حسين بهاء الدين
الحوار المتمدن-العدد: 3809 - 2012 / 8 / 4 - 17:28
المحور:
الادب والفن
زي موحد للراحلين
عليكم بالزي الموحد يا ايها الراحلون
عليكم بالابيض الملتف جيدا والفراشة البيضاء على الرأس..... لسهولة التمييز
ما يصير اليه الامر ؟؟ لو غاب الفارق ما بيننا ...بين مــــــــــوتنا وحياتكم ...بين سقوطنا وشخوصكم ...وبين انصرافنا ....وحضوركم.؟
ما يصير اليه الامر؟؟؟ لو اختلطت ارتالكم بقبائلنا .....ابناؤكم بصـــــبيتنا .......اجيالكم بسلالاتنا ..؟..
ماذا يصير اليه الامر ؟؟؟ لو حضرتم احتفالاتنا ..ورصصـــــــتم ورد العوالم العمياء على صدورنا ....؟
اماذا سيحدث ؟ لو اشتركنا في الرقصة الباذخة ....والمواويل المتطايرة ...والعزيف النافر من فوهات الازمنة ؟
لو نتساند في اخوية الموتى ؟؟..في مناســـــــبات الاعياد الظلالية .. في زيارات المرافىء... وحدائق الغياب ...كالجسد المجدول يجر بعضه بعضا.....
من سيجلي الامر ان عبرت سيدات المشـــــــــهد.. ملكات التشرد المطمئن السادر..يحملن رضاعات الاطفال في دروب الجبال
ماذا سيحدث لو اختلط الحابل بالزائل والزائل بالشامل والشامل بالقاتل؟؟
من سيخرج الحي من الميت عندها ؟؟....ومن ذا ؟؟؟ يعرف الحي من الميت....؟؟
ايها الراحلون
تعجز الكلمات عن التعبير.... ولابد من طرد المجازات الرديئة الدلالة
سيدي الميت ...سيدتي الميتة ....
متلفعون ببياضكم ووروده ....اهديكم ( آساً ) خصبا لواحـــا جليلا حديث الاقتطاف ..
فلتتوقفوا تماما على ناصية اللـــــحمي والدموي والهوائي والوطني
فلتترادفوا لتحية الصباحات ....تمايلوا جميعا كما تفعل الهوادج....وارفعوا اذرعتكم لنصعد عاليا عاليا ......حتى نصل الى مشارف الاتربة الوطنية .
أخي في دخيلة الارض
لتكن بللورا معطرا بخلاصات الفورمول ..واخرج ذراعك من تربة الكحل تحية لحراث الحقل الاعمى عابرا في جوارك .
لوح اخي بكريستال الابدية في مابين اعناب ( دوما ).....جهز موتك لدواليها قطرة قطرة ....ورقة ورقة ..ضوءا ضوءا.
يطلقون عليك ؟؟؟ طلقات الاخوية ...ماعليك سوى ان تمضغها جيدا ثلاث مرات يوميا ....في صبيحة المهزلة ..وفي ظهيرة الخرائب ......وبعد الخلود الى مساأت الخيانات.
تلك هي تحيتهم ورجائهم .......هدايا محبتكم ومحبتهم .... هدايا ( آرام ) ل ( ارام ) ...هدايا الخلفاء الراشدين للخلفاء الخاطئين ....
فينييقيون يتسوقون جماجم ابناء طير الرماد ......أمنية نخاس يصلب نخاسيه ...........اغنية عاشق لقاتليه .............وجثة استعارت ثوب عرس جثة ...هات الهك وخذ الهي ...جمعيات مرخصة لتبادل الآلهة ......... حسينييات يزيديات سرانيات امويات بعمائم مصلبة .......تقابلها ربيعيات مطريات خطيبيات ملوحيات .. بحناجر مستبدلة ...صداحة على ماذن الاديرة . ..بين الجميع .... هناك حدائق تشرب ديزل الدبابات العمياء.
ستقول انك مشغول بملفات الرستن وحمص ...أما أشرعتها الرياح الى سدرة منتهى الأنفة بعد ....؟؟؟؟
اما زال ربها يتهجى اغنيات كبرياءه فيها ...ويخطىء الايقاع ؟؟..
ستقول ان نساءا مرسلات الشعور حتى لتغطي ابناءها الجائين .... هناك في جنوب قرى الغبار ...في ظلال المدائن الواحدية ..المدروزة بالنباتات المنزلية والمفردات السريانية الانين.
ستقول انها فتنة الجوري على الدرابزين السوري ...وتقول ان الخلاص مستحيل وضارج ومعتل بوجنة الحب ... على شفار اللعنة .
شهداء
شهداء بالالوان .......
للتصدير ......للصحف المريضة ......لاجتياح .... العالم السفلي للفلكي للارضي للوجعي للطيني للحجري للمدني والبدوي ..للعلوي للســـــــني للدرزي لفلول الصليبيين الشقر...للعبري..استاذ الفجائع..قائد الاوركسترا الخرساء .... للوثني..... للعباد عطر الفرج.. ...للتتري للصفوي... للمتعي... للمترهل الشرعي.. للرب الوحيد القرن...... للبياع امته لتلمودالخيانة .... او لطباخ البواخر ..للاب البعثي ....للسمسار..في سوق التقية . اشرف اخر العرصات ...من تجار اقمشة ومن اصــــحاب اوسمة يبيعون الدماء الى حوانيت النبيذ ... لذوي احتياجات النساء .......و للشعراء اسرى الاستروجين....والى الحوامل بالقبائل تنحني حتى تتم بذورها نضج الرصاص....والى المنابر ...للمتاجر ...للمباخر ..... لضمير كنعان الممزق ..لخوار صهيون المعتق ..للهواء الحر ..وللندى للحالمين ...شهداء تحت مدافع العهد المقدس عبر ( تحرير الوسيلة).............. ..شهداء في الارض الجميلة ..
أما وقد هدأ الازيز ..أم الحروب مصيخة حتى اكتمال صعودنا الوطني....والى اكــــــتمال تدرج الــسوري في الابدي ..ولمطلق الروح ...الغريقة في قبائلها وفي اختام حاملها ...........وفي جيـــــــــنات قاتلها.........ومن احتراف دماء مجرى في جداولها.....ومن اختصار طريقها ما خلف معراج الجنون.........وهنا ندور على الجراح .... وهنا نكون ...ولا نكون ....
...اما وقد هدأ الغبار ..رايتهم بغلائل الزي الموحد يذهبون .. ..والى نهايات الحياة بموتها يتبادلون طوافها فوق المشارق ...شهداء بالزي الموحد....يردمون الفجوة السوداء بين فنائهم والمقبرة.... ورئاءهم والمعذرة.
شهداء ... شهداء
للتصدير بعد ...المجزرة
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