أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - يونس بنمورو - أنصحكم بعدم الزواج














المزيد.....

أنصحكم بعدم الزواج


يونس بنمورو

الحوار المتمدن-العدد: 3763 - 2012 / 6 / 19 - 08:41
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



شذرة البدء : " الزواج أعظم الوسائل التي يستخدمها الإنسان لمعرفة الشخص الذي لا يمكنه أن يعيش معه في سلام " أنيس منصور

في البحث عن لغز المرأة أتيه، و في نبشي عن ماهية الزواج أضيع، و عن جدوى السرير أصيح، هل تأملت في عبئ الارتباط و سخافة العيش، و هل فكرت في ثقل الضجر و تعاسة الحب ؟ لم أجد ما يشفي الغليل و ما يسكن جرح التساؤل و التفكير، إلا في الانزواء و التحليل، فما هي إلا ضريبة البحت المستتير، و هوس النصف الأخر المستحيل، و وهم التكامل و الكمال، فلا شيء يعجزنا لندفع بالاستفزاز للحدود القصوى إلا بتبني المواقف التحقيرية إلى ابعد نقطة، ففي رفض فضاعة الحياة، زهد للنشوة، و بعيدا عن قذارة القواعد ستطفوا وساخة المتعة، فحب التجديف لهاوية السعادة عبثي، و في لحظة الزواج ضبابي وهمي، لحظة تنافر الأرواح وتباعدها، و تكدس للأجسام و تناسقها ، وهيمنة للامتزاج عوض الوحدة و الفراق ، مقزز أن تبيع و حدتك، و تعري ما بداخلك هتكا لخصوصياتك مشاطرة للقشور ، والكريه أن يتطفل ذاك الأخر ليشاركك ألمك و هم كينونتك، ليدلي الرحمة فضوليا لاكتشاف الظلام فيك، و ليشاركك ضجيجك الداخلي، هي لعبة غشاشة للشد المتبادل و لعذابات العيش المشترك، فالأصل و حدة و انعزال، و انفراد بالذات من جحيم الخبث و الامعنى، فالزواج عقد لموت الإنسان و انتحار لاستقلاليته، فليس فيه إلا دنس لصفاء الوحدة و تعكير لنقاء الانعزال، فتفاهة هي تصديق علائقية الإنسان ، فلا مكان للمصداقية هنا إلا على مستوى القشور، فإنسانية الإنسان في وحدته و انعزاله، في إنصاته لصمته و سبره لعمق دواخله، فالمجتمع سجن للحر و الزواج زنزانة لا مفر منها إلا في وحدة قاتمة، ركون إليها ضياع للامعنى، و الاتكاء عليها صمت لنبضات التقاليد و قتل لموروثات الوجود، فلا حوار إلا ونزعة المنفعة هي التي تأمر، ولا انخراط مع القطيع إلا وسوق الاستهلاك هي التي تحكم، و لا إقبال على الزواج سوى لتقيد الذات و تعويض لخواء الأخر، و بمجرد الامتلاء و الفيضان تنتصر الخيانة بروحانية المنفعة وجشع الانتهازية، فالمبتغى منه أشبع و لدرجة الكمال وصل، و لم تعد صداقة الزواج و زواج الصداقة إلا رصاصة مغلفة بوهم الحب و خدعة الوفاء، فنحن نبحث عن أخر يزيد تعميقنا لوحدتنا نحن نبحث عن ذلك الذي يشوه روحنا، و الذي يجعلنا نزيد تيها باحثين عن أعباء أخرى، فشيء مقزز ألا تكون و فيا لنفسك، وان ترتمي بجسدك في حضن إنسان، لا يمكن أن تعيش معه في نكد و غم، إلا إذا فضحت مفاتن أسرارك، وعورة ظلامك ، فحب الزواج و زواج الحب، خديعة و مصيدة من تدبير عبقرية الطبيعة حفاظا على إرادة بقائها، و لهذا يسقط العابدون للسطحية و المتيمون بالإنسياقية في الغرض النهائي لحيوانية الكائن العضوي، قهرا للموت و إسترسالية للجود انتصارا لتفريخ للنسل. لذى فكر في مبدأ الزواج قبل إرادة النكاح، انغلق على النفس و لا تدنسها ففي الزواج قتل لفردانية الإنسان و تمزيق لبهائها.



#يونس_بنمورو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- نهاية غير سعيدة لفائز بجائزة يانصيب قيمتها أكثر من 167 مليون ...
- تتجاوز -حماس-.. مصدر لـCNN: إسرائيل وأمريكا تناقشان آلية دخو ...
- توقيف أمين عام -الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- طلال ناجي في س ...
- ميدفيديف يهدد زيلينسكي بعد رفضه هدنة موسكو القصيرة: لا ننتظر ...
- تعادل قاتل - لايبزيغ يؤجل تتويج بايرن بلقب الدوري الألماني
- في موسكو.. انعقاد المنتدى العالمي الثاني لمناهضة الفاشية
- ما وراء تصريحات ترامب حول قناة السويس؟
- -نيوزويك-: سياسات ترامب تحفز حلفاء واشنطن الأوروبيين لتطوير ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن رصد طائرة مسيرة قادمة من الحدود المصري ...
- كوريا الجنوبية.. حزب سلطة الشعب يختار كيم مون-سو مرشحا للانت ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - يونس بنمورو - أنصحكم بعدم الزواج