أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تماي كريمة - أنكر الأصوات














المزيد.....

أنكر الأصوات


تماي كريمة

الحوار المتمدن-العدد: 3810 - 2012 / 8 / 5 - 04:43
المحور: الادب والفن
    


يجلس منصتا ،بعض المغص الطفيف سببته له المائتي درهم ثمن الغذاء الفخم الذي أكله اليوم ،يعلم أن الطعام سليم و أنه ليس سبب المغص ،خير بين مائتي درهم في يديه و بين ذاك الغذاء، ليس حبا في الطعام و لكن رغبة في مجالسة الأكابر فقد أصبحوا متواضعين و لطفاء مؤخرا ...
كلامات ابنه تشحن أحشاءه ضده فيزيد المغص
ينظر باحتقار الى الصحن الذي اجتمع عليه أولاده الثلاثة و بنتيه و زوجته ،الصحن أوسع من محتواه أو أن المحتوى أقل من أن يوضع في هذا الصحن ،مرق أصفر تتصارع فيه قطع الخبز ،في رقصات غير مرتبة ...
- أتمنى أن يصبح الناس أكثر وعيا و لا يصوتوا لذلك اللص ،ماذا فعله بالبلدة لا شيء ،بل على العكس أصبحنا نعود الى الوراء ،الشوارع كلها محفورة ،لا مصالح عمومية ،لا مساحات خضراء ، لا فضاءات للترفيه ،لا تنمية للمنتوج المحلي ... لا شيء
- و تضن عدنانك ذاك سيكون أرحم بالبلدة ؟ هو ليس ابن المنطقة حتى
- ابن المنطقة ؟ ها هو ذا ابن المطقة ثمان سنوات و هو يترأس البلدية يسوقها الى الهاوية ، و العبيد صامتون... من رأيي أن نقاطع الانتخابات فكلهم كذابون ومخادعون ،كلهم دون استثناء
- معك حق يبدون الاهتمام بأمور الشعب و بعد نجاحهم يتحولون الى نسخ لأسيادهم السابقين... لا عدنان و لا غيره سيفعلون شيئا
- عدنان شاب مثقف ،لديه على الأقل برنامج ليطبقه ، ويفهم السياسة ويعي أهمية هذه المنطقة و ما يمكن أن تصبح عليه ليس كصاحبنا الأمي ،لا برنامج انتخابي لديه ،الا بعض الحيل العبقرية لرشوة الناس وضمهم الى صفه ،يشتريهم بأرخص الأثمان أرخص حتى من ثمن حمار ...
- و ما بهم الحمير لما كل هذا الاحتقار لهم
- ان انكر الأصوات لصوت الحمير
- وماذا بعد ؟عزيزتي هم يحتقرورننا يعاملوننا أسوء حتى من الحمير ... ان انكر الأصوات هو صوت يدلي به صاحبه عن غير وعي بما سيصنعه ذاك الصوت ،عن غير وعي بمدى استحقاق من نصوت له للمنصب الذي سيكون فيه ، عن غير وعي بالقوة التي بين يديه و التي يجب ان لا يهدرها في دعم اللصوص و الخونة الذين يدمرون البلاد ، و لا ان يباع لو بمال الدنيا
يبلغ المغص أوجه ،يتنحنح الوالد و يتمتم بضع كلمات :سي سوعنيني رجل طيب و كريم و...
- حاول أن تقول له كلمة حق !اسأله الى أين يسير بنا ؟ اسأله اين ثرواتنا و أموالنا ؟ ما هذا الجمود الذي أصاب بلدتنا ... حينها سترى الطيبة يا والدي
صمت و وضع يده على خده وفكر:بكم يباع الحمير ؟ هل مائتي درهم أقل بكثير من ثمن حمار ؟
- وهل يمكن يا بنتي أن ينجح غير سوعنيني ؟
- أكيد أكيد يا أماه ! هذا ما نتحدث عنه يلزمنا التغيير و الوعي لنتقدم بهذه البلدة ...عدلت جلستها و ابتسمت :عدنان واع بهذه المسألة و يريد أن يجمع حوله الشباب الواع و الطلبة من اجل النهوض بالمنطقة ، ورمي أولئك الشيوخ المتخلفين الذين ليست لهم علاقة بالسياسة في مزبلة التاريخ

ربما هي تقول هذا فقط لأنها مغرمة به
- لماذا لا تأكل ؟
تسمين هذا أكلا اذن يا أم المثقفين ؟ضاق صدره و ذهب الى غرفته و جلس يتأمل و يصغي لمغصه ، دخلت زوجته و سألها و هو يدور بعينيه في السقف :
- كم ثمن الحمير اكيد اقل من مائتي درهم ؟
استغربت سؤاله ...استمر في التفكير طيلة الليل
في اليوم الموالي بعد انتهاء التصويت هدأت أحشاء الأب و اطمأنت ، جاء اليها :سأخبرك بهذا ،هم رشوني ،و شعرت بأنني حقير ،و أردت أن أكفر عن هذا ، لدى لم أصوت عليه ...ابتسم باعتزاز :نلت من ذلك الوغد
اندهشت و ابتسمت معتزة بزوجها العبقري
الحقير الحقير أم الحقير العبقري ؟
على أي ...
سوعنيني نجح في الانتخابات .



#تماي_كريمة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هوس بالمساواة
- عبد و امرأة مخصيان
- تحرر عقل امرأة
- صراع امرأة لأنها امرأة


المزيد.....




- كتّاب وأدباء يوثقون الإبادة في غزة بطريقتهم الخاصة
- حين أكل الهولنديون -رئيس وزرائهم-.. القصة المروّعة ليوهان دي ...
- تكريم الإبداع والنهضة الثقافية بإطلاق جائزة الشيخ يوسف بن عي ...
- أهمية الروايات والوثائق التاريخية في حفظ الموروث المقدسي
- -خطر على الفن المصري-.. أشرف زكي يجدد رفضه مشاركة المؤثرين ف ...
- هل يحب أطفالك الحيوانات؟ أفلام عائلية أبطالها الرئيسيين ليسو ...
- أحمد عايد: الشللية المخيفة باتت تحكم الوسط الثقافي المصري
- مهرجان -شدوا الرحال- رحلة معرفية للناشئة من الأردن إلى القدس ...
- لغز الإمبراطورية البريطانية.. الإمبريالية مظهر للتأزم لا للق ...
- لغز الإمبراطورية البريطانية.. الإمبريالية مظهر للتأزم لا للق ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تماي كريمة - أنكر الأصوات