مورا عبدو
الحوار المتمدن-العدد: 3777 - 2012 / 7 / 3 - 02:41
المحور:
كتابات ساخرة
ورث الحاج (خليفة) بيته من جده لأبيه الذي منح حق الملكية لإبنه البكر والذى استمر على نفس المنوال....وسكنه طوال عمره ولم يعرف بيتاً غيره هو وأخوه ...اشتراه جده رحمه الله وعاش فيه وبعده والده وعمه رحمه الله الذي لم ينجب سوى بنتاً تزوجت من أخيه الوحيد وعاشوا جميعاً فى هذا البيت بمحبة وتلاحم .....
...كان بيتاً من الطراز القديم أرضى لكنه واسع وحوله بستانٌ جميل, زاهر ومثمر كانوا يزرعونه ويجنون منه كل ما يحتاجون من مزروعات خضر وفاكهة..بل ويربون فى هذا البستان بعض الدجاج الذي يمنحهم البيض وبضع بقرات يستهلكون لبنها....باختصار كان هذا البستان مزرعتهم الخاصة...
سافر ابن الحاج (خليفة ) البكر ووريث المملكة العائلية إلى الخارج للدراسة لعدة سنوات...عاد بعدها رجلاً لم يعرفوه ...طباع عدوانية , عنجهية وغطرسة كما أنه تزوج في الخارج إمرأة غريبة أحضرها معه للبيت...وانقلبت الحياة فى البيت رأساً على عقب بعد دخول هذه المرأة الغريبة...وبدأت طبيعة الحياة البسيطة والمحبة التى كانت تسود أجواء البيت تتغير الى أجواء عدائية تنافسية وكيدية...
كان فى البيت دورة مياه رئيسية كبيرة موجودة فى صدر البيت بخلاف الأخرتين الصغيرتين الموجودتين فى جناح كلِ من الأخوين الكبار.....
كانت دورة المياة هذه قديمة لم تتعرض للصيانة على الإطلاق رغم انها فى صدر البيت لكن لم يهتم اى فرد بصيانتها وتغيير موادها الصحية , لون الحوض فيها مصفر من الزمن رغم لونه الحقيقي الأبيض, المرحاض من الطراز الأرضى القديم ...كانت تنبعث منه روائح كريهة اعتادتها الأنوف مع الزمن حتى لم يعد يشتكى منه أحد رغم التنظيف الظاهرى الذي لم يتوقف....مع الزمن بدأت الصراصير تخرج من هذا الحمام...كانت تسبب مشاكل جمة وفوضى ورعب بين الكبار والصغار على حد سواء....الجميع فى البيت يشتكي ...لكن الحاج ( خليفة ) وابنه البكر لم يفعلا شيئاً لتغيير المواد الصحية للحمام......نساء البيت يشتكين والحاج خليفة لم يعد له القدرة على الاهتمام بشؤون البيت والعائلة مسلماً زمام الأمور إلى ابنه البكر...الابن البكر الذي انشغل عن تصريف امور المنزل الى حياته الخاصة وزوجته الغريبة وترفعه حتى عن الاحتكاك باهل بيته....
بلغت الامور حداً لم يعد يحتمله أحد اجتياح الصراصير وصل الى غرف النوم...وحتى المطبخ...والوريث لم يحرك ساكناً...حتى جاء اليوم الذي تحرك فيه أحد فتيان البيت من أبناء اخ الحاج (خليفة) وقرر أن يحطم الحمام كي يضع الحاج وابنه المترفع امام الأمر الواقع خاف اخيه الأصغر وتمنع فى البداية عن مشاركة أخيه الجريئة فى هذه الخطوة العملاقة التى قد تسبب معارك ضارية مع عمه وابن عمه الاكبر...وأخذ معدات لتكسير المواد الصحية ,وسرعان ما انضم الأخ الأصغر إلى أخيه مشاركاً إياه فى تكسير دورة المياه.....
عاد الحاج(خليفة )وابنه البكر للبيت ليفاجأ بالدنيا مقلوب وصوت المطارق يتهاوى ويحطم البورسلين القديم وكادا يصابان بنوبة قلبية من هذه الفعلة الشنعاء من وجهة نظرهما ..التى لم يؤخذ فيها رأيهما..واقاما الدنيا ولم يقعدها لكن عزم الشابين لم يلن...واستمرا لثلاثة ايام وهما يحطمان.....حتى اكتمل الهدم...
لكن! الذي لم يكن بحسبان أحد هو الإجتياح الذي هدد المنزل بجيوش جرارة من الصراصير....فقد فوجئ الجميع بأن الصراصير معشعشة فى الجدران خلف البورسلين ..الجدران بأكملها تبدو مرعبة....وانقلب حال البيت ولم يتمكن الشابين الفتيين من السيطرة على هذا الغزو المقزز...وصار اهل البيت يتراكضون يبحثون عن حل لهذا الاجتياح القذر ويلومون الشابين على خوضهما غمار عمل لم يتقناه ولم يكملاه...
تحمل الشابين اللوم والتقريع بصمت...وقررا المضي فى العمل...وبدأ كلاهما بالعمل على تنظيف دورة المياه من الحطام وسرعان ماانضم لهما اهل البيت إلا الحاج العنيد وابنه العتيد..وقاموا جميعاً بمحاربة الصراصير بكل ماأمكن من مبيدات وأحذية وقضوا على حالة الرعب التى بثها هذا الاجتياح وقضوا عليهم بإذن الله... وعم السلام المنزل بعد هذه الحادثة الكبيرة لأنهم نجحوا فى بناء دورة مياه جديدة ...نظيفة...وبلا صراصير
#مورا_عبدو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