أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - اياد عودة - ابعاد الثانوية العامى الجديد في فلسطين















المزيد.....

ابعاد الثانوية العامى الجديد في فلسطين


اياد عودة

الحوار المتمدن-العدد: 3761 - 2012 / 6 / 17 - 09:32
المحور: المجتمع المدني
    


ابعاد نظام الثانوية العامة الجديد في فلسطين
قبل البدء بالحديث عن المقترح بابعاده وتفاصيله لا بد من طرح القضية على النحو الوطني والمدني الفلسطيني، حيث ان هذا التغيير هو تغيير في قوانين وتشريعات وليست تغير في اليات تنفيذ وبالتالي فان السلطة المخولة بهذا التغيير هي السلطة التشريعية وليست السلطة التنفيذية وان كانت الاولى معطلة في الوطن فهل من المقبول وطنيا ان تاخذ وزارة ما او مجلس الوزراء (السلطة التنفيذية) صلاحيات تشريعية ام ان البديل المقبول هو ايجاد الية وطنية بتشكيل لجنة وطنية عليا للتربية متفق عليها من مختلف الاطراف وباشراك كافة القطاعات التربوية والتعليمية والاقتصادية والساسية ومؤسسات المجتمع المدني وكل الجهات ذات العلاقة لتدارس المشاريع واخراج توصيات يتم الاعلان عنها بالصحف الرسمية للشعب وترك هامش للنقاش المجتمعي حولها ومن ثم تقر من قبل الرئيس بعد استنفاذ التدارس للابعاد المترتبة على التغييرات.
فمن وجهة نظري ان التغيرات المقترحة لنظام الثانوية العامة تغيرات لها تاثير على كافة مناحي الحياة الفلسطينية ابتداء من نظرة الفلسطيني لذاته وانتهاء بكوننا وطن فلسطيني يرزح تحت الاحتلال وهمه الاساسي التخلص من هذا الاحتلال، وبناء كيانه المستقل ومؤسسات هذا الكيان
وااكد هنا ان هناك العديد من التساؤلات والتي تحتاج الى اجابات غير الجانب التربيوي فبعضها على ممثلي الاحزاب وقادة القوى والفصائل الوطنية الفلسطينيينة الاجابة عنها وليس التربويين، كان نقول هل نتجه نحو تحييد 100 الف طالب اضافيين في المرحلة الاكثر عنفوانا (16 – 17) سنة من الانخراط في المقاومة ضد الاحتلال وبالتالي ضغطهم في امتحانات الثانوية العامة؟ الاجابة على هذا السؤال لا يستطيع وزير تقنوقراط مع كامل الاحترام لمهنيته ان يجيب عنه نيابة عن القوى الوطنية، بل على الاحزاب والقوى السياسية الاجابة عليه والاتفاق على ذلك. او كان نقول هل تتجه نحو التصنيع واننا نتجه لرسم ملامح دولة صناعية مثلا وبالتالي فاننا نطمح الى رفع نسبة التعليم المهني من 3 او 4% الى 20 او 30%، ام الى دولة خدماتية وسياحبة؟ وايضا هذه الاجابة لا ننتظرها من الوزارة كسلطة تنفيذية. واخيرا هل نرغب بان نخرج طلاب متدينين من الثانوية العامة لرفع نسبة الملتحقين بالحركات الاسلامبة وتقوية الاسلام السياسي وفق الموضة الدارجة في الدول المجاورة؟ هذه جزء من الاسئلة الكبيرة التي يجب الاجابة عليها وتحويل اجاباتها الى قوانين وتقديم الاجابات عنها للسلطة التنفيذية (الوزارات) لتضع الخطط التي تضمن لنا تحقيق هذه التصورات. والتي اقرها المشرع.

ان ما سبق ذكره يتحدث عن الاساس الذي يجعلني أناشد كل من فخامة الرئيس ودولة رئيس الوزراء الى التروي وعدم الاسراع في تمرير النهج الجديد للثانوية العامة واعطاء الوقت الكافي، وتحويله الى لجنة وطنية لتدارسه من كافة الجوانب والابعاد ومن ثم قبول توصيات هذه اللحنة.
بعد هذه المقدمة في اليات الاقرار فانه من المناسب الحديث حول المشروع المقدم وتقديم التعليقات والعيوب التي تجعل منه مشروعا يحتاج الى جهود كبيرة ليصبح قابل للحياة ومحرك حقيقي للتطوير والتحسين في عمليتي التعلم والتعليم، فبمجرد بدء القراءة في الصفحات الاولى لهذا المقترح تجد مشكلة كبيرة اذ ان المقترح يقدم افتراضات صحيحة وهي بمثابة حقائق الا انه لا يربط هذه الحقائق بالحلول التي يتضمنها المقترح، حيث يقدم للمقترح بكلام منمق لا خلاف عليه فالمنطلقات الثلاث المؤسسة للمقترح متفق عليها على الاقل من غالبية التربويون ولكن ما علاقة المقترح الجديد بها؟ من وجهة نظري الخاصة انها على الاغلب تناقضها ولا تؤسس لها وذلك على النحو التالي:
1. وهذا اقتباس من المقترح "الحاجة الماسة لاحداث تطور نوعي في مخرجات النظام التربوي....الخ" ما علاقة المقترح الجديد بهذا. اما اذا ما اخذ بعين الاعتبار ان المقترح يتحدث عن اليات قياس وامتحان لنفس المناهج ونفس النظام فكيف يمكن له ان يطور المخرجات؟! وهو يعزز ذلك النظام والذي نسعى الى تغيير وتطوير مخرجاته، ومن هنا يأتي التأكيد على اننا متفقون على هذه الجملة جملة وتفصيلا لكن الثانوية العامية بحلتها الجديدة ليست الحل وليست الطريق المناسب لتحقيقها.
2. "أهمية مراعاة المعايير الفنية في مجال بناء الامتحانات والانسجام مع التوجهات والخبرة الدولية في هذا المجال....الخ"، مرة أخرى لما لا تبقى الثانوية العامة لسنة وحدة وان تراعي المعايير الفنية و و و الخ.
3. "ما يشكله امتحان الثانوية العامة " التوجيهي بشكله الحالى من مصدر للقلق والتوتر...الخ"، وهنا يطول الحديث اذ ان الشقيقة مصر وقبل اقل من شهرين وبعد ان جربت نظام السنتين لمدة خمس سنوات قررت بجلسة عقدت بتاريخ 18/4/2012م اعادة الثانوية العامة فيها الى سنة وحدة لما يسببه من قلق وارباك وتوتر للطلبة والاهالي ويرفع من مصاريف العائلات على التعليم، وغيرها من الاسباب ويمكن العودة الى التعرف على الاراء حول هذا الموضوع لرؤية وسماع الجلسات والمنشورة عبر الفضاء الالكتروني المليء بهذه المبررات والتي قدم لها عدد كبير من المتخصصين في التربية والتعليم والسادة النواب في مجلس الشعب المصري. ومن ناحية أخرى كيف تدعي ان هذا الامتحان يمثل مصدرا للقلق والتوتر وتؤسس بهذه الحجة الى أن مضاعفة هذا الامتحان ليصبح امتحانين وبوزن مضاعف للامتحان الاصلي سيقلل من القلق والتوتر؟!

