناءً على تكرار الأسلوب ، وتقارب الجمل :

" كيف عبرنا الوجوه بحثًا عن شقائنا
عن واقعنا السري
عن حزننا الجميل ،
ولقائنا المؤجل
كيف عشناه في ذاكرة مهتمة بالحواجز " ( الديوان : 40 )

، وكذا تكرار البناء المعماري للجملة كما في نصها ( شظيات ذكرى قادمة ) :

" باكتساح الخطوة الأولى لرقعة القلب
باجتياح وطآت الموت لبقعة الحياة " ( الديوان ص : 38 )

، و كذلك اعتماد السجع إيقاعًا كما في كلمتي ( البطل والبلل ) في نصها ( قراءة في حَدَق الموت ) :

" فللمطر إيقاع الشعر العابث ،
وطقوس البلل
ولكنَّك البطل
ستبعث حيا
من رواية لم يسمعها الشعر بعد
كي يقرأك الشعر لحظة احتضاره " ( الديوان : 46)

، و نصها ( عاجل للتراب ) والذي تسرب الإيقاعُ من داخله ؛ ليتبدى خارج النص :
" ارحلي
إلى مدارغير متجدد الصلاحية
إلى ناطحات الشمس العاجلة
امكثي
بالحجر الطافي
تعمَّقي
بالأغنيات الخرساء
انشدي
بالأحلام المشنوقة
احلمي
كالعبّاد المنتكس في الغروب
اغربي
واغربي
واغربي
واصرعي وحدتك المصرَّعة
في بؤرة غياهب الغيب " ( الديوان : 49 ، 50)

استخدمت الشاعرة جيلان زيدان الفعل الأمر الثلاثي الذي التزم وزنًا موسيقيًّا واحدًا [ ارحلي – امكثي – انشدي – احلمي – اغربي – اصرعي ]

ونصها ( أصغر من التمرد ) أيضًا كررت زمنًا بعينه وهو المضارع ؛ ليخلق هذا التكرار مع نفس الزمن والفعل جوًّا موسيقيًّا داخليًّا يكاد يطفو على خارج النص :

" تركلني الأفلاك
آفل كالحقائق
أنصهر والمستقبل في بوتقة الذكريات
أحتشد في النهاية المغلقة .. أترقب
أغرب
أغرب..
... " ( الديوان ،ص : 58)

التواصل مع الماضي برموزه وأساطيره :


احتفت جيلان زيدان في مجموعتها باستدعاء الشخصيات الحقيقية منها والأسطورية ولم يكن استدعاءً عبثيًّا أو تلفيقًا مثل استدعائها شخصية شهرزاد ( اسم جارية شهريار الملك في حكايات ألف ليلة وليلة الشهيرة وكانت الجارية الأخيرة في حياة شهريار الذي تعود أن يتزوج عذراء كل ليلة ثم يقتلها لمعاقبة بنات حواء جزاء خيانة زوجته التي أحبها.) ، هيليوس ( إله الشمس ) جَلجَامش ( يعتبر خامس ملوك أورك حسب قائمة الملوك السومريين كان گلگامش لزمن بعيد يعتبر شخصية أسطورية ) ... كاروسو ( مغني أوبرا إيطالي ( 1873 – 1921 ) ، بتهوفن ( العازف الألماني بيتهوفن أصيب بالصمم فانسحب من الأوساط الفنية لكنَّه ظل ينتج )



لغة النص النثري :

" تعدد مستويات اللغة والأساليب في قصيدة النثر ، يقف عائقًا في اعتبار هذه المستويات نوعًا من التقييم الفني ، فهناك لغة مركبة معقدة ( لدى أدونيس مثلاً ) وهناك لغة متقشفة مسطحة مباشرة ( كما نجد في تجربة قصيدة النثر المصرية في التسعينيات مثلاً ) ، وبين هذين المستويين هناك مستويات وأساليب متعدد متنوعة " ( 10 )

ومن خلال قراءتي لـ [ حفرة في العاطفة ] رأيتُ جيلان زيدان تقع في المنتصف بين التركيبين المعقد والسطحي ، نعم قد تتوقف عند استدعائها لشخصيَّةٍ أو مصطلحٍ ، لكنك بعد قليل وأنت تُواصل القراءة سوف تجد العلاقة التي من أجلها تم استدعاء هذه الشخصيَّة أو ذلك المصطلح .


اعتمدت المجموعة في معظم نصوصها على التشكيل اللغوي واللعبة اللغوية صوتيًّا و دلاليًّا ، وهو ما يوجد بصور متفاوتة عند كتَّاب قصيدة النثر واقرأ ذلك في مواقع كثيرة من النصوص منها على سبيل المثال :

عنوان ( دواخلـ / ك ) ( الديوان ، ص : 25 )

وفي قصيدته ( كعشقٍ لم يُصنَّف ) :

" سيدي
أَجِّلني لأطول من ليلٍ ...
أعيد فيه ترتيب أنفاسي المهدرة
وشـِ / شَعري اللولبيّ حول قصيدة تكملها عيناك "
( الديوان ، ص : 28 )

ومنها قصيدة ( اغتسال بعشق ) :

"مازلتَ تتقن فن عقد الأسرار في (ـهـ)ـاء(هـ)ـمسكَ بإحكام،
كربطة عنقك المؤنقة ،
وأنا أعبث بالمفردات على شفتيكَ
لأنيِّ لا أتقنُ فن الهمس ،
ولا أجيد عقد ربطات عنق الرجال .." ( الديوان ، ص : 45 )

وفي قصيدتها ( هلع ):
" الشموس /خ في خطر
- قال –
ثم التفت يرنو إلى عينيه الغاربتين " ( الديوان ، ص : 48 )

وقصيدتها ( أصغر من التمرد ) :
" لأنَّه أمرد ولم يبلغ بعد حُلمـ (ي) ( الديوان ، ص : 56 )

وقوله :
" وأنتِ في تلك الساحة / الساعة
تمشطين أسراب الحكايا
وتتجسمين منها النهايات المذبوحة " ( الديوان ، ص : 57 )

وقصيدتها ( بسمة شمعية ):

" وأفكّ بـ سـ مـ تـ ـي
إلى بسمة + أناي البعيدة عني
وأنت بلا تراكيب هوية
وقصيدة تقفز قرب ثكنة الالتحام " ( الديوان ، ص : 59 )

وقصيدتها ( يتخلل حلم ) :

" متعامدًا على الحلم الهشيم
وبعـ دَ / ضُ الوقت ..
متكوِّرًا على تفككه
وبين حلم .. لا خلاص " ( الديوان ، ص : 71 )


و دائمًا يجنح كتَّاب النص النثري إلى تطوير معجمهم والتقاط المصطلحات العلمية ، والفلسفية وهو ما رأيتُه في [ حفرة في العاطفة ] على نحو : ( الخليَّة ، الانقسام ، الشحنات ، التقاطب ، الفرضيَّات ، كرات الدم ، معادلات الكيمياء ، الزوايا ، الأفول ، البروفة ، الجرثومات ، الترسيب ، الجزيء ، النواة ، المدار ، الحلزونيات ، الصلصال ، التدوينية الأخيرة ، الموجة ، الموازاة ، التعامد )

كذلك استخدمتْ الأرقام والحروف الانجليزية في نسيج النص ، استخدمت مثلاً : ( puzzle ) بمعنى لغز واستخدمت الأرقام العددية في قصيدة ( خيار الهاوية ) لتفيد أي الأرقام في تصوير الشكل النهائي للهاوية وحيث تأخذ الهاوية مشهد القاع [ المرحلة الأخيرة ] من السقوط اختتمتْ النص بالتعداد الرقمي التازلي :
0:03
0:02
0:01

وهذا التناول من مستحدثات هذا النص ، لذا فإنَّ هذا النص [ أعني قصيدة النثر] من المتوقع أن يتناول أساليبًا وقيمًا فنيَّة جديدة ومتطورة ، وهو ما حدث ويحدث بالفعل ، لكن المتوقع المزيد ؛ لأنّه نص اعتمد على الحركة والحركة من شأنها أن يعقبها تغيِّر .

النص النثري والتفاصيل :


القصيدة النثرية أو النص النثري فخ كبير ؛ ذلك لأن عدم تقيُّده بقيودٍ موسقية جعله عرضة لمدخلات كثيرة لا يحْكمُ جيِّدَهَا إِلا جيِّدٌ ، ولا سيَّما كثرة استدعاءاتها ؛ لذا فهي تتكيء على العقل كثيرًا ؛ ربما لضمان سلامة شكلها ، ارتقت جيلان زيدان بالتفاصيل ، ولم تلجأ إلى إقحام كل شيء ؛ لغرض أن يمتلأ الفراغ وفقط ، واقرأ نصها ( في ألمي فخ ) :

