أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إسماعيل محمود الفقعاوي - نظرات وتأملات في الهجوم الإرهابي ضد الجيش المصري في سيناء















المزيد.....

نظرات وتأملات في الهجوم الإرهابي ضد الجيش المصري في سيناء


إسماعيل محمود الفقعاوي

الحوار المتمدن-العدد: 3812 - 2012 / 8 / 7 - 14:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


1. إن نظامي السادات ومبارك اللذين اقاما معاهدة كامب ديفيد المذلة التي جردت مصر من السيادة الكاملة على سيناء، هما أحد الأطراف المسئولة عن هذه المجزرة الأخيرة بالأمس وعما قبلها من مجازر قامت بها إسرائيل ضد الجنود المصريين ولم يقم النظامين بمقاصصة إسرائيل والدفاع عن جيش مصر العظيم. وهكذا فإن الحكومة المصرية المركزية في القاهرة ليس لها الحق لتسليح جيشها بالسلاح المطلوب من المنطقة ممرات جدي إلى حدود سيناء الشمالية مع إسرائيل، ما عدا تزيده ببندقية كلاشينكوف. إضافة أعطت هذه المعاهدة رسمياً الإسرائيليين الحق لإعادة احتلال سيناء عبر محطات الإنذار المبكر الإليكترونية التي اقامتها في سيناء، وتكشف كل التراب المصري حتى حدود ليبيا والسودان، إن لم يكن اكثر.
2. شعب سيناء غاضب ومتمرد على الحكومة المصرية المركزية بسبب أن هذه الحكومات منذ حكم السادات حتى الإطاحة بمبارك لم تولي خطط جدية بتاتاً من اجل تطوير وتنمية شعب سيناء اجتماعياً واقتصادياً. فالرأسماليون المصريون داخل مصر وحلفائهم الإجانب استثمروا مليارات الدولارات في بناء فنادق ومنتجعات سياحية بطول الشاطئ من إيلات إلى شرم الشيخ، بدون السماح للسينياويين العمل فيها. وقد صادر هؤلاء الرأسماليون شواطئ الصيد من القبائل المالكة لها وطردوهم إلى قلب سيناء الصحراوي. حتى أولئك الرأسماليين مدوا هيمنتهم على الأماكن السياحية داخل سيناء مثل دير القديسة كاترينا. واخيراً، لم تعترف الحكومات المصرية المختلفة بتاتاً بشعب سيناء كمواطنين مصرين كاملي المواطنة، فقط منحتهم اوراق ثبوته وتعريفية. بل نظرت حكومة السادات وحكومات مبارك إلى أهل سيناء كعملاء للإسرائيليين ومصدر خطر دائم على مصر الدلتا، (راجع كتاب داخل مصر لجون برادلي طبعة 2008).
إن اهل سيناء يشعرون أنهم لا ينتمون لمصر وأنهم لا يولونها ولاءهم. وإن كثير من قبائل سيناء ذات جذور وأصل واحد مع القبائل الفلسطينية في النقب في إسرائيل. فعندما احتلت إسرائيل سيناء عام 1967، كان هناك نوع من إعادة لم الشمل بين البدو في سيناء واقاربهم في إسرائيل. وكثير من القبائل الفلسطينية في النقب تنتسب إلى الجيش الإسرائيل وأفراد كثر منهم هم عملاء للموساد والمخابرات الإسرائيلية. إن عملية لم الشمل التي اتاحت الفرص لبدو سيناء للعمل في إسرائيل، تلك الفرص التي وفرها الاحتلال للسيناويين، والأدوار التي لعبها عملاء إسرائيل الفلسطينيين من النقب وأولئك بدو سيناء الذين استطاع ضباط المخابرات الإسرائليون تجنيدهم عملاء لإسرائيل، جعلوا السيناويين يصلبون هوية انفصالية عن مصر ويثمنون عالياً الاحتلال الإسرائيلي والدولة الإسرائيلية مقارنة مع دلتا مصر. وإن شرفاء اهل سيناء الذين رفضوا الاحتلال الإسرائيل تأثروا ايضاً بالهوية الانفصالية، لذا انتقلوا إلى تبني العقائد الإسلامية كي تمنح هويتهم الجديدة قوة ايديولوجية لدعم دعواهم بالانفصال عن مصر وتوحيد السينيائيين حول رؤيتهم.
علاوة على ذلك، اهل سيناء في المنطقة بين العريش ورفح سيناء هم خليط من الفلسطينيين والمصريين. وكلا الطرفين السينيائيين اللذين تحدثنا عنهما حتى الآن عملوا، خلال الاحتلال الإسرائيلي وبعد انسحابه الصوري، في تهريب المخدرات وتهريب السلاح إلى مجموعات الفدائيين الفلسطينيين المختلفة بمن فيهم حماس والجهاد، وأخيراً عملوا في تجارة الرقيق الأبيض من روسيا والكتلة الشرقية القديمة. في نفس الوقت، كل طرف منهما انشأ ميليشياته لدعم تجارتهم القذرة، لو كانوا قادرين، لفصل سيناء عن الأمر مصر وإقامة إمارة اسلايمة، خاصة في شمال سيناء بين العريش ورفح في الشمال.
3. إن الطرف الإسرائيل المحرك الإساسي لمثل هذه الهجمات والأحداث، هو الطرف الأكثر استفادة من مثل هذه الجرائم الإرهابية. اولاً دعونا نقر، استناذاُ إلى الكثير جداً من الحقائق التاريخية الموثقة جيداً، وكما فعلوا في سيناء، بأن الإسرائيليين نجحوا في امثلة كثيرة في زرع عملاء وأفراد متعاونين مع الموساد والمخابرات الإسرائيلية في كل التنظيمات الفلسطينية السياسية والمقاتلة عبر كل وجود الثورة الفلسطينية من عام 1964 إلى الوقت الحالي. وأنا تقريباً متأكد تماماً، أن إسرائيل عبر واحد أو اكثر من عملائها في مجموعة ميليشيا فلسطينية هي التي ارتكب هذه الجريمة الإرهابية ضد اخوتنا الجنود المصرين، مقنعين هؤلاء العملاء هذه المجموعة الفلسطينية سواؤ في الوية الناصر صلاح الدين أو جلجلت أو اي فصيل آخر، بتنفيذ هذه العملية بينما الجنود المصريون صائمي رمضان كانوا يعدون انفسهم لتناول طعام الإفطار. حتى، هؤلاء العملاء لإسرائيل جعلو المجموعة الفلسطينية الغبية والجاهلة تحب هذه العملية كجهاد في سبيل الله وفلسطين. إن هذه الفكرة، التي اصوغها، بدون شك أو ريبة يدعمها التحذير والتنبيه الإسرائيلي يوم الأحد الثالث من الشهر الجاري طالبين إلى الإسرائيليين الامتناع عن الذهاب إلى سيناء وعلى اولئك الموجودين فيها العودة إلى بيوتهم فوراً. لقد اوضحت إسرائيل بانها تتوقع قيام عملية وشيكة في تلك المنطقة. كيف عرفت إسرائيل بشان العملية إن لم يكن عملاؤها في تلك المجموعة وحتى إسرائيل ذاتها هي التي خططتها وأمرت عملاءها في تلك المجموعة لإقناع قيادات ذاك الفصيل بتنفيذها؟
إن إسرائيل معينة جداً وبالضبط في هذا الوقت بالقيام بمثل هذه المضبحة والجريمة الوحشية. إن إسرائيل، من بين اشياء اخرى، شغوفة بجني التالي من وراء هكذا عملية:
أ‌. إجبار الحكومة المصرية على الموافقة على الاقتراح الإسرائيلي بتعديل اتفاقية كامب ديفيد. إنها تهدف إلى جعل المصريين يرحبون باقتراحها إنشاء منطقة عازلة بعمق 10 كيلومتر في عمق سيناء وعلى الحدود بين مصر وقطاع غزة. وعند الحصول على هذا الهدف، ستستمر إسرائيل بفرض قبضة احتلالها وحصارها الحديدية على غزة وحماس. وإنها أيضاً ستمنع المجاهدين الإسلاميين الشرفاي الذي يؤمنون بتحرير فلسطين، ليس فقط من إقامة إمارة إسلامية لهم في شمال سيناء، بل ومن عبور الحدود لمحاربة إسرائيل.
