أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الاستاذ محمود الزعبي - الثورة السوريا تجاوزت محدداتها الايدلوجية














المزيد.....

الثورة السوريا تجاوزت محدداتها الايدلوجية


الاستاذ محمود الزعبي

الحوار المتمدن-العدد: 3814 - 2012 / 8 / 9 - 11:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إذا كان القرن الثامن عشر ه قرن الثورة الفرنسية والقرن التاسع عشر قرن الإكتشافات العلمية في الطب والقرن العشرين قرن التحول من النظام الإقطاعي إلى النظام البرجوازي فإن القرن الواحد والعشرين هو قرن الثورات العربية بإمتياز لتحررها من أنظمتها الدكتاتورية
فلو نظرنا لأسباب الثورات عبر المراحل التاريخية المتعددة لوجدنا أن هنالك قاسمآ مشتركآ ولدّ هذه الثورات وهو أنّ هذه الأمم وجدت نفسها في الدرك الأسفل ولا خيار لها فإما أن تنتفض على واقعها وتنهض أو تسحق
فأحد اسباب ثوراتنا العربية المباركة ليس سببه المؤامرات الكونية على أنظمتها ولكن بسبب القصور الهيكلي الدائم لهذه الأنظمة ولا يكون العلاج إلاّ البتر والتغيير الجذري لأنّهاء البلاء والداء
والخيار أصبح بين موت الأمة أو نهاية هذه الأنظمة البالية المتعفنة التي كانت وراء عجز هذه الأمة العظيمة بمقاييس التطور والإستقلال الخارجي والمكانة الدولية لعدم وجود شرعية لهذه الأنظمة
فلو عرّفنا الشرعية بالمفهوم العام لوجدنا أنّها العلاقة بين طرفين هما الحاكم والمحكوم
يقبل فيها الطرف الثاني بحق الطرف الأول بالتحدث بإسمه والسهر على أمنه والتصرف بمدخرات الأمة وفق أنظمة تضمن الحقوق والواجبات للطرفين دينيآ , أدبيآ ,وأخلاقيآ وبحسب الأعراف المتبعة
فهي قضية مركزية لها مدلولاتها في بناء الأمم وتطورها فيمكن تقييم هذه الشرعية من خلال رابط العلاقة العكسية بينها وبين العنف الأمني والفساد داخل المجتمع
فكلما تعاظمت الشرعية قل الفساد والسطوى الأمنية وكلما قلت الشرعية زاد الفساد والسطوى الأمنية وهو دليل على إنهيار وفقدان الشرعية
فبالنظر إلى أنظمتنا السياسية نكتشف حالة اللا شرعية التي تعاني منها
هذه الأنظمة التي تسعى دائمآ للبحث عن غطاء إيدلوجي يسمح لها بالإستمرار بالحكم وشعارات رنانة لا تصلح حتى لمدينة أفلاطون الفاضلة
فالقول أن القوة تكفي وحدها لإضفاء الشرعية تعني أن السلطة تقرّ مسبقآ بحق العنف في إجتثاثها وتقرّ بأنها موجودة بالرغم من الناس وتقبل مسبقآ بالعيش في حالة تأهب دائم وإستعداد لقمع أي حراك شعبي
والإشكالية الكبرى أمام أنظمتنا اليوم هي أنها لا تستطيع الإعتماد على أي من مصادر الشرعية المعروفة , أو بالأحرى أنها فشلت فشلآ ذريعآ في التجذّر في أي منها
الثورة الشعبية القائمة في سوريا تطرح سؤالا هاما ومصيريا وهو مستقبل هذا البلد سياسيا بما يتلأم مع دورها الاقليمي في المنطقة ومكانتها التاريخية
والسؤال الاخر كيفية تعاطي النخب السياسية للديموقراطية المنشودة بعد سقوط النظام مع لأ خذ بعين الاعتبار بشعار الثورة الرئيسي وهو المطالبة بالحرية
إنّ الشعب نادى بالحرية و الديمقراطية لأنه يريد أن يكون له دور حقيقي في بناء حياته و مواجهة المخاطر التي تحيق بوجوده، سواء كانت هذه المخاطر خارجية أو المخاطر الداخلية المتمثلة في الفقر و الفساد و العجز الاقتصادي و الأزمات الاجتماعية. إنّ كل هذه القضايا، قضايا التحرّر و الاستقلالية و صدّ العدوان و التنمية و البناء الحضاري تحتاج إلى أجوبة أكثر عمقاً و شمولية.
ربّما لا تزال أجواء الحماسة و الانفعال تشدّنا اليوم إلى مَشاهد الشباب العزل في مواجهة ألة القتل، لكن ذلك لا يلغي حقيقة غياب الرؤى النظرية المكتملة للمستقبل ، المتمثلة في غياب ما اصطُلح على تسميته "سورية الجديدة" المشروع القادر على تأمين الشروط اللازمة لبناء حياة كريمة تتوفّر فيها مقوّمات حقوق الفرد و كرامة الأمّة.

