أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمود اسماعيل - جانب من التخلف العربي














المزيد.....

جانب من التخلف العربي


محمود اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 3784 - 2012 / 7 / 10 - 14:06
المحور: المجتمع المدني
    


ان كنت سترد علي من الدين فلا تقرأ هذا المقال :
جانب من التخلف العربي :
عندما أشاهد شخصيا واقع ثقافة المواطن العربي ينتابني شعور بالقهر والغل على هذا الحال الذي نعيش فيه منذ أمد طال. فهذه الثقافة أصبحت بكم وبكيفية من التخلف الغير معقول والغير مقبول. قبل كل شيء أحب أن أوضح أن كلمة تخلف في لساني هي ليست شتيمة ولكن وصف لحالة فكرية لشخص ولمجتمع لا غير.
بالنسبة لي, أس الكثير من هذا التخلف يأتي من طريقة تعاطينا مع الدين وفهمنا له. وهنا لا أريد ان أتحدث عن الدين لا بالخير ولا بالسوء وأترك هذا للمختصين والغير مختصين الذين هم أكثرنا.
عنصر رئيسي من عناصر التخلف هو تحوير كل النقاشات والأحاديث وأخذها الى منحى ديني. فهؤلاء المتخلفون قادرون على أن يحوروا أي حديث علمي أو فني أو سياسي الى حديث ديني بسرعة البرق. وفي بعض الأحيان يشعروك بأنك ستكفر اذا ناقضتهم. هذه الفئة من المتخلفون لم يفهموا أن الدين هو علم كالعلوم الاخرى. فمثلما لا يمكنك أن تكلمني بالهندسة عندما أسألك عن الفيزياء, لا تكلمني عن الدين اذا ما كلمتك في الرياضيات. هذا الأسلوب التحويري في النقاش هو أسلوب غير منطقي وتقييدي. فالكثير من الناس يخاف أن يتم اتهامه بالتعدي على الدين والكفر فيتوقف عن فكرته ويلجم فكره وخياله وهكذا نصنع البيئة الأنسب لنمو التخلف.
الثقافة العربية على نقيض كل ثقافات العالم, تحتقر الجمال والفن. نعم تحتقر الجمال والفن فعندنا الموسيقى تصبح من عمل الشيطان .... الرسم حرام .... النحت والتماثيل عبادة أصنام .... حتى الاهرامات صارت أصنام للعبادة عند البعض .... جمال المرأة يعتبر عورة ...فالمرأة يجب أن تشبه قطعة من الفحم حتى تصبح مقبولة. الرجل العربي يقيد المرأة ويحبسها باللباس وبالسلوك ثم يبحلق في النساء في الشوارع ليأكلهن بعينيه. ولكن ماذا يأكل هذا المتخلف فالأغلب قطعة فحم أو ما أشبه.
وبنفس الطريقة نتعاطى مع الفن. هناك من يسمع الموسيقى ومن يحب مشاهدة اللوحات الفنية والتماثيل والرقص ولكنه لا يمكنه ان يقر بأن الرسم ليس حرام والتماثيل ليست أصنام والرقص ليس مجن. فنحن نضع لنا حدود ودوائر لا نحاول ان نخرج منها او نثور عليها.
وان كان هناك من جانب أساسي للتخلف في الثقافة العربية يجب أن يسرد هو الوضع المخزي للمرأة العربية. فبالإضافة لعدم احترامنا لرغبتها في لبسها وحياتها الشخصية, فنحن لا نرى فائدة في تعليمها ... ولا في عملها .... ولا في مشاركتها بالمعتركات المجتمعية والسياسية والاقتصادية. نحن بكل بساطة مازلنا نريد أن تبقى المرأة تحت امرة الرجل. و أنا شخصيا ضد هذه الرغبة الذكورية بشكل تمام. فبالنسبة لي كل ما يجوز للرجل يجب أن يجوز للمرأة. وعندما أقول كل شيء أعني كل شيء.
في النهاية أذكر بأنه لا يمكننا ان نلوم على الناس تخلفها اذا لم تكن تعلم به. وحتى تعلم الناس بتخلفها هنا يكون دور المثقف. فالمثقف هو مطالب بأن يكون شجاعا ومضحيا. شجاع حيث يجب ان يقول ما يمكن أن لا يعجب العموم. يجب عليه ان يصارح الناس بواقعهم ليتساءلوا بأمرهم. ومضحي لأنه قد يهاجم من المتخلفين الذين هو يحارب من اجلهم. ولكن لكل الأشياء الجميلة ثمن.
في التخلف العربي, المشكلة لم تستفحل بسبب المثقفين الجبناء فقط ولكن بسبب عمل الأنظمة العربية من أجل ترك المواطن العربي في حالة صعبة من التخلف. فالأنظمة العربية فهمت أنه يمكنها أن تسوق ملايين المتخلفين عندما تسمعهم خطاب طويل وكلام جميل, حتى لو كانت الناس تراها تسرق وتنهب وترتشي وتعذب وتقتل. لذلك بالنسبة لي الثورات العربية هي مسمار أيضا في نعش التخلف العربي. فأنا كمواطن عربي متفائل بهذه الثورات رغم أنها عشوائية أحيانا. وأعتقد بأن هذه الثورات ستنتهي الى ثورات ثقافية ومجتمعية تنهض بنا الى الأعلى. والشيء المهم توخيه حتى تستطيع ثوراتنا أن تفلح هو عدم الوقوع في فخ التقديس من جديد. فلا يجب أن نقدس شخصا ولا دولة ولا شرقا ولا غربا. الثورة يجب ان تعمل دائما من أجل الأفقر ثروة وفكرا.



#محمود_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- الأمم المتحدة تطالب بتحقيق مستقل حول المقابر الجماعية في مس ...
- مخيمات واحتجاجات واعتقالات.. ماذا يحدث بالجامعات الأميركية؟ ...
- ألمانيا تعتزم استئناف التعاون مع الأونروا
- -طيور الخير- الإماراتية تُنفذ الإسقاط الـ36 لإغاثة سكان غزة ...
- إيران.. حكم بإعدام مغن أيد احتاجات -مهسا أميني-
- نداء من -الأونروا- لجمع 1.2 مليار دولار لغزة والضفة الغربية ...
- متوسط 200 شاحنة يوميا.. الأونروا: تحسن في إيصال المساعدات لغ ...
- -القسام- تنشر فيديو لأسير إسرائيلي يندد بفشل نتنياهو بإستعاد ...
- إيطاليا.. الكشف عن تعرض قاصرين عرب للتعذيب في أحد السجون بمي ...
- -العفو الدولية-: كيان الاحتلال ارتكب -جرائم حرب- في غزة بذخا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمود اسماعيل - جانب من التخلف العربي