التوجه الديني وتوجه تطوير الذات

علي أبو طربوش

الحوار المتمدن-العدد: 3799 - 2012 / 7 / 25 - 19:20
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

....
مع ظهور المدارس والجامعات الدينية التي تهتم بالدين أكثر من العلوم الأخرى وليتها اهتمت بجوهر الدين لا بمظهره وشكله . أدى هذا الاهتمام المبالغ فيه من بعض المعلمين إلا سحق تطوير الذات فتوجهم كان توجه بمظهر الدين لا بجوهره وتكراري لهذه العبارات لأوضح لك عزيزي القاريء إن اهتمامنا بجوهر الدين قوي لا محالة ويكفينا عن كل العلوم الدنيوية فالرسول محمد صلى الله عليه وسلم كان الطبيب والمعلم والمحاسب والفقيه ورجل الأعمال والمهندس واللغوي والمحامي والقائد وكل مافيه رحمة للعالمين يقول تعالى ( إنا أرسلناك رجمة للعالمين ) وربى صحابته الكرام على ذلك وراعى فيهم ذلك فلكل صحابي توجه خاص وفريد لا يجعله قليل التدين فمنهم من اهتم بالشعر فشجعه الرسول فهذا حسان بن ثابت حيث قال عنه الرسول ( أهجوهم وروح القدس معك ) أو كما قال وكما أنه أمر زيد بأن يتعلم العبرية .. وأرسل معاذ بن جبل لليمن ومصعب بن عمير كسفير رضوان الله عليهم .
إذن هذا هو جوهر الدين وهذا هو المطلوب توجه لجوهر الدين لا توجه للدين فقط. فتبنى معاهد للقران لا حفظ سوى القران ودور للحديث سوى لمعرفة الحديث دون أدنى تطبيق فما أسُسَ المعهد سوى للحفظ . والطامة الكبرى أن يتخرج الطالب من المعهد أو من الدار ولا يجد من يتبناه لا يجد لقمة عيشه لا يهنأ بكثير من المال رغم أنه قد حفظ القران والأحاديث وأقوال كبار العلماء لكن مجتمعنا الحالي لا يريد إلا جوهر الدين . فلماذا لا يلجأ رواد المعاهد والدور الدينية إلى مراكز تطوير الذات ومراكز اللغات للاستفادة منهم ودعم موادهم الدينية بالمواد الأخرى حتى يكون الخريج قابلا للانخراط في المجتمع المدني بأفكاره وتطلعاته ويكون رجل دين ودوله ( جوهر الدين )
فلو نظرنا للجامعات لوجدنا أن التخصصات الدينية تقبل خريجي الثانوية بأدنى المعدلات فتجد أن أكثر طلبة الأقسام والتخصصات الشرعية هم من الطلبة المهملين فالواقع يشهد .
بريق أمل وبريق خير نحو توجه تطوير الذات التوجه الذي يوجه حتما لجوهر الدين إذا وجد روادا ربانيين فهذا هو التوجه الذي سلكه رسول الله والصحابة من بعده وخير العلماء الربانيون فهذا ابن تيميه لا يخفى عنه علم إلا له فيه ذكرا وكذلك الأئمة الأربعة كل هؤلاء لم يهتموا بالدين بل بجوهر الدين .
ما يحتاجه العالم الان سعيا حثيثا و متواصل لمواكبة العصر . لم نعد نحتاج للحفظ والترديد نحتاج للفهم والتطبيق , للتخطيط والإلمام , للتفكير لا للتكفير .
نريد أن نرسم للعالم رسمة بألوان مختلفة لا بلون واحد . بأفكار متعددة لا بفكر واحد مسيطر مهيمن كل هذا وأكثر لو تعاون رواد المدارس والمعاهد الدينية مع رواد المعاهد التدريبية المهنية وبحمد الله فقد عرفت بعض المدارس الدينية الخطر الذي يواجهها والجمود الفكري الذي حل بها والمأساه التى تعلقت بأبنائها فقد أَضافت ضمن خططها الدراسية مواد علمية وأخرى تقنية ولغات أجنبية لتترتقي بأبنائها الطلاب نحوالعولمة الحديثة والفكر المتفتح لكي يعيدوا مجد أبائهم وأجدادهم
وفي الجانب الأخر فإن الاهتمام مبدئيا بجانب تطوير الذات سيؤدي بلا شك إلى توجه عميق بجوهر الدين فإذا عرف الإنسان ربه معرفه عمليه بالنظر ستفتح أمامه أفاق علمية كبيرة

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل