أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نوري الدجيلي - رحيل بلا حداد














المزيد.....

رحيل بلا حداد


نوري الدجيلي

الحوار المتمدن-العدد: 3787 - 2012 / 7 / 13 - 13:02
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


شفته القرية الوديعة التي تسيجها بساتين البرتقال والألفة ويظللها فيء النخيل وتعبقها رائحة الأحساس بالسكون والشعور بالأمان تمسح الخوف عن الجباه المنكسرة . حمت أهلها من عتمة الليل وأطعمتهم الطيبة ولبن الهيبة وعزة النفس وثقفتهم على حب الفقراء والمعدمين ظلت غنية بمبادئها فلم تبادل نبلها بالغدر والخيانة ولم ترضى بمصافحة المجرمين عقدها الاجتماعي ارث محبة وتاريخ وثق لنقاء السريرة ...كانت مدرسة علمت سيولة الحب وصدق الحميمة أيام كان الزمن الرديء كعود ثقاب يجتذب النهايات المريعة حيث الموت يزمجر بلا مراسيم يخطف الارواح البريئة بلهفة الذئاب الجائعة اثنياتها فسيفساء نقية وسريرتها معمدة بالزهد والحب الفطري . ظل هوائها عبقاً بخبز التنانير ورائحة النهر فكانت قصيدة حب فرشت دفء حروفها للباحثين عن الطمائنينة . بقية على سجاياها ولم تهتز ثوابتها وقيمها لم تصغي يوماً إلى فقهاء الفتنة الطائفية الذين جاءوا من كل فج عميق سكارى بخمره أسلافهم , كما لم تضع سلمها على الجدار الخطأ ولم تأكل من سواقط المتاع ولم تنهل من بئر الخطيئة . تحدت أهوال تلك الكواسر التي اثملها التوحش والهمجية أو يكتهل صبرها . بل كان لها خوف الشجاع وغضبة الحليم .
هي اليوم تتعرض لنكبات جديدة استهدفت أهلها الآمنين في بيوت الله والمأتم حيث اغاضتهم لحمتها ووحدتها.. اتسائل بأنين الثكالى وصراخ الأرامل ودموع الأيتام أما كفى من ذبح أعمى أما ارتوت خناجركم الصدئه بالحقد أين ولاة الآمر ووعاظ السلاطين وفرسان المغانم وقراصنة الكراسي من المسوؤلين. أيها الخجل أين حمرتك ؟ فقد خذلوا الناس في وضح النهار ولم يهتزوا. بل راحوا يغطون رؤوسهم على طريقة النعام أين الحمية وأين القيم الإنسانية والأخلاقية والضمير الوطني الذي بيع في مزادات الذمم وأسواق النخاسة من هذه الجرائم النكراء المحزن المبكي انا تعودنا سماع صراخ الكذب يدوي في كل زاوية فينا وبتنا نسخر من سذاجة ردود أفعالهم المتبرمة بالغضب المصطنع .تباً لكل الذين يعانون من نقص في نمو الوجدان الذين تخرسهم مغانمهم ومصالحهم .
سأفرق أحزاني وأنيني في درابين القرية المنكوبة وأتعكز على ظلي ولم يكن ظل فيًََ بعد وأقيم صلواتي على أضرحة الأبرياء . وابكيهم كما تبكي الكلمات في الكتاب المقدس ويبكيهم الشرفاء وجدران الجوامع وسطوح المآذن كلها بدمع يغري الفيض بالفيض , أيها الراحلون بلا حداد انتم مشاعل تضيء ظلمة التاريخ وعشاق الحقيقة الأبدية , لن تذرك الريح الصفراء أيتها المدينة الجميلة الوفية ولم تغادر بساتينك الطيور الملونة وستنطوي أيامك الغاربة حزناً والتي لونها هبوط الغسق عسير علي أن أتقبل رحيلك (أبا مرتضى ) أحمد جواد ورحيل كل الأبرياء الذين قضوا ظلماً والذي بدا لي طويلاً وفوق الاحتمال وان قبول فرضية غيابكم تزيدني رضاً بحزني
لكنكم ستأتون حتماً بهيئة طيفاً فقطيع أحزانى الذي ورثته منكم وظلالكم ستظل لوحه لن تجف ألوانها وستبقى صباحاتكم تراتيل طهرا وبراءة وتهجدات استذكار في صدور المظلومين والسائرين في دروب المحبة والسلام وتظل أثاركم شموع مجبولة بعطر الإنسانية وعذابات الفقراء والمسحوقين شواهد غفران ورحمة .اغرس أزهار محبتي وأضيء كل شموعي وأقيم قداس صلواتي عند أضرحتكم الطاهرة فلكم الحياة ساجدة ولهم كفن الحياة .



نوري الدجيلي

بعقوبة








الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- صَدمة وقوالب حلوى والكثير من الأمنيات نانسي عجرم تحتفل بعيد ...
- جمال روبرتس بطل جديد لـ -أمريكان أيدول-
- غـــزة: أي تــداعــيــات لــلــعــمــلـيـة الــبــريـة ؟
- ماكرون وستارمر وكارني يهددون إسرائيل بإجراءات -عقابية- بسبب ...
- قادة بريطانيا وفرنسا وكندا يهددون بمعاقبة إسرائيل إذا لم تُو ...
- نائبة المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط في لبنان مجددا ...
- أكثر من 100 دولة تؤكد مشاركتها في مؤتمر الأمن في موسكو
- خبير مصري يحذر من خطر داهم يهدد مصر والسودان بعد تأخير إثيوب ...
- أوشاكوف: ترامب أكد لبوتين أن العلاقات الأمريكية الروسية ستكو ...
- مساعد الرئيس الروسي يحدد مخرجات المحادثة بين بوتين وترامب


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نوري الدجيلي - رحيل بلا حداد