ب‌. برغم تعهدات الإخوان ومرسي الفائزين في الانتخابات للأمريكيين وبهذا للإسرائيليين في الاستمرار في الحفاظ والالتزام باتفاقية كامب ديفيد ضد تهداتهم قبل الفوز بالخلاص منها، إلا أن إسرائيل لا تؤمن بتلك التعهدات. وبرغم أي اتفاقات تطمينية دولية مع العرب عموماً والمصريين والفلسطينيين خاصة، تشك اسرائيل في نوايا العرب الآن وفي المستقبل. حتى لو أن الفلسطينيين، مثلاً استسلموا كلياً لإسرائيل ووقعوا لها ان تحتل كل فلسطين التاريخية، فإن إسرائيل ستستمر في ابادتها الهمجية للفلسطينيين. واكثر من ذلك، حتى لو أنها نجحت في طرد كل الفلسطينيين الموجودي في فلسطين إلى الأردت، مثلاً، فإنها ستظل تطاردهم لتطمئن بأن لا تقوم ابداً لهم مؤسسة سياسية ممكن ان تهدد إسرائيل مستقبلاً. إستناداً إلى ذلك، إسرائيل في خوف كبير ليس فقط من وصول الإسلاميين إلى السلطة في مصر، بل ومن المجلس العسكري المصري ذاته بعد انتفاضة 25 يناير في مصر ذلك لأن المجلس العسكري نفسه سيحاول أن يغير من علاقاته وخضوعه للأمريكيين والإسرائيليين ليعطي الانطباع للشعب المصري أنه مجلس وطني.
ت‌. إن إسرائيل، بمثل هذه العملية الفاضحة، تنجح في وضع معيقات وعراقيل اما وعود مرسي في الإصلاح الداخلي خلال مائة يوم من تنصيبه رئيساً لمصر. والغضب بين الشعب المصري بسبب فجيعتهم على الشهداء، بالإضاف لخيانات الإخوان غير المصدقة للانتفاضة وتراجع مرسي غير المفهوم عن تعهداته للجنة حمدي ووائل قنديل الوطنية التي وقفت معه ضد شفيق وطبقة مبارك في انتخابات الإعادة، وتشكيل رئيس وزراء مرسي هشام قنديل لحكومته بما يضاد إلى معقولية، وتعيين مرسي للجنزوري مستشاراً له، كل ذلك سيولد متاعب كبيرة لمرسي وللإخوان. وعلى وجه الإجمال، هذه العملية تضيف فوضى على الواقع المتدهور مسبقاً في مصر.
ث‌. لا شك أن إسرائيل، في ظل شعورها بسيادة قوتها وعنصريتها، غاضبة جداً ومصابة بخيبة امل من العلاقات الحميمة التي بدأت تنشأ بين حماس غزة والإخوان في السلطة في مصر. فقد استقبل هنية من عشرة ايام في مصر كبطل إسلامي كأحد صحابة محمد (ص). وبسهولة، وعدت مصر بالاستجابة لكل طلباته؛ فتم نقل النفط القطري إلى غزة عبر المعبر الوطني عند الحدود مع مصر وليس عبر معبر كرم ابو سالم الذي يسيطر عليه الإسرائيليون ويفرضون ضرائب على أي شيء يمر من خلاله إلى غزة. إن هذه العملية ستقود الجماهير المصرية للضغط على مرسي لوقف تزويد غزة بأي شيء إلا عبر كرم ابو سالم حيث الإسرائيليين سيكونون قادرين على مراقبة تهريب السلاح. إن هذه العملية قادت القيادة العسكرية المصرية وبموافقة الرئاسة لتدمير الإنفاق التي سببت صداعاً شديداً مستديماً لإسرائيل، التي حاولت هدمها وفشلت.
