أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إيمان عادل - محمود درويش ملأ قلوب اللاجئين بالأمل ونحت خواصر الجميلات بالكمنجة , وأضاء من تحت الثري . كالثريا















المزيد.....

محمود درويش ملأ قلوب اللاجئين بالأمل ونحت خواصر الجميلات بالكمنجة , وأضاء من تحت الثري . كالثريا


إيمان عادل

الحوار المتمدن-العدد: 3814 - 2012 / 8 / 9 - 23:18
المحور: الادب والفن
    


محمود درويش ملأ قلوب اللاجئين بالأمل ونحت خواصر الجميلات بالكمنجة , وأضاء من تحت الثري . كالثريا

سليم بركات : محمود درويش إليك روحي , أخاف أن ننساك بين زحمة الأسماء .

كتبت . إيمان عادل

" لا تضعوا على قبري البنفسج فهو زهر المحبطين , يذكر الموتى بموت الحب قبل أوانه , وضعوا على التابوت سبع سنابل خضراء إن وجدت , وإلا فاتركوا ورد الكنائس للكنائس والعرائس "

فى التاسع من أيلول قبل أربعة أعوام نزل الفارس عن القصيدة وتركها مضرجة بحبر الحصان المعد لمنحدرات القوافي , نزل عن القصيدة ليرقص على الإقحوان فكرة ( لا سيف يحملها إلى الأرض اليباب ولا كتاب ) .
محمود رويش .. شاعرا لم يفرط كغيره من الشعراء فى صلاة اللغة وينسي القضية , ولم يمتثل للخطاب السياسي وينسي منطق الشعر , اغترف من لغة تموج كتفاحة ممتلئة بالولع والمتعة فتشكلت فى كتاباته الفرادة , فلم تعد قصائده تقرأ و تسمع فحسب بل تنشد وتضرب بقوافيها على أوتار العود .
دروس فى كاماسوطرا
"على بركة الماء وزهر الكولونيا" لم يبق غيره فى الوجود ليطلق وصايا الحب شاعرا ورسولا للعاطفيين , هو من جدّف فى أنهار الجميلات الضعيفات القويات الأميرات القريبات البعيدات الفقيرات الوحيدات الطويلات القصيرات الكبيرات الصغيرات لينقش بالكمان على خاصراتهن . هو من نادي الحب من أعلي هامات الوليمب " أعطنا يا حب فيضك كله لنخوض حرب العاطفيين الشريفة " فائضا بحب ( رنا القبانى ) ربة البأس القوية والمضيئة , ( حياة الهينى ) ربة الوحي القلق و (ريتا ) فاكهة الصباح , لتصبح المرأة فى حياة درويش الأولى ربة للوحي بعيون عسلية .
ظهرت الحبيبة فى شعر محمود درويش بهيئة الوطن الكامل حتى صارت الحبيبة كالوطن سيان سيان " الأرض أم أنت عندي أم أنتما توأمان , من مد للشمس زندي الأرض أم مقلتان , سيان سيان , إذا خسرت الصديقة فقدت طعم السنابل , وإن فقدت الحديقة ضيعت عطر الجدائل , وضاع حلم الحقيقة " .
وتجلى وجه الحبيبة شمسا فلسطينية تحمل الصوت والوشم والأحلام والهم الفلسطينى - كصورة طبق الأصل من الوطن فلسطين " فلسطينية العينين والوشم , فلسطينية الاسم , فلسطينية الأحلام والهم , فلسطينية المنديل والقدمين والجسم , فلسطينية الكلمات والصمت , فلسطينية الصوت , فلسطينية الميلاد والموت , فلسطينية كانت ولم تزل "
سجل أنا عربي
" لأحمد المنسي بين فراشتين " لمذبحة دامية استنزفت 3000 لاجئ فلسطينى بتل الزعتر بلبنان , لمذبحة مرت على مسامع العالم بالتأثر الملفوف بإمكانية النسيان وعلى أقلام المؤرخين بالإحصاءات والمنشورات والأرقام و على قلم درويش بالصرخات والدم النازف على التل ومشهد المذبحة الحي ما حييت القصيدة , اسطورة الحجر البطولى والأطفال العزّل والمطاردون بالموت والجوع وأكل لحوم الميتة , أحمد العربي الوحيد وسط شعوب عربية مزدحمة بالفراغ , كان أحمد العربي ( اغتراب البحر بين رصاصتين , مخيما ينمو وينجب زعترا ومقاتلين , ذاكرة تجئ بلا مستقبلين وياسمين , كان اكتشاف الذات فى العربات أو فى المشهد البحري وفى ليل الزنازين الشقيقة )

أحمد العربي المجنى عليه بسبب هوية مفقودة ووطن مسلوب وأخوة كأخوة يوسف اقرب الى ابتلاعه من المحتل الصهيونى ( يلتقي بضلوعه ويديه , كان الخطوة النجمة , ومن المحيط إلى الخليج , زمن الخليج إلى المحيط , كانوا يعدون الرماح , وأحمد العربي يصعد كي يري حيفا , ويقفز , أحمد الآن الرهينة , تركت شوارعها المدينة , وأتت إليه , لتقتله , ومن الخليج إلى المحيط , ومن المحيط إلى الخليج , كانوا يعدّون الجنازة وانتخاب المقصلة )
( وأعد أضلاعي . فيهرب من يدي بردا, وتتركنى ضفاف النيل مبتعدا , وأبحث عن حدود أصابعي , فأري العواصم كلها زبد ) .

