أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رغد عبد الزهرة - سعيدة برحيلك (كاظم إسماعيل الكَاطع)














المزيد.....

سعيدة برحيلك (كاظم إسماعيل الكَاطع)


رغد عبد الزهرة

الحوار المتمدن-العدد: 3773 - 2012 / 6 / 29 - 00:37
المحور: الادب والفن
    


أنت تعلم, وقصائدك تعلم كم يعني لي وجودك, كم يعني لي , وكم أنا ممتنة لوجودك في الحياة, لكن اليوم أنا ممتنة لرحيلك أيها النورس الحزين.
التقيتك على الورق منذ كنت لا أزال في العاشرة, أسرق ديوانك (العيد أبو اهلالين), الذي يخفيه والدي بحرص. كي لا يودي بحياته هذا الديوان الممنوع.
لم أكن أفهم قصائدك...كانت الكلمات صعبة والصور صعبة على فهمي الصغير, وأن كنت أتفاعل بشدة واحياناً أبكي دون وعي عندما امر ببعض المقاطع:
شفك حزني؟ شذب يا ثوب؟....وبكلبي لكط لون القميص وصرت كلي أسود!
مثل عاشور, جني أعلام عشر بيوت!
أو:
لو تبجي مكاتيبج أنا اقرى حروفها بعيني...لجنها بكلبي منسية.
يل ذبج قطار الظيم , كلبي مو محطة يشيل عبرية!!
قصديتك الموجهة إلى نوح مثلاً...لم أفهمها لكني كنت أتباهى بحفظها أمام أبي؛ المفتون بك.
كم مرة كنت قريباً, لكني لم أتوجه لزيارتك. وكم مرة حدثني أصدقائي الشعراء عن روعة الحصول على شهادة من شاعر بحجمك, لكني لم أفكر بعرض شيء عليك. كنت فقط أراقب من بعيد..وكلي أمل أن تحلق أيها النورس.
وجودك على قيد الحياة, أو على قيد الألم, كان ألماً لا يطاق بالنسبة إلي. أكره كل حملات التبرع لعلاجك, أكره كل من يستعرض صورك وانت على فراش المرض ويتباهى أنه كان بجانبك. كانت الشماتة تفيض حتى من تلك الوجوه المتقنعة بالحب.
أنت أكبر من هذا؛ أنت رب الشعر الشعبي, أنت المجنون الشكسبيري الذي ترجم قصائد شكسبير إلى العامية...
أنت كاظم إسماعيل الكاطع؛ الفتى المدهش , كاتب (انتهينا) ثم (رسالة أم), هذه القصيدة التي حفظها أحد الاصدقاء ممن جايلك رغم أنه لم يسمعها الا مرة واحدة. كان يقرأ لي تلك القصيدة ويقول لي: رغد, ليتكِ كنتِ معنا...هذا اليوم الذي ولدت لأجله!
حينما جاء خبر وفاتك؛ اتصلت بي اخواتي و بعض صديقاتي لتعزيتي بك, أو ليسخرن مني! فقد أعتادن أن أنصب عزاءا عدة أيام كلما توفي شاعر أو كاتب ممن أحبهم.
لكنهم تفاجاؤا أني لم افعل هذه المرة, بل ابتسمت وانا اتذكر قول لجبران خليل جبران في عزاء أحد أصدقائه:
" لا تقرعوا الصدور حزناً عليه, فهو بين أجنحة الموت أكثر حرية من المقيدن بسلاسل الحياة".
أذاً كاظم إسماعيل الكَاطع....التقيك في حياة أخرى , مبتسما, بكامل عافيتك, يحيط بكَ كل من فقدتهم, وساسمع منك آخر قصائدك وسأعرض عليك قصائدي ....واستمع إلى ملاحظاتك بحب.
وداعاً.



#رغد_عبد_الزهرة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رياح التغيير و ...... (شارلوك هولمز)
- قارئة الفنجان ...ستودي بحياتي!!


المزيد.....




- مهرجان -شدوا الرحال- رحلة معرفية للناشئة من الأردن إلى القدس ...
- لغز الإمبراطورية البريطانية.. الإمبريالية مظهر للتأزم لا للق ...
- لغز الإمبراطورية البريطانية.. الإمبريالية مظهر للتأزم لا للق ...
- وصمة الدم... لا الطُهر قصة قصيرة من الأدب النسوي
- حي المِسكيّة الدمشقي عبق الورق وأوجاع الحاضر
- لا تفوت أحداث مشوقة.. موعد الحلقة 195 من قيامة عثمان الموسم ...
- أزمة فيلم -أحمد وأحمد-.. الأكشن السهل والكوميديا المتكررة
- بي بي سي أمام أزمتي -والاس- و-وثائقي غزة-... هل تنجح في تجاو ...
- من هم دروز سوريا؟ وما الذي ينتظرهم؟
- حسان عزت كما عرفناه وكما ننتظره


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رغد عبد الزهرة - سعيدة برحيلك (كاظم إسماعيل الكَاطع)