ج‌. أخيراً، تنجح إسرائيل في دعم أشخاص طبقة مبارك الأثرياء بطرق غير شرعية وتدعم إعلام تلك الطبقة في القاء الشكوك على الإسلاميين في مصر. وإنها تنجح أيضاً في تحريض بعض الجماهير المصرية ضد الفلسطينيين. لكن هذا فقط لمدة قصيرة لأن السياسيين والإعلام والمفكرين المصريين الشرفاء جميعاً ليسوا بلهاء لئلا يكشفون فوراً وفي الحال الحقيقة بأن إسرائيل هل الطرف الوحيد الذي اقترف هذه الجريمة.
4. إن حماس في غزة هي الطرف الرابع ولكن الذي تأثر بشكل سيء جدياً من هذا العملية. وقبل أن أذكر الخسارة التي ربما تخسرها، دعوني أصوغ روية حماس الأخيرة للمنطقة من العريش إلى رفح المصرية في منطقة سيناء. وربما كانت هذه الرؤية التي سأمهد لها ببعض المقدمات من التصريحات، بعد وصول الإخوان للسلطة في مصر، إذ ربما اصبح تحقيق هذه الرؤية التي ربما كانت تتبناها حماس تحصيل حاصل. السيد محمود الزهار، القائد الصقوري لحماس في غزة، كان قد صرح قبل نحو اربعين يوماً تصريحاً، ربما نُظر اليه حينها كسبب للنكتة أو السخرية، إذ قال أن المجلس التشريعي في غزة سيكون قريباً عاصمة دولة الخلافة الإسلامية. وهنية، رئيس وزراء حماس في غزة، أعلن في نفس يوم ذكرى انقلابهم لهذا العام ضد السلطة الفلسطينية في 2007، اعتبار هذا اليوم عيداً للشرطة امام أفواج الشرطة التي كانت ستتخرج يومها وامام جمهور الحضور الغفير، وأضاف بأنه يرى افراد الشرطة يحفظون الأمن في القدس وحيفا. قبل ذلك، انتقد ورفض الزهار وكل حماس في غزة تقريباً اتفاق مشعل مع عباس في قطر على المصالحة مع عباس رئيساً لحكومة الوحدة. وكذلك اشترط الزهار انهاء التنسيق الأمني مع إسرائيل كشرط لتطبيق اعادة لم الشمل. إن هذه الشرط يُعتبر مستحيلاً من قبل عباش وزمرته في رام الله. ومن اشهر قليلة ماضية الصحفية كرم من الضفة الغربية كتبت أن قوات الأمن المصري في سيناء اعتقلت يختاً في مياه البحر المتوسط قبالة رفح المصرية، مليئاً بعشرين صاروخاً اشتريت من ليبيا للإسلاميين في شمال سيناء. واستناداً إلى تقرير أخر أكد الخبر، فقد اعترف السجناء المعتقلين بأن تنفيذيي حماس متورطون في تلك الشحنة في الشراء والنقل. وبعض التقارير الجديدة تحدثت عن أن بعض تنفيذي حماس يدربون الإسلاميين في شمال سيناء. والنقطة الأخيرة في هذا السياق بشأن رؤية حماس هي الشائعة التي تقول بأن الزهار أو شخص آخر من حماس طلب إلى إخوان مصر أن يبيعوا أو يؤجروا الجزء من العريش إلى رفح لحماس للحصول عليها كعمق استراتيجي لمنطقتها في غزة.
إنني اظن يأن حماس جدياً تتبنى معارضة أي خطوات جدية لأنهاء الانقسام الوطني. حماس تؤمن بأن غزة هي الخطوة الأولى نحو تحقيق المشروع الإسلامي النهضوي الذي سيكون المجلس التشريعي عاصمته، وليس القدس. هذا يعني، أن الوحدة الوطنية الفلسطينية، بالنسبة للمستويات العليا في قيادة حماس في غزة، ذات أهمية واولوية ضئيلتين مقارنة بالخلافة الإسلامية التي ستكون غزة تحت حكم حماس واحدة من إماراتها. وإذا كانت تفكراتنا هذه تحظى بأي مصداقية، إذن لدينا الحق لاستنتاج أن قيادة حماس تبنت الإمكانية الاستراتيجية بمساعدة الإسلاميين في شمال سيناء ليجعلوا هذا الجزء الشمالي منها مؤسسة كإمارة أسلامية اخرى مجاورة لغزة. لربما انهم فكروا بأن إمارة إسلامية حليفة لحماس في شمال سيناء ستكون دعم معنوي لإمارتهم، وستساعد إمارة شمال سيناء الإسلامية في إنشاء ميناء بحري على الشاطي بين العريش ورفح المصرية، وستكون إمارة شمال سيناء الإسلامية قاعدة للإغراض العسكرية من اجل تحرير فلسطين. وفي ضوء ذلك، يكون مفهوماً أن هناك تعاون وثيق، ليس بين حماس فقط والمجموعات الإسلامية على اختلاف نوعياتها في شمال سيناء، بل وبين التيارات والتنظيمات الفلسطينية الإسلامية الأخرى مثل الجهاد والوية صلاح الدين... من هنا علينا الإقرار، بأن الجسد الرئيسي في تلك العملية الأجرامية هي التنظيمات الإسلامية السينياوية، كما يُقال التكفير والهجرة وأنا أميل لأن تكون التكفير والهجرة، فالتنظيمات السيناوية الإخوانية من غير المعقول أن تقوم بهكذا علمية مجرمة والإخوان انفسهم يحكمون مصر الآن، ولكن علينا ان لا نستبعد أن هناك تنظيمات إسلامية فلسطينية من قطاع غزة مثل الوية الناصر صلاح الدين أو مجموعة الدكتور عبد اللطيف موسى الذي قضت عليه حماس، هذا الفصيل المسمى جلجلت، ربما قد شاركوا في العملية بالرجال والسلاح والتخطيط والأخطر أن يكون عميل إسرائيل الذي أغرى بالقيام بهذه العملية وقدم المخطط أيضاً مزروعاً في احد هذين التنظيمين الفلسطينيين.
إن إسرائيل إن نجحت، عبر طابورها الخامس وجواسيسها، أن تقنع الرأي العام المصري والمجلس العسكري بأنها ليست هي من ارتكب المذبحة بل التنظيمات الدينية المتطرفة السينياوية ومعها فلسطينيون والجماعات الدينية خاصة، إذن اتوقع أن حماس ستخسر التالي:
أ‌. شعبية حماس في غزة ستنخفض إلى ادنى مستوى. لأن أزمة الكهرباء والوقود والبطالة في غزة، ناهيك عن أزمات كثيرة، فقدت كثيراً من شعبيتها بين الغزيين. وفي ظل الصعوبات المتوقعة التي ستضرب غزة كنتيجة لتدمير الأنفاق والإجراءات الحازمة في المعبر الوطني بين غزة ومصر وحملة الإعلام المناهض لحماس، فإن حماس ستخسر اكثر واكثر.
ب‌. إن اولئك الانتهازيين الذين انتسبوا لحماس الأن من اجل جني مصالح شخصية، من المتوقع أن يتركوا حماس لحماية انفسهم من المخابرات المصرية التي ستمنعهم من دخول مصر من خلال المعبر الوطني المنقذ الوحيد إلى العالم.
