اسامه الدندشي
الحوار المتمدن-العدد: 3721 - 2012 / 5 / 8 - 01:35
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
المتابعين لصعود وهبوط التصريحات المتعلقة بالأزمة السورية , لا يصعب عليهم فهم الموقف الدولي "المبعثر" والغير موحد , ويفهم تغني هذه الدول كل على ليلاها.
الرؤية الموضوعية للسياسة الأمريكية في إدارة الأزمات العالمية , تعودنا على رؤيتها تدير ظهرها للأزمة , تاركة الغرب يعالجها ويديرها,وحين يتعذر عليه الحل ويصبح حل الأزمة أزمة, تتدخل أمريكا وتضع تصورها للحل الذي سيترجم على الواقع , و عندما تخرج عن تصريحاتها الدبلوماسية , تتمحور أوروبا حول الموقف الأمريكي وبقيادته .سواء وافقت روسيا أم لم توافق ,دائما أمريكا تقول أنها القوة الوحيدة والمطلقة في الساحة الدولية , ولا يختلف الديمقراطيين أو الجمهوريين في هذا رغم اختلافهم التكتيكي في حل الأزمات .
ولذلك نواح وندب المتسيسين الجدد على عتبات المجلس الوطني, عليهم أن يدركوا أن المجاس لا يملك فانوس علاء الدين السحري , وعندما يريدون منطقة عازلة ينفخون بالفانوس فيخرج العملاق من القمقم , ويحقق لهم ما يريدون , علينا أن ندرك أن المجلس يتعامل مع قوى إقليمية وقوى دولية لها حضورها المتميز في الأزمة السورية, و هم ليسوا جميعا أصدقاء سوريا . ولعل المقارنة بين الأزمة السورية وبين الأزمة الليبية , يفتقر إلى الحد الأدنى من الرؤية السياسية , لأن الرأي العام العالمي مهيأ لسقوط نظام القذافي منذ حادثة لوكربي, بينما لم يزل الرأي العام العالمي غير ناضج لتقبل حربا لإسقاط النظام السوري .
أنا لا أدافع عن المجلس الوطني كمجلس , لكن أدافع عن تفويض الشارع السوري له , وأدافع عن الاعتراف الدولي الذي انتزعه بصعوبة, وأدافع عن النتائج التي تترتب غلى الداخل من الفراغ الذي يتركه أي خلل في هذا المجلس .
والغريب أن الذين يهاجمون المجلس , لا يطرحون البديل الشرعي الذي ينسق بين الحراك الداخلي والدعم الدولي لنقلة نوعية للمجتمع الدولي من الدعم السياسي إلى الدعم اللوجستي .
اسامه الدندشي
7/5/2012
#اسامه_الدندشي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