ملحمة الحرف الأخير

سيف بن هنية

الحوار المتمدن-العدد: 3744 - 2012 / 5 / 31 - 13:54
المحور: الادب والفن
    

الصمت كان عنوان قصتنا
لا أنا بحت ولا أنت استمعي
حتى الإشارات المتسللة كانت مختزلة
و النظرات سريعة مبعثرة لا تكاد تشبعنا
و العبث الخلاق أحرقنا...أحرقنا
رش بذور النوايا السامة في دربنا
إلى أن افترقنا في صحراء الأثير المدوي
أنا عبرت الوادي العميق
أما أنت واصلت الطريق
كنت أرى عينيك في مذنبات السماء العابرة
و أتلذذ بزبد شفتيك على حافة كأس النبيذ
أنهكني التعب ... فوقفت قرب شجرة زيتون لم أجد غيرها
و بأظافري رحت أخط إسمك على جذعها العتيق
كتبت الحرف الأول...ثم الثاني...ثم الثالث
صرخت من شدة الألم...اقتلعت أخاديد الجذع الملتوية كل أظافري
لكن بقي لإسمك حرفان...أحاول الكتابة بأظافر سيقاني
لكن الجذع شامخ أبى الإنحناء لمتسول العشق الشحيح
سأكتب بأسناني...لكن الجذع ازداد قساوة كأنه يقول لي :
لا نصيب لك من بعض التاريخ
لم أعره اهتمامي...فتحت فمي...و انقضضت على اللحاء أفترسه بنهم النفس الأخير
سقط السن الأول...ثم الثاني...ثم الثالث
كتبت الحرف الرابع
و بقي لي ناب ضعيف و بقي لإسمك الحرف الأخير
كل الكاءنات المارة تسخر مني...من سذاجتي...من تعبي
لكني سأواصل الكتابة ... فالحرف الأخير ينتظرني
النوتة المفقودة في معزوفة السفر البعيد
الثمرة المقدسة من زهرة في حديقة إيزيس
يتساقط مطر كثيف
رياح الصحراء الحارقة تغرق في النحيب
أنا لا أهتم سأواصل الكتابة ...فلم يبقى لي سوى الحرف الأخير
عويل قطيع الغزال التاءه يربكني
و رقص الجبال الهرمة لا يروق لي
أنا لا أهتم سأواصل الكتابة ...فلم يبقى لي سوى الحرف الأخير
أعود إلى اللحاء العصبي
أثبت نابي على موضع الحرف الأخير
لكن سعال السماء المخبول فاجئني
دمر الجذع برذاذ لعابه الفوضوي
و تاه نابي مع قطرات المطر الأبدي
و لم يبقى لي إلا دموع المهاجر الغجري
و لما رفعت رأسي حتى أرى بقايا إسمك
رأيت الحرف الأخير في حضرة السماء يلوح لي
فعرفت...حينها ... أن إسمك لا يكتب إلا بالقلم الإلاهي
و هذا القلم ...ليس لي...ليس لي

#سيف_بن_هنية (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل