أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعيد الكحل - المتطرفون يعدّون القوة والفتوى ، فهل من رادع ؟؟ !!!















المزيد.....

المتطرفون يعدّون القوة والفتوى ، فهل من رادع ؟؟ !!!


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 3781 - 2012 / 7 / 7 - 15:01
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


ليس غريبا أن يصدر النهاري المتفيقه فتواه بوجوب قتل الصحفي مختار لغزيوي ، ويروج لها على مواقع الانترنيت حشدا للأتباع وتجييشا لهم لخوض معركة دينية "مقدسة" ضد من رماهم بالكفر والدياثة ومعاداة الله ورسوله . فقد كان دأبه منذ سنوات أن يكفّر من يشاء ويحرض ضد من يبغض دون حسيب أو رقيب . اعتلى منابر الجمعة والخطابة بترخيص من وزارة الأوقاف ، وهو ليس أهلا لها تكوينا وثقافة وخلقا .ذلك أن الخطيب يجتمع فيه العلم والرفق ، الحلم والتواضع ، اللين وطراوة/حلاوة اللسان ، اللطف والتأدب بالقرآن ، سداد اللسان وصفاء الطوية ، محبة الناس ونفعهم الخ . ومن شاهد فديوهات النهاري حسب أن به مسا أو جنونا أفقداه العقل والصواب فتلبسه شيطان الكراهية وتملكه هذيان العظمة فتشرب هلوسة الزعامة وهوس العنترية و"الفتوة" . وليس أخطر على المجتمع من إمام جاهل وخطيب متعالم متعنتر . فكلاهما يبحثان عن بطولة مزعومة بالانشغال بسفاسف الأمور وغث القيل والقال . أما ما ينفع الناس ويرقى بوعيهم الديني والخلقي والوطني فلا قبل لهم به ، لأنهم أجبن الجبناء يستمرئون الحديث فيما لا تقاس فيه الوقاحة بالشجاعة ؛إذ مجالات الشجاعة لها كلفتها وضريبتها ،أما الوقاحة فتنتعش في أجواء الفوضى واللاحساب . وقد رأينا في كثير من الدول : الديمقراطية ( المانيا ، بلجيكا فرنسا الخ ) وغير الديمقراطية ( تونس ، ليبيا ، مصر ، اليمن الخ) ، أنه كلما تراجعت سطوة القانون إلا وطفت رؤوس التطرف على السطح . ولا يشذ عن القاعدة مغربنا الحبيب . فالتكفيريون جبناء يستقوون على الضعفاء من الأفراد والفئات المهمشة حيث لا نصير ولا عاصم . لهذا يشغلون أنفسهم وأتباعهم بمواضيع وقضايا غير مرتبطة في المخيال الشعبي "بالمخزن" . يتركون الفساد المالي والإداري والاقتصادي ينخر المجتمع والدولة ويسرق أرزاق الناس الغلابة ، فلا حس منهم ولا خبر ، ولا "غيرة" ولا مغيرة . لأن الانشغال بهذه المواضيع يحتاج غيرة وطنية حقيقية وجرأة سياسية كبيرة واستعداد سليم وقوي للتضحية . وتلك خصال "جاهلية" في معتقد المتطرفين . لهذا نجدهم يصمون الآذان عن دعوات التصدي للرشوة واستغلال الأطفال واغتصاب الفتيات وتعنيف النساء ، كما يرفضون الاستجابة لدعوات التبرع بالدم والأعضاء وإنقاذ الأرواح . وكيف لهم أن يفعلوا وهم يحرضون على جز الرقاب وإزهاق الأرواح ويعتقدونه جوهر الدين و"سنام" الإسلام . فالمجرم ،أيا كان دافعه وخلفيته ، يبحث عن الضحية الأضعف الذي لن يقاوم ، وإن قاوم فلن يضر أو يفلت . وكذلك كان حال مختار لغزيوي الذي اعتقد النهاري أن التحريض لقتله "بطولة" وتكفيره "شرعا" والتشهير به "شجاعة" . إذ لم يكلف نفسه التثبت مما فبركه الفاسقون الحقيقيون الذين قوّلوا لغزيوي ما لم يقله ، وهو