أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الشيدي - تيــــــــــــــــه














المزيد.....

تيــــــــــــــــه


فاطمة الشيدي

الحوار المتمدن-العدد: 1097 - 2005 / 2 / 2 - 10:24
المحور: الادب والفن
    


إذن ها قد ودعتني المرايا

ها أموت بلا أجنحة

سكن البحر فضول ملامحي الحادة

سكنتني سحنته المحلاة بالملح

استماتت بين فجوة عيني الفصول

ها أموت بلا قارب يشد خصري على نخلة قرب الموانئ

يستبيح مني العويل

ها أجئ بعد اللهاث بأغنية

وبغابة من حنين

فكيف أموت ؟



كانت للشعر في ردهات حلمي مزامير مبعثرة النشيج

قوس حليب يسامر فرحة الاحتمال

ويغص عند الساقية بجملة من سراب النحيب

وكنت النخلة التي تحاذي البحر

لاطاقة لي الآن على سمرة المنفى

فقد غدوت أكثر امتدادا في الحلم



ها أنا غافة تورق بين لونين

الموت يسبقني إلي

فراشات فرح ميت تستيقظ بين أضلعي صباح العيد

والطفولة المتخثرة تتناثر من جرحي المفتوح



كانت النجوم تتعثر في أثوابها الزهرية الطويلة حين تنادمني

ورائحة البخور تتضوع بها رئتاي

وكانت قافلة من العشق والشعر تفتح صدرها في جبيني

وكان الكثير هناك

مقاعد كثيرة محجوزة للزائرين

كنت أجلس بمحاذاة الجغرافيا

امرأة تدخن سيجارة التاريخ

فيكح مقهقها على نصوصها الممسوسة بالهذيان

كان بيني وبين التاريخ ارتباكة جفن

كان هو عاشق يقرفص خارج أطر الكلام

وكنت طفلة تتحسس قلبها المنزوع من فرو الياسمين

فأين أنا الآن ؟



أي شمعة تصلح قداسا للخطيئة ؟

أي نافذة ستفتح أزرار قميصها للقادم مني ؟؟

وأي باب سيلقمني مزلاجه كي لا أبوح ؟



دبقة بالوهم ألملم أطراف ثوب السندباد

وأقصي جناحاتي الممدودة نحو ثقب آخر

لاوجه له في آخر حلم بيننا

كان له أصابع فقط

وكان لي لسان

و...



سأثرثر حتى تنتهي الحكايات من ألسنة الرواة

وحين يلملم الغياب ثيابه من دمي

سأبكي

حتى يغفر الصمت لأصابعي الملوحة اشمئزازها من المسافة

وسأنداح كالبؤرة في لجج الفراغ



إذن

سأجفف قلبي حتى يشفى تماما من عفونة المطر

وسأهذي حتى يعترف بأني ثرثارة لاتجيد سوى الهذيان

سأرتق المسافات بيني وبيني بقبلة

وأعطر المدى بالسهاد

وحين ينضب الحلم سأشرب الكرى

وأستل الصدى من جنون القبيلة

ومن صوت أبي المزين بالصلوات

من جبينه الخمري

ومني

وسأعلن لليل أن النهار تقدم مكتظا بعرق السائحين

وبأحلام اليقظة

وبحزن سطر أحلامه على لهاث المرايا

وعلى بوابات الدخول

نحو المستحيل



لافرق بين مستنقع ومستنقع

سوى الرائحة

ولافرق بيني وبين المساء

سوى كمية القهوة المحتساة

و شراشف الرحيل المؤجل

وبحة في الوريد



الآن

سأخلع قفاز المفازات بوجه المطر

وأعقد هدنة بيني وبين السماء

سأدلف لحزني العتيق بكلي

قفزة واحدة

كي لايخاف

وسأغلق صدرى عليه في عناق حميم

ولن أتبرم حين سيبدأ في الصراخ

فبعد موتي سيهدأ

حين يفقدني دفعة واحدة



#فاطمة_الشيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب والسلام
- تسونامي : الموت الجمعي لايصلح للبكاء


المزيد.....




- بعد افتتاح المتحف الكبير.. هل تستعيد مصر آثارها بالخارج؟
- مصر.. إصابة الفنان أحمد سعد في ظهرة ومنطقة الفقرات بحادث سير ...
- أول تعليق لترامب على اعتذار BBC بشأن تعديل خطابه في الفيلم ا ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- لقاء خاص مع الممثل المصري حسين فهمي مدير مهرجان القاهرة السي ...
- الممثل جيمس فان دير بيك يعرض مقتنياته بمزاد علني لتغطية تكال ...
- ميرا ناير.. مرشحة الأوسكار ووالدة أول عمدة مسلم في نيويورك
- لا خلاص للبنان الا بدولة وثقافة موحدة قائمة على المواطنة
- مهرجان الفيلم الدولي بمراكش يكشف عن قائمة السينمائيين المشار ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الشيدي - تيــــــــــــــــه