أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غياث الدين النقشبندي - ثورة شباب مصر وتداعيات الخريف العربي















المزيد.....

ثورة شباب مصر وتداعيات الخريف العربي


غياث الدين النقشبندي
مؤلف و كاتب

(Ghiath Naqishbandi)


الحوار المتمدن-العدد: 3802 - 2012 / 7 / 28 - 09:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تصدرت أخبار الثورة المصرية وشباب مصر مساحات شاسعة من عناوين الأخبار وشغلت قنوات التلفزيونات والفضائيات لشهور خلت، علي الرغم من أنها لم تکن الوحيدة التي تأثرت بمد مايسمي بالربيع العربي، لکن أخبار مصر وشبابها ضل الأهم علي الصعيدين الشرق أوسطي والعالمي، وذلك لأهمية مصر من الناحية الستراتيجية والعسکرية وتأريخها الحافل، هذا ما عدا أهميتها بالنسبة للدول العربية. لقد تناقصت أهمية الأخبار بتولي الدکتور "محمد مرسي" الخلافة في هذا البلد العلماني. وکان للعلمانية والتکنولوجيا الحديثة دور في أقصاء الرئيس المخلوع وخاصة "الفيس بوك" حتي أنه تم تسميتها بربيع الفيسبوك والربيع العربي..الخ من التسميات.
قد أحتشد شباب مصر لأنهاء حقبة دكتاتورية دامت ربع قرن ونيف ذائقا خلالها الهوان والفساد، حتي جاء اليوم الذي لم يستطيعوا تحمل أكثر فأنفجر الوضع وأنتهي بمحاكمة حسني مبارك وأعوانه بعد أن ترك منصب الرئاسة تحت تأثير الحشود الغاضبة والكاظمة لغيضها لأمد طويل.
لم يكن شباب مصر يفكر بمصير الدولة والمؤسسات أو القانون أو الدولة المدنية ولم يكونوا علي بينة أي قدر رهيب ينتظر ثورتهم الفتية والتي تم تغيير أتجاهها دون علم منهم أو ماستؤول الأمور اليه. وأن ثمة مارد يتربص بالحكم منذ مايقارب الثمانون عاما ليصبح في السلطة ويطبق الشريعة علي كافة مفاصل المجتمع والدولة علي السواء.
لمصر مركز ستراتيجي وثقل أقليمي بين العرب وقوة عسكرية وموارد بشرية عملاقة وكانت تتبوأ مركز القيادة في الوطن العربي وكذلك الشرق الأوسط حيث كانت قوة أقليمية يحسب لها حساب خاصة وأنها من دول المواجهة مع أسرائيل، وكانت الدول العربية دائما تستمد قوتها من قوة مصر فأذا ضعفت مصر ضعفوا وأذا تقوت مصر تغير خطابهم الأعلامي والسياسي مع أسرائيل ومع الغرب بصورة عامة، هذا ماعدا أهمية مصر الثقافية والفنية حيث كانت هوليود الشرق بلا منازع.
ساهمت مصر في أربعينات القرن المنصرم بدعم الحركات التحررية العربية وغير العربية حيث كان رئيسها جمال عبد الناصر من رموز الوحدة العربية و كان من المناوئين لسياسات الغرب حيث ساهم أسهاما فاعلا في تهيئة موطئ قدم للسوڤيات في المنطقة ردا علي التكاتف الأسرائيلي الغربي أيام الحرب الباردة وبذلك كان القيراط الذي يساوي كفتا الميزان في حرب المعسكر الشرقي ضد الولايات المتحدة وحلفائها مقللا ضغوطاتهم علي مصر التي كانت دوما مكان أطماع الغرب لذلك كان الأتحاد السوفيتي يدعم مصر بالدرجة الأولي، أي تأتي مساعدات مصر بالدرجة الأولي ويأتي بعدها المعسكر الشرقي برمته وكذلك الصين التي كانت بأمس الحاجة لمساعدات السوفيتية في التصدي الولايات المتحدة في جنوب شرقي أسيا.
مصر كانت دائما درع السلام للشرق الأوسط وكذلك بالنسبة للعرب كانت صمام أمان للمواجهة الأسرائيلية، فما عدا حرب السويس فلقد قامت مصر بحربين أخريتين 1967 و 1973 مع أسرائيل ولم تفلح في تغيير الوضع إلا أنها قامت بالمواجهة و وحافظت علي ماء وجهها أمام العالم إلا أنها في الحربين بقت وحدها في جبهات القتال ولم يبقي العرب العرب معها ماعدا العراق الذي ساهم فعليا في أرسال الجيش العراقي وكذلك القوات الكوردية كان لهم مساهمة جدية في هذه الحرب مع اأن الأمر لم يكن يعنيهم بالدرجة الأولي إلا أن شهداء كورد سقطوا في ساحات الوغي دفاعا عن المصريين وأرض مصر، ومن الجدير بالذكر بأن أول جريدة كوردية تم أصدارها في القاهرة من قبل الأمير " مدحت بدرخان" سليل عائلة أمراء جزيرة بوتان في نيسان 1898 باسم كردستان وعلي هذا السياق فلقد أستقبل جمال عبد الناصر القيادات الكوردية وكان له دور في المفاوضات الكوردية العربية. لقد كانت مصر دائما ملاذا لكافة حركات التحرر في الشرق الأوسط وليس للعرب وحدهم وكانت مركزا مهما بالنسبة للطلبة الكورد الذين درسوا في جامعاتها وخاصة الأزهر.
