أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منير حداد - لينجو من يستطيع النجاة وفي الصباح يحمد القوم السرى














المزيد.....

لينجو من يستطيع النجاة وفي الصباح يحمد القوم السرى


منير حداد

الحوار المتمدن-العدد: 3784 - 2012 / 7 / 10 - 00:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لينجو من يستطيع النجاة
وفي الصباح يحمد القوم السرى

القاضي منير حداد
حين تبدأ السفينة بالغرق، لا تبقى للربان سلطة عليها، فيتمتع بآخر صلاحياته، الا وهي حق التخلي عن السلطة، صائحا:
- لينجو من يستطيع النجاة.
تفتت جمع الساسة المتكتلين في كيانات، عمدت الى سحب الثقة من رئيس الوزراء نوري المالكي؛ لانه جمع لم يؤسس على جوهر مشترك، انما اشتركوا في الاعراض.. اعراض مؤقتة ومفتعلة، ليست اصيلة ولا طبيعية، انما تهدف الى التسقيط السياسي، النابع من مصالح شخصية وفئوية ضيقة، تضررت؛ فآثروا ان يضروا البلد كله، وينجون هم، من خلال ازالة العقبة التي تحول بينهم وبين مصالحهم التي تضر العراق.
جمعهم شأن مفتعل، ارادوا به اقالة رئيس الوزراء، وليس تشكيلته الوزارية، اي ان الاقدام على سحب الثقة، عبارة عن ردة فعل ازاء شخص وليس اعتراضا على سياق عمل.
"ان الانسان لفي خسر".
التقى جمعهم على نقطة زوال تغري البصر بانعكاسات وهمية من دون ثبات شاخص ومشهود.. التقوا على اهبة الافتراق، فتفتتوا متشظين قبل ان يتشكل لهم قرار تنفيذي او اجراء ادائي، ابعد من الصيحات الفاضية، كالطبل الاجوف، رددوا كلاما متنوع المرامي، لكنه.. بكل تنوعاته، ينتهي عند كلمة واحدة، لم يستطيعوا تقييم اودها ولم يتوفقوا في ملأ تجويفها الخالي: سحب الثقة!
اما كيف؟ وباي تكييف دستوري؟ وما هي سلسلة الخطوات المتبعة في تنفيذ هذه السابقة اجرائيا؟ ومن من الشعب معها؟ ومن ضدها؟ ولماذا الـ (مع) ولماذا الـ (ضد) لم يجدوا الا جوابا واحدا:
- كلمن على راسه؟
مثل السفينة التي تغرق، فلا تبقى للربان الا سلطة التخلي عن سلطته، صائحا:
- لينجو من يستطيع النجاة.
و(خليتهم وجيت)
هذه نهاية لسلسلة اجتماعات دبرت بليل ثم اسفرت عن نفسها (أشكرى) نهارا، تعلن فرقتها؛ لأنهم مختلفون اساسا.. مختلفون في المبادئ التي ينطلقون بها من على خط الشروع.
طول التداول، وكثرة الحوارات، تكشف الايديولوجيات التي كانت مستترة وراء مجاملات سياسية مغلفة، مع الاحتكاك المستمر.. بشكل مباشرة، ادرك الكرد ان القائمة (العراقية) ضدهم، فتذكروا، المالكي هو الذي معهم، اذن لماذا يندفعون سادرين في الغي، ضد رجل ليس مناوئاً لهم، متفقين مع قائمة مؤلفة من مجموعة من (القومجية العروبيين) لا تعترف بغير امة الضاد، خير امة اخرجت للناس، تأمر بالمعروف وتنهى عن الباطل، في حين الكردي الذي يصافحهم تضادا مع المالكي.. اللحظة، واحد من شر الامم التي تامر بالباطل وتنهى عن المعروف بنظر (عروبية القومجية) في القائمة العراقية.
اذن ما مصلحة الكرد في ان تسحب الثقة من المالكي وتمنحها لعلاوي الذي سيقلب لهم ظهر المجن، حال استتباب الامر له، وهو امر ليس متوقعا فحسب انما بحكم المؤكد، بل مؤكد، وبانت بشائره، التي لمحها التيار الصدري؛ فانسحب سماحة السيد مقتدى الصدر، ونأى المجلس الاعلى عن الولوغ بدم القتلى، اساسا...