يعلم ويقرأ قول الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ) (الحجرات :6 ) . في مواقع إلكترونية عديدة تم التنبيه إلى الفبركة "المخدومة" بتعبير الأستاذ امحمد بوستة أطال الله في عمره ، حتى يرعو المتطرفون المتعطشون للقتل وسفك الدماء الذين حرفوا كلامه بحيث تحولت عبارة "أقبل بأن تعيش أمي وأختي وابنتي حريتهن مثلما يبدو لهن ذلك ملائما"إلى عبارة "أقبل أن تمارس أختي وأمي الجنس خارج مؤسسة الزواج". بل إن النهاري أعاد فبركة العبارة لتصبح "تحريضا" على الزنا بقوله : "كال ليهم بغيت الزنا لمرتي ولأختي". إن النهاري يخالف أمر الله تعالى بالتبين والتثبت ، كما يخالف نهيه عن القول بلا علم (ولا تقف ما ليس لك به علم ) .
ولا شك أن من في قلبه غلا شديدا وفي نفسه كراهية مقيتة للحداثيين لن يستحضر قوله الله تعالى ولا قول نبيه الكريم(ص) ، لأن الحقد والغل والكراهية مشاعر تعمي البصيرة وتذهب الفطنة وتفسد الكياسة . فقد صنف الحداثيين مجرمين وخاطبهم في إحدى عصابياته "أيها الحداثويون..أيها المجرمون" . بل لم تسلم من شر حقده وكراهيته للفن والبسمة والفرحة ، دنيا باطمة الشابة التي تألقت في برنامج غنائي وأطربت عموم الشعب المغربي الذي ساندها أيام المسابقة واحتضنها يوم عودتها ، لم تسلم منه بعد أن فسقها واعتبر غناءها فجورا وخروجا على الدين ، بل تطاول على أسرتها ووالدتها التي فرحت وزغردت لتألق ابنتها في فن الغناء الذي يحرمه "الشيخ" النهاري ويعتبره مزمارا من مزامير الشيطان . فهل ما يتفوه به هذا المتعالم في الدين والفقه يدخل ضمن دائرة الرأي أم الفتوى ؟ هل يوقع عن نفسه أم عن الله تعالى ؟ هل ينطق باسمه الشخصي أم باسم الشرع ؟ حينما صادر النهاري على المطلوب ، استنادا إلى العبارة المخدومة ، إنما أراد أن يشرعن وصف لغزيوي "بالديوت" ، ومن ثم أصدر فتواه بقتله لما خاطب الحاضرين من أتباعه "والديوت أش كيݣول فيه الشرع"، ليقرر "اقتلوا من لا غيرة له". هنا تكلم النهاري بلسان الشرع ، وهذا هو الإفتاء ، ولم يقل رأيه الشخصي . لذا وجب اعتبار ما قاله النهاري إفتاء وليس رأيا ؛ ومن ثم متابعته بتهمة التحريض على القتل . فهو محرض ومسئول عن أي مكروه ، لا قدر الله، يصيب لغزيوي . لأن المجرم المحتمل ليس سوى منفذ لحكم "الشرع" الذي ألزمته به فتوى النهاري . علما أن الشرع لم يجز القتل في الحالة التي صادر عليها النهاري ؛ وأما عبارة "اقتلوا من لا غيرة له" فليست حديثاً شريفا . كما لم يثبت عنه صلى الله عليه وسلم حكم قتل الديوث . والإفتاء بالقتل في هذه الحالة افتئات على الشرع وتحريض على الفتنة التي هي أشد من القتل . ذلك أن التحريض الذي ينفثه النهاري في نفوس أتابعه من شأنه أن يخلق الاستعداد الكامل لديهم لارتكاب أي جريمة باسم "الشرع" . ومن يتتبع ما ينشره السلفيون المتشددون من مقالات وتعليقات سيدرك مدى حقدهم على المجتمع وكراهيتهم لتشريعات الدولة وتعطشهم لدماء الحداثيين . لهذا السبب ،وأمام خطورة الموقف الناتج عن الانفلات الأمني والروحي ، يتطلب الأمر :
