سيرة ذاتية لشجرة أسمها (رغد عبد الزهرة)

رغد عبد الزهرة

الحوار المتمدن-العدد: 3808 - 2012 / 8 / 3 - 21:20
المحور: الادب والفن
    

سأُحدثكم عنها؛ حديث قصير جداً , قد يروي شيئاً من فضول الاسئلة...
سأُحدثكم عنها؛ عسى أن تتعرفوا على بعضٍ من ملامحها...وسأصغي معكم علني أدركُ معناها... هي ليست لغزاً كما يتجنى عليها البعض، أنها امرأة تفاصيلها كثيرة وحسب... أعرف الكثير منها، ولا أعرف عنها شيئاً، مدهشة هيّ حد الملل، ومملة بصورة مثيرة للدهشة...

هناك رغد التي تعرفونها وتكتب الشعر الشعبي، أنا لا اعرف عنها سوى أنها قوية ومستقلة بحكم ذاتي، وممنوع عليّ أختراقُ أراضيها...

وهناك رغد، مشروع قاصة وروائية ممتازة ولا اقول قولي هذا من باب المديح فانا أبخل منها حينما يتعلق الأمر بالمدح، أقول هذا بروح نقدية محايدة فأنا أعرفها هذه الفتاة جيداً، أحدثها طوال الوقت وتحدثني عن مشاريعها القادمة ، واراقبها باهتمام طوال الوقت.. واعرف انها ستسعدني يوماً،من يدري ربما قريباُ.

وهناك عصفورة صغيرة أسمها رغد، تحاول من حين لآخر التحليق في سماء الشعر العربي الفصيح، لكني لن احدثكم عنها فملامحها ليست واضحة بعد....

وهناك رغد رسامة! نعم، لكنها الاقل حظاً بين اخواتها فأنا أنساها دائماً في مكان ما...

وهناك رغد التي تصفها أمي بدقة بأنها:
"ماتدري بالدنيا طشت،رشت؟!" كلما التقيتها وجدتها مبتسمة، راضية لاتدري كم الساعة ، ولا تتذكر أن كانت تناولت طعاماً اليوم أم لا... تحدق في الافق او تحدث أناساً لا يراهم سواها، وهي تبتسم!

وهناك رغد؛ القلقة، العصبية، المجنونة، العنيدة، المتمردة حد اللعنة! هذه الصغيرة سبب أرقي، هي بين يديّ خوفي قنبلة موقوتــة، بالكاد أغلق أزار روحي عليها!

وأخيراً ثمة رغد؛ أخاف عليها حتى من الحديث عنها، فراشة بيضاء، تارة أحملها بين مجاهل الاحلام على صدري واركض بها، و أخفيها في حقيبتي تارة، وكلي قلق ان تموت عطشاً الى اوكسجين لا يخدش رقة رئتيها.. في الليل اقلب معها أوراقاً صفراء، واراقب الدهشة على وجهها وهي ترى انعاكساتها على المواشير البلورية، وحين تغفو أعيدها الى خزانتي واخفيها تحت الكتب!

#رغد_عبد_الزهرة (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل