أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد الله الأحمد - الآلة الحاسبة الروسية














المزيد.....

الآلة الحاسبة الروسية


محمد عبد الله الأحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1091 - 2005 / 1 / 27 - 10:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الآلة الحاسبة الروسية
قد يمر زمن طويل قبل أن ننسَ زيارة الرئيس بشار الأسد إلى موسكو منذ يومين و قد يمر زمن سياسي و استراتيجي طويل قبل أن ننسَ نتائج هذه الزيارة!..

بلا شك أن الطائرة السورية التي سافرت إلى صقيع موسكو الكانوني كانت تبحث عن الدفء و عن إعادة الدفء إلى علاقات عاصمتين لطالما تحالفتا على أساس الإيديولوجيا....والإيديولوجيا ذهبت و ذهب عصرٌها.

العارفون بالمواعيد الدبلوماسية الرفيعة و بالخصوص (الرئاسية) منها يعلمون أن للزيارات مبادئ يتفق عليها...

أي أن الزيارات تقر من حيث المبدأ ثم يختار التوقيت الأنسب لها و المدهش أنه لا موسكو ولا دمشق اختارتا برأينا هذه المرة موعد الزيارة ، بل التي اختارتها مدينة كييف (البرتقالية) ولقد اختارتها بفعل (الحدث البرتقالي) الذي أزعج موسكو أيما ازعاج و اعتبرت أن (البَّلَ) قد وصل إلى ذقنها (أخيراً) و أن عليها أن تتصرف...أن تتصرف كدولة (عظمى) نامت طويلاً و عبر السنين الماضية لكي تتخلص من وجعها الاقتصادي الذي كان (غريباً) بامتياز و لكي تختار هي اللحظة الأنسب للعودة لساحة التوازن السياسي الدولي ، ليس من أجل (الايديولوجيا) التي لا تطعم خبزاً هذه المرة ، بل من أجل المصالح و المزيد من المصالح....

إذن فلقد قرر الروس أن يوقتوا زمن زيارة الرئيس الأسد تماماً عقب زيارة الرئيس الجديد لأوكرانيا (يوشنكا) و هم لذلك طلبوا من يوشنكا نظن عبر واشنطن أن يأتي هو قبل الأسد بساعات و لقد حصل...

هذا الفيلم الذي يندرج تحت عنوان اعادة ترتيب المصالح و المعاهدات بناءً على المتغيرات ما هو إلا مجرد رصد حسابي روسي لما يمكن تحقيقه على صعيد المجالين الحيويين الأساسيين لروسيا و هما مجال دول الاتحاد السوفييتي السابق و الشرق الأوسط...

لا بد للمتابعين الجيدين للأحداث أن يدركوا أن روسيا كانت قد تركت الحبل على الغارب لأمريكا في الشرق الأوسط و أن هذا (الترك) كان ثمنه (ترك) روسيا تعمل في مجالها الحيوي (السوفييتي) و ثمنه الآخر مساعدتها للنهوض من كبواتها الاقتصادية...

نعم....ولكن التحالفات و السياسات تتغير و لا يبقَ غير وجه ربك ذو الجلال و الإكرام...

(روسيا تعود إلى الشرق الأوسط)

هذا هو العنوان الجديد و لكن!!!!

لا بد (للنسر) السوري أن يلاحظ و أن لاتفوته مسائل أساسية :

1- روسيا تعيش في عصر السياسات المتغيرة و ذلك انطلاقاً من مشاكلها الأمنية و الاقتصادية..

2- تمكنت اسرائيل من بناء لوبي (يهودي روسي) ضاغط في السياسة الروسية لا يستهان به

3- روسيا أصبحت دولة (روزنامة انتخابية) و ليست دولة المكتب السياسي –طويل العمر –

هذه النقاط الثلاث و أخرى أقل أهمية لا بد أن تشكل أساس النظرة إلى (روسيا الجديدة) إضافة إلى وجوب التخلي عن النظرة القديمة إلى روسيا (الاتحاد السوفييتي) مرة و إلى الأبد ، يعني لابد من قراءة روسيا (الداخل) جيداً و عدم وضع (البيض السوري) في سلة قوى سياسية خاسرة انتخابياً حتى ولو كان الحنين إلى الماضي (ماجداً) فالعارفون و خاصة القاطنين في أوروبا الشرقية يدركون الطرف الآخر من معادلة الرؤية الشاملة لبقايا ما كان و تداعياته ، فهناك قوى و أحزاب و شخصيات سورية (لها وزنها) لا زالت تتكلم بلغة الماضي و لا تحسب للسياسة وزناً و كأني بها تمارس –في هذه – صدامية حسينية حيث كان صاحبنا يحلو له استقبال (جيرونوفسكي) كل عام و (مثله مثائل) من الشخصيات التي تُعتبرُ أوراقاً خاسرة انتخابياً و لا تحدد سياسات (بلد) وهذا البلد هو روسيا....

اذن لا بد من الواقعية السياسية و لابد من احترام نوع من العلمية السياسية و احترام دراسات معاهد (السبر) والاستقصاء و بناء السياسات على هذا الأساس...

من جهة أخرى يمكن لسورية مساعدة روسيا في ممارسة نوع من التهدئة في الشيشان عبر تحريك منظمة المؤتمر الاسلامي و هذا يساعد روسيا و سورية على التقارب من بعضهما البعض...

اضافة لذلك على القائمين على مسائل التجارة الخارجية السورية أن ينظموا الإتجار الخاص مع روسيا و أن يحاولوا إعادة الثقة (الضائعة) في المنتج السوري الخاص الذي ضيّعه (الحمقى) من تجار المرة الواحدة الذين استفادوا من فساد منتشر في الهيئات الرقابية عندنا و مرروا (زبالة التجارة) إلى كل أسواق أوروبة الشرقية و بالخصوص (للأسف) البضائع الصادرة عن بعض معامل التكستيل و الأحذية في حلب...

هذه مسائل شديدة الأهمية في صناعة السياسة الخارجية الروسية إذا اجتمعت كلها سويةً في بلد صار يمارس احترام الناخب الروسي و ليس الايدولوجيا...

أما بالنسبة للوبي اليهودي فليس علينا إلا أن نقلده و نتعلم منه و نراكم فوائد و مصالح جرّاء ذلك ، حيث أن كل المؤهلات المطلوبة موجودة لدينا إلا الادارة و التخطيط لذلك....

نحن لدينا أكثر من عشرة آلاف سيدة روسية متزوجات من سوريين و هن أمهات لسوريين و جدّات فلماذا لا يشكل هؤلاء مع أزواجهن اتحادات تقوم بدور فاعل في خدمة المصالح المشتركة للمجتمعين؟!!

لماذا لا يشكل خريجوا روسيا و أوروبة الشرقية اتحادات خاصة بهم لنفس الغرض!؟

كل هذا إضافة لتفعيل و توعية الروابط السورية في الخارج و التي لا تقوم بدورها كما يجب لأسباب متعددة...

إن سوء تقييم للأمور مع روسيا برأيي هو الذي يعتقد أننا بتمرير (صفقة) ما...أياًَ كان نوعها سوف نربح روسيا إلى صفنا بالكامل أو بشكل مرضٍ...إن هذا قد يكون صحيحاً إذا عملت الآلة السياسية الخارجية السورية بناءً على مجموعة العوامل و المسائل التي ذكرناها.

فالكرملين لازال في مكانه لكن أهله قد تغيروا و أهله الجدد أناس يفهمون لغة الحساب و المصالح أكثر من أي شيء أخر وهم يعملون على أساس الآلة الحاسبة لكل شيء –ومن حقهم – ولا شيء يمنع...لا شيء من أن تكون سورية هي بوابة روسيا إلى العالم العربي و الاسلامي فقط إذا كان لنا نحن آلتنا الحاسبة و كل هذا...كل هذا لا ولن يكون إلا مكملاً لتطورنا السياسي الداخلي...



#محمد_عبد_الله_الأحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إصلاح الاعلام السوري
- حول فكرة العصيان المدني عند الدكتور برهان غليون


المزيد.....




- حفل زفاف -أسطوري- لملياردير أمريكي في مصر وعمرو دياب في صدار ...
- بالفيديو.. ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يستقبل وزير الخار ...
- مقتل 3 فلسطينيين على الأقل جراء غارة جوية إسرائيلية على مخيم ...
- لقاءات بالرياض لبحث وقف إطلاق النار بغزة
- الحرس الثوري: هدفنا تأمين مياه الخليج
- ضغوط في الداخل والخارج.. هل يتراجع نتنياهو عن عملية رفح؟
- الحراك الداعم لغزة يتمدد.. قمع في السوربون وطلاب جامعة كولوم ...
- حزب الله يقصف مواقع إسرائيلية والاحتلال يكثف غاراته على جنوب ...
- تعرض سفينة لأضرار قبالة اليمن وإيطاليا تعلن إسقاط مسيرة للحو ...
- فرنسا.. أكفّ مطلية بالدماء تضامنا مع غزة تثير غضب مؤيدين لإس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد الله الأحمد - الآلة الحاسبة الروسية