أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عبدالله عمر - التمثيل النسبي من اجل مشاركة عادلة وفاعلة في الحكم















المزيد.....

التمثيل النسبي من اجل مشاركة عادلة وفاعلة في الحكم


عبدالله عمر

الحوار المتمدن-العدد: 3774 - 2012 / 6 / 30 - 18:57
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


إضاءة على بعض ملامح وتداعيات الربيع العربي
[email protected] السفيرعبدالله عمر
لقد تنوعت ثورات وإنتفاضات الربيع العربي بحسب البيئة الإجتماعية والأنظمة الحاكمة. فقد كان الحراك أسرع تحديدا لملامحه وتحقيقا لهدفه كلما إرتفعت درجة البيئة المدنية. فثورات تونس ومصر كانت الأسرع تبلورا، على الرغم مما كان يبدو من سطوة وقوة الفئة الحاكمة. فالمؤسسات المساندة للأنظمة أمنيا لم يتعدى إرتباطها وولاؤها حدود ومستوى المهني، وإن جنى البعض في تلك المؤسسات فوائد مادية متفاوتة على الصعيد الفردي.
أما تلك الدول التي تأسست أو سادت وتحكمت فيها تاريخيا أو سياسيا عصبية جهوية أو قبلية أوطائقية أو مذهبية أو أيدبولوجية؛ فإن زوال النظام القائم كان يعني زوال مكاسب تلك الفئات المساندة في كافة المؤسسات. فأدت تلك البيئة بواقعها إلى إطالة الصراع وتصاعد أدوات الحراك والمواجهة وردود الفعل، لدرجة ربما أرهقت الطرفين واضطرتهما للمساومة والوصول لحل وسط كما هو حال اليمن، أو ربما إضطر الطرفان، لأن يعتبرا الحراك فصلا في المعركة المصيرية الممتدة ، وبالتالي إكتفاء كل طرف وخاصة الثائر منهما بما تحقق وتأجيل الحسم لمستقبل قادم، مع إدراك كل طرف لمخاطر ذلك على وجوده العضوي. كما يتمثل ذلك في الحالة السورية؛ حيث ليس من المنظور أن يتنازل نظام الحكم القائم كما الحالة التونسية والمصرية أو أن يساوم كما اليمنية. ولكن الحضور الدولي ربما يجعل من الصعوبة على النظام أن يلاحق المعارضة بالتصفية، وذلك بسبب الضعف النسبي الذي سينتابه عقب المعركة القائمة.
ويمكن إعتبار الحالة الليبية خليطا من السمتين، فقد تولدت شرارة الحراك ضد النظام نتيجة للأسلوب العنيف في مواجهة الذين إختلف معهم أيديولوجيا متمثلين في الجماعات الإسلامية؛ والتي أدت ظروف عملية إلى تمركزها وتمترسها في شرق البلاد، مدعومة بتعاطف جهوي وقبلي ومن ثم تبلور حولها حراك كل أولئك الذين لهم سبب للخلاف مع النظام، سواء أن كان أيديولوجيا أو سياسيا أو جهويا، وربما قبليا بدرجة ما، بالإضافة إلى من إختلفت وجهات نظرهم مع النظام من داخله، ثم صاروا سريعا ركائز أساسية للثورة ضده.. ولما كانت القوى المساندة للنظام القائم في ليبيا حينئذ ليست مؤسسة بدءا على عصبية حادة، ولكنها في نفس الوقت مهددة بالزوال مع النظام وقائده الفرد، فقد أدى ذلك لإطالة نسبية للمعركة، ولكن مع نهاية كانت معروفة ومحتومة للنظام مهما طالت مقاومته؛ وذلك بسبب إنتفاء ما يمكن إعتباره تعصبا جمعيا وسط المساندين، كما هو قائم في كل من الحالتين اليمنية والسورية.
