أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عودة عوليس - الصرخة The Scream














المزيد.....

الصرخة The Scream


عودة عوليس

الحوار المتمدن-العدد: 3751 - 2012 / 6 / 7 - 17:20
المحور: الادب والفن
    


أخاك (أسعد البصري) مكرهاً سبقه مفكر مثلث الأقانيم بمرجعية هيجلية جدلية غير ثورية (Sàren): استتيقي، أخلاقي وديني لدى Kierkegaard (أيـ 5 ـار 1813 - 11 تشرين الثاني الخريفي الحزين 1855م)، بالدنماركية Søren Kierkegaard، (ثمة كثير من المفاهيم كانت ماثلة لدى Kierkegaard، ما تعلق بالوجود كما يشير (Jean Wahl)،

بطلا (Kierkegaard) في اعتماد الاسم القلمي Vigilius Haufniensis، بإكراه قهري يتوجس unheimlichkeit النشر من الحجب في غبش - بأفق مخضب بحمرة - صرخته بفم فاغر ومحجرين منطفئين شابكا عشره على أم رأسه!،

تلك الصرخة The Scream (بالنرويجية Skrik) رسمها عام 1893م Edward Munch عندما كان كهلاً في العقد الثالث من عمره، وكان علم النفس الفرويدي وما زال بعد تلميذي فرويد (يونج وإدلر) في فهمهما الوجودي المختلف قبل وبعد هيدجر وسارتر (تعد الوجودية من الآن فصاعدا فكرا ساذجا، متجاوزا بواسطة البنيوية لدى Francois Dosse).

هذه اللوحة، رغم بساطتها الظاهرية، اكتسبت شعبية كاسحة خاصة مذ نهاية الحرب العالمية الثانية. سبب شهرتها شحنة الدراما المكثفة فيها والخوف الوجودي الذي تجسده. في الجزء الأمامي من اللوحة نرى طريق سكة حديد، وعبر الطريق نرى شخصاً يرفع يديه بمحاذاة رأسه بينما تبدو عيناه محدقتين بهلع وفمه يصرخ. وفي الخلفية يبدو شخصان يعتمران قبعتين، وخلفهما منظر طبيعي من التلال. كتب Edward Munch في مذكراته الأدبية شارحاً ظروف رسمه اللوحة: "كنت أمشي في الطريق بصحبة صديقين، وكان زوال الشمس نحو الغسق، عندما غمرني شعور مباغت بالحزن والكآبة. وفجأة تحولت السماء إلى لون أحمر بلون الدم. توقفت وأسندت ظهري إلى القضبان الحديدية فرط إحساسي بالإنهاك والتعب. واصل الصديقان مشيهما ووقفت هناك أرتجف من شدة الخوف الذي لا أدري سببه أو مصدره. وفجأة سمعت صوت صرخة عظيمة تردد صداها طويلاً عبر الطبيعة المجاورة. "عندما يتذكر مؤرخو الفن Edward Munch يذكرونه بهذه اللوحة بالذات، لأنها لاتصور حادثة أو منظراً طبيعياً، إنما حالة ذهنية. الدراما في اللوحة داخلية، مع أن الموضوع مرتبط بقوة بطبوغرافية أوسلو مدينة الفنان. المنظر طبيعي مسائي يتحول إلى إيقاع تجريدي من الخطوط المتموجة، والخط الحديد المتجه نحو الداخل يكثف الإحساس بالجو المزعج في اللوحة. لوحة الصرخة تحولت منذ ظهورها إلى موضوع لقصائد الشعراء وصرعات المصممين، رغم أن للفنان لوحات أفضل منها وأقل سوداوية وتشاؤماً!". يقول د. شاكر عبدالحميد في كتابه عصر الصورة الصادر عن سلسلة عالم المعرفة 311 كانون الثاني 2005م". إن لوحة الصرخة الشهيرة وجهت لتصوير ذلك الألم الخاص بالحياة الحديثة، وقد أصبحت أيقونة دالة على العصاب والخوف الإنساني. في اللوحة الأصل تخلق السماء الحمراء شعوراً كلياً بالقلق والخوف وتكون الشخصية المحورية فيها أشبه بالتجسيد الشبحي للقلق. ومثلها مثل كثير غيرها من اللوحات الشهيرة فقد تم نسخ الصرخة وإعادة إنتاجها في بطاقات بريد وملصقات إعلانية وبطاقات أعياد الميلاد وسلاسل مفاتيح، واستخدمت كذلك كإطار دلالة في فيلم سينمي سمي الصرخة وتجسدت اللوحة في أقنعة بعض الشخصيات في الفيلم، حيث كان القاتل يرتدي قناعاً مستلهماً منها. هذه اللوحة وصل ثمنها إلى 80$ مليون دولار سرقت من متحف مدينة أوسلو في النرويج خلال شهر آب 2004 رغم وجود كاميرات تصوير متعددة ضد السرقة داخل المتحف وخارجه". ويمكن توظيف اللوحة وفهمها ضمن أطر متعددة.. وبعضهم اجتزأ من اللوحة السماء واللون الأحمر كما في الصورة وبعضهم ركز على الوجه فقط دون المحيط. تتعدد تفسيرات اللوحات بتعدد المشاهدين.. كل يرى شيئاً قد يكون مختلفاً.. ويبقى المعنى العام لأية لوحة ولهذه اللوحة محدداً بمكوناتها الأساس.. حيث تبرز هنا معاني الرعب والخوف الشديد والألم النفسي, والوحدة بشكل مكثف وإبداعي ومؤثر.. فالوجه قد استطال وتشوه من شدة الخوف وملامح الوجه مطموسة نسبياً كالعينين والحاجبين والأنف وأما الفم فهو مفتوح ويصرخ والعينان شاخصتان بشكل مبالغ فيه.. واليدان تغطيان الأذنين.. وبالطبع فإن وجود الشخصين القادمين يمكن أن يحمل أكثر من معنى.. والجسر المرتفع والهاوية تحته كذلك.. وأما السماء والطبيعة المحيطة والألوان الصارخة والقوية والداكنة فهي تضفي أجواء خاصة كابوسية وغريبة. ومن المثير في شرح الفنان للصورة في مذكراته" أنه سمع صرخة مدوية لها صدى.. بعد أن انتابه خوف شديد وشعور بالحزن وتغير في لون السماء إلى اللون الأحمر.. " وكل ذلك يشبه تجربة ذهانية حادة وقصيرة.. هل هذه صرخة كونية من السماء أم من أعماق النفس البشرية؟ أم أنها مزيج منهما معاً؟.. وهل كل هذا الرعب بسبب الصرخة التي سمعها فأطلق صرخة رعب دفاعية أيضاً؟. أن "الشعر هو خلاصة الخلاصة".. وأن اللوحة الفنية الإبداعية يمكن أن تكون تكثيفاً وخلاصة لكلمات ومعانٍ وانفعالات وصراعات وأفكار كثيرة.. أيضاً خلاصة الخلاصة.

الظليمة الظليمة:

http://kitabat.com/index.php?mod=page&num=5885

***






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العقيق الكريم العقل
- قَُبُُحَ برأسكَ المشيب والصلعُ
- لا يُحيى ميْت الضمير


المزيد.....




- إطلاق جائزة فلسطين العالمية للشعر في ختام مهرجان ميديين الدو ...
- رئيس الممثلية الألمانية لدى السلطة في مقابلة مع -القدس- قبل ...
- جدل في أوروبا بعد دعوة -فنان بوتين- إلى مهرجان موسيقي في الج ...
- -المدينة ذات الأسوار الغامضة- رحلة موراكامي إلى الحدود الضبا ...
- مسرحية ترامب المذهلة
- مسرحية كوميدية عن العراق تعرض على مسارح شيكاغو
- بغداد تمنح 30 مليون دينار لـ 6 أفلام صنعها الشباب
- كيف عمّق فيلم -الحراس الخالدون 2- أزمة أبطاله بدلا من إنقاذه ...
- فشل محاولة إقصاء أيمن عودة ومخاوف استهداف التمثيل العربي بال ...
- “أخيراً جميع الحلقات” موعد عرض الحلقة 195 من مسلسل المؤسس عث ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عودة عوليس - الصرخة The Scream