زاردشت قاضي
الحوار المتمدن-العدد: 3724 - 2012 / 5 / 11 - 12:58
المحور:
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
لقد تم تسجيل الكرد المجردين من الجنسية بشكل منهجي ومنتظم مثل غيرهم من المواطنين السوريين , وعلى حسب تقييّم الخبراء في شؤون دائرة الهجرة فإن القائمين بإعمال الدائرة لايرون ذلك خطأً , غير أن زيارة معسكرات اللجوء تشير بأن الخطأ منهجي , كما أنه يمكن للتسجيل الغير الصحيح أن تتجاوز هؤلاء المجردين من الجنسية من أجل اللجوء والجنسية .
وعلى حين أن وزير الإندماج " Sǿren Pinad " كان مشغولاً بتفوقه في الحملة الإنتخابية , فإنه ينتظر في نفس الوقت مسألة خطيرة يتعلق بمنصبه الوزاري , هذا وقد رفض الوزير نفسه في إجراء تحقيقٍ لإكتشاف الخطأ المرتكب بحق الكرد المجردين من الجنسية , وذلك في إطار جولة صحيفة " Information" أثناء فصل الصيف , ووفقاً لإدارة الهجرة فإنه لايوجد سبب يدفعنا إلى الإعتقاد بأننا قد ارتكبنا خطأ منهجي في السجلات , ولكن إعتماداً على العيّنة العشوائية التي حصل عليها الصحيفة فإن الفشل قي العلاج بالذات يعّد في الوقت عينه خطأ منهجي .
فخلال جولة الصحيفة في مراكز اللجوء التالية : Sigerslev, Avnstrup , Stevns , Holmegaard, Sandholm , تم العثور 30 طالب لاجئ كردي مجردين من الجنسية السورية , وتم تسجيلهم جميعاً من قبل دائرة الهجرة على أنهم مواطنين سوريين , ووفقاً لتصريحاتهم فإنهم أبلغوا دائرة الهجرة كونهم مجردين من الجنيسة , بل أظهر الكثير منهم الوثائق التي تقدموا على أساسها لجوئهم وهذا ما يعزز تحليلهم للمسألة .
يقول الأكراد المجردين من الجنسية القاطنين في معسكر هولميغورد بجزيرة لانغلاند أنهم أبلغوا , بل نبهوا , الجهة المعنية مراراً وتكراراً على أنهم مجردين من الجنيسة , وأن الوثائق التي قدموها لدائرة الهجرة تثبت تصريحاتهم , لكن وعلى الرغم من ذلك تم تسجيلهم كمواطنين سوريين .
عند مفترق الطرق بين هولمغورد وقرية باكنكوب يبدأ قصة شبانٍ قدموا من وطن حرموا فيه من الجنسية إلى بلدٍ آمنٍ آملين بالحصول على ما حلموا بها , ففي في إطار جولة صحفية على معسكرات اللجوء في الدنمارك تم العثور على بعض الحقائق مفادها أن جميع اللاجئين السوريين من الكرد القاطنين في مراكز اللجوء تم تسجيلهم كمواطنين سوريين .
يرأي الكاتب أن الخطأ بدأت من البطاقة البلاستيكية عندما دونوا عليها أولاً : " الجنسية : سوري , أي أن ذلك فرض عليهم ليصبحوا مجنسين , ثانياً : أن أرقامهم مسبوقة برمز " 1- 32" مما يدل على أنهم مواطنين سوريين .
يقطن هؤلاء في معسكرات اللجوء البعض منهم يترقبون قراراً بشأن القضية التي تقدموا بها , أما الآخر
ين الذين حصلوا على حق اللجوء فإنهم ينتظرون بغية تأمين السكن لهم , وهناك كذلك الذين حصلوا على الرفض النهائي , والتي من غير الممكن ارسالهم إلى بلدهم سورية نتيجة تصاعد أعمال العنف فيها .
