تهيئه الفلسفه والمطلق ما قبل سقراط

احمد صلاح فهمي

الحوار المتمدن-العدد: 3801 - 2012 / 7 / 27 - 23:06
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

لان الفلسفه هي ام العلوم وهي المنتهي لاي فرع من فروع المعرفه و كما قال ارسطو لا يمكن لأحد ان لا يتفلسف حتي أولئك الذين يعادون الفلسفه ويجفونها انما يفعلون ذلك بضرب من ضروب التفلسف . الفلسفه هي رحله البحث عن مطلق الاشياء ولفهم ذلك يستلزم البحث عن معني الفلسفه و معني المطلق فكلمه فلسفه الذي وضعها فيثاغورس يعرفها بأنها حب الحكمه فلفيلسوف ليس حكيما ولكنه محب للحكمه لان الله وحده هو الحكيم فيقول ( لست حكيماً فأن الحكمه لاتضاف لغير الألهه ، وما أنا الا فيلسوف ) والله مطلق بمعني انه موجود قائم بذاته ، وليس قائم بموجود اخر والقائم بذاته لابد ان يكون بسيطا وليس مركباً لأن ذلك يستلزم موجود اخر يكون سبباً في تركيبه ولكي نفهم تهيئه الفلسفه و مطلق ما قبل سقراط لابد وان نتابع قصتها وتاريخ نشأتها فلفلسفه موجوده منذ بدايه الحضارات ولكنها كانت عباره عن ارهاصات وأخذت تتبلور وتأخذ كيانها في بلاد اليونان . فسؤال اذا ما الظروف التي جعلت الفلسفه تتبلور في اليونان ؟ فلاجابه علي هذا السؤال تستلزم معرفه خريطه اليونان وظروفها منذ القرن السادس والخامس قبل ميلاد المسيح وبلنظر الي خريطه بلاد اليونان تقع في شمالها بلاد مقدونيا البربريه التي لم تعرف الحضاره في وقتها والجنوب جزيره كريت (جزيره المدينه والحضاره ) التي استولت عليها اليونان وفي الشرق تطل اليونان علي البحر الايجي واسيا الصغري (بلاد التجاره والصناعه والفكر )وعلي شاطي هذا البحر نشأت عليه الكثير من الحضارات وفي غربها تقع اسبانيا وايطاليا وصقليه التي نجحت كل منها بلأستيلاء علي قطع من بلاد اليونان وبلنظر الي الطبيعه الجغرافيه لليونان نجدها بلاد متشرذمه ومتراميه الاطراف حيث تشقها البحار والجبال والخلجان وتملئها التضاريس الصعبه حيث اجبرت هذه الطبيعه الي تقسيم اليونان الي اجزاء منعزله عن بعضها مما أدي الي قيام كل جزء بلأكتفاء الذاتي وانشاء حكومه مستقله خاصه به و نظامه الديني والحضاري الخاص بعكس الحضاره المصريه القديمه التي اقامت حكومه مركزيه وحضاره واحده مشتركه بسبب طبيعتها المتجانسه ونهر النيل الذي ربط البلاد المصريه وان من بين تلك المدن اليونانيه هي اثينا التي تقع في شرق اليونان والتي تطل علي بلاد اسيا الصغري الحضاريه و كان لها ميناء بحري كبير يستقبل جميع السفن التي تضربها أمواج البحر وكان لها اسطول بحري حربي ومدينه اسبارطه الزراعيه المتخلفه حضاريا عن أثينا فأتحدت كل من اثينا باسطولها البحري الحربي و اسبارطه بجيشها وقاموا بوقف زحف الجيوش الفارسيه بقياده داريوس الذي ارد ان يحول البلاد اليونانيه الي مستعمره اسيويه وبعد هذه الحرب التي انتصرت فيها اليونان قامت اسبارطه بتسريح جيوشها وعانت بعد ذلك من مشاكل اقتصاديه ورجعت الي مجتمعها الزراعي المتخلف مره اخري بينما قامت اثينا بتحويل اسطولها الحربي الي اسطول تجاري وأصبحت ميناء كبير ومنطقه تجاريه واسعه وملتقي للتجار من مختلف الاجناس حتي اصبحت اثينا بلاد تضم ثقافات مختلفه وعادات وتقاليد وافكار مختلفه عن بعضها البعض وادت حركه التجار في البلاد المختلفه الي اكتشاف حضارات كتيره ومختلفه مما ادي الي ظهور التحليل والفكر والمقارنه عند التجار وفي اثينا بصفه عامه ومع تحسن الوضع المالي والاقتصادي دفع ذلك الي المزيد من التأمل والتفكير والفحص في المعتقدات والافكار ومعرفه مدي صوابها وخطئها وما هو مقنع وغير مقنع قأصبح التفكير متلازم مع الحركه الاقتصاديه في اثينا ومع التطور الاقتصادي وتعقيد العمليات التجاريه تطور الحساب ومع زياده حركه السفن ادي ذلك الي الحاجه الي تطور الفلك ومراقبه لحركه النجوم والكواكب اكثر تعقيدا وانشاء تقويم فلكي فأصبحت اثينا بفضل حركه التجار مستورد للمعرفه ودارس لها ولم يكتفي اليونانين بمراقبه حركه الكواكب والنجوم بل طرحوا علي انفسهم اسئله اكثر تعقيدا وجرأه عن نشأه الكون والظواهر القديمه التي فسرت تفسيراً ميتافزيقاً والمعجزات وضربوا عرض الحائط بمعتقداتهم الدينيه والفروض الغير مبرهنه والفكر الاسطوري واصبح العلم هو الشارح و البديل ومن هنا بدأت الفلسفه ولقد كانت هذه الفلسفه في طبيتعها الاولي ماديه تجريبيه تنظر الي الوجود والعالم نظره ماديه (اسبقيه الواقع والماده علي الفكر ) من خلالها تبحث عن اصل الاشياء اللانهائي وابتدت علي يد الفيلسوف ديمقرطيس ( 460- 360 ق.م ) الذي توصل ان الكون يتكون من ( ذرات وفراغ ) وقبل ان نسترسل في برهان ما توصل اليه ديمقرطيس احد الحكماء السبع يجب علينا ان نعرض المطلق عند اوائل الفلاسفه من طاليس الي ديمقرطيس وهذا ما سنعرضه في المقال القادم

#احمد_صلاح_فهمي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل