أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هديل كوكي - ثورتنا في خطر














المزيد.....

ثورتنا في خطر


هديل كوكي

الحوار المتمدن-العدد: 3722 - 2012 / 5 / 9 - 10:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد مرور 14 شهر على الثورة السورية , عندما نسأل ما الذي حققته الثورة حتى الآن ؟
غالباً ما يكون الجواب أننا كسرنا حاجز الخوف من نظام البعث الذي كمم أفواهنا عقوداً طويلة, فأصبح معظم شباب سوريا قادرين على التعبير عن رأيهم دون خوف من سجن أو اعتقال أو تعذيب أو حتى قتل .
في حين بدأ حاجز آخر يشبه ذاك الذي بناه حزب البعث يبنى من قبل بعض المعارضين , لنرى أنفسنا نصطدم من جديد بما يكمم أفواهنا في الثورة , حيث أصبحت الرؤية العامة التي رسمها المعارضين للوطن تشبه ما كان قد رسمه حزب البعث , فقسموا الوطن الى خندقين لا ثالث لهما خندق الشبيحة و عملاء النظام و خندق الثوار المنزلين الذين لا يخطأون
و هكذا مثلما كان لدينا تابوهات ممنوع الاقتراب منها و الحديث بها في ظل حزب البعث أصبح لدينا اليوم منزلات يجب عدم الاقتراب منها أو انتهاك حرمتها و الا ستتهم بالخيانة و العمالة للنظام أو على أقل تقدير ستتهم بأنك من ثوار الخارج المرفهين الذين ليسوا تحت القصف و لا يشعرون بمعاناة من هم في الداخل فينتقدوا الثورة , حتى اذا كنتاً معتقلاً لسنين طويلة و معذب في سجون الأسد ثم هارباً لتدعم ثورة شعبك من الخارج , أنت خائن !
من بعض هذه المنزلات التي يجب ألا تقترب منها اذا كنت تريد أن تكون ثائراً مثالياً محبوباً : الجيش الحر فالويل لك اذا كنت مع سلمية الثورة أو اذا وجهت نقداً للجيش الحر, أو تطرقت لبعض رموز التظاهر كالساروت مثلاً مع حبي و احترامي لتضحياته و شجاعته ,أو أن تنتقد بعض التصرفات الطائفية المتطرفة لبعض الثوار و التي أخذت تنتشر بكثرة في الفترة الأخيرة نتيجة لتشنيع النظام و قهره بالطبع لكن مهما يكن لا يجب أن يكون هذا مبرراً لتصرفات كهذه و لا يجب أن يكون هناك أحد فوق النقد أو المحاسبة فهذه هي الثورة و لذلك قامت .
فأصبح من الطبيعي ان ترى لافتات ترفع في بعض المدن السوري تخون ميشيل كيلو المفكر و المعارض السوري الذي وقف في وجه طغيان آل الأسد في حين كان الشارع السوري يغط في سبات عميق من الخوف و الجبن, لآنه كذب خبراً نشر على احد الفضائيات المتشددة دينياً و الداعمة للثورة حيث قال ليس صحيح ما أذيع عن ان النظام قتل بعض المعارضين الذين رافقوا بعثة المراقبين في حماه .
فتعرض اضافة الى شتائم و لافتاة رفعت ضده في الشوارع لحرب شعواء شنّت عليه من بعض المعارضين الذين ظهروا حديثاً فأصبحوا نجوم الشاشات بسبب اتخاذهم مواقف شعبوية ترضي الشارع الثائر لكنها لا تقود الى حل حيث يطرحون سيناريوهات صعبة المنال كالتدخل الخارجي و فرض منطقة عازلة و حظر جوي أكد المجتمع الدولي لهم منذ أكثر من سنة أن هذا كله لن يتحقق , رغم ذلك يصرّ هؤلاء على محاكاة عواطف الشارع الثائر و ايهامه بأنهم سيجلبون له من الخارج المخلص و المعين دون أن يشرحوا له الحقيقة و يدرسوا معه طرق اسقاط النظام بما هو متاح و متوفر بعيداً عن الأوهام و غالباً ما يكون هدف هؤلاء من ذلك التسويق الرخيص لأنفسهم على أنهم المعارضين الأكثر شراسةً و احساساً بمعاناة الشارع بينما هم بالحقيقة أكثر من يوهم الشارع و يخدعه و يدمر ثورته.
