أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامح عسكر - إِشكالية الهوية الإخوانية في ظل العلاقة مع الولايات المتحدة














المزيد.....

إِشكالية الهوية الإخوانية في ظل العلاقة مع الولايات المتحدة


سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي


الحوار المتمدن-العدد: 3795 - 2012 / 7 / 21 - 23:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العلاقة بين الإخوان والولايات المتحدة ستظل صراعاً ما دام الإحتلال الصهيوني جاثما علي صدور الفلسطينيين..ولكن من يضمن لنا بقاء الحركة في ظل اندثار الدافع؟؟!..هذا ما وددت مناقشته عبر هذا العنوان والذي أراه جديدا نوعا ما..إِشكالية الهوية الإخوانية في ظل العلاقة مع الولايات المتحدة وحقيقة الرأي حسب تغير الدافع....هكذا أنظر للقضية بعمومها العقلي والشرعي والأيدلوجي وخصوصها الإستراتيجي والسياسي..وبينهما علاقة العموم والخصوص..أتخيله بطرفين إخواني وأمريكي وبينهما محاور إسناد -علي طريقة إينشتاين- أول محور سيكون في قلب الولايات المتحدة حيث مجلس الأمن والأمم المتحدة..والثاني في قلب الماهوية العربية والإسلامية حيث الدين والمرجعية والمنهجية والثالث في المكان"فلسطين" حيث المبدأ والتضحية وقيم الكفاح..

السؤال هنا من المالك المسيطر علي كل هذه المحاور..الإجابة هي الولايات المتحدة هي المسيطرة عمليا..ففي المحور الثاني والثالث نجد إعلاما ومالا واقتصادا أمريكيا نافذا حتي في أروقة صنع القرار السياسي..فما الذي جدّ علي الطرف الإخواني كي يملك محاور إسناده -التي يمتكلها أبا عن جدّ..لم يتغير سوي هذا الإندفاع الجماهيري والذي أطاح ببعض الانظمة السياسية..ويبقى السؤال هل هوية النظام السياسي في ظل نفوذ المال والإعلام الامريكي ستتغير أم ستبقى ثابتة بفِعل التأثير على الإندفاع؟؟!

القاعدة هنا ستختلف..فالرأي محكوم بدوافعه وإدراكه ووجدانه ومنه إلي الشعور بصدقيته..حتي الصدق لدي البراجماتيين غير واقعي إلا بفكرة ناجحة في الواقع..فيبدو أن الصدق لديهم لا يكفي إلا بمحاججة الفكرة بتطبيق عملي يتحصل به علي أهدافه..من هنا أقف علي الصدق كوسيلة وليس غاية ولا صدق دون إدارك..وما دام الإدراك خاضعا للإعلام فهذا مؤشر علي نفوذ الأمريكي في عقل الإخواني..حتي الدافع فهو أيضا يتأثر بالإعلام بل يخلقه في أغلب الأحيان.....إذا نحن أمام حلقة مفقودة تكاد تكون هي الشاغل الأكبر لدي عباقرة السياسة..الجدلية هنا لا تخضع للأيدلوجيات أكثر من خضوعها للمتغيرات ،حتي الأيدلوجية منها كالرأسمالية والعولمة ومصادر الطاقة والأسواق الداعمة لخطوط الإنتاج..كل هذا مؤشر لدينا بأن سيطرة الأمريكي نافذة وهو ما يهدد بذوبان الإخواني في عقل الأمريكي عبر انكماش رأيه بفُعل فقدان الهوية-أو تعثرها-فهو يبدو أنه إجراء لاشعوري بدا للإخواني أنه قيَمي في حين لم يلحظ تلك الحلقة المفقودة التي لم يستطع مجاراتها أو حتي رصدها للتكيف معها..

من أهم أسباب الفشل في عدم رصد تلك الحلقة المفقودة هو الإنكفاء علي تعريفات سياسية ودينية اصطلاحية ولغوية قديمة والعجز عن إيجاد تعريفات جديدة تحاكي الواقع..فيبدو أن الإخواني بحاجة لتعريف جديد للايدلوجيات الأمريكية ومنها العلمانية..قرأت قديما للدكتور عبدالوهاب المسيري تعريفات جديدة راعت تلك الحلقة المفقودة بدهاء بالغ..ويبدو أن الإخواني –الآن- أكثر حاجة لتعريفات المسيري كي يثبت بهويته كي لا تضيع..ففي حين تتصادم المبادئ مع الواقع تحدث صدمة -علي غرار صدمة الحداثة- ستؤثر علي المنهج وتنقله من دائرة الأيدلوجيا الثابتة إلي صراع الأفكار والتنظيرات العقلية بين طرفين أحدهما يعتقد بتكامل مُكوِنه الثقافي والديني ومن ثم يلجأ إلي الإعتقاد بعدم الحاجة للتطور والإرتقاء..أما الثاني فسيُخضع مكونه الثقافي والديني للسؤال ومن ثم سيلجأ إلي تجريد المفاهيم العصرية وإعادة تعريفها تمهيدا لفهمها من جديد..وأظن أن مقدمات هذه الصدمة ظهرت منذ سنوات إبان ظهور عدة انشقاقات في الوعي الإخواني-هكذا أسميه-فيما يعدة البعض باستقالات من جماعة الإخوان المسلمين تعددت أشكالها علي مستوي الكوادر والنُخَب والقيادات..

أستخلص من هذا كله أن الدافع وحده ليس كافيا لثبات الرأي والأيدلوجيا، فهو محكوم بحلقة ذاع صيتها وقوتها في الوعي الإنساني خاصة في السنوات العشرين الأخيرة وأن الرأي سينكمش بفِعل التأثير علي الدافع ..وأن الضامن الوحيد لثبات الرأي والأيدلوجية هو الإستقلال الكامل والتام بما يسمح بصناعة حضارة مختلفة ومتمايزة عن الآخر وتستقل عن تلك الحلقة كمصدر ثابت وأصيل للقوة..وأن الصدق وحده ليس كافيا لصناعة رأي سليم ، فالصدق إن لم يكن له مجال تجريبي يقف علي واقعيته فلا مجال إذا لأهليته..



#سامح_عسكر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- حرب غزة: لماذا يتعرض الفلسطينيون من طالبي المساعدات الإنساني ...
- -ما قمنا به في إيران كان رائعًا-.. ترامب: إذا نجحت سوريا في ...
- الاتحاد الدولي للسلة: إعلان هزيمة منتخب الأردن تحت 19 سنة أم ...
- ألمانيا... داء البيروقراطية حاجز بوجه العمالة من أفريقيا
- طهران تبدي -شكوكا جدية- بشأن احترام إسرائيل لوقف إطلاق النار ...
- الحكومة الفرنسية أمام اختبار سحب الثقة
- الموفد الأمريكي إلى سوريا: اتفاقات سلام مع إسرائيل أصبحت ضرو ...
- خبير عسكري: فقدان جيش الاحتلال قوات اختصاصية خسارة لا تعوض
- 40 عاما من الحكم.. الرئيس الأوغندي يترشح مجدّدا للرئاسة
- 47 شهيدا بغزة وعمليات نزوح كبيرة شمال القطاع


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامح عسكر - إِشكالية الهوية الإخوانية في ظل العلاقة مع الولايات المتحدة