كلمات آخر الليل: الإزدحام

لمياء باديس

الحوار المتمدن-العدد: 3802 - 2012 / 7 / 28 - 18:43
المحور: الادب والفن
    

كلمات آخر الليل
أزدحم بأشواقي وبالغياب.أزدحم برغباتي المؤجلة مثل الحلم في ذاكرتي. أزدحم بالمستحيل. تسيل دماءٌ عذراء في ناحية من ما من جسدي الرصاصي العاري إلا من الوحشة وتتجمّد في انتظار شيئ ما يومض في البعد. أزدحم بالمجهول فيّ وبالمؤجل وبالمدّ والجزر وبالغياب وبالحضور وبالقلق. أزدحم إزدحاما بالمنفى وبالليل الطويل وبالشجن.
ازدحم بالوطن.
أزدحم بنظرات العساكر ولباسهم الأسود وجباههم المعفرة بالذل. أزدحم بهلوسات وقف التنفيذ وبالثوار العاطلين عن الأمل.
ازدحم بكل انواع الملل.
أزدحم بالقيامة وبحلمي و أحلام العذارى. أزدحم بصورة يومي وغدي وبالمد والجزر والسكون والسكون والسكون.
شيئ ما يحدث هناك بالقرب مني هنا.
انا هنا أزدحم بالله والشرائع والقوافي.
أزدحم بدرويش وبابلو نيرودا وكافكا والبوعزيزي والتوبوماروس وماري قويلا وكارلوس.
أزدحم بالجنوب والشمال.
يتعبني الليل.
أزدحم بالقوافي وشعارات الرعاة والحفاة والعراة.
أنا هنا ازدحم بالقيامة ولم يبق سواك.
لم يبق في المدى غيرك.
لم يبق سوانا هنا وهناك على الرصيف على الأبواب في المعابد في قرطاج في صخرة أساف ونائلة في رسم في الجنوب في لوح صلب المسيح.
لم تبق إلا الريح.
و انا هنا وهناك هوميروس.
أزدحم بأشواقي وبالغياب.
اليل عندي كما النهار.
كما المراسى كما الإبحار.
عجلي يا سيدة الغياب عجلي أيتها الغريبة. اُكتبي وصيتك للعاشقين قبل أن ينتحر القمر على أبواب العدم.
أكتبي وصيتك للعاشقين على أبواب ليلك المشتهى.
اُكتبي وصيتك للعاشقين والحالمين والمغنين والواقفين والغادين والرائحين فبوسعها أن تسوى الوطن بالمنفى وتخلد.
هوميروس يا هوميروس أعلن عودتك من المنفى فلا شيء مازال يجدي لا المنفى ولا الوطن ولا حتى كفن.
هوميروس يا سيد الغائبين عجل بعودتك قبل أن تلتهمني النار قبل أن يلتهمني الحلم و أصير منفى ولا أكتب رسالتي للعاشقين والمنفيين ورجال الله والآلهة والثوار.
عجل هوميروس وترجل عن الحلم والعاصفة واقرأ آياتك الكبرى.
إقرأ يسقط المنفى يسقط المنفى يسقط المنفى.
أكتبي أيتها الغريبة للغريب يسقط المنفى يسقط المنفى يسقط المنفى.
ـــــــــــــــــــ
لمياء باديس
مونتريال‏ 28 جويلية 2012

#لمياء_باديس (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات