أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد عبد الله الأحمد - حول فكرة العصيان المدني عند الدكتور برهان غليون















المزيد.....

حول فكرة العصيان المدني عند الدكتور برهان غليون


محمد عبد الله الأحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1069 - 2005 / 1 / 5 - 07:49
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


غالباً ما يدور الحوار العربي حول الاصلاح حول مجموعة من الأفكار و المصطلحات غير المتفق عليها أصلاً بين المتحاورين...
و تنبع أزمة المفاهيم أصلاً من أزمة الواقع نفسه، و أيضاً من (مشاريع الأزمة) المطروحة علينا و التي تدور حولها النقاشات حيث في أغلب الأحيان تبقى (أي النقاشات) أسئلة معلقة في الهواء لاتجد بالمقابل إلا مجموعات من الأجوبة تتناقض بشدة فيما بينها بالعلاقة مع المشارب الفكرية التي ينتمي إليها الفكر نفسه ، ولاتبدُ الصورة وردية بالمطلق حتى ولو حدثت انقلابات (ديموقراطية) حيث الخطورة تكمن في أنه هل الفعل السياسي الجاري الحديث عنه في الحقيقة إصلاح للأنظمة السياسية في الواقع أو ما يجري الحديث عنه هو (اصلاح) أو اعادة بناء الكيانات السياسية نفسها؟
لنأخذ مثال العراق :
إن ما حدث في العراق نتيجة إرادة و فعل الاحتلال جاء ليس فقط لنسف النظام السياسي العراقي القائم على مفهوم الدولة الواحدة الجامعة وهي القائمة على وحدة الهوية العراقية وعدم الاعتراف بأية هوية أخرى طائفية كانت أم عنصرية أم عشائرية .
لقد قام الاحتلال بنسف الهوية العراقية الوطنية الواحدة و هاهو يؤسس لهويات عراقية تحت مسميات مختلفة قاسمة لاجامعة و مهددة لوحدة العراق...
من الصحيح القول أن الأنظمة الشمولية قامت أصلاً على أحادية النظرة و الأداء و إلغاء الآخر إلى حد كبير و بالتالي يبدو نظرياً أن ممارسة التميّز يؤدي إلى خطر احلال هوية محل هوية أخرى ، وجاء الاحتلال ليكرس بل و يدعم هذا على الواقع العملي خدمة لمصالحه لكي يستطيع السيطرة و تنفيذ ماجاء لأجله...
وهنا يصح القول أن أي إصلاح أو تغيير يجب أن يقتصر على إصلاح النظام السياسي فقط دون الخوض في قضايا تصل إلى تغيير في مفهوم الدولة و الهوية نفسه ، فإن الدول التي بقيت لنا ونحن كنا نعمل لتوحيدها أصبحت اليوم مكاسب لابد من النضال من أجلها و أجل بقائها بعدما رأينا ما عرض على العراقيين.
نعيد القول الاصلاح هو اصلاح النظام السياسي و التغيير هو تغيير النظام السياسي ولكن لاحظوا أن حديث الغرب لا يقتصر على ذلك أبداً!!إن مجرد استخدام الغرب للتقسيم الديني و الطائفي و البناء عليه هو أكبر دليل أنه يخفي رغبة داخلية ليس بإصلاح الأنظمة بل بالدخول في عملية تاريخية كبرى هدفها إقلاق الكيانات السياسية العربية كلها و الهدف هو إلغاء هوية المنطقة و إعادة تشكيل البناءات السياسية فيها على أساس يسمح بقبول اسرائيل فيها ليس فقط ككائن طبيعي بل كحامي للكيانات المحيطة به ، حيث يقتتل الجميع مع الجميع ، على أمتار الأرض و أشبارها و على الثروة و على وعلى وعلى .....
مرة أخرى نقول إن رفع شعار دمقرطة الأنظمة صحيح ولابد من النضال لتحقيقه ولكن آلية العمل للوصول للهدف تخبئ الكثير من المخاطر التي لابد من الانتباه اليها..فهناك سينياريوهات تخبئ الخطر أيضاً خطر تهديد الكيان السياسي حتى دون احتلال ، فمثلاً يعتقد الدكتور برهان غليون و هو المفكر السوري المعروف أن لاجدوى من تغيير النظام من الداخل و يتحدث الرجل عن عصيان مدني سلمي و لكنه لا يحدد أية تفاصيل تتعلق بالخطوة اللاحقة أي أنه يرمي فكرته ويمشي....اذا أخذنا نحن الفكرة و عالجناها بالفكر التطبيقي .أي أننا نفترض أن الناس سمعت منه و قررت أن تبدأ عصيان مدني ، فالسؤال ما هو مطلب هذا العصيان المدني ؟في التاريخ لم يحدث أن طلب أحد عاقل من أحد عاقل أن ينتحر العاقل الثاني و فعل!!أي أن الدكتور برهان إذن يقول سنستمر بالعصيان حتى يقرر (العاقل) أن ينتحر!!
نحن نجيب بأن هذا التصور بعيد عن الواقع و بالذات في سورية التي يركز حضرته بالحديث عنها...ولنلاحظ :
"إن الفترة الطويلة التي مورس فيها انطباق بالقوة بين مفهوم الدولة ككيان سياسي و مفهوم النظام (كإدارة) جعلت من أي تغيير غير سلمي و تفاهمي و ناتج عن آلية حوار،تغييراً كارثياً بمعنى الكلمة"
إن الاستخدام المفرط للقوة و العقلية الأمنية المستخدمة لفرض الوحدة الوطنية و ذلك في سورية بسبب قيام الإخوان المسلمين بحرب عسكرية دموية لضرب الوحدة الوطنية ،إن هذا الاستخدام كانت إحدى أركانه النظرية ترسيخ مفهوم الانطباق بين الكيان السياسي و النظام نفسه و بالتالي فإنه لا النظام يقدر ولاحتى الناس يستطيعون الفصل بينهما بسهولة...هذا الأمر يجدر الإنتباه إليه و التعامل معه ، ولهذا فإني لا أجد بداً لكل من النظام و الإصلاحيين من خارج النظام أو الذي يؤمنون بفكرة ضرورة التغيير إلى التداول السياسي...لا أجد بداً للطرفين من.. التعاقد!!
نعم....التعاقد!!؟
النظام يحتاج للعقد لأنه لا ينتمي لمنظومة سياسية عالمية قوية تضمن له أسباب البقاء دون تغيير...و بالتالي لابد أن مفكريه قد قالوا له أنه لامفر من الاصلاح الساسي الجذري وليس الكوزميتيك حسبما يخشى الدكتور برهان غليون....ولابد أن يحسب النظام حساب التهديد الخارجي و سيناريوهاته...
الإصلاحيون لابد أن يدركوا أن أي سقوط دراماتيكي خارجي أو داخلي للنظام هو سقوط موازي لجزء كبير من مفهوم الدولة و أركان الكيان السياسي و لقد شرحنا أغلب الأسباب و نضيف عليها مخاطر الانقسام المذهبي و انتشار الفكر و الفعل الثأريين و بالتالي الفعل و رد الفعل...ودخول الدولة في حالة ضعف تاريخي طويل لا تحقق أي اصلاح....وعليه فإن العقد أو التعاقد المطلوب لبناء برنامج اصلاحي هو أرقى ما يمكن الوصول اليه و انجازه و هذا يعني أن كلاً من الطرفين أدرك اللحظة التاريخية و أدرك مسؤولياته و أدرك حجم الخطر المحدق.
إذن و ليعذرني الدكتور غليون فلا أسلوب العصيان المدني سيجدي و ليعذرني أي ركن من أركان الدولة الذي يعتقد أن أساليب العمل القديمة سوف تبقي المركب محميّاً من العواصف.... ... .............ما الحلّ؟؟
الحل بالتعاقد بمؤتمر حوار وطني عام يحضره ممثلوا القوى الوطنية لوضع صيغ وطنية مستقبلية لسورية المستقبل....
حيث أن مقوّم أساسي يصح اطلاق صفة التاريخي عليه هو متوفر بين الطرفين لإنشاء التعاقد ، إضافة لمقومات أخرى ، هذا المقوّم التاريخي الذي قليلاً ما يحدث توفره في ظرف مشابه هو الأجندة المتعلقة باسرائيل و حتى حيال المشاريع الأمريكية (نلاحظ ضحالة و ضآلة عدد و أهمية الموافقين من القوى السياسية على تنفيذ سيناريو عسكري أمريكي في سورية و حتى الأمريكان أنفسهم يعدّون للألف قبل التفكير بها )...
إذن بتوفر هذا المقوِّم المشترك و بوجود قوى وطنية داخل الجبهة الاصلاحية تنتمي للتيار القومي العربي والاشتراكي و هذا أيضاً مقوّم فكري مشترك مع النظام إضافة إلى أنه لابد من ملاحظة أن النظام في سورية (يتميز عن كافة الدول العربية) هو أقرب لنبض الشارع السياسي تجاه القضايا الساخنة مثل فلسطين و العراق و القضايا التاريخية مثل حلم الوحدة و التضامن العربي .
حيث لابد للمعارضة الاصلاحية من أخذ ذلك بعين الاعتبار...
وهكذا فإنه على النظام أن ينتبه إلى أن التعاقد الوطني هو السبيل الوحيد إلى تفادي الوقوف على رجل واحدة (زمناً) لا نعرف مقدراه و هذه حسابها يتعلق بالخارجي و الداخلي الشاملين.
وعلى الاصلاحيين المعارضين إدراك خطورة التفكير التناحري بكافة صنوفه.....لابد من التعاقد.
د.محمد عبد الله الأحمد.



#محمد_عبد_الله_الأحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- قيادي بحماس لـCNN: وفد الحركة يتوجه إلى القاهرة الاثنين لهذا ...
- مصر.. النائب العام يأمر بالتحقيق العاجل في بلاغ ضد إحدى شركا ...
- زيارة متوقعة لبلينكن إلى غلاف غزة
- شاهد: -منازل سويت بالأرض-.. أعاصير تضرب الغرب الأوسط الأمريك