مروان أمجد حسن
الحوار المتمدن-العدد: 3812 - 2012 / 8 / 7 - 12:29
المحور:
المجتمع المدني
إن قضية الإنتحار في مجتمعاتنا العربية هي قضية معقدة تدخل فيها العادات والتقاليد والدين أي ثقافة المجتمع ككل ومع تنامي هذه الظاهرة بشكل ملحوظ ينظر إليها الكثيرين من زاوية دينية ، بمعنى أن المنتحر لا يعد من المسلمين أو لا تجوز الصلاة عليه أو لا يجوز دفنه في مقابرهم ، وهناك قلة من الناس الذين ينظرون إلى قضية الإنتحار على أنها منافية لعادات وتقاليد وقيم هذا المجتمع ،أي ينظرون إليها على أنها مصدر خزي وإنحطاط في أخلاق وتربية المنتحر وبالتالي ستحاط عائلته بهالة من الشك والريبة والخوف منهم أحياناً والذي يصنع هذه الهالة هو المجتمع نفسه من دون السؤال ماسبب الإنتحار؟.
لا أحد يسأل هذا السؤال الجذري في مجتمعاتنا العربية وفيه منبع الحل بل يكتفون بالثرثرة والشك في أمر المنتحر وعائلته التي ربته.
إن السبب الرئيسي للإنتحار هو ألم الحياة هم الحياة البؤس منها ، وكل هذه الأمور ترجع لأسباب إقتصادية بحتة والتي تؤثر بدورها على الحياة الإجتماعية بشكل مباشر ،فعندما يوجد خريجي جامعات بدون وظيفة ويذهبون للعمل بظروف غير إنسانية هذا إن وجدوه فستنقلب حياتهم الإجتماعية رأساً على عقب، طبعاً وبكل تأكيد سيكون الراتب زهيد وسيتطلب العمل مجهود كبير وبهذه الحالة فإن خريجي الجامعات سيحتاجون عدة سنوات حتى يعوضو ما دفعوه على دراستهم وبما أن الأمر معقد ويطول النقاش في هذه المسألة سأعطي مثال لحياة إنسان بائس:
إن هذا الإنسان عمره 18 عاماً كل يوم ينهض الساعة 5 صباحاً ليذهب إلى عمله ويرجع الساعة 2 مساءً ويتحصل على 15 دولار يومياً إذا أراد أن يتزوج فهو بحاجة إلى 10 آلاف دولار على الأقل وهو بحاجة إلى 20 ألف دولار لبناء بيت ليتم زفافه على خير وراحة بال،وبهذه الحالة فإنه سيدفع شهرياً 10 دولارات فاتورة كهرباء و10 دولارات فاتورة مياه على الأغلب ملوثة ، وبعد هذا سينجب الأولاد وسيكلفه ولد واحد 500 دولار على الأقل الخ.. فالتفكير بهذه المسائل من قبل شبابنا خاصة ستؤدي بهم إلى الجنون ومن ثم الإنتحار لا شنقاً بل بؤساً.
ثوروا فلن تخسروا سوى أغلالكم وأمامكم عالم تكسبونه.
#مروان_أمجد_حسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