أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - القاضي منير حداد - على بغداد ان تتوخى الحذر الزومبي عصمان بيك يستيقظ














المزيد.....

على بغداد ان تتوخى الحذر الزومبي عصمان بيك يستيقظ


القاضي منير حداد

الحوار المتمدن-العدد: 3810 - 2012 / 8 / 5 - 03:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تركيا تصعد الموقف بالتجاوز اجرائيا على السيادة العراقية، في حين العراق يعبر بكلام متحضر عن اعتراضه، امام السفير التركي في بغداد مولود ياقوت؛ فخرجت تركيا عن طورها، منفلتة من عقال الدبلوماسية، الى لغة لا تليق بالحوار بين الدول، خاصة والعراق دولة جارة لها في ذمة الاقتصاد التركي سبعة عشر مليار دولار سنويا.
خاطبت الخارجية التركية السفير العراقي في انقرة عبد الامير ابو طبيخ:
- على بغداد ان تتوخى الحذر!
تركيا.. من خلال احتضانها طارق الهاشمي.. المطلوب دوليا للقضاء العراقي، تسيء لعلاقتها مع العراق، مؤكدة ذلك بزيارة وزير خارجيتها احمد اوغلو لكردستان معرجا على كركوك من دون علم الحكومة المركزية، وحين طرح العراق تساؤلا مشروعا ابدى خلاله شيئا من تحفظ اعلامي في الصحف والفضائيات المحلية، ازاء (الدكة) التركية، استدعت وزارة الخارجية التركية سفير العراق في انقرة واسمعته كلاما عن العراق لا يليق بالسياقات الدبلوماسية بين الدول، ولا يليق بالسبعة عشر مليارا التي تكسبها سنويا من العراق.
وسوى الروم خلف ظهرك روم.
ماذا تريد تركيا بهذا الاستفزاز للعراق، غير ايقاظ جثة الرجل المريض، الذي يصحو ويتفاعل مع الوجود، ميتا.. زومبي، بحسب الاسم الذي يطلقه الافارقة على الجثة التي تعود للحياة من دون شعور ولا عاطفة.
تركيا الان تريد استعادة مجد الخلافة العثمانية وسلطانها الغابر.. ميتا بعد مرض ممض طوال الفتوحات العسكرية النشيطة.. معافاة مطلع القرن العشرين.
مات عصمان بيك، بهزيمة الجيش التركي، امام زحف الجيش الانكليزي العام 1917 في العراق؛ لذا تريد استعادته.. مطلع القرن الحادي والعشرين.. من حيث انتهى، في المكان ونظيره في الزمان بعد دورة قرن من التخلف الذي اصابت به الديار التي حكمتها ولم تخرج من تبعات هذا التخلف حتى الان.
اللغة غير الدبلوماسية التي خاطبت بها الخارجية التركية العراق من خلال تعنيف سفيرنا، لقيت هدوءًا مترفعا من قبل الحكومة المركزية، راعت فيه التراكمات التي ينوء بها العراق جراء حروب النظام السابق الهوجاء والملابسات الدائرة في العملية السياسية داخليا، وظروف الارهاب التي ما زلنا ننفض غبارها من على ثياب الساسة العالقين بها! مضطرة للتمسك بالحكمة استعصاما بالحفاظ على منعة العراق ازاء الاستفزازات التي تسعى الى اثبات ان الاحتراب ضد الجيران ليست اخلاق صدام حسين وحده، انما هي اخلاق عراقية متأصلة.
تركيا تهدد العراق بتوخي الحذر وهي تمتنع عن تسليم طارق الهاشمي المطلوب دوليا للقضاء العراقي وفق مذكرة صادرة بحقه من الانتربول.. الشرطة الدولية، بل وتعطيه اقامة دائمة على اراضيها!
احمد اغولو يخترق سيادة العراق والحكومة العراقية، تعاتب تركيا، بلغة متحضرة من خلال مولود ياقوت سفيرها لدينا، فترد الخارجية التركية بتهور على العراق مستدعية سفيرنا في انقرة عبد الامير طبيخ، لتهدد بغداد بتوخي الحذر.