لقد كان العامل الدولي قويا، إن لم يكن حاسما، في بعض الحالات، في تحديد مسار وسرعة الحراك ضد الأنظمة القائمة بدرجات متفاوتة من الفاعلية ، وذلك مع الأخذ في الإعتبار بصورة أساسية نوعية وطبيعة البيئة الإجتماعية والسياسية القائمة في كل بلد على حدة، كما أسلفنا بالتحليل. فلا يمكن الإدعاء بأن العامل الخارجي كان هو الفاعل في الحالة التونسية والمصرية. فدوافع وفاعلية التحرك الجماهيري وإصراره وقوة إستمراريته كان قادرا على حسم معركته ضد النظام بأدوات مدنية. فالعنصر الخارجي بزخمه الإعلامي وضغظه السياسي ربما كان مؤثرا في إتجاه أن يفقد النظام المستهدف فاعليته وثقته بأدواته ووسائله وكامل سيطرته عليها.. ولكن لا شك أن العامل الخارجي بقيادة الدول الغربية كان عنصرا رئيسيا في أن يجنب الثورة الليبية الدخول في نفق الحالة السورية، مع التأكيد على أن العامل الداخلي في ليبيا أيضا كان هو الفاعل والحاسم الرئيسي، إن لم يكن الأوحد، الذي لابد منه. وكأننا بالتدخل الغربي ودعمه إنما كان خيارا فرضته قراءته لفاعلية العنصر الداخلي في حسم المعركة.
والملاحظ أن طبيعة الخلاف والصراع والمعركة في داخل كل من اليمن وسوريا هي التي ربما حددت إتجاهات التدخل الغربي، بغض النظرعن طبيعة علاقة الغرب مع الأنظمة القائمة. ولا يذهب بنا التحليل إلى أن الموقفين الروسي والصيني كانا ذا أثر مباشر في تحديد التدخل الغربي؛ إذ أن هذا الأخير كان دائما يملك أدوات وسائل للضغط على الأولين، بل قادرا عل تجاهل موقفيهما، مع كسب أو عدم كسب بقية الدعم الدولي بشكل عام، وذلك بإستصناع حجج سياسية وأمنية، كما كان الحال حيال العراق. وربما وجدت الدول الغربية في موقفي كل من روسيا والصين، مخرجا من التورط في دوامة معركة لا يملكون أدوات فاعلة لتحديد مسارها، دعك من مصيرها؛ وذلك بسبب ما تتميز به مجتمعات مثل اليمن من قوة خصائص في تحديد إتجاهات معاركها الداخلية، وما تمتلكه أنظمة مثل السورية من قناعة وإدراك لوضعها الجيوسياسي بتداخلاته وإمتداداته الإقليمية، ما يجعل مما يجري على أرضها جزءا من معركة حياة أوموت لتوجهات في المنطقة ومستقبلها.
اذا ما وضعنا جانبا، لأجل تحديد غرض التحليل، عامل مصلحة الغرب الذاتية سياسيا وإقتصاديا في أن يكون حاضرا وفاعلا في حركة التغيير في العالم العربي، فما هو الذي يمكن إعتباره ولو نظريا هدفا أو مبدأ مشتركا للقوى الفكرية والسياسية القائدة لحركة التغيير والثورة مع توجهات القوى الغربية، ما يجعل هنالك مندوحة لهذه الأخيرة وخاصة الإسلامية منها في القبول والإستعانة بالذي هو غربي، وإن تلبس سياسيا بالقرارات الدولية.. لا شك أن الحجة السياسية لذلك القبول هو تغيير وتبديل ما هو ديكتاتوري وشمولي بالحرية والديمقراطية.. ولكن يبدو أن الأمر ليس بقاسم سياسي فحسب بل ربما هو تعبير عن تحول وإعادة صياغة لفكر وتوجهات تلك الجماعات الإسلامية وإعادة إستكشاف لما هو مصلحة مشتركة وتقارب فكري بين تلك الجماعات والغرب يتجاوز ما هو عقدي. فقد صارت تلك الجماعات خلال وعقب ربيعها العربي تعبر عن ما هو قاسم مشترك لها مع العلمانية الغربية فكريا بمصطلح "الدولة المدنية" وسياسيا بقبولها خيار الديمقراطية آلية للتنافس وتحديد أنصبة المشاركة، وربما ذهبت بالأمر لحدود تبني نظام " التمثيل النسبي" في البرلمان الذي يمنح كل القوى السياسية والفكرية نصيبا.