بعد تنحي عبد الناصر وصعود نجم أنور السادات تغيرت الكثير من الأمور وخاصة علي صعيد العلاقات الخارجية وخاصة علاقاتها مع الولايات المتحدة وأسرائيل حيث تم التقارب التام بينهما والذي توج فيما بعد بأتفاق "كامب ديفد" بين رئيس الوزراء الأسرائيلي مناحيم بيغن والرئيس المصري أنور السادات وبأشراف ورعاية أمريكية من قبل جيمي كارتر رئيس الولايات المتحدة الأميركية، حصل أنور السادات ومناحيم بيغن مناصفة علي جائزة نوبل للسلام جراء هذا الأتفاق، ولقد كان لهذا الأتفاق تأثيرا سلبيا علي العلاقات المصرية العربية وأثارت غضب العالم الأسلامي حيث تم تعليق عضوية مصر في الجامعة العربية وتعرضت لأنتقادات شديدة، لكن معظم الدول العربية أقامت علاقات سرية مع أسرائيل، بأغتيال الرئيس أنور السادات بيد الأسلاميين (خالد الأسلام بولي) وتسنم حسني مبارك رئاسة مصر تغير مجري العلاقات المصرية مع العرب وحافظت علي عهودها مع أسرائيل، هذه العهود التي لم يكن لعبد الناصر أن يقبل بأن تأخذ العلاقات مع أسرائيل هذا المسار.
لقد حكم حسني مبارك حوالي 27 سنة الي أن ثارت ضده شباب مصر بتحريض خفي من الأخوان المسلمين والذين لم يظهروا تورطهم علنا في بداية الثورة بل أسدوا هذه المهام للشباب والمجلس العسكري الذي ألتف حوله الأخوان فيما بعد ليحكموا قبضتهم علي حكم مصر، وهذه سابقة ليس لها مثيل في تاريخ الأخوان حيث أن نسيج تنضيماتهم قد تم حياكته‌ علي أساس حزب معارض وقد يواجهون متاعب جمة من شأنها الأقلال من شعبيتهم الي أن يحاولون تغيير بنية هذه التنضيمات لتتناسب مع حزب حاكم.
لقد قام شباب مصر بهذا العمل الجبار وذلك بتنحية دكتاتور حكمهم أكثر من ربع قرن، لكنهم لم يعرفوا ماستؤول اليه حركتهم هذه‌ وأنه هناك يد خفية لها مصالح أخري في حرکة الربيع العربي فالأخوان الذين أرادوا حکم مصر منذ عهد الملك فاروق يسعون للسلطة وهاهم يعبرون مرحلة أستلامها ليس من المستصعب أستقراء نية الأخوان بعد أستلامهم الحکم، فذلک يتضح من تعاملهم مع الأمور والمشاکل اليومية، لکنه سيکون صعبا أن يتنازل الأخوان عن خلافة مصر في وقت قريب، وسيحتاج الشباب برامج أکثر تطورا من الفيسبووك وسنوات من النضال والتضحيات وأراقة الدماء، لأزالتهم من حکم ناضلوا 80 عاما من أجل الوصول إليه.
من هم الأخوان
تأسست حرکة الأخوان في مصر عام 1928 علي يد حسن البنا مؤسسها وأبوها الروحي الذي تم أغتياله عام 1948 بيد مجهولين أطلقوا النار عليه، وأتضح فيما بعد بأنهم من أزلام السلطة المصرية حيث تم محاکمتهم وتعويض ذوي المغدور به.
لقد أيد الأخوان حرکة الضباط الأحرار و بقوا علي علاقة وطيدة بنظام عبد الناصر، إلا أنهم حاولوا أغتيال عبد الناصر وأطلقوا عليه النار داخل الأجتماع لکنه نجي من هذه المحاولة و حاول تفکيک خليا هذا التنظيم و أبعادهم عن مفاصل الدولة، وحتي بعد أن جاء السادات الي الحکم بقت حرکة الأخوان حرکة محظورة تناضل للوصول الي سدة الحکم لأقامة الأمارة الأسلامية، جدير بالذکر بأن السادات أغتيل من قبل خالد الأسلامبولي بعد أن وقع معاهدة الصلح کامب ديفد مع رئيس الوزراء الأسرائيلي مناحيم بيغن حينها.
