أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الشيدي - الحرب والسلام














المزيد.....

الحرب والسلام


فاطمة الشيدي

الحوار المتمدن-العدد: 1086 - 2005 / 1 / 22 - 10:36
المحور: الادب والفن
    


الحرب والسلام " ليست رائعة تولستوي بالتأكيد هي ما أعني هنا ، بل لعل الفكرة في تمحورها حول الذات والرعب الخرافي المنقض عليها من الضجيج الداخلي الذي ينمو ويتوالد بكثرة ويحرك النفس البشرية في خطواتها المشرأبة بحمى الجزع نحو انفجار مرعب ، أقرب لرواية الجريمة والعقاب لـــ ديستوفسكي ،
إنها ببساطة هذه الـ ( نحن ) حينما تتسكع مشوهة أو مختومة بإمضاءة جفاف ، حينما نعلق على صدرها نياشين المجد أو تعويذة الفشل ، حينما ننصبها نبي أو جلاد ونفتح منها أو عليها شيئا من نيران ما لتصيب الأشياء بشيء من الحروق والقروح التي ستفرح فوهاتنا الفاتنة .
أحيانا كثيرة تخوننا المداخل حول فكرة ما ، وهنا تحاصرني اللغة والعبارات فعلا فأي مدخل مناسب لفكرة ليست سوى (أن إنسانيتنا ليست بخير ) هكذا فقط ، لا أكثر إنها حالة سرد مشوهة وناضحة بالجزع لحياة مزدوجة المعايير والأطر والقيم .
إن قراءة سيكولوجية الداخل المشوهة هي قراءة فاترة لا تصلح لحزن جميل لأنها باتت مستهلكة ومعروفة ، لكنها تفرض أحيانا نفسها علينا حين يفترسنا شجنها الخفي أو تحاصرنا تخرصات بعض أشباحها المنتفخين بالعلل ، تلك النفوس التي لاتراهن على البياض ولاحتى تكتفي بمجرد نقطة بل هو الوهم الفاغر فاهه كحرب ضروس تأكل الأخضر واليابس.
وهم مدجج بالكثير من الحرارة الخضراء والكثير من الشوك المنتصب لبدء المعركة المفتعلة ، دون كيخوته المنتصر لفكرة الوهم يسكن الرؤوس وهو بيديه القصيرتين وسيفه الأعزل مرشح تماما لبدء المعركة مع الطواحين والرياح .
فماذا ينقص الأوهام التي تسير بلا أحذية معانقة الغيب رافعة طاسات رؤوسها للسماء سوى التشدق والعجرفة ، ماذا ينقصها سوى تقمص دور وصي أو نبي في حلة وهمه التبشيرية ، ممتطيا لذة لغة لاتكون لغيره مطية.
هؤلاء الذين يخيطون أكفان الرؤيا بمصابيح منطفئة ، ويدسون خلف كل كلمة حجر مدبب الرأس ، يجاهرون الآخر بشيء من فراغهم المثقوب حد الامتلاء ، مسرفون في الصمت حتى إذا نطقوا كان للكلام لون الصفرة الباهت أو القيح .
اللون الأسود يحاصر كل شيء فينا من هذه الثياب التي تقمصنا حدادها ، حتى الحزن الذي نشتغله بدقة وحرفنة كصدار تريكو لطفل لم يولد .
وحينما تهب رياح السموم المنبعثة من الآخرون ( الذي هم الجحيم فعلا) تشتعل فتنته الفضية وتقتل أسراب عصافير فرحنا الصغيرة التي نتحايل لترفرف بين ضلوعنا دفعة واحدة .
يالا السأم ، حتى ذوي الأطراف المبتورة يحملون مقاصهم الجاهزة للقطع دائما ، يحملون سيوفهم الخشبية لمعركة بلا ساحة ، الساحات غيبوها هم والضباب في آن ، الساحة التي بلا أبطال وبلا تماثيل للتزيين وبلا حتى شلالات مياه تحفز على الصمت.
في بقعة ضجرة مكتظة بجفاف الجغرافيا والتاريخ كل الأيدى موصدة تدخر أصابعها لموت أكثر بهجة وحتى حين تكون الأيدي مفتوحة فليس للسلام والجمال بل لأشياء أكثر بلاغة في زمن الخسارات هذا .
رايات الحرب مرفوعة .فأينما تولوا وجوهكم فثمة اللاشيء ، مساحة كمينية مفخخة ، والسجال قائم وحالة إقصاء على أشدها .
علل ، انتفاخات ، وجثث تتدحرج على الأرصفة مفتعلة حروبها الصدئة ، مغطية وجوهها بأيديها في تقمص لدور وصي .
الأوصياء يتناسلون ، أوصياء ثقافة ، أوصياء لغة ، أوصياء دين ، وأوصياء موت ..
جثث معلقة في حبال الفراغ وأكفان محدودبة جاهزة تماما لابتلاع أسفار الرؤيا، روائح منبعثة من مستنقعات آسنة صدقت أعشاب البحر ..حروب شرسة .. وأمنيات سلام .و(000الله المستعان على ما تصفون). .



#فاطمة_الشيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تسونامي : الموت الجمعي لايصلح للبكاء


المزيد.....




- وفاة الفنان العراقي عامر جهاد
- الفنان السوداني أبو عركي البخيت فنار في زمن الحرب
- الفيلم الفلسطيني -الحياة حلوة- في مهرجان -هوت دوكس 31- بكندا ...
- البيت الأبيض يدين -بشدة- حكم إعدام مغني الراب الإيراني توماج ...
- شاهد.. فلسطين تهزم الرواية الإسرائيلية في الجامعات الأميركية ...
- -الكتب في حياتي-.. سيرة ذاتية لرجل الكتب كولن ويلسون
- عرض فيلم -السرب- بعد سنوات من التأجيل
- السجن 20 عاما لنجم عالمي استغل الأطفال في مواد إباحية (فيديو ...
- “مواصفات الورقة الإمتحانية وكامل التفاصيل” جدول امتحانات الث ...
- الامتحانات في هذا الموعد جهز نفسك.. مواعيد امتحانات نهاية ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة الشيدي - الحرب والسلام