أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - خضر حسن - داء Alarabismus و Alkurdismus














المزيد.....

داء Alarabismus و Alkurdismus


خضر حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3732 - 2012 / 5 / 19 - 18:27
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


إن أهم عامل من عوامل تخلف الشعوب في أي بقعة من بقاع عالمنا الأرضي، وكما تثبت ذلك تجارب المجتمعات البشرية، هو التعصب الأعمى لعرق من الأعراق أو دين من الأديان أو لون من الألوان. وهذا ماابتلت به بعض مكونات المجتمع السوري كبعض العرب "العربيسموسيّن" الذين يدّعون العروبة، والعُروبة براء منهم. وبعض الكورد "الكورديسموسيّن" الذين يدّعون الكوردايتية، والكوردايتية براء منهم.

مما لاشك فيه أن من طبيعة كافة الكائنات الحية وفي مقدمتها الانسان، القدرة على التكيف مع محيطها الجغرافي والمناخي وقبل هذا وذاك مع محيطها الاجتماعي. وهذه هي الحالة السليمة للجسد الحي بالنسبة لكافة الكائنات الحية من انسان وحيوان ونبات. فلا يمكن لعضو واحد أن يقوم بفعل ما بدون مشاركة الأعضاء الأخرى سواء كانت تلك المشاركة مباشرة أو غير مباشرة. وكذلك من طبيعة الجسد الحي التكيّف مع خصوصيات أعضائه، فأي قصور في أداء عضو ما لوظائفه لا بد للأعضاء الأخرى من تدارك ذلك النقصان وتعويض الجسد عن تلك الوظيفة. فمثلاً الطرش هو فقدان الأذن لوظيفتها الأساسية وهي السمع، فتقوم الأعضاء الأخرى بشكل تلقائي وبدون منّة أو أذى بتعويض الجسد عن تلك الوظيفة المفقودة دون اسقاط (ازالة) الأذن، فنجد الأطرش يتمتع بقدرة عالية على الشم أو اللمس أو ...، وذلك كله دون أي تدخل خارجي (من خارج الجسد). اذا كانت هذه في الحالة الطبيعية للكائنات الحية وفي مقدمتها الانسان، اذاً كل ما عدا ذلك يصنّف ضمن فئة الحالات الغير طبيعية (المرضية) كزراعة الأعضاء اذ أن الجسد ان لم يرفض ذلك العضو الدخيل بشكل كامل فلن يتقبله بكُليته.

لقد شخصت لنا الثورة السورية (15.03.2011) والتي هي بتصوري من أهم وأعظم الثورات في التاريخ البشري المقروء، أمراض نفسية واجتماعية خطيرة لم نكن نعلم كسوريين أن الكثيرمنا يعاني منها، وفي الدرجة الأولى مرض "الأنا القومية" أو "العَوَر القومي". ان التعصب القومي المذموم الذي تسلكه بعض أطياف المعارضة السورية سراً أو علانية لن يُنتج أبداً دولة وطنية قوية بل "فوضى هدّامة" تجرف الوطن الى مصير لا يتمناه الشرفاء، عَلِمَه من عَلِم وجَهِله من جَهِل. وهذه الفوضى بدأت معالمها بالبروز، اذ تشهد البلاد ظواهرغريبة لم يعتاد السوريون عليها لا أثناء الثورة ولا قبلها من حالات سلب ونهب واختطاف واغتصاب وغيرها من الظواهر التي لوثت بعض ثورات "الربيع العربي".
اني لا أحمّل النظام وحده مسؤولية هذه الفوضى فهو في حالة صراع من أجل البقاء، بل يشاركه المسؤولية عن تلك الأفعال بعض القومجيين من عربٍ وكورد الذين لازالوشوكة مسمومة تتغلغل في جسد هذه الثورة العظيمة، وكانوا ولا زالو صخرةْ سوداء في طريق الثوار، بدعوتهم للدولة القومية التي ستؤدي الى تمزيق ثقافات السوريين بدلاً من توحيدها، وانهم بهذه السلوكيات يبثون سمومهم في جسد هذه الثورة الفتية مما يؤدي لاجهاضها ووأد الدولة السورية المنتظرة، دولة الحرية والأخوة والمساواة التي يترقبها ملايين الشرفاء في العالم. وانهم بهذه السلوكيات اللاأخلاقية يزيدون الفجوة التي خلقتها الأنظمة الاستبدادية بين العرب والكورد، تلك الفجوة الدخيلة التي ما كان لها أن تكون لولا الدعم والمساندة المباشرة وغير المباشرة التي مدّ بها دعاة الشوفينية أنظمة القهر والاستبداد على مر العصور.
ان "العربيسموسيّن" و "الكورديسموسيّن" المتغلغلين في صفوف المعارضة الشريفة بشقيها، لم يتبنوا موقفاً أخلاقياً مسؤلاً اتجاه الثورة ولم يبالوا بدماء آلاف الشهداء الذين ضحوا بأغلى مايملكون ليعيش غيرهم حياةٌ أفضل، لم يبالوا بآهات الثكالى وحسرات الأرامل ودموع اليتامى، لم يبالوا بعذابات الأسرى وآلام المصابين وتشرد اللاجئين. بل استغلوا عواطف البسطاء والمضطهدين بشكل براغماتي لا انساني بما يخدم مصالحهم السياسية الضيقة "اما أنا أولا أحد".
ان اصرار هؤلاء المتعصبين على تعنتهم ورفضهم مباديء الحرية والمساوة الكاملة والشاملة لجميع مكونات أبناء الوطن وعدم الاعتراف بالخصوصية الثقافية لكل فئة من فئات الشعب السوري، لن يزيد الثورة الا زيادةً في عدد الشهداء والمصابين والأسرى والثكالى والأرامل واليتامى والمشردين، ولن يزيد الثوار الا تشاؤماً وبؤسا. لم يتعلم هؤلاء الجهلة بَعد أن التعصب القومي سيُفَرِخ وبفعل الحتمية التاريخية جينوسايد عرقي سيذكر وحشيته الأحفاذ طويلاً. حيث سيدمّر البنيتين الفوقية والتحتية للمجتمع ويعيد البلاد عشرات السنين الى الوراء.
ان هؤلاء الواقفين حجرة عثرة في طريق توحيد المعارضة في الحقيقة يسدون الطريق أمام الثوار في تحرير البلاد، ويساندون النظام في قتل المزيد من أبناء الوطن. واني هنا استصرخ ضمير من كان منهم لا زال لديه ضمير، بأن يتنازل عن بعض قناعاتة ويقدّم مصلحة سوريا والسوريين على مصلحة الأحزاب والأفراد الذين كشفوا عن عوراتهم وعن وجوههم القبيحة واستغلوا هذه الثورة الشريفة ليمارسو من خلالها العهر السياسي والاقتصادي أبشع ممارسة. أما اولئك القاسيةُ قلوبهم و المتعنتون فلن يزيدهم تعنتهم هذا الا خسراناً ودمارا، وسيلعنهم الله والملائكة والناس اجمعون، ولن يجدوا لأنفسهم مكاناً إلا في مزابل التاريخ.

خضر حسن / المانيا



#خضر_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - خضر حسن - داء Alarabismus و Alkurdismus