أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - وليد مبيض - وجهة نظر حول حزب ليبرالي انتخابي














المزيد.....

وجهة نظر حول حزب ليبرالي انتخابي


وليد مبيض

الحوار المتمدن-العدد: 1104 - 2005 / 2 / 9 - 09:48
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


مشهد الساحة السياسية السورية يضم حالياً قوى سياسية مختلفة من إسلامية وقومية ويسارية، سواء في جبهة النظام، أم في المعارضة، إلى جانب عدد كبير من المثقفين الديمقراطيين المستقلين، دون أن يكون مسموحاً تشكيل أحزاب ليبرالية، ورغم هذا الحظر الذي يبدو وكأنه لدى النظام فيتو على قيامها، فقد شهد القرن الجديد مشروعين لقيام حزب ليبرالي، لكن التجربتين قمعتا، فانتهتا سريعاً وفور الإعلان عنهما.
لذلك أظن أن الهامش السياسي الموجود في سورية راهناً يسمح بالحوار فقط، لأن شروط نشوء وتطور الحزب الليبرالي ليست متوفرة والتي يمكن تلخيصها بما يلي:
ـ الشرعية القانونية، التي تتيح لأي حزب حماية القانون، ليستطيع تحت مظلتها التواصل مع الناس، ونشر برامجه، والتعريف بمرشحيه.
ـ العلنية، فالعمل الديمقراطي الحزبي يحتاج للشفافية، ليتعرف الناس على قيادته وأعضائه، وعلى برامجه، وأعماله، كما أن تجارب العمل السري الحزبي التي مرت بها كثير من الأحزاب السورية قد أدت إلى فشل تلك التجارب، لأن أجهزة الأمن أقوى من أي تنظيم سياسي، ولأن السرية تمنع الحزب من الاختلاط الفعال بالناس، فيبقى محدود الشعبية والفعالية.
ـ السلم، فالحزب الليبرالي واتباعاً لمبادئه لا يستطيع تبني أسلوب العنف، وليس له من سبيل سوى العمل السلمي، وهذا يتطلب جواً اجتماعياً ينبذ الإرهاب والعنف.
هذه الشروط تتدعم بتبني أسلوب عمل جديد يمكن أن نطلق عليه صفة الحزب الانتخابي، الذي يختلف جوهرياً عن صيغة الحزب اللينيني التي اعتمدتها غالبية الأحزاب السورية، وأصبحت أيقونة لا يجوز المس بها، ورست مع الأيام على مظاهر عديدة:
أمين عام، لجنة مركزية، هرمية، انضباط والتزام بأوامر القيادة، واجبات تفوق الحقوق، اجتماعات دورية، اشتراك مالي شهري، عقوبات، لجنة تفتيش أو محكمة حزبية...
أظن أن الحاجة أصبحت ماسة لحزب من نمط جديد، حزب جربت أشكاله الجديدة في الدول المتقدمة، لا يملك أياً من صفات الحزب اللينيني، ونشاطه الرئيسي يكون حول سياسات وبرنامج عملي مرتبط زمنياً بالدورة الانتخابية، وعملياً بالقضايا القديمة أو الجديدة التي تواجه المجتمع.
ـ هذا الحزب لا يفرض من واجبات على العضو سوى المشاركة في الانتخابات العامة، والمساهمة في نشر خطط الحزب والدعاية لها، أما حقوقه فتمتد من الحق في نشر الرأي المخالف في إعلام الحزب أو في أي إعلام آخر، وفي تجميع المناصرين لرأيه للوصول إلى أغلبية تسمح بتغيير في خطط الحزب أو قياداته، وطبعاً لا ننسى حقه في الترشيح والانتخاب لقيادة الحزب السياسية أو الإدارية.