غالبية اعضاء القائمة (العراقية) لا يؤمنون بالقضية الكردية، ومعظمهم قادة في الجيش العراقي السابق الذي سحق مئات الالوف من القرى الكردية، اضافة الى ضرب (حلبجة) بالكيمياوي!
"فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد، وجئنا بك على هؤلاء شهيدا؟".
هل ادرك المنضوون تحت لواء الحلف المضاد للمالكي، حجم المسؤولية المترتبة على هذا الاجراء، راهنا ومستقبلا؟ وما هي اللعنة التي ستلاحقهم، من دون ان يصلوا الى ما يبتغون، لأن:
"قومي رؤوس كلهم
أرأيت مزرعة البصل"
فكل جهة مساهمة في الحلف، لو تم سحب الثقة من المالكي، ستحاول القفز على الامور، وجرها لصالحها، وما تخلى عنه المالكي حينذاك، ستجد نفسها اولى به من شركائها في مؤامرة الاطاحة بالدولة.
والله (جا) توالت الثورات، نزيفا من دون انقطاع، ترعف دما ومالا، مثلما غاض اقتصاد العراق في حروب صدام الهوجاء.
لكن خاب فألهم، وفي الصباح يحمد القوم السرى.
ورب ضارة نافعة، فالفشل في تكوين حلف يسقط المالكي، صار نجاحا لدولة العراق، سينتفع منه بشكل شرعي، حتى اطراف المؤامرة ذاتهم.
قال.. جل القائل.. في محكم كتابه المبين يصف النفس البشرية، التي تجيء يوم القيامة، ومعها سائق وشهيد:
"ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد".
موصلا، في سورة (ق):
"ما يبدل القول عندي، وما انا بظلام للعبيد".
عطفا على ما ورد من آيات في مواضع أخرى من القرآن الكريم، تجمع على انه.. سبحانه وتعالى.. يقول:
"وما ظلمناهم ولكن انفسهم كانوا يظلمون".
فاي ظلم للنفس والمجتمع من استبدال الصحيح بـ (معيوب).
لان كثيراً من اطراف المؤامرة مطعون بولائهم للعملية السياسية، وما زالوا يحنون للطاغوت الغابر، حيث لا دستور سوى (تحشيشات) القائد الضرورة امام كاميرات التلفزيون.
هل تريدون ان تعودوا الى مجد انفلاتكم السابق، على حساب استقرار البلد الذي تتبوأون مناصب عليا فيه.. علنا.. وتخبئون في بيوتكم ورشا لتفخيخ السيارات وتصنيع العبوات الناسفة وتتفنون بتمرير جرائمكم على السيطرات، مستغلين النفوذ الرسمي الذي منحكم اياه العراق بطيبة واثقة.
خاب فأل الربان الذي اوشك ان يتشفى بالسفينة:
-لينجو من يستطيع النجاة.
اذ نجت السفينة بكامل سفانتها ولسوف يغرق لوحده من يخالف الاجماع؛ ففي الصباح يحمد القوم سرى.



#منير_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -إنهم على الأبواب!؟-.. كيليان مبابي يطلق صرخة رعب ويوجه تحذي ...
- تقرير عبري: كارثة المدرعات الإسرائيلية منذ بداية الحرب في غز ...
- نقطة حوار - عيد الأضحى: كيف يستقبل أهل غزة والسودان العيد هذ ...
- وفاة 19 شخصا من الأردن وإيران خلال أداء مناسك الحج
- -كوميميوت- تعود إلى إسرائيل (صورة)
- وثائق تأسيس الولايات المتحدة تعرض للبيع في مزاد بـ 8 ملايين ...
- -إنهم على الأبواب!؟-.. كيليان مبابي يطلق صرخة رعب ويوجه تحذي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جنديين آخرين لترتفع حصيلة قتلاه إ ...
- برلماني ألماني يقترح طريقة غريبة لدعم نظام كييف في التعبئة! ...
- مسلسل -هاوس أوف ذو دراغن- : متى تعلن الحرب بين الملكتين تارغ ...


المزيد.....

- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منير حداد - لينجو من يستطيع النجاة وفي الصباح يحمد القوم السرى