ومن مشهد الجناة العرب , كان الجناة الصهاينة يعلون العزف الإجرامي فى مذبحة الطفل محمد الدرة فكتب درويش مرثية أخري حيث كان على موعد مع المراثي والتغريبات الفلسطينية ( محمد يواجه جيشا بلا حجر أو شظايا , كواكب , لم ينته للجدار ليكتب حريتى , لن تموت , أين سيحلم لو جاءه الحلم , والأرض جرح .. ومعبد ؟ .. محمد )

(محمد , يعشعش فى حضن والده طائرا خائفا , من جحيم السماء , احمنى يا ربي , من الطيران الى فوق ! ان جناحي , صغير على الريح , والضوء أسود )

لا أريد لهذه القصيدة أن تنتهي
هو من اعتبر نفسه الها تم مسخه إلى كائن لغوي , واعتبر حياته ليلا طويلا , ووجهه دليل الملائكة الطيبين الى الله , لم يقنع بحياة الطيبين السريعة . فحلم بالأبدية الزرقاء والإغتسال فى نهر الخلود .
أراد للقصيدة ألا تنتهى وهو القصيدة , حيث البحث عن الغريبة والمعنى المعد بكامل زينته فى حبيبه سوداء الشعر مرمرية البشرة تحب أشعار بابلو نيرودا , لم يرد درويش للقصيدة أن تنتهى . ( لا أريد لهذي القصيدة أن تنتهي , لا أريد لهذا النهار الخريفي أن ينتهي , دون أن نتأكد من صحة الأبدية , فى وسعنا أن نحب , وفى وسعنا أن نتخيل أننا نحب , لن نموت هنا الآن , فى مثل هذا النهار الزفافي , فامتلئي , بيقين الظهيرة , وامتلئي واملئينى , بنور البصيرة )
على هذه الأرض ما يستحق الحياة
ابن التفاصيل الصغيرة , ابن الخبز والشعر والحبيبة البلدة ابن الناي وضوء الشمس وتربية الأمل على المنحدرات , ابن الغيم والهتاف الحُر في وجه الطغاه , رأى فى كل التفاصيل الصغيرة استحقاق حقيقي للحياة ( على هذه الأرض ما يستحق الحياة , تردد إبريل , رائحة الخبز فى الفجر , آراء امرأة فى الرجال , كتابات اسخليوس , أول الحب , عشب على حجر , أمهات تقفن على خيط ناي , وخوف الغزاة من الذكريات .. الخ )


الكرمل .. كرمة المثقفين العرب
الكرمل .. إبنة محمود درويش التى اكتسبت كثيرا من ملامحه العروبية , ولدت فى بيروت وعينها على فلسطين ولأن النشيد جاء لأجل الحرية فقد اتسعت رؤية الكرمل لتصبح بحجم العالم العربي واتسعت أكثر لتشمل الإنسانية جمعاء
بدأت تدرج على معرفة أصوات فلسطينية رائدة أمثال توفيق زياد وإميل حبيبي وسليم بركات حتى اتسعت لإلياس خوري وقاسم حداد والماغوط ودنقل حتى ديكارت وسبينوزا وبلاشر .

تأسست الكرمل على قاعدة علمانية واستطاعت ان تكون مختبرا للإبداع ومنارة للتنوير , فقال درويش فى مفتتح العدد الأول للكرمل " تحتكم الكرمل إلى قيم العلمانية والتنوير والحداثة , تحاول لملمة فتات الضوء المختلط بالوحل داخل مرآة تكون إطارا للحرية " .

اغتربت الكرمل بغربة والدها درويش , حيث توقفت عن الصدور فى أعقاب الغزو الاسرائيلي على لبنان عام 1982 حتى وجدت لنفسها جواز سفر فى العاصمة القبرصية نيقوسيا واستأنفت الصدور عام 1993 حتى استقر بها المطاف فى رام الله بفلسطين واستمرت به وبروحه بعد وفاته منارة من منارات التنوير والإشعاع الثقافي للعالم العربي كافة .

رحل شاعر المقاومة ونعاه صديقه المقرب سليم بركات اليوم على صفحته الشخصية قائلا : محمود درويش إليك روحي , أخاف أن ننساك بين زحمة الأسماء, أخاف أن تذوب فى زوابع الشتاء , أخاف أن تنام فى قلوبنا جراح نا , أخاف أن تنام .




#إيمان_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - ظلت دعوي الشاي مؤجلة .. حتى مات الذي- فى مقام الأب .
- الحيزبون تعدل طقم اسنانها وتلوك أوراق القضية
- -ضباط لكن شرفاء- تتضامن مع قضية الغنام وتدعو الحكومة المصرية ...
- الغنام وقصة معاناة لاجئ سياسى مصرى بسويسرا
- أيها المواطن المغفل اكسر كردونك الشبيه بالمصيدة .


المزيد.....




- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إيمان عادل - محمود درويش ملأ قلوب اللاجئين بالأمل ونحت خواصر الجميلات بالكمنجة , وأضاء من تحت الثري . كالثريا