أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - موسى أحمد عابد - حوار مع طيف زوجتي انتهي بانتحاري














المزيد.....

حوار مع طيف زوجتي انتهي بانتحاري


موسى أحمد عابد

الحوار المتمدن-العدد: 3767 - 2012 / 6 / 23 - 06:38
المحور: الادب والفن
    


أجلس وحيداً خلف مكتبي سجيناً له, أشعلت سيجارتي و ارتشفت القليل من فنجان النسكافيه الساخن, أمسكت قلمي و بدأت أكتب على صفحة ناصعة البياض كلمات مبعثرة , متنافرة لا صلة بينها .



لكن هذه المرة هناك شئٌ مختلف عن كل مرة , شئ ما ينقصني



أيعقل أنه غيابك هو الذي جعل كل شئٍ ناقصا؟؟!!



كنت دائما عندما أبدأ الكتابة تجلسين على حافة مكتبي تراقبينني أثناء الكتابة و أنا كذلك كنت أراقبك , و قبل أن أنتهي مما كتبته تأخذين القلم من يدي , كنت حينها أطاردك و أركض خلفك في أرجاء المنزل , فترفعين القلم بيدك عاليا و تمسكينه بقوة و تقولين جملتك المعتادة:



إذا ما أردت القلم عليك أن تساعدني في جلي الصحون و الأواني



كنت أنظر حينها إلى عينيكِ قليلا ثم أخضع لك و لكلماتك , ليس ذلك لقوةٍ منك أو خوفا منك , و لكن إن الحب هو سقوط الأشخاص (العاشقين) ضحية لعاطفة قلوبهم الحب هو الهزيمة التي نتمناها أبدا و دائما , خوفا من تمرد قلوبنا علينا نخضع لها.



الآن صوت الملل يدفعني إلى الجنون , يصيبني بنوبات غضب, أكره صوت الهدوء و السكينة الدائم الذي أصبح روتينا يوميا , الآن لا شيء يجعل حياتي تستحق البقاء , أجول في أرجاء المنزل .... أنفث الدخان من فمي .... لاشيء فقط صوت اللاشيء هو الذي يملأ كل شيء الآن.



ذهبت لقراءة ذلك الكتاب الذي أهديتني للمرة الثالثة لأقتل به الوقت , كل لكن التيار الكهربائي انقطع , و نظري لم يعد قويا كما كان سابقاً, لم أستطيع القراءة على ضوء الشموع على الرغم من أنها كانت هوايتي المفضلة , كانت تحمل طابعاً رومانسياً خاصاً بها.



جربت أن أتمدد على الكنبة, لكن ساعة الحائط كانت أمامي و صوت عقرب الساعة يقتلني , أشعر بأن دهراً كاملاً يمر بين كل ثانيةٍ و أخرى



آه ... نسيت اليوم عيد ميلادي ...... حسناً ها هي قطعة الجاتوه لا شموع عليها , لا أحد هنا ليحتفلَ معي, لا أمنية تخطر ببالي حتى أتمناها , كل ما تمنيته هو وجودك و الآن رحلت إذن ما فائدة التمني؟؟!!



كنتِ أنتِ من تعدين حفلَ عيد ميلاديِ و كان له طعماً و نكهةً خاصة ... خاصة بك



حسناً ..... سأجرب القليل من الويسكي



ها هي كأسي الأول ...شربته لم يحدث شيئا بعد



كأسي الثاني ... الثالث.... الرابع..... الخامس..... ها هي الزجاجة كاملة شربتها



هق..... هق ......... هق



كم أتمنى لو كنتِ هنا ...... أوه ها أنت لقد عدتِ أرى طيفك أرى روحك تقف أمامي



كم أنت جميلة هناك هالة من الضوء المشع تحيط بك تزيدك جمالاً و روعة



لماذا أنتِ صامتة هكذا؟؟



اكسري صمتكِ عزيزتي و تحدثي صمتك يقتلني , لا تنظري إليّ هكذا فقط.



أتذكرين كم كنت شقية؟؟



أذكرُ في إحدى المرات أثناء فترة الخطوبة اتصلت في الساعة الرابعة صباحاً و أيقظتني من نومي , ظننتُ شيئاً سيئاً قد حدث .. مكروهاً أصابك



سألتك عن سبب الإتصال في هذا الوقت؟



أجبت و أنت تضحكين بلؤمٍ و بصوت عالٍ : لا , و لكن أحببت أن أزعجك



أتذكرين ذلك ؟؟!!



