أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ارا خاجادور - -عمليتهم السياسية- تتفجر من الداخل















المزيد.....

-عمليتهم السياسية- تتفجر من الداخل


ارا خاجادور

الحوار المتمدن-العدد: 3724 - 2012 / 5 / 11 - 04:40
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


رحل الإحتلال، وهو رحيل إضطراري في أبسط وصف له. وكان يوم الوفاء، الذي أعلنته حكومة الإحتلال إمعاناً في هلوسات النفاق السياسي والعنتريات الفارغة من كل فعل ومضمون، حيث من غير المعروف عن أي وفاء يتحدثون، ولمن ذلك الوفاء. والسؤال في هذا الصدد يبدو مشروعناً، خاصة وقد تعود الإحتلال وخدمه من كل الأنواع والزمر على إفراغ الكلمات من معانيها بكل غباء ودأب أيضاً. وكان لنا وما يزال مع تلك الزمر معركة لفضح أساليبهم في الإيهام، ولنا قريباً فى هذا المضمار مراجعة شاملة تستهدف شحن ذاكرة من ضعفت ذاكرته أو أصابها مس مقصود. هذه المراجعة ليس على طريقة "أثبتت الحياة صحة سياستنا"، وإنما تسعى الى التذكير حسب، لأنهم أنكروا كل إجتهاداتنا وتحذيراتنا في حينها، واليوم وبعد أن باتت معظم الحقائق واضحة، وأصبحت عصية على النكران في أرض الواقع وأمام من صدّقوهم، ولهذا إقتضت المراجعة. نذكر لعله هنالك بقية. وليس هذا فقط، بل أن البعض من حواشي "العملية السياسية" بدؤوا يرددون بعضاً مما أنكروه علينا.

واحدة من أفظع محاولات التزوير والتلطيف البائس لبشاعة الإحتلال كان وما يزال استخدام نعت العملية السياسية لطمس الإحتلال نفسه والتغطية عليه، ولإستغفال من يريد أن يستغفل، فالإحتلال رحل، ولكنه رحيل غير كامل، حيث أبقى العديد من قواته غير الثقيلة ومدربيه، وترك أمراضه وخدمه و"عمليته السياسية"، وتكفي للإشارة الى البقاء المبطن تصريحات بعض المسؤولين عن قيام 100 طائرة عسكرية دون تحديد هوياتها بحماية القمة العربية، التي إنعقد مؤخراً في بغداد المهشمة والأسيرة والمنتهكة.

إن الثوريين العراقيين الذين أجبروا الإحتلال على الإنسحاب، وإن كان إنسحاباً ناقصاً، سوف يكنسون ما تبقى منه ومن أفرازته. وإذا لم يصمد الإحتلال أمام الإرادة الحرة للعراقيين من زاخو الى أم قصر، فلن يصمد أتباعه وبقاياه. إن دعاية خونة الأوطان ركزت على محاولات الإساءة للمقاومة الشعبية الطبيعية بكل الوسائل ضد الإحتلال والظلم، ومنحوا إمتياز المقاومة لغير أهلها، وألغوا شعباً كاملاً بجرة قلم. وهذا الوهم هو وسيلة كل طاغية، خاصة المستجدين منهم، وأحياناً يتوهم هؤلاء بأن الشعب كله معهم. ويطرحون بفجاجة سؤالاً متعالياً: أين القوى الأخرى؟. الى جانب القول: من أنتم وأين أنتم؟. هذه أسئلة تقليدية تطرحها القوى الحاكمة، التي تظل تكابر في طرحها حتى قبل دقائق من المثول أمام عدالة الشعب. لينظر من يريد أن ينظر الى شعوب منطقتنا، التي وصفت من قبلهم بأنها شعوب من جماعة "شعليه" ماذا فعلت بطغاتها، وكيف واجهوا أجهزة الطغاة وجهاً لوجه، وليس من خلال السير الذليل خلف دروع الغزاة، غزاة إستكثروا علينا تسمية منطقنا بإسمها؛ البلاد العربية أو العالم العربي، وإنهم يطروحون مفهوم الشرق الأوسط الجديد القائم على غايات التقسيم المروع. وخونة بلدنا، العراق يفاخرون بأنهم صنعوا العراق الجديد. نقول لهم جميعاً إن العراق التاريخي أصلب عوداً من مسخكم الجديد. وبديل الشرق الأوسط الجديد لن يكون إلا الشرق الكبير المتحد والمتعاون بإرادة شعوبه الحرة. نعم إنكم واقعيون ودون خيال ولا تحلمون أيضاً لحد أنكم تحولتم الى آلات تُحرّك من الآخرين ولا تتحرك من طوع ذاتها.

الآن نقول إن "عمليتهم السياسية" قد دخلت في مرحلة الموت السريري، وسوف ترافق ذلك الموت فظاعات من جانبهم ضد الأبرياء، فظاعات قد لا توصف، وقد سبق لنا أن قدمنا في السابق عشرات الأدلة على أن الأطراف، التي تعاونت وخدمة الإحتلال هي التي تقف خلف جزء كبير من العمليات الإرهابية الموجهة ضد الأبرياء من أبناء شعبنا العراقي المستباح، نعم نفذوا جرائمهم مباشرة أو إختراقاً أو تمريراً أو عبر التغاضي والتمويه والدعم اللوجستي. وها هم اليوم يفضحون أنفسهم على رؤوس الأشهاد، كل طرف ضد خصمة أو ضد الطرف الذي يهدد مصالحه على سبيل الإحتمال وحسب، خاصة إذا كان ثمة هاجس بأن الإحتلال وبالتعاون مع القوى الإقليمية سوف يسند إليه المهمة العار، إن شركاء الأمس وربما البعض منهم شركاء اليوم يعرفون على وجه الدقة جرائم بعضهم البعض.

إن رياح صفراء تهب بقوة لإفتعال المعارك المدمرة للشعب العراقي، ونأمل ونعمل من أجل دحر كيدهم، فالأنظار فجأة إتجهت الى شمال الوطن بعد حرق مساحات واسعة من غربه وشرقه وجنوبه وعاصمته قبل هذا أو ذاك. المهمة الأولى أمامنا التحذير والعمل بكل قوة ضد محاولات الإستعداء ضد الشعب الكردي، ونقول لكل الخونة حذاري من اللعب بهذه الورقة الخطيرة جداً، إن خلق الأمجاد لا يتم من خلال التأليب على الشعب الكردي، ومن خلال إستنهاض الغرائز المريضة عند بعض أطراف عمليتكم السياسية، ولا يفوتنا في البدء كذلك أن نقول للذين اليوم يتحدثون عن دكتاتورية المالكي، هل أصابكم العمى والصمم حين كان إرهابه البشع، إرهاب حكومة اللصوصية والجبن ضد آخرين من أبناء الشعب العراقي. إن الذي يؤمن بحقوق الإنسان عليه أن يؤمن بهذا الحق للجميع إن كان صادقاً في إيمانه، ونقول لمن يدعي أنه دولة القانون بأن قانونكم أصبح خرجاً كبيراً يحمل الشيء ونقيضه حسب الحاجة وعند الطلب، أليس هذا هو دستوركم الذي وضعه نوح فريدمان؟!.

نؤكد من جديد على موقفنا المبدئي من الحقوق القومية العادلة للشعب الكردي، وسوف نعيد تفصيلاً ما طرحناها سبقاً ليس على أساس المباديء فقط وإنما على أساس التجارب الملموسة محلياً وعالمياً، ومن الخطأ الجسيم الإعتقاد أن هنالك حماية لمصالح الشعب الكردي غير الديمقراطية الحقيقية في العراق ككل، وإن التحالف مع القوى الطائفية لن يفضي إلا الى الغدر بالشعب الكردي لأن تلك القوى لا تؤمن بالحقوق القومية للجميع أصلاً بما فيهم حقوق الأمة العربية نفسها ناهيك عن الإمة الكردية، ونؤكد على مبدأ الإعتماد على القوة الذاتية، وإن القوى العظمى من أبرز سماتها الغدر بالحلفاء الصغار، وإن كبرت قضيتهم في مشروعيتها وعدالتها. وغالباً ما تدفع القوى الكبرى أصدقاءها الى طرح شعارات إستراتيجية لا من أجل تحقيقها، وإنما من أجل تعميق إبعاد بعض القوى عن حلفائهم المحليين الحقيقيين، جرياً على المبدأ سيء الصيت والفعل ـ فرق تسد. إن الحليف الثابت للشعب الكردي وحقوقه العادلة هم الأحرار من أهل العراق نفسه، وفي مقدمتهم القوى اليسارية والديمقراطية والقومية والوطنية بحق.

يحذر أطراف العملية السياسية الإحتلالية الراهنة بعضهم البعض من مغبة التفريط بها، وهم لا يدركون الطبيعة الموضوعية لتفجر العملية السياسية اللصوصية الفاشلة من الداخل تحت وطأة قوة إصرار من يعز عليهم بحق مستقبل العراق كوطن وشعب وأرض. وكل آت قريب، وإن طال الزمن وتوعر الدرب.

لم تنجز حكومات الإحتلال المتعاقبة أية عملية بناء على الرغم من وفرت الأموال العامة، لقد خُلق هؤلاء للنهب فقط لا لمد الكهرباء، ولا لتوفير الماء، ولا لبناء المدارس ودور العلم، ولا لأي شيء نافع للناس. لقد تفاخروا بحرية الصحافة التي شهدت إنفراجاً نسبياً عندما كان لدى المحتل قوة كافية لحمايتهم وتسمينهم، وهذا الإنفراج كان للجهات، التي تملك الأموال، والتي سطت على الأبنية العامة، وإستمرأت العمل في المكاتب ودبابات المحتل تجوب الأحياء والمدن العراقية، ومفارزه تنتهك كل المحرمات الآدمية. وقد إنتابهم الهلع في هذه الأيام مما كانوا يفاخرون به زوراً، فالكلمة والرأي سلاح الشعوب والمظلومين، وهذا مربض خشيتهم وهلعهم. لا نتحدث نحن عما تفاخروا فيه، ونكتفي بهذا الصدد بشهادات ليست من بين صفوفنا، فقد صنف تقرير وزارة الخارجية البريطانية لحقوق الإنسان لعام 2011، العراق كواحد من أسوأ دول العالم في مجال حرية التعبير عن الرأي. ومن جانبها قالت مديرة الإعلام والإتصالات في منظمة اليونسكو أماني سلمان: إن التقارير، التي نشرت هذا العام تؤكد على أن العراق ما زال من أخطر البلدان على عمل الصحفيين. وعلى حد قول عميد كلية الإعلام في جامعة بغداد الدكتور هاشم حسن في حوارٍ معه نشرته المواقع الإلكترونية قال: إن حرية التعبير لم تتحقق لأنها تحتاج الى قاعدة إقتصادية كبيرة وبيئة إجتماعية عامة ووضع ثقافي جيد وإستقرار سياسي في البلد، وكل هذا لم يتحقق بعد.

وأولاً وأخيراً فإن عار خدمتكم للإحتلال سوف يلاحقكم كظلكم.



#ارا_خاجادور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلام عن الجيش في العمليات الثورية الراهنة
- العرب في الذاكرة الأرمنية
- المراوحة بين الإحتلال الظاهر والمبطن
- العدوان على ملجأ -معسكر أشرف- وأشياء أخرى
- خطوة قصيرة لكن راسخة ... أحسن
- بين قاسيون وأرارات
- إتجاه الجهد الرئيسي لخطط الإيهام الراهنة
- تحرير رهائن أم قتل رهائن؟
- عمال العراق يواصلون النضال ويعربون عن إعتزازهم بالتضامن الأم ...
- عيد العمال ومجد المنسيين والمحرومين والمضحين
- النقابيان آرا خاجادور وعبد القادر العياش ينعيان الأستاذ خالد ...
- الكسندر مياسنيكيان وتجربته الأممية
- يوم الشهيد الشيوعي
- معايدة ومناشدة وحدثان... وأيام غزة
- كلمة بصدد السياسة فن الممكن
- العمال راية الوطن في النضال من أجل التحرر والخبز والبناء
- -معاً- العمالية البغدادية تحاور آرا خاجادور
- ملاحظة أولية الى ثلاثة و رابعهم بصدد الشكوى ضد مجلة الآداب ا ...
- كلمة بصدد الدعوة الى وحدة اليسار
- وداعاً جورج حبش ... يا ربيع الثورة


المزيد.....




- مدير CIA يعلق على رفض -حماس- لمقترح اتفاق وقف إطلاق النار
- تراجع إيرادات قناة السويس بنسبة 60 %
- بايدن يتابع مسلسل زلات لسانه.. -لأن هذه هي أمريكا-!
- السفير الروسي ورئيس مجلس النواب الليبي يبحثان آخر المستجدات ...
- سي إن إن: تشاد تهدد واشنطن بفسخ الاتفاقية العسكرية معها
- سوريا تتحسب لرد إسرائيلي على أراضيها
- صحيفة: ضغط أمريكي على نتنياهو لقبول إقامة دولة فلسطينية مقاب ...
- استخباراتي أمريكي سابق: ستولتنبرغ ينافق بزعمه أن روسيا تشكل ...
- تصوير جوي يظهر اجتياح الفيضانات مقاطعة كورغان الروسية
- بعد الاتحاد الأوروبي.. عقوبات أمريكية بريطانية على إيران بسب ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ارا خاجادور - -عمليتهم السياسية- تتفجر من الداخل