لعل من الحقائق الجديدة التي أتاح لها الربيع العربي البروز إلى السطح ومن ثم التبلور، هو ذلك الدور الذي صارت تلعبه االأنظمة الملكية العربية في مسار الشأن العام في المنطقة. وربما كان العامل المساعد لهذه القوى هو تفعيلها لقدراتها المالية من خلال أليات إعلامية وسياسية بل لوجستية. فقد إختبرت قدراتها إعلاميا خلال الحراكين التونسي والمصري، ثم أسست عليه مواقف سياسية كانت فاعلة بل حاسمة في تحديد مسار التوجه الرسمي العربي، والدولي بدرجة ما حيال الحالة السورية والليبية. ولقد كان واضحا وفاعلا أسهامها لوجستيا في حراك الأخيرة. و كان واضحا وحاسما دور دول التعاون الخليجي في التدخل و تحديد إتجاه ومآلات الأزمة اليمنية. كما لعبت دورا مهدئا حيال الحراكين الأردني والمغربي من خلال دعوة كل من النظامين الملكيين للإنضمام لمجلس التعاون الخليجي والبدء بضخ أموال مباشرة وغير مباشرة في إقتصاديات تلكما الدولتين. وبالطبع سارعت برد فعل عملي عسكري مضاد حيال الحراك الشيعي في البحرين. و لا يمكن نفي حقيقة تنسيق المواقف مع القوى الغربية، ولكن ربما تتضح درجة الفاعلية التي إكتسبتها تلك الدول إذا ما قارنا الحالي بماض في حرب العراق.
كذلك أبرز الربيع العربي فاعلية قوة أخرى هي تركيا، لإدراكها للتأثير السياسي والإجتماعي للحراك العربي الشرق أوسطي عليها نفسها، بالإضافة إلى شعور بواجب وربما حق تاريخي في تحديد مسار الأحداث في المنطقة العربية. ولا شك أن الوعي بذلك الدور قد زاد وتبلور بعد أن صارت قوى سياسية ذات توجه إسلامي قائدة للشأن الإجتماعي والسياسي في تركيا. ولا شك أن دورتركيا كان فاعلا بما لها من رصيد حضاري ممتد وموقع جغرافي بقدرات إقتصادية إستفادت منه وأدارته بأسلوب فاعل للإسهام المباشر في الشآن الإقليمي و في إتجاهات الموقف الدولي حيال ذلك الشآن.
وأخيرا لعل توصيف الربيع العربي بإطلاق وكأنه موجة من التغيير سيعم العالم العربي على المستوى السياسي، ليس دقيقا. إذ أن الحراك وإن كانت شعاراته العامة متشابهة، إلا أن المآلات لم تكن كذلك. فالحراك في دول مثل الأردن والمغرب والجزائرقد إكتفى بإستجابات جزئية من قبل أنظمة الحكم القائمة. كما أن الحراك لم تكن له قيادة عضوية فكرية أوسياسية مركزية أو تنسيقية موحدة عابرة لبلاد المنطقة. وربما كان الظن أن يكون ذلك متاحا لجماعة مثل الإخوان المسلمين وبقية الجماعات الإسلامية. ولكن ما ظهر هو أن تلك الجماعات مهما تعاظمت قوتها في جانب من جوانب دعم الحراك إلا أنها لم تكن هي القائدة بتلك الصفة. وما حصلت عليه من كسب في الإنتخابات التي أعقبت ذلك الحراك ربما مرده إلى أفضلية نسبية في التنظيم العملي أكثر منه جائزة ومكافاءة لقيادتها الحراك الشعبي..
المستقيل وحده لا شك هو الكفيل بأن يكشف عمّا إذا كان الربيع العربي هو فقط فصل من أشواط التنافس بين قيادات لجماعات فكرية وسياسية ساحتها وأدواتها أنظمة الحكم أم أنه بداية تحول إجتماعي شامل. وهل ستسمح القوى الغربية بأن تستكشف المجتمعات العربية والإسلامية بعضا من سنن النجاح النسبي أم ستسعى لخلق “فوضى خلاقة”.



#عبدالله_عمر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...
- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...
- بعد اعتقال متظاهرين داعمين للفلسطينيين.. شكوى اتحادية ضد جام ...
- كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة القوة في اعتقال متظاهرين مؤي ...
- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عبدالله عمر - التمثيل النسبي من اجل مشاركة عادلة وفاعلة في الحكم