الحذر ممَ؟ العراقيون في الشوارع والمقاهي والكيات يتساءلون: لماذا نحذر اذا ما نغزنا بابرة تحت الضلع، وقلنا:
- آه.
هل هي طريقة ملتوية لسحب العراق الى المخاطبات العسكرية؟
منذ متى وتركيا حريصة على الكرد، الذين تمنع عنهم كرديتهم؟ فمجاهرة الكردي بقوميته علنا، في تركيا، يعرضه للمساءلة القانونية.
هذا على اراضيها، اما على اراضي العراق، فتركيا ولية امر الكرد وحامية حماهم.. واين؟ في العراق الذي يأخذ فيه الكرد حقوقهم كافة.
اذا كان ثمة حذر تتوخاه بغداد فهو الزومبي عصمان بيك الذي مات بعد ان اطلق عليه العالم (الرجل المريض) ويريد الاستيقاظ عقب مائة عام.
الشارع يطالب الحكومة بموقف قوي، لكن ليس بالامكان اكثر مما كان، فالمخاطبات الحضارية في الدبلوماسية لا تسمح باستخدام الطريقة التركية، التي تجعل المتحدث كمن يلطع زناد البندقية بلسانه.
الحكومة العراقية تواجه التحدي التركي بضبط متوازن للنفس، وهو اسلوب سياسي فائق الرقي، اسهم بتقدم دول كثيرة، اقتصاديا واجتماعيا.
واذا ما كان في تلك المناوشات الدبلوماسية، لويا للموقف العراقي من الاحداث الجارية في سوريا، ومحاولة لاستغلال الورك الكردي في سوريا، استغلالا يضفي مزيدا من الحيف على الكرد الذين تمزقوا ضحية اربع دول وثلاث لغات، يخدمونها بسعة عقولهم وايديهم الماهرة.. ابداعا ناجزا، تقابله بالقمع.
تركيا ليست ارحم على الكرد من سوريا وسواها من دول تسومهم مر الهوان عذابا.. تقطع حرثهم وتستحيي نساءهم، كدأب صدام الذي لم يتورع عن ابادة اربعمائة قرية كردية ورشق حلبجة بالكيمياوي واباحة العرض والمال الكردي انفالا لجيشه.
بسقوط الطاغية، اتزن العراق، الا ان الخدعة التركية تخلخل هذا الاتزان باغواءات تؤلب الاخ على اخيه والمواطن على مواطنه؛ فتحسبوا ياعراقيي الشمال والجنوب للفخ التركي وتآزروا مع الوطن لان الجميع في قارب واحد اذا ما ثقب احد موضعه الذي يقتعده غرق القارب به وبالآخرين؛ ما يعني ان لاحرية لعراقي بموقفه فردا، انما هو ملزم بالتناغم مع شركائه في الولاء الوطني.
لا يخدعكم الزومبي؛ لأنه يعود للحياة من دونما عاطفة ولا شعور!






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- ارتبط بتشبيه أطلقه محمد بن سلمان.. ما قد لا تعلمه عن جبل طوي ...
- خلف ترامب.. رد فعل ماركو روبيو على ما قاله الرئيس لإعلامية ي ...
- الضغوط تتصاعد لإنهاء الحرب في غزة.. ديرمر يزور واشنطن الأسبو ...
- ماذا نعرف عن مشروع قانون ترامب -الكبير والجميل- الذي يُثير ج ...
- بينيت يدعو نتنياهو للاستقالة.. إدارته للبلاد -كارثية-
- سوريا.. -جملة- مطبوعة على أكياس تهريب مخدرات مضبوطة تشعل ضجة ...
- نتنياهو يأمل في استعادة شعبيته بعد التصعيد مع إيران، فإلى ما ...
- اقتحامات وتفجيرات.. الاحتلال يواصل اعتداءاته على الضفة الغرب ...
- مأساة في نهر النيل.. مصرع 4 أشخاص غرقا إثر انقلاب مركبهم
- زلزال بقوة 5.5 درجة يهز باكستان


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - القاضي منير حداد - على بغداد ان تتوخى الحذر الزومبي عصمان بيك يستيقظ