ـ لا اجتماعات دورية، ولا فرق أو حلقات أو خلايا، إنما أعضاء متساوون يعقدون مؤتمرات أو اجتماعات تتحدد حسب الضرورة، وبطلب من غالبية الأعضاء.
ـ لا اشتراك مالي، وإنما تغطى نفقات الحزب بتبرعات الأعضاء وغيرهم، دون إلزام بحد معين مالي أو زمني.
ـ لا يتعرض أي عضو في الحزب لعقوبات حزبية، وليس في الحزب هيئة تفتيشية أو محكمة، وإنما يدعي الحزب أمام القضاء العادي، على أي مسيء، وكمثال إذا ارتكب عضو جرماً مالياً كاختلاس أموال الحزب...
ـ رئيس الحزب هو مرشح الحزب لأعلى سلطة تنفيذية، وقيادته السياسية جماعية تضم إضافة للرئيس مرشحي الحزب للبرلمان وللحكومة، ولنفس الفترة الانتخابية العامة فقط.
ـ يتألف الحزب من ثلاث مستويات تنظيمية فقط:
المنتسبون، المؤتمر العام، القيادة السياسية والإدارية.
يبدأ مثل هذا الحزب بطرح وثيقة ديمقراطية عامة، ثم تنظم لجنة مؤسسة جدول الأعضاء، الذين لا تشترط لعضويتهم سوى المواطنة، والتوجه الديمقراطي، ويعقد كل هؤلاء الأعضاء مؤتمراً تأسيسياً، يمكن لكل مواطن حضوره حتى ولو لم يكن مسجلاً في قوائم العضوية، ولكن لا يحق له التصويت إلا إذا تقدم بطلب انتساب أثناء عقد المؤتمر، وقبل التصويت على القضايا والأشخاص.
يناقش المؤتمر التأسيسي خطته وبرامجه لأول عملية انتخابية، ثم ينتخب مرشحيه للبرلمان وللحكومة الذين يشكلون قيادته السياسية، وينتخب إدارة للحزب لا تكون لها أي مهمة سياسية، وتنحصر مهامها في القضايا الإدارية: كتنظيم عقد المؤتمرات، ونشر أدبيات الحزب، والمالية...
فيما بعد المؤتمر التأسيسي، يصبح الحزب قائماً ولديه برنامج وقيادة، حينها تبدأ حياته الفعلية، فيصبح عقد المؤتمر العام قبل كل دورة انتخابية أمراً محتوماً، تنظم القيادة الإدارية طريقة انتخاب المندوبين، ومكانه وزمانه، وكل الأمور الفنية لإنجاحه.
كما تسبق عقد المؤتمر العام، عقد مؤتمرات تداولية تخصصية: كمؤتمر حول الزراعة أو الصناعة أو الاقتصاد أو السياسة الخارجية، ومؤتمرات مناطقية لتحديد المشاكل الخاصة بكل منطقة، وطرح برامج ومرشحي الحزب لكل هذه الأمور.
أظن أن المسافة الفاصلة بين قيام مثل هكذا أحزاب، وبين الوضع الراهن، لا يمكن قياسها زمنياً بشكل مسبق، ولكن الممكن الراهن هو الحوار حولها، إلى أن يتوسع الهامش الديمقراطي، حينها لكل حادث حديث.



#وليد_مبيض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تهنئة
- تعذيب السياسيين جزء من معضلة أكبر
- رؤية
- سارعي بالانتحار قبل أن يقتلك
- جميلة غسان
- قصة قصيرة


المزيد.....




- السعودية الأولى عربيا والخامسة عالميا في الإنفاق العسكري لعا ...
- بنوك صينية -تدعم- روسيا بحرب أوكرانيا.. ماذا ستفعل واشنطن؟
- إردوغان يصف نتنياهو بـ-هتلر العصر- ويتوعد بمحاسبته
- هل قضت إسرائيل على حماس؟ بعد 200 يوم من الحرب أبو عبيدة يردّ ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل عضوين في حزب الله واعتراض هجومين
- باتروشيف يبحث مع رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية الوضع ...
- قطر: مكتب حماس باق في الدوحة طالما كان -مفيدا وإيجابيا- للوس ...
- Lava تدخل عالم الساعات الذكية
- -ICAN-: الناتو سينتهك المعاهدات الدولية حال نشر أسلحة نووية ...
- قتلى وجرحى بغارة إسرائيلية استهدفت منزلا في بلدة حانين جنوب ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - وليد مبيض - وجهة نظر حول حزب ليبرالي انتخابي