وبالمزيد من الخوض في المقترح ستجد في الصفحة الخامسة منه المنطلقات المحددة لعملية التطوير وسأقوم بالتعريح عليها بعجالة:
أولا: "اعتبار التوجه للتقدم لامتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة " التوجيهي" عملية اختيارية للطلبة الملتحقين في المرحلة الثانوية ... الخ" وما الجديد في ذلك؟ ان التقدم لامتحان التوجيهي لم يكن يوما الزاميا وهو منذ وجد اختياري لمن يرغب بالالتحاق بالجامعات ويكتفي العديد من الطلبة بالشهادات المدرسية للصف الثاني عشر دون التقدم لامتحان التوجيهي.
ثانيا: " ضرورة أن تتضمن عملية التطوير أعادة تشكيل فروع المرحلة الثانوية ومساراتها... الخ" وهنا ايضا وبعد الاطلاع على كامل المقترح فان القارئ لهذا المقترح لن يجد فروع او مسارات جديدة وانما عمل المقترح على اعادة تسمية الفرع التجاري باسم جديد وهو الادارة والمعلوماتية وهذا الادعاء تجده في المقترح في صفحة 9 من المقترح تحت عنوان فروع المرحلة الثانوية ومساراتها.
ثالثا: " ايجاد قاعدة مشتركة من المباحث لجميع المسارات ... بما يحقق اكتساب الطلبة للمفاهيم والمهارات الضرورية، في حين ينفرد....الخ" وهنا باعتقادي تضمين غريب لمادة الثقافة الاسلامية والتي لا مبرر لها لتكون ثلث هذه القاعدة المشتركة فهل هي كذلك فعلا ام وضعت لمغازلة جهات بعينها ام بالفعل هي جزء رئيسي من المفاهيم والمهارات الضرورية لكافة الطلبة، ولماذا تم اختيارها وحذف الرياضيات من هذه المفاهيم والمهارات الضرورية؟!
رابعا: " اعتبار تطوير مناهج المرحلة الثانوية متطلبا من متطلبات عملية التطوير...الخ " لا خلاف على ذلك بل على العكس فانني اعتقد انه من هنا تؤتى الكتف، ويتبع هذا التغيير والتطوير في حالة حصوله تغير في اليات القياس ليس بعدد الجلسات او السنوات ولكن بطبيعة الامتحانات المقدمة وفق اهداف المناهج المطورة.
خامسا: "التحول التدريجي نحو قياس الكفايات ( مهارات، واتجاهات، وقيم )... الخ" وهذا لا يمكن الحدوث بالطريقة العكسية فبالعودة الى رابعا وبعد تطوير المنهاج وتحديد اهداف جديدة للمنهاج تعتمد المهارات والاتجاهات والقيم فان الامتحانات التي نتحدث عنها ستتحول كتحصيل حاصل لهذا التطوير اما بقاء النظام على حاله والمناهج على حالها فلن يسمح بهذا التحويل والترتيب في هذا ضروري للغاية فتغيير الامتحانات يتبع تغيير المناهج ولا يجوز ان يسبقه.
سادسا: " تكثيف عملية الارشاد والتوجيه المهني... الخ" ومرة أخرى ما المانع من تكثيفه دون اعتماد نظام السنتين؟!
سابعا: " زيادة عدد دورات الامتحان الى دورتين تعقدان على مدى سنتي الدراسة الثانوية...الخ" وهنا بيت القصيد وكل تلك التقديمات غير المرتبطة بالمقترح بشكل منطقي وبارتباط حقيقي انما جاءت كلها لتمرير هذا البند والذي وفق كل ما سبق وذكرت ليس له علاقة به فلماذا السنتين؟؟؟؟
ثامنا: " خفض عدد الجلسات التي يتقدم ... الخ " عند دراسة المقترح وفي التفصيلات المرفقة صفحة 11 ستجد ان الطالب سيتقدم لعدد أقل من الجلسات سنويا الا انه وبالمحصلة سيتقدم لنفس العدد من الجلسات المقرة في النظام الحالي ولكن بعبء دراسي مضاعف او بوزن معرفي مضاعف، حيث وزن مادة الاحياء كانت 4 حصص للتوجيهي العلمي واصبحت 8 حصص من حيث عدد الحصص وبالتالي المنهاج وكذلك الامر في الفيزياء والكيمياء وفي اللغة العربية كان الطالب يتقدم لمادة واحدة بوزن 5 حصص والان سيتقدم لمادتين بوزن 10 حصص وهكذا أي انه بالمجمل سيتقدم بامتحانات لكافة مواد الحادي عشر والثاني عشر معا ولكن بعدد جلسات أقل وهنا يأتي التناقض الصارخ انه كيف ومع كل هذا العبء سيقل التوتر والقلق.
تاسعا: " الاسهام في تحسين نوعية التعلم والتعليم ... الخ" ومرة أخرى كيف مع هذا الابقاء في المواد والمناهج والنظام؟.
عاشرا: " الحفاظ على مكانة الامتحان، وأهميته... الخ" لا تعليق هنا

هذا والمبحر في الاقتراح سيجد ملاحظات وخفايا بين السطور وبين السطور ما بينها الا انني ساكتفي بالحديث عن السطور نفسها متمنيا ان يسهم رأيي في تأجيل اقرار هذه الخطة الى حين الاستفاضة والتعمق في الدراسة والنقاش حولها وأن يتم العمل على تشكيل لجنة وطنية عليا لقضايا التربية وان لا تبقي القرارت المصيرية المتعلقة بالتربية رهن القدرة على التسويق او القرب من مصادر القرار.



#اياد_عودة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...
- ممثلية إيران: القمع لن يُسكت المدافعين عن حقوق الإنسان
- الأمم المتحدة: رفع ملايين الأطنان من أنقاض المباني في غزة قد ...
- الأمم المتحدة تغلق ملف الاتهامات الإسرائيلية لأونروا بسبب غي ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - اياد عودة - ابعاد الثانوية العامى الجديد في فلسطين