لقد تعامل حسني مبارک مع الأخوان بنفس آخر حيث ترکهم وشأنهم و حتي أنهم کانوا يشغلون حوالي 30 کورسيا في البرلمان المصري، لکنهم کانو غير مقربين للحکم ومبعدين عن مفاصل الدولة.
من المتعارف عليه بين الحرکات الأسلامية السياسية أن التيار المتطرف يصل الي قمة الهرم السلطوي بسرعة لأن الأيديولاجيا بحد ذاتها آيديولوجيا عنيفة والعنف يولد التيارات المتطرفة، وهم بالضرورة بحاجة لهذا العنف لتثبيت رکائز الحکم وحسب المبدأ الفلسفي (مهما کانت الفکرة المطروحة أغبي، أزداد العنف الذي يحتاجونه لتثبيت الفکرة)
وهم الآن في فترق طريقين لا ثالث لهما: أما أن يتصالحون مع العلمانية و ويظهرون للعالم مدي جديتهم في أدارة الحياة المدنية( وهذا مايجعل التيارات المتطرفة بأن تعتلي هرم السلطة کرد علي ليونتهم) وأما أن يستخدمون العنف ضد کل ما ليس علي هواهم ( وهذا سيؤجج الرأي العام العالمي وبالتالي يثير الشعب في هذه الدولة العلمانية ضدهم) وفي طرفيي المعادلة سيکونون هم الخاسرون وهذا مايسمي بال دلاما (Dilemma) المشکلة التي تعطي فقط حلين لا ثالث لهما و وکلاهما سيئ.
کذلک علينا عدم تناسي السمعة الجيدة للأخوان حين کانوا يستغلون أخطاء السلطة ويظهرون بمظهر النزاهة، لأنهم ليسوا في الحکم والم تکن تنضيماتهم تجتذب الفاسدين ولم ليکن بنية أقتصادية قوية، لکن بعد تبوأهم الحکم ستتغير کل هذه الأمور وسيجذب حزبهم أناس فاسدين ومصالح ربما ستؤثر علي کافة مفاصل نسيجهم التنظيمي.
لم يتورط الأخوان مباشرة بتظاهرات الشباب في ميدان التحرير خوفا من ردود الفعل الداخلية من الليبراليين والأحرار وباقي التوجهات التي قامت بالأحتشاد والتظاهر، حتي لا يؤلب عليهم المجتمع الدولي و أمريکا وأوربا، لقد أناطوا کل شيئ بالمجلس العسکري الذي ألتفوا حوله فيما بعد لأنه کان أضعف من أن يقاوم مدهم الکاسح ماعدا العناصر العسکه‌ية المزروعة داخل المؤسسة العسکرية.
وهاهم وکخطة أولي يهددون بأن شوارع مصر ستملأ بالدماء أذا لم يتم تغيير المدة الثانية من الدستور والتي تنص علي أن الأسلام هو المصدر الرئيسي للتشريع.
مازال مبکرا أن نستبق الأحداث، لکنه ومن الواضح بأنهم لن يستطيعوا أنشاء دولة عمر بن عبد العزيز، لأنهم وکما أسلفت أذا أضهروا ليونة مع العلمانية، ستصعد التيارات المتطرفة، وأذا بدأوا بالعنف فورا، فسيزيد من حقد الناس عليهم وهذا هو الذي يسمي ديللاما في علم السياسة والتي بات الأخوان يعانون منها بعد مجيئهم الي سدة الحکم في مصر، سيکون مثيرا وحزينا أن نري ماذا سيحصل لأم الدنيا -کما يسميها المصريين- ومذا سيحل بهوليود الشرق وعاصمة الثقافة والفنون أبي الهول والأهرام ومومياء رمسيس خلال السنة القادمة.



#غياث_الدين_النقشبندي (هاشتاغ)       Ghiath_Naqishbandi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البعد الثالث


المزيد.....




- مقتل فلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي بعد مزاعم محاولتها طعن ...
- الدفاع المدني في غزة: العثور على أكثر من 300 جثة في مقبرة جم ...
- الأردن: إرادة ملكية بإجراء الانتخابات النيابية هذا العام
- التقرير السنوي لـ-لعفو الدولية-: نشهد شبه انهيار للقانون الد ...
- حملة -شريط جاورجيوس- تشمل 35 دولة هذا العام
- الصين ترسل دفعة من الرواد إلى محطتها المدارية
- ما الذي يفعله السفر جوا برئتيك؟
- بالفيديو .. اندلاع 4 توهجات شمسية في حدث نادر للغاية
- هيئات بحرية: حادث بحري جنوب غربي عدن
- وزارة الصحة في غزة تكشف عن حصيلة جديدة للقتلى والجرحى نتيجة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غياث الدين النقشبندي - ثورة شباب مصر وتداعيات الخريف العربي