آهٍ ... كم كانت لحظات جميلة , شقية, بريئة, أما الآن أصبحت مجرد ذكرى جميلة أعيش عليها



هق...هق .....هق .....هق



أتذكرين عندما سألتني : لماذا اخترتني ؟لماذا أحببتني؟ هل كنت أنا أجمل و أطول الفتيات؟



فأجبتك حينها: هناك الكثير الكثير من الفتيات أطول منك كثيراً و أجملُ منكِ كثيراً



حينها علت وجهك نظرة و تحولت للحظة تنينا يوشك أن ينفثَ ناراً



فأكملت حديثي قائلاً: و لكن أنت تمتلكين شيئاً يميزك عن كل الفتيات لا أعلم ما هو و لكنك تمتلكينه و هذا ما أوقعني ضحية غرامك.



هل تذكرين تلك المرة عندما سألتني : لماذا ترسم اللوحات ؟!! لماذا لا تقوم بتصوير الأشياء بكاميرا ؟ أليس ذلك أفضل بكثير من الرسم؟؟!!



أجبتك حينها: اللوحة حية أشعر بأنها تتحدث عن نفسها تخبرنا عن ماضيها كيف صارت و من رسمها و بماذا كان يشعر و ماذا يهدف من خلالها



حينها أخبرتني : إن الكاميرا أفضل وسيلة لإصطياد الذكريات صور الأشياء بالكاميرا لتحتفظ بالذكرى و من ثم ارسمها



لقد كانت إجابتك مقنعة إلى حدٍ ما ..... آه لقد كنت أنت الكاملة المكملة لحياتي الآن بعد رحيلك حياتي مليئة بالعيوب و الثغرات و النقصان.



هق...هق.....هق....هق



أتعلمين مرت سنة كاملة منذ رحيلك ,و لازلت حبيسا لهذا المكتب و هذا الكرسي و هذه الجدران , أشعرُ أحياناً لو كان المكتب أو الكرسي أو هذه الجدران تمتلك لساناً لقالت:



كن رحيما ... ارحمنا و ارحم نفسك ألم تمل منا بعد؟؟؟ ألم تكرهنا ؟؟!! لقد كرهناك



آهٍ ..... سنةً كاملة و أنا حبيس هذا المكان , أخافُ الخروج من منزلي, أخاف أن أمشي في تلك الشوارع و الطرقات التي مشيتها معكِ , أخاف أن تتسلل دمعة من سجن عيني , أخاف من مواجهة ذاكرتي , حينها أعلم أني لن أكف أبداً عن البكاء و عيني لن تتوقف عن ذرف الدموع.







لحظة إلى تذهبين؟؟ طيفك .. روحك ترحل بعيدا



انتظريني أريد أن أذهبَ معكِ ... لحظة إلى طريقك ؟؟ هل مكانك هناك أفضل من هنا؟؟!!!



أرجوكِ تحدثي اكسري صمتك .... سأتبعك الآن لا أهتم بما سيحدث لي لاحقا



طالما أنا معك هذه هي الجنة بالنسبة لي



أين وضعت مسدسي؟؟ أين ذلك الشيء اللعين؟



أوه.... ها هو



لحظة يا حبيبتي أنا خلفك مباشرة ..... وداعاً أيتها الحياة



#موسى_أحمد_عابد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا ستفعل لو كنت في غزة؟
- الميثولوجيا و الواقعية السياسية


المزيد.....




- نجيب الحصادي… أفَلَ العقل المُنيف ومضى مَن أوقد البصيرة في ل ...
- “مبروك النجاح” Link الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2025 ...
- رابط رسمي وشغال. نتيجة الدبلومات الفنية 2025 برقم الجلوس الي ...
- بعمر الـ80.. يحيى الفخراني يقف على المسرح مجسدًا -الملك لير- ...
- نجيب الحصادي… أفَلَ العقل المُنيف ومضى مَن أوقد البصيرة في ل ...
- مبروك للجميع.. رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2025 برقم الجلوس ...
- الفنان يحيى الفخراني يعود لـ -الملك لير- في عامه الثمانين
- نتيجة الدبلومات الفنية 2025 برقم الجلوس.. رابط النتيجة على م ...
- وفاة الممثلة العراقية إقبال نعيم.. وداع لصوت مسرحي نادر
- ألبوم -صنع في أفريقيا- لزياد الزواري: موسيقى عالمية بطابع تو ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - موسى أحمد عابد - حوار مع طيف زوجتي انتهي بانتحاري