" أبي بات يصنعني من قشّ
ويرصف سيرتي من هواء المقال
أشعرعلى التقييد – رغم الشتات ومئذنة الطلاقة –
بـ لا شيء .....،،،
حينها أتماثل للزفير
وأجمع رأسي من الورق
لأتكيء على مسرحية الهشيم
وأنت خالدٌ في العزلة الكبرى " ( الديوان ص: 9 )


نَصُّ المتناقضات :


" وقصيدة النثر في الواقع مبنية على اتحاد المتناقضات ليس في شكلها فحسب ، وإنما في جوهرها كذلك : نثر وشعر ، حرية وقيد ، فوضوية مدمرة وفن منظم ... ومن هنا يبرز تباينها الداخلي وتنبع تناقضاتها العميقة الخطرة – والغنية ، ومن هنا ينجم توترها الدائم وحيويتها . " ( 11 )

و ميلاد هذا الإصدار يتزامن مع فترة من فترات التحول غير المسبوقة وهي فترة التردد في إعلان الحزن أو اللاحزن ، الانتصار أو الانكسار الرضا أو العصيان واقرأ نصها ( دعني للتراب ) :

" كان الصبر ملاذ كرات الدم
بعد أن اجتاح الخوف المطارات مهددًا بالرحيل الأخير
كنتُ أرقبُ مشهدك وأنت تتبعثر فوق لوحة لي ..
لطفًا تحاول التوحّد
وعنفًا .. تهرب من دمي
وأين المفرُّ من عشق يُسرِّبُ النيل
يصبُّ في العطش
دونما مجرى ؟
دعك مني إن حزنتُ
لقد ذبحوا النسمات على عتبات وجعي
وأراقوا الدموع
أحتاجُ اليوم وجهًا جديدًا يُباركُ الضحك
وملامحَ مختلفة تلغي الليل
تخط عليها نهارك " ( الديوان : 22 )



* وعلى الرغم أنَّ الحِكْمَةَ في وقتٍ من الأوقات كانت النموذج الأول للنثر الفني ، إلاَّ أنَّ القصيدة العموديَّة الخليليَّة كانت ومازالتْ ملاذ الحكمة ؛ ربَّما لأنَّ قالبها الثابت ، من كونها موزونة ومُقفَّاة جعلها قادرةً على تبني هذا الفن والاحتفاظ به ، ومع أنَّ النص النثري ، أو قصيدة النثر تبحث دائمًا عن تطور اللغة وكسر نمط الأسلوب ، غير أنَّ الاشتياق للجنس والحنين للنوع مكَّنَ الحكمةَ من تواجدِها خلالَ النص النثري ، وهو تواجدٌ شرعيٌّ و اقرأ ذلك بين سطور [ حفرة في العاطفة ] لجيلان زيدان :

تقول جيلان في شأن الحكم بصيغة النهي الواعظ :
" فلا تتعصب لعتمة البصر
وحكمةٍ منقولة عن لسانِ سفيه
الغروب إله يغرب " ( الديوان ص : 52 )
وتقول أيضًا : " يد الحزن أصلاً مبتورة " ( الديوان ص : 57)

و تقول أيضًا : " الحب مفتاحٌ صدئ لم يتخذ لبابه مسلك وعد " ( الديوان ص : 65)

، وتَذَكَّرْ معي مأثوراتِ أكثم بن صيفي من الحكم بين يدي كسرى : " الحزمُ مركبٌ صعب ، والعجزُ مركبٌ وطيء ، آفة الرأي الهوى ، والعجزُ مفتاحُ الفقر ، وخيرُ الأمورِ الصبر " ( 12 )

كثير من نصوص المجموعة حالة من حالات التمركز حول الذات ، لكنَّه التمركز الذي يتسرب إلى مساحة عريضة ممن تجمعهم عاطفة متشابهة [ غاضبة ] ؛ فيتحول من الذات إلى الآخر ؛ لِيكون نبض كلِّ من على شاكلتها ، مهمومًا بالبحث عن الإنسانية الغائبة .


* والنص عند جيلان حالة من حالات التطور للنص النثري ، وهو ملحوظ كما قلنا من قبل ، فالنص النثري أو قصيدة النثر دائمًا في حالة تطور وحركة دائمة ؛ ربَّما لأنها غير محكومة بقوانين ثابتة ، والتجديد فيها لا ينقطع ، فما يُقالُ فيها اليوم لا يُقالُ فيها غدًا ..


