أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عبد القادر ملوك - الدولة الكاملة هي التي تنصت لهمس الضمير














المزيد.....

الدولة الكاملة هي التي تنصت لهمس الضمير


عبد القادر ملوك

الحوار المتمدن-العدد: 3725 - 2012 / 5 / 12 - 22:19
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


هذه واحدة من الخلاصات التي انتهى إليها العروي في فقرة من مؤلفه حول "مفهوم الدولة" و هو بصدد تحليل موقف الفيلسوف إيريك فايل من مفهوم الدولة كما تَمثله هيغل في مؤلفه "فلسفة الحق". و رغم أن العروي كان يتغيى الإمساك بمفهوم الدولة كمفهوم نظري خالص و ليس الدولة الزمنية، التي هي واحدة من تجسيدات هذا المفهوم، بما يعتريها من نقص، حتما هو طائلها مادام مجال الواقع هو مجال تصارع الرذيلة و الفضيلة، الخير و الشر... إلا أنني سأحاول أن أتصدى، بعجالة، لزاوية تتعلق بالدولة كواقعة استحوذت في الآونة الأخيرة، و لازالت، على جل المشاهد؛ الإعلامية ،السياسية، الثقافية، الفنية...الخ بل و باتت حديث الصغير و الكبير لاسيما في ظل ما بات يصطلح عليه بالربيع العربي، مهتديا في ذلك بالإشكالات التالية:
إلى أي حد يمكن أن نعتبر أن الدولة الحالية، الدولة الواقعية (المغربية في حالتنا هذه)، تنصت لهمس ضمير أفرادها؟ ثم إلى أي حد تعترف هذه الدولة بحرية الذات في أن تفعل ما تريد في انسجام تلقائي مع القانون العام؟
في الدول التي تحيد عن مسارها الطبيعي(بالمعنى الموضوعي لا المعياري) ينكشف، لامحالة، ذلك التباين الصارخ بين مجال تصرف الذوات و صلاحيات القانون العام، فيبدو أن في الأمر تناقضا مرده إلى عيب يطال حتما أحد طرفي هذه المعادلة؛ فإما أن الفرد لم يستوعب أن الدولة كيان يضبط إيقاعه على مقتضيات الإرادة الجماعية و ليس الفردية، التي رغم ذلك ينالها من الأجر ثواب، حنينا منه (الفرد)إلى حالة الحرية المطلقة التي سادت افتراضيا في حالة الطبيعة. و إما أن الدولة استبدادية ظالمة حادت عن قوانين الطبيعة التي هي قوانين العقل.
يتفق معظمنا على أن الدولة التي يكثر فيها اللغط و تكثر فيها الاحتجاجات و المطالبات، هي دولة تنطوي على سوء انسجام بين الفئة الحاكمة و الفئة المحكومة، إذ بصرف النظر عن مشروعية هذه الحركية الاجتماعية من عدمها، لابد و أن هناك ضرورة لطرح سؤال لماذا؟
هذا الموقف ينطوي بالطبع على قناعة مفادها أن الدولة الفاضلة هي التي تربي الفرد على الاستغناء عنها و توجهه لخدمة ما هو أسمى منها، و بالتالي لا تجد هناك تعارضا بين الطرفين (الدولة و الفرد)ما دام التكامل و الانسجام هو السمة الطاغية على العلاقة التي تحكمهما، و ما دام الاحترام المتبادل هو الميسم الذي يسم تلكم العلاقة، بدل القهر و التسلط الذي يٌركع و يدل طرفا هو الفرد في الغالب الأعم و يعلي من شأن الطرف الآخر.
لكن رب معترض يقول إن الدولة التي تستحق فعلا أن تسمى دولة بالمعنى القوي للكلمة هي التي تحتمل التناقض و تتجاوزه، بل و تجعل منه وسيلة للحفاظ على الوحدة، فالتناقض و الصراع يصبحان هنا مسألة صحية جدا تعكس دينامية و حركية الأفراد (الشعب) من جهة و تفهُم الدولة من جهة ثانية، ثم إن الدولة بالنهاية ليست كيانا ملائكيا مفارقا و متعاليا عن عالم الدنس، بل هو تجسيد واقعي لما في البشر من خير و شر، من سلبيات و إيجابيات، من عقل و غريزة. هذا أمر مفهوم و يستوعبه الجميع، لكن ما لا يستوعب أحيانا هو كيف تتعنت الدولة بل و تصر على سماع صوت الغريزة و تجاهل صوت العقل و إرضاء مطامع فئة و تغييب و تجاهل مطامح أخرى، و بكلمة واحدة كيف لا تكلف الدولة نفسها عناء الإنصات لهمس ضمير شعبها، أو أنها تجزم بأن هذا الهمس لا يعدو كونه زبدا سرعان ما سيذهب جفاء.
حقا لا يمكن للدولة أن تقترب من الكمال، الذي لا يعني أكثر من مقبوليتها لدى الأفراد و رضاهم عنها، إلا إذا أنصتت لهمس ضمير أفرادها و أدركت أنها دولة الجميع لا دولة فئة بعينها و إلا سيهمس هذا الضمير، و هو حتما يفعل، بعبارة فيختة الشهيرة :هل طلبت الدولة موافقة أي واحد منا، كما كان واجب عليها؟ إذن لسنا مقيدين بأي قانون سوى قانون...) و من يدري، ربما هذه المرة قد يمكث هذا الهمس في الأرض و لن يذهب جفاء.



#عبد_القادر_ملوك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديموقراطية أم تسوية خلاف


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عبد القادر ملوك - الدولة الكاملة هي التي تنصت لهمس الضمير