كل هذا النفاق الذي يتمتع به بعض ممن أخذوا المعارضة كوكالة حصرية لهم ,أدى الى تغييب لغة العقل التي يتحدث بها معارضين اخرين يطرحون حلولاً منطقية قادرة بالفعل على اسقاط النظام .
مثال آخر على سياسة تكميم الأفواه التي انتشرت في الأوساط الثائرة هي المعاداة الواضحة و الهجوم الدائم الذي تتعرض له هيئة التنسيق و جميع المنطويين تحتها أو المؤمنين بأفكارها , رغم اختلافي معهم و عدم اقتناعي بالكثير من النقد الذي يوجهه أعضائها للثوار و عدم وجود صيغة و سيناريو واضح لديهم هم أيضاً لاسقاط النظام الا أن التخوين الذي يتعرض له رئيسها في المهجر هيثم مناع و أعضاءها في الداخل و الخارج أمر معيب جداً أن يحصل من قبل ثوار" ثورة الحرية و التعددية" .
و لعل الهجوم و الضرب الذي تعرض له أعضاء هيئة التنسيق في القاهرة في مصر من قبل بعض المعارضين السوريين كان أكبر دليل على وجود سوء فهم لدينا بشأن فهم ثقافة الحرية و تقبل الرأي الآخر .
كل هذا و أدلة أخرى كثيرة تؤكد أن ثورة الحرية في خطر و تنحرف بفعل فاعلين عن مسارها الذي يجب أن تكون عليه
فمن غير الممكن أن نتخلص من النظام القمعي اذا صرنا نحن و هو وجهين لعملة واحد , لآننا بذلك ننفر منّــا الغالبية الصامتة في سوريا و التي لا ترضى بأي خال من الأحوال أن نكون بهذا الشكل محاربين لكلّ من يخالفنا بالرأي
سوريا التي نحبها و نريد أن نصل بها الى بر الحرية و الأمان بانتظار المجهول فاذا كنا لا نتقبل اليوم بعض المعارضين الذين يوجهون بعض الانتقادات للثورة رغم أن هدفنا واحد و هو اسقاط النظام , ماذا سيكون موقفنا غداً في المستقبل ممن خرج و رقص في مسيرات التأييد بينما كانت مدافع النظام تدك حمص ؟! هل سنقتله و ننتقم منه , أم سنقول انها ثورة الحرية و الكرامة و يجب أن نحترم رأيه ؟
أتمنى أن تنفتح عقولنا و قلوبنا لنتقبل بعضنا في هذه المرحلة الحساسة كي نتمكن معاً على اختلاف وجهات نظرنا من الوصول لوطن حرّ ديموقراطي بدون طغاة , وطن سوري لكلّ السوريين .






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- أول تعليق روسي على إعلان ترامب بيع أسلحة لأوكرانيا
- تحليل لـCNN: لماذا تشعر أوكرانيا بالأمل والإحباط معا تجاه إع ...
- إيران تضع -خطا أحمر- للمشاركة في المحادثات النووية مع أمريكا ...
- الجيش اللبناني يضبط أحد أضخم معامل الكبتاغون على حدوده مع سو ...
- مقتل 48 مدنيا بهجوم لقوات الدعم السريع وسط السودان ونزوح آلا ...
- المحكمة العليا تمنح ترامب الضوء الأخضر لتفكيك وزارة التعليم ...
- هآرتس: تصاعد معدلات الانتحار في صفوف الجنود الإسرائيليين
- البرلمان الجزائري يناقش تعديلات قانون مكافحة تبييض الأموال و ...
- إسبانيا - المغرب: توقيف 9 أشخاص بعد اشتباكات بين متطرفين يمي ...
- المفوضية الأوروبية تقول إنها ستعيد إرسال وفد أوروبي طُلب منه ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هديل كوكي - ثورتنا في خطر