يضيف الكاتب في إطار تلك الجولة : عندما سألناهم فيما إذا كانوا قد أخبروا السلطات الدنماركية كونهم مجردين من الجنسية , أجاب هؤلاء الثمانية نعم , و يقول أحدهم بالطبع فعلنا ذلك , وعندما طلبنا من بعضهم لكي يظهروا لنا وثائقهم التي تقدموا على أساسها حق اللجوء تم التأكيد من ذلك , واتضح لنا أنهم يملكون وثيقة تعرّف كهوية سورية , والتي يظهر للعيان أنهم إما " أجنبي أو مكتوم " حسبما يظهر كلا النمطين كبطاقتين تشيران إلى هؤلاء المجردين من الجنسية السورية , إلى جانب وثائق موضّحة عند السلطات الدنماركية بأنهم على معرفة كونهم مجردين من الجنسية كما جاءت في واحدة من الحالات الآتية :
لقد توجهنا بالسؤال إلى أحد طالبي اللجوء حول ما يتوقعه من السلطة السورية , أو ما هي الإجراءت التي سوف يصدر بحقهم إذا قطعوا الحدود غداً راجعين إلى سورية , يجيب أنه إذا سافرعن طريق المطار سوف يتم القبض عليه على الفور لأنه مجرد من الجنسية – مكتوم .
وخلال جلسة استماع إلى الطالب الثاني من هؤلاء الكرد المجردين من الجنسية والمقيم في " Sigerslev" بجزيرة شيلاند يقول معلقاً على قضيته أنه جلب معه إلى الدنمارك الأوراق الشخصية يثبت هويته على أنه مكتوم , أي بلا حقوق , ويضيف ملخصاً نفس القضية كمجرد من الجنسية وضعه قائلاً :
ليس لدي أي حقوق في سورية , أنا غريب فيها , لاأملك حق المواطنة , وبالتالي أنا طالب لاجئ من أجل الحصول على تصريح للإقامة في الدنمارك , شارحاً له حقوقه المجردة منها :
1- لم يتم تسجيل منزلي بإسمي .
2- أنا غير مسجل على اسم والدتي .
3- لم يقيد اسم والدتي على أنها زوجة والدي .
4- ليس لدينا الحق في أن نصبح موظفين في سورية .
5- يتوجب علينا عدم مغادرة سورية .
6- لانملك جواز سفر .
7- كُلي أملٌ بأن أحصل على تصريحٍ بالإقامة .
وهناك العديد من الكرد كانوا قد قدموا تصاريح بخصوص استفسار البوليس لهم عن قرب حول إشكالية كونهم مجردين من الجنسية , وقد تم التأكيد من ذلك أيضاً عن طريق الوثائق الموجودة بداخل ملفاتهم , ويتوضح ذلك في قول أحدهم عندما سئل بخصوص كونه مسجل" كأجنبي أم مكتوم " على أنه أشار في وقتٍ سابق إلى وضعه كـ مكتوم معلقاً على أن وضع المكتوم كمجرد من الجنسية يمر بظروف أسوء بكثير من كونه أجنبي .
هنا يرى الكاتب أن الإشكالية تكمن في الوضع الثاني " المكتوم " وأن الحكومة الدنماركية قدم بتصريح بسيط على أن خانة " الجنسية "ينبغي أن تبدل بخانة " عديم الجنسية " , لكن وعلى الرغم من ذلك تم تسجيلهم وفق الرمز " 1-32 " , رمزالموطنين السوريين .
في جولة الصحافة تلك يقول الكاتب : لا يملك أحد من الكرد المقيمين في " Sigerslev" حق المعرفة أنه هناك كرد سوريين محرومين من الجنسية , حيث تم تسجيلهم بشكلٍ صحيح , وقد توارى لنا الصورة الطبق الأصل عندما توجهنا إلى معسكر اللاجئين في " Avnstrup " .
