خريف الجسد

محمد البوعيادي

الحوار المتمدن-العدد: 3747 - 2012 / 6 / 3 - 06:12
المحور: الادب والفن
    

وَ احْتَرَقْنا قَبْلَ الوَقْتِ وَ كانَ
جَسَدَانَـــــــا...
شَمْسَانِ سَابِحَاتَانِ فِي صَحَارِي العَطَشِ
فِــي البَحْرِ جَسَدَانَـــا
مَحَارَتَــانِ أوْ شَمْعَتَانِ تَحْتَرِقَانِ
بِلَهَبِ الشَّبَقِ النَّاسِفِ
مِدْفَأَتَانِ مَهْجُورَتَانِ
فِي قَصْرٍ مِنَ العَصْرِ الفِكْتُورِيِّ...
فَعَنْ أَيِّ لَيْلٍ وَ عَنْ أَيِّ فَجْرٍ؟
هُنَـــــا تحْتَرِقُ الأَصَــــابِعُ
فِي تَقَاطُعِ نَهْدَيْنِ مُتَّقِدَيْنِ
ثَــــــائِرَيْنِ ...تَحْتَ قَصْفِ الشَّفَةِ
وَ يَـــهْمِي جَسَدٌ بُكَــــاءً
عَلَــــى سَطْوَةِ الدَّقَائِقِ
جَسَدَانَــــا رَذَاذٌ دَافِئ
يُرَاقِصُ أضْوَاءَ المَدِينَةِ
أوْ أَسْدِيَةٌ لِزَهْرِ المَـــــانُولْيَا
فِي سَغَبِ الشَّمْسِ مُسَافِرَةٌ
نَحْوَ لُقَـــــــــاحِ الجُرْحِ
تَنَـــاسُلٌ مَورُوثٌ لِسَادِيَةِ العِشْقِ
جَسَدَانَـــا...
رَقًصَةٌ صُوفِيةٌ
مَسَائِيَةٌ
إِفْرِيقِيَةٌ
غِيوَانِيَةٌ
تَشْتَعِلُ كَالنَّبيذِ الأَحْمَرِ فِي دَمِي
رَكْعَتَـــــــانِ مِنْ صَلاةِ الكُفْـــرِ
حِينَ يَمُورَانِ كَقَهْوَةِ الصَّبَـــــــاحِ
بِنَشِـــــيـــــدِ الشَّهْوَةِ
وَ حِيــــنَ يَلْتَاعَــانِ بِرَحيقٍ المَوْتِ
يَتَضَــامَّانِ حَتَّى تتكَسَّرُ الضُّلُوعُ
حَتَّى الفَناء فِي غَمْرَةِ الوَجَعِ
لِتَنْمَحِي بَصَمَاتُ الجِلْدِ وَ الأَشْياءُ
فَيَحْتَرِقَــانِ
فَرَاشَـــــةً..فَرَاشَــــةً
وَ يَصِيرَانِ
خَرِيـــــــــفاً لِلْقَصِيدَةِ ...

#محمد_البوعيادي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل