أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - رمضان عيسى - اتفاق المصالحة ، أسبابه ومستقبله !!!















المزيد.....

اتفاق المصالحة ، أسبابه ومستقبله !!!


رمضان عيسى

الحوار المتمدن-العدد: 3739 - 2012 / 5 / 26 - 21:13
المحور: القضية الفلسطينية
    


القضية الفلسطينية هذه الأيام أصبحت لا تثير اهتمام أحد ، ليس بسبب الربيع العربي ، بل بسبب عدم أهلية القيادات الفلسطينية لامتلاك القدرة على حل مشاكلهم وانقساماتهم الداخلية , وعدم قدرتهم على قراءة ماذا بعد ؟ والى متى سنبقى هكذا ؟ وبالإضافة الى هذا ، وقوعها بين فكي الحزبين الكبيرين ، حيث يحاول كل منهما أن يكون له النصيب الأكبر مما ستنتج عن أي اتفاق مستقبلي ، وفشل الاتفاقات السابقة ناتج عن حالة الشد القصوى التي كانت تسود أي اتفاق حول إنهاء الانقسام ، والذي ينسى فيه الطرفان أن فلسطين لا زالت تحت الاحتلال ، وكل يوم يتم نهب للأرض لمحاولة فرض أمر واقع يُخرج المطالب الفلسطينية عن مسارها في تكوين دولة مستقلة ومترابطة .
فالربيع العربي يعيش حالة " فوضى خلاقة " ، والطريق طويل ، لن ينتهي في المستقبل المنظور , وبالتالي ستبقى القضية الفلسطينية ، لا بل المشاكل الفلسطينية ، لا بل الهم الفلسطيني خارج الاهتمام , بل اقتربت من سلة المهملات عربيا ودوليا .
فحماس لا زالت تعيش في غزة في حالة من الشعور بالقوة , وتعيش حالة من التصديق أنها حكومة تستطيع العيش دون الآخرين , لهذا وجدنا أن كل اتفاق كان يتبخر قبل أن يغسلوا أيديهم من وجبة الطعام التي يتناولها الموقعين على الاتفاق . ولا داعي لعد كم اتفاق تم الاتفاق عليه ولم ير النور . وأعتقد أن ما أنفق على سفريات الموقعين من فتح وحماس وفنادقهم يكفي لبناء أكثر من 500 منزل مُدمر، ولا زال من دمرت منازلهم من الحرب القذرة التي شنتها اسرائيل على غزة يعيشون حالة من التشرد والضياع .
كلما أعلن عن اتفاق بين فتح وحماس من أجل المصالحة كان يتبعه تعليقات وتصريحات متعددة الأشكال والألوان , وخاصة من حماس ، فيعرف الشعب من خلالها أن لا مصالحة , وبالاضافة الى التصريحات , فالتربية الداخلية للعناصر تقول : لا مصالحة . وخيلاء الشعور بالقوة , مسيطر , والخيلاء لبناء حكومة خلافة دينية مسيطر على عقلية العناصر , والقادة تصدر منهم تصريحات لا تخرج عن هذا السياق من آن لآخر . والسؤال : أين ستقوم دولة الخلافة ، في غزة , أم في فلسطين ؟ طبعا لا جواب .
ان حكومة غزة , قضت على الفلتان الأمني الذي كان من مخلفات حكومة سلطة فتح السابقة . وقامت بعدة انجازات ملموسة في المجاري والطرقات . ولكن هذا بأموال خارجية . وتعيش على الضرائب وتجارة الأنفاق والرواتب التي تأتي لموظفي السلطة شهريا , بالاضافة الى ما تقدمه وكالة الغوث من مساعدات لذوي الاحتياجات الخاصة من الفقراء. ولولا هذا لما قامت لحكومة حماس قائمة . فالتبرعات الخاصة لها تذهب للحزب , وليس للشعب . فالحرفية الحزبية مسيطرة , والشعب مغيب. اقتصاديا وبرامجيا .
والمناخ العربي والأمريكي ترك مؤثراته على حماس , فقد تم التفاهم الأميركي مع حركة الإخوان المسلمين على مجمل قضايا المنطقة العربية باستثناء حركة حماس والموقف من حل القضية الفلسطينية الذي بقي معلقاً، مما دفع حركة الإخوان المسلمين وخاصة المرشد العام إلى تقديم النصح إلى خالد مشعل بضرورة التوصل إلى اتفاق مع حركة فتح، ودخول حماس إلى صفوف الشرعية الفلسطينية ومؤسسات منظمة التحرير والعمل من خلالها بعد فشل حركة حماس في تحقيق هدفين، الأول : أن تكون بديلاً عن منظمة التحرير، والثاني : أن تكون نداً لمنظمة التحرير، وقد استجاب خالد مشعل لطلب المرشد العام أو نصيحته وهذا ما يُفسر إسقاط حركة حماس شروطها السابقة في دخول منظمة التحرير، وقبوله أن يكون بمفرده عضواً في الهيئة التنظيمية القيادية الانتقالية لمنظمة التحرير والمشكلة من رئيس وأعضاء اللجنة التنفيذية ورئيس المجلس الوطني وإضافة ممثل لكل من الجهاد والصاعقة والجبهة الشعبية القيادة العامة وثلاثة من المستقلين لعضويتها.
وبالنسبة للمقاومة ، فالمقاومة شعار يبقى في الاعلام والتصريحات , وفي الواقع هدنة دائمة غير مكتوبة ، تحت شعار : المصلحة تتطلب ذلك . وبالمقابل نرى اسرائيل لا تُفوت أي فرصة لاغتيال من هم في قائمة التصفية ، فلا يمكن لجمها بشعار المحافظة على التهدئة . وحركة المقاومة الاسلامية ، ستتحول الى حزب اخواني ,دعواتي ، وسلطوي . وكل أدبياتها تدل على ذلك ، فالسلطة والمال هما هدفا الدين السياسي دائما ، وعلى طول التاريخ ، ولم يكن الدين هدف أية سلطة . فالشعارات الدينية تتبخر بمجرد الوصول للسلطة . وما الشعارات الا وسيلة لربط العناصر بالمسئولين في الحزب ، والطاعة لألي الأمر .
فقد تغيرت قوانين اللعبة عربيا ودوليا عند حماس , فآن الأوان لكي تُظهر نفسها أنها برجماتية ، فمن دمشق الى القاهرة , ومن القاهرة الى عباس , وفي الجانب الآخر من ايران الى قطر و ومن قطر الى عباس .
وهذا ما يضع حركة حماس في طريق التمسك رسميا بالاتفاق , ولكن داخليا ، أي في أدبياتها , فلا زالت على موقفها الرافض للاتفاق مع عباس ، حتى لو تعطلت المصالحة لسنوات .
وعباس في الجانب الآخر يسير حسب خطة مبرمجة عن طريق الأمم المتحدة , وسواء اقتربت حماس أم لم تقترب منها , فنحن في الطريق سائرون , ولن نحيد . كل شهر يواجه أزمة مالية لدفع الرواتب ، مقدور عليها , وممكن المنح تغطيها , ونحن سائرون , ولكن الى أين ؟ لا أحد يعلم نهاية الطريق , الا شيء واحد يعلمه شعب فلسطين وهو أن تحرير فلسطين أصبح في علم الغيب ، والأمل أن يكون الغيب القريب .
وعباس أيضا له حسابات تنظيمية , ففتح تعاني من ازمة تلو الأزمة تنظيميا ، فهناك فلتان تنظيمي ، بل تمزق , وتكتلات ليس من السهل جمعها في كلٍ متناسق ، وأصبحت فتح ، راتب ، لا أكثر . فالاتفاق يلملم فتح مقابل حماس , ويهيئها لمرحلة ما بعد عباس ، فهو لن يبق في موقعه أكثر من هذا . ويجب أن ينجز شيئا من هذا القبيل قبل المغادرة . وبغيره فتح غير مؤهلة لعمل شيء , فهي بدونه مائة فتح . فلمصلحة فتح و" فلسطين " الغائبة , يجب عمل شيء .
هذه هي الظروف العامة والخاصة التي تجعل أن اتفاق المصالحة هذه المرة قد يرى النور بنسبة لا باس بها ، تعطي الأمل في النجاح ، أكثر من الفشل .
ان طرفي الانقسام توصلا الى قناعة بانه لا يمكن التوصل للمصالحة دون تقديم تنازلات من كلا الطرفين، بما يخدم إنهاء هذا الملف،باعتباره متطلبا دوليا لا يمكن استقطاب الدعم الدولي لمطلب إقامة الدولة بدون توحيد الوطن ، وقد لعب الجانب المصري دورا كبيرا في تقريب وجهات النظر بين الطرفين اللذين أصبحا على قناعة تامة بأن الوضع العام يتردى وانه لا بد من استدراك الحال والمحافظة على الوحدة الوطنية، وقطع الطريق على الاعتداءات الإسرائيلية من استيطان وتهويد ،وعدوان متواصل على القطاع وغيره.
ومثل ما جرى في الاتفاقيات السابقة , أهملت فتح وحماس المنظمات الأخرى, ولكن ستتم الترضية عند تشكيل الوزارات بطريقة أو بأخرى .
والشعب الفلسطيني لم يظهر كثيراً من الحماس للاتفاق الجديد، بسبب تعدد الاتفاقات التي أخفق الطرفان في تطبيقها. ويخشى كثيرون أن يلاقي الاتفاق الجديد المصير ذاته الذي لاقته أربعة اتفاقات سابقة، هي: اتفاق مكة، اتفاق صنعاء، اتفاق القاهرة، واتفاق الدوحة .

وبالاضافة الى ذلك، يواجه الاتفاق عقبات سياسية كبيرة، منها رفض أوساط واسعة في حركة «حماس» في قطاع غزة السماح للسلطة بالعودة لحكم القطاع، وتردُّد قيادات السلطة في إقامة حكومة مشتركة مع «حماس» ربما تقود الى تقليص الدعم المالي الخارجي الذي تعتمد عليه السلطة، خصوصاً في ظل الأزمة المالية الحادة التي تشهدها منذ عامين.

واعتبر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه، الاتفاقَ الأخير بين «فتح» و «حماس» بأنه «اتفاق الفرصة الاخيرة، فاذا لم ينجح لن تكون فرصة أخرى" .
والشعب يضع يده على قلبه , فهو يحلم بإنهاء الانقسام , ويرفع شعار : الشعب يريد انهاء الانقسام ، وله طموحاته المؤجلة الى ما بعد المصالحة ، فهو في انتظار المصالحة التي لن تأتي حسب أحلامه ، أي حسب طموحاته من ما بعد المصالحة , فهذه المصالحة هدفها سياسي وليس اقتصادي واجتماعي يتم فيها حل مشاكل الناس , وأعتقد أنه لن يحدث تغيير يُذكر , لأن المصالحة واقعة تحت لعبة الحزبين التي تكون فيها مصلحتهما مقدمة على كل اعتبار , والجماهير لها الشعارات والوعود



#رمضان_عيسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صديقي دائما - قصة قصيرة
- فلسفة الفقراء وفلسفة الأغنياء
- شهر عسل جديد
- الوعي العربي والاعتقاد الخوارقي
- الماركسية وأساليب النضال الثورية
- العرب وفلسفة التراث
- ماذا وراء الطلب من الأردن تجنيس مليون فلسطيني ؟
- ما لم يقال عن حصار غزة
- آدم بين المعيار الديني والمعيار العلمي


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - رمضان عيسى - اتفاق المصالحة ، أسبابه ومستقبله !!!