أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جودة بركات - إلى أيهما نحتاج: أحرار الإرادة أم مريدي الحرية؟!!














المزيد.....

إلى أيهما نحتاج: أحرار الإرادة أم مريدي الحرية؟!!


جودة بركات

الحوار المتمدن-العدد: 3744 - 2012 / 5 / 31 - 17:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا شك أن الإنسان البسيط الذي عايش الأحداث المتتالية في مصر في السنوات العشر الأخيرة يشعرُ بحالةٍ من الاستقرار النفسي والعصبي، فليست مشاحةُ الاصطلاح وكثرةُ المصطلحات على ترادفها تعني له كثيراً من الأهمية، حتى أن طالباً (جامعياً؟!) سألني ذات مرة: ما معنى كلمة "فلول"؟ وهل ضد مصطلح "التوافق الوطني" مصطلح "النفاق الوطني"؟ .. ومنذ ذلك الحين وأنا أرصد الكم الهائل من توليد الألفاظ اللغوية والمصطلحات المعرفية .. التي بلا شكٍّ سيتوقف أمامها الباحثون طويلاً في السنوات القادمة، وليس أدل على ذلك من العدد الكبير من رسائل الماجستير والدكتوراه التي انهالت بعد 25 يناير على أقسام الدراسات اللغوية والإنسانية بالجامعات المصرية.
على الجانب الآخر وفي السياق ذاته فإن الطفرة النوعية في هامش الحرية وحجم الجرأة والتعبير عن الذات قد أحدث حالةً من الخلل والاضطراب النفسي والوجداني لدى قطاعات أخرى كبيرة في المجتمع المصري؛ وخصوصاً قطاعات الشباب المتحررة، وقطاعات النخب التي تشعر بأن لديها القدرة على التوجيه وقيادة الدفة في هذه اللحظات العصيبة من عمر الوطن .. وهنا استوقفتني بعض العبارات المنتشرة على لسان مجموعة من هذه الطائفة، على سبيل المثال تجد من يقول: أنا أريد الحرية .. لهذا يجب أن أتظاهر وأن أعبر عن رأيي، وتجد آخر يقول: أنا حر الإرادة .. لهذا يجب أن أتظاهر وأن أعبر عن رأيي.
الأول: يشعر - ابتداءً - بالظلم والقهر، وينفي عن نفسه امتلاكه لهذه الصفة (الحرية) التي خلقه الله عليها، والتي يقرر بها تصرفات حياته اليومية، وكأنه يريد أن يسترعي الانتباه، ويلفت إليه الأنظار – ليس إلا ليقول: يا قوم إني بشر.
والثاني: أحسن حالاً من الأول، فهو يشعر بأنه آدمي مكرم، وبأنه إنسان، وبأنه حر، وبأن لديه إرادة .. لم يكن يستخدمها سلفاً، أو يستخدمها في نطاق ضيق .. لظروفٍ أو أسباب يعلمها القاصي والداني، ثم هو يقرر الآن أن يتوسَّع في استخدامها .. ويفيد مجتمعه بهذه الطاقة التحررية الكامنة فيه ..
والسؤال الآن: إلى أيهما نحتاج في هذه اللحظة أكثر من الآخر؟
أعتقد أن النوع الثاني هو الأنفع والأجدى لهذه المرحلة، وبأنه يجب على النوع الأول أن يخلي الساحة، ويلتقط الأنفاس قليلاً .. حتى يمهد (أحرار الإرادة) الطريق أمام (مريدي الحرية) .. وحتى لا يشتت كل منهم جهد الآخر .. ويفوت الفرصة على الوطن في الاستفادة من حماس جميع أبنائه ... وفي هذا المعنى ينصح الفيلسوف الألماني ليبنتس Leibniz في موسوعته الفسلفية قائلاً: "الحرية تكونُ أوفر وأكثر .. كلَّما كان الفعل صادراً عن العقل، وتكون أقل وأصغر .. كلَّما كان الفعل صادراً عن الانفعال" .. ورُبَّ طالبٍ للمجد لا يبلغه .. ورُبَّ مُبلَّغٍ أوعى من قــائــل!!!



#جودة_بركات (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى أيهما نحتاج: أحرار الإرادة أم مريدي الحرية؟!!


المزيد.....




- -يتضمن تنازلين لحماس-.. تفاصيل المقترح القطري بشأن وقف إطلاق ...
- مصر.. فيديو لشخص يضع طعاما -مسمما- للكلاب الضالة والداخلية ت ...
- -الطائرات المسيرة تحلق كأسراب النحل-.. كييف تتعرض لهجوم غير ...
- بسبب اتهامات باستخدام الكيميائي.. النيابة العامة الفرنسية تط ...
- السوداني في بلا قيود: النظام في إيران ليس ضعيفاً
- سوريا تتطلع للتعاون مع واشنطن للعودة إلى اتفاق فض الاشتباك م ...
- شاهد.. هندرسون القائد السابق لليفربول يبكي زميله جوتا
- الفلاحي: كمين الشجاعية عملية عسكرية متكاملة عكست قراءة دقيقة ...
- اجتماع عاصف للكابينت وتوقعات بإعلان اتفاق غزة الاثنين بواشنط ...
- لماذا يتصرف طفلك في عمر الثالثة كمراهق؟


المزيد.....

- نقد الحركات الهوياتية / رحمان النوضة
- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جودة بركات - إلى أيهما نحتاج: أحرار الإرادة أم مريدي الحرية؟!!