1 ـ تشكيل جبهة موسعة تضم مثقفين ، صحافيين ، حقوقيين ، فنانين ، حزبيين/سياسيين وكل الحداثيين الذين يتطلعون إلى دولة عصرية ومجتمع منفتح ومتسامح خال من ثقافة الكراهية والتطرف ، للتنسيق المواقف واتخاذ الخطوات المناسبة إزاء كل ما يتهدد وحدة المجتمع ويعوق تطوره السياسي والحقوقي والثقافي والفني .
2 ـ اتخاذ الخطوات العملية للضغط على وزارة الأوقاف والمجلس العلمي الأعلى لمنع الإفتاء خارج المؤسسة الرسمية بكل الوسائل الممكنة لهما .
3 ـ اتخاذ الإجراءات القانونية ضد كل من يحرض على الفتنة وينشر ثقافة الكراهية وفتاوى القتل والتكفير . فحالة التسيب والسيبة التي يعرفها الحقل الديني لم تعد مطاقة . ويمكن في أي منعرج تاريخي أن تحدث الردة الحضارية حيث يتحالف التيار الديني بكل أطيافه على قاعدة "أنصر أخاك ظالما أو مظلوما" والتي تعضدها عقيدة الولاء والبراء التي لا مكان فيها لثقافة حقوق الإنسان وقيم المواطنة .
فالأمر في هذه الواقعة لا يتعلق بحرية الرأي التي يكفلها الدستور المغربي ، بقدر ما هو إفتاء بالقتل وتشريع وشرعنة له .فعبد الله النهاري نصب نفسه وصيا على الدين والمغاربة ، يهب حق الحياة لمن يشاء ويسلبه ممن يشاء ، مما يجعل المغاربة في وضع يطالبون بحق الحياة قبل حرية الرأي .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار لفائد الصباح المغربية
- حوار لفائدة جريدة الصحراء المغربية .
- هل ستضع الحكومة -الإسلامية- حدا لشرعنة الاغتصاب ؟
- حوار لفائدة يومية الصباح
- ملف حول المرأة
- حزب العدالة والتنمية من معارضة الحكومة إلى رئاستها .
- ثورة تأكل الثورة والتاريخ والمستقبل
- حوار لفائدة جريدة الصباح المغربية
- حوار مع شيخ متطرف (9)
- حوار مع شيخ متطرف (8)
- سعي الأقليات إلى إقامة كيان سياسي خاص طلب للكرامة و الحرية و ...
- منذ متى كان الإسلاميون يناصرون حقوق النساء ؟ !!
- مطالب الفبرايريين وعقائد العدليين .
- مستويات الصراع السياسي في المغرب .
- حوار مع شيخ متطرف(7)
- حوار مع شيخ تكفيري (6)
- حوار مع شيخ متطرف(5)
- حوار مع شيخ تكفيري متعطش إلى الدماء(4)
- حوار مع شيخ متطرف (3)
- متى يمنع المغرب مكبرات الصوت لإذاعة الصلاة خارج المساجد ؟؟


المزيد.....




- شاهد..قرية تبتلعها الرمال بعد أن -تخلى- عنها سكانها في سلطنة ...
- الأمن الروسي يعتقل 143 متورطا في تصنيع الأسلحة والاتجار بها ...
- وزارة الخارجية الروسية تصر على تحميل أوكرانيا مسؤولية هجوم م ...
- الحرب على غزة| وضع صحي كارثي في غزة وأيرلندا تنظم إلى دعوى ا ...
- ضغوط برلمانية على الحكومة البريطانية لحظر بيع الأسلحة لإسرائ ...
- استمرار الغارات على غزة وتبادل للقصف على الحدود بين لبنان وإ ...
- تسونامي سياسي يجتاح السنغال!!
- سيمونيان لمراسل غربي: ببساطة.. نحن لسنا أنتم ولا نكن لكم قدر ...
- قائد الجيش اللبناني يعزّي السفير الروسي بضحايا هجوم -كروكوس- ...
- مصر تعلن موعد تشغيل المفاعلات النووية


المزيد.....

- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم
- افغانستان الحقيقة و المستقبل / عبدالستار طويلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعيد الكحل - المتطرفون يعدّون القوة والفتوى ، فهل من رادع ؟؟ !!!