هناك في المصحة السابقة لمرض السل والتي تقع في غابة خارج " Roskilde " يقطن حتى الآن مجموعة أخرى من الكرد المحرومين من الجنسية , وهم بمجموعهم يشكلون 50 طالب لاجئ من سورية , من بينهم 15 كردي محرومين من الجنسية , وقد قيّمنا سبعة منهم خلال لقائنا معهم .
لقد تم تسجيل هؤلاء أيضاً كمواطنين سوريين وذو الرمز " 1-32 ", على الرغم من أنهم أفادوا السلطة الدنماركية , خلال إجراء المقابلة معهم , وأظهروا لهم أنهم مجردين من الجنسية .
لكن وبعد جمع المعلومات من سلسلة مقالات تم الكشف عن الخطأ في تسجيل طالبي اللجوء من الكرد السوريين المجردين من الجنسية بحيث تم إعادة تسجيلهم وفق الرمز "1-44 " والمعروف عن الرمز عينه أنه أستخدم أجل الفلسطينيين المجردين من الجنسية , وقد حدث ذلك بالإتصال بطلبات لجوئهم الذين تقدموا بها وتم تسويتها , وبالتالي حصلوا على تصريحٍ بالإقامة في الدنمارك .
" فيما يتعلق بتغيير الجنسية " جاءت ذلك في رسالة حررها المكتب الثاني للجوء في دائرة الهجرة , كالآتي" وبعد استعراض تفصيلي لحالات اللجوء الخاص بكم , فقد قررت دائرة الهجرة تقيّم القضية وبالتالي القيام بتعديل الرمز والجنسية من المواطنين السوريين إلى المجردين من الجنسية " .
بينما ورد على لسان الكثير من هؤلاء الكرد المجردين من الجنسية أن أقرانهم الذين حصلوا على تصريحٍ بالإقامة في الدنمارك مؤخراً , لم يتم إعادة تسجيلهم كمجردين من الجنسية .
يتوجه بعد ذلك الفريق إلى جزيرة لانغلاند , وتحديداً إلى الطرف الجنوبي من الجزيرة حيث يقع مركز اللاجئين " Holmegård" , والتي يدارتحت إشراف بلدية الجزيرة , والمركز بحد ذاته كانت في السابق ثكنة عسكرية - ويشكل حالياً متحفاً معروفاً لأثار وآلات الحرب الباردة – ويضيف أحدهم لقد استوعب المركز حوالي 300 طالب لاجئ , وقد التقينا مع 10 من هؤلاء الكرد المجردين من الجنسية الذين بدورهم كرروا القصة نفسها , وتوقفوا عند الإشكالية عينها .
واعتماداً على احدى القضايا يرى الكاتب بأن المسألة متعلقة بـ فيما مضى , أي بشهادة طالب اللاجئ التي قيد على أساسها , والتي يشير على أن مقدم الطلب عديم الجنسية أي " مكتوم " , و الجدير بالذكر أن تلك الشهادة صدرت بتاريخ 14-4-2009 , ويضيف صاحب الشهادة بأن السلطة السورية في الحسكة هي التي أصدرت الشهادة .
وفي شأن آخر يتم سؤال أحدهم عمّا إذا كان قد أصدر في السابق جواز سفر حقيقي أو أشياء أخرى شبيهة بوثائق السفر , يجيب بـ لا , كونه عديم الجنسية .
بالمقابل يعقب أحدهم على الإشكالية ويطرح السؤال التالي على ضيوف المعسكر : لماذا لم يتم ابلاغهم بحقيقة الأمر , أو لماذا لم يحتك بهم أحد من قبل بغية تصحيح الخطأ , يجيب أحدهم بأن دائرة الهجرة قد قررت من أجل تغيير قيودكم إذا كنتم مجردين من الجنسية , ونحيطكم بعلم على أن القضية في قيد المعالجة والتداول , ويرد طالب اللاجئ بالسؤال التالي : ولكن ما هي الكيفية التي سوف يمكننا من معرفة ذلك ؟ كوننا لم نقرأ معلومات حول ذلك .
زاردشت قاضي
#زاردشت_قاضي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