لقد فشلت النّخب السياسية في بلورة هذا المشروع نتيجة انغماسها على مدار اشهر في صراعات أيديولوجية، هذه الصّراعات التي من طبيعتها أنها تنشأ من الواقع الذي يتجاوزها لتبقى أسيرة عقول متكلسة متمترسة حول مقولات و رؤى نظرية مقيّدة لحركة الفكر ذاته و من بعد ذلك حركة المجتمع. إذْ من ميزات العصر االثوري الجديد هزيمة الأيديولوجيا بعد أن علا صوت الجماهير الفاعلة.
إنّ الرّؤى الأيديولوجية هي التي كرّست هذه الإشكاليات المستعصية و الأغاليط التي تمثلت في مجموعة من الثنائيات الزائفة في الوعي العربي ، كثنائية العروبة و الإسلام، و الرجعية و التقدّمية ، و النهضة و الانحطاط ، و المجتمع الديني و المجتمع االعلماني، و ما ينبثق عن هذه الثّنائيات المزيّفة من قضايا و تفرّعات أكثر زيفاً و بعداً عن الواقع. إنّ صوت الشعب السوري في معظم الساحات كان قادراً على تجاوز محدّدات الأيديولوجيا ، فالناس عبّروا عن أنفسهم كمسلمين بعيداً عن تناقضات الإسلاميين، كانوا مسلمين و لم يكونوا سلفيين أو إخوانا مسلمين أو غير ذلك، و كانوا عروبيين من دون أيديولوجيا قومية ، وكانوا مدنيين من دون أن يكونوا ليبراليين و علمانيين ، و الأهم من كلّ ذلك أنهم كانوا كلّ هذا و في الوقت نفسه.
فالشعب السوري العظيم رسم خارطة الطريق وعلى السياسين المضي في هذا الطريق
وفي هذه الأيام التاريخية التي نعيشها بتزايد نضج البدائل التي ولدت من آلامنا تصنع ملامح مستقبل سيعود فيها للأمة مجدهاوللشعوب سيادتها وللأنظمة شرعيتها وللمواطنين كلاامتهم
رحم الله شهداء ثوراتنا العربية وكل الشكر لهم لأنهم أعطوا لكل حاكم عربي حجمه الحقيقي ووضعوا كل محكوم عربي أمام مسؤولياته






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- 47 قتيلا في غزة بينهم مدير مستشفى وأفراد من عائلته بنيران إس ...
- الغارديان: إسرائيل استخدمت قنبلة زِنتها 500 رطل لقصف مقهى بغ ...
- غرق عبارة تقل 65 شخصا قبالة جزيرة بالي الإندونيسية
- مصدران أمريكيان: إيران جهزت ألغاما بحرية تحسبا لإغلاق مضيق ه ...
- حتى لا يغضب ترامب.. نتنياهو يقبل بهدنة تعزز سلطته وتمكنه من ...
- تحفيز الدماغ كهربائيا.. حل لمن يواجه صعوبة في تعلم الرياضيات ...
- كولومبيا تضبط لأول مرة غواصة مسيّرة عن بعد لتهريب المخدرات
- البنتاغون يؤكد استمرار مراجعة المساعدات العسكرية لأوكرانيا ب ...
- بعد حديث ترامب عن إعادة برنامج طهران النووي عقوداً للوراء، - ...
- يديعوت أحرونوت: مجموعات مسلحة تعمل ضد حماس مع عصابة أبو الشب ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الاستاذ محمود الزعبي - الثورة السوريا تجاوزت محدداتها الايدلوجية