* والنص عند جيلان يريد أن يفضحَ توقف الأخضر ، وحجب الإنسان بفعل فاعل ، ونصها ( عنصرية خطوة ) صورة لرفض القهر ، والسيطرة ، والاستبداد : نواتج حكم الأنظمة ، وردود أفعال الذات ، وتُعلي من قيمة الحريَّة بسردها لقائمة المثقلات :

" وأنت تكره السيطرة ،
والسواحل ،
والبراويز الملوَّنة ..
والمعاطف السميكة
وبعض الغيوم الحكيمة " ( الديوان ، ص : 51 )
ثم تنهي النص بقولها :
" الغروب إله يغرب " ( الديوان ، ص : 52 )


أُبارك لها ولنا نتاجها الأول ، وأعتب عليها عدم تنصيصها بين قوله تعالى : " أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ " الآية (44) من سورة فصلت ، ( الديوان ، ص : 75 ) ، في حين أنها قامت بالتنصيص بين استدعاءاتها من شخصيات أعجمية مثل : " كاروسو " ، ( الديوان ، ص : 27 ) ، و " مكس " ، ( الديوان ، ص : 33 ) ، " جَلجَامش " ، ( الديوان ، ص : 55 )

، وكذا حين تسرقها اللعبة اللفظيَّة ، و التشكيلات اللغويَّة ؛ فينصرف القارئ إلى متابعة هذه التشكيلات ؛ فتنأى به عن المعالجة والتجربة وإن كانت جزءًا من المعالجة ، لكن يجب مراعاة الاقتصاد في توظيفها .

وبعد ... لستُ أوَّلَ من تحدَّث في هذا المشهد ولستُ آخرهم ، وليست جيلان زيدان أولَ من كتبتْ هذا الشكل أوهذا النص وليستْ آخرهم ، و إنما هو مشهد من مشاهد التحول في النص النثري ، وتبقى هذه المجموعة [ حفرة في العاطفة ] محل دراساتٍ مغايرة ... أتوقف الآن على أمل العود .



هوامش:

( 1 ) قصيدة النثر ، الجماليات وبنية اللغة المشفرة ، عصام واصل ، مجلة الرافد ، دائرة الثقافة والإعلام – الشارقة ، العدد 157 ، سبتمبر 2010 .
( 2 ) اتهجى السديم ، نص لأمجد ريان ، مجلة الثقافة الجديدة ، الهيئة العامة لقصور الثقافة ، فبراير 1990 ، العدد 17 ، ص : 72 .
( 3 ) دلالة المكان في قصيدة النثر ، بياض اليقين لأمين اسبر أنوذجًا ، دكتور عبدالإله الصائغ ، الأهالي للطباعة والنشر والتوزيع ، الطبعة الأولى ، سورية – دمشق ، 1999 ، ص : 9 ، 10 .

( 4 ) مجلة الشعر ، العدد 138 ، صيف 2010 ، قصيدة النثر بين القيم الجمالية والإيقاعية ، عبدالله السمطي ، ص : 92 .
( 5 ) الغضب ، العاطفة التي أسيء فهمها ، دكتور : صموئيل حبيب ، دار الثقافة ، القاهرة ، ط 2 ، 1994 ، ص : 12 ، 13 .
( 6 ) السابق ، ص : 15 .
( 7 ) السابق ، نفسه
( 8 ) قصيدة النثر ، الجماليات وبنية اللغة المشفرة ، مرجع سابق.
( 9 ) صناعة الكتابة علم البيان – علم المعاني – علم البديع ، الدكتور : رفيق خليل عطوِي ، دار العلم للملايين ، بيروت – لبنان ، الطبعة الأولى ، 1989 ، ، ص : 145 ، 147 .
( 10 ) مجلة الشعر ، العدد 138 ، صيف 2010 ، مرجع سابق .
( 11 ) قصيدة النثر ، سوزان برنار ، ت : زهير مجيد مغامس ، مراجعة د : علي جواد الطاهر ، الهيئة العامة لقصور الثقافة ، ،ط : المركز المصري العربي ، القاهرة ، 1997 ، ص : 129 .
( 12 ) أكثم بن صيفي ومأثوراته ، كاظم الظواهري ، القاهرة ، 1991 ، ص : 88 ، 89 .



#محمد_محمد_عيسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...
- عبر -المنتدى-.. جمال سليمان مشتاق للدراما السورية ويكشف عمّا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد محمد عيسى - -حفرة في العاطفة- لجيلان زيدان بحث محمد عيسى