ت‌. ولسوف ينهاك كل حلم حماس الاستراتيجي لتحقيق المشروع الإسلامي النهضوي وإلى الأبد.
ث‌. إن حماس في وقت قريب ستعاني الفقر في ميزانيتيها الوطنية والخاصة بمنظمة حماس ذاتها والتي بدورها سوف تقود الأفراد الانتهازيين المنتسبين لحماس ليرحلوا عنها. إن حماس، عند ذاك وبعد فترة، لن تكون قادرة على توفير رواتب شرطتها وموظفي الخدمة المدنية لديها. وهذا أيضاً يجعل حماس عاجزة عن تحسين الحياة الاجتماعية والسياسية للغزيين. وحتى ربما تلجأ حماس لإنهاء أو إلغاء بعض الوظائف.
ج‌. في مصل هذا السيناريو الكئيب بشأن ضعف حماس المتوقع، ليس من غير المنطقي توقع أن شعب غزة سيبدأ بالتظاهر في الشوارع من اجل تحسين حياتهم المتدهورة ومن اجل انهاء الانقسام والانفصال الوطني. بكلمة واحد، من المتوقع فوران وانفجار اضطرابات في غزة.
ح‌. إنني اتوقع أن قيادة حماس في غزة، في مثل هذا التخيل، ستنقسم إلى طرفين حادين عامين، واحد يدعم الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام والآخر يدعم استخدام قوة واجراءات شديدين ضد الجماهير الثائرة. وحماس في مثل هذا السيناريو لن تكون في روح معنوي عالية ومزهوة ليكون لديها مدى عريض من الخيارات.
في الخلاصة، إنني اتوقع، بالتأكيد، أن الأصبع الإسرائيلي الذي هو وراء هذه الجريمة الإرهابية النكراء، سينكشف وتبين حقيقته سريعاً، إن لم يكن الشعب في مصر وفي كل العالم اكتشف هذا الإصبع مسبقاً. وحماس قبل أي جهات اخرى في مصر معنية بالتعاون مع مصر في كشف الجناة وتقديمهم للعدالة. هنا في غزة، حماس بكل امانة وصدق ستقدم افضل جهودها لاجتثاث الجناة المشاركين في من الطرف الفلسطيني ومعهم منظماتهم من على تراب غزة، مرة وإلى الأبد. وربما انها ستحجم الجماعات الميليشاوية الدينية في غزة. وكنتيجة لاكتشاف الدور الإسرائيلي في العملية، العلاقة بين مصر وإسرائيل ستسوء وربما تتدخل الولايات المتحدة ووتوسط لحماية العلاقة من الانهيار التام بما في ذلك الغاء إتفاقية كامب ديفيد التي يرفض الإسرائيليون تعديلها بحسب الشروط المصرية.



#إسماعيل_محمود_الفقعاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- Some views and reflections on the terroristic crime against ...
- يبدو أن قيادة الإخوان تقول للعسكري، -اين مكاني بين طبقة مبار ...
- إعصار المهدي المنتظر يضرب غزة هاشم مرتين خلال 64 عاماً، لكن ...
- الصهيونية المسيحية في الولايات المتحدة، تأليف المؤرخ الأمريك ...
- الإخوان المسلمون يطلبون التحالف مع الولايات المتحدة بينما يص ...
- مرسي لم يقرر إلغاء قرار المجلس العسكري بحل مجلس الشعب استجاب ...
- عبس مرسي وتولى إذ رأى شيخ الأزهر
- دس السم في العسل
- حيرة الشعب المصري بين الإخوان وإعادة استنساخ نظام مبارك
- فيما هو أبعد من اليابان وليبيا: المرأة المسلمة والوهابية الس ...
- الثقل الإشكنازي-الصهيوني


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إسماعيل محمود الفقعاوي - نظرات وتأملات في الهجوم الإرهابي ضد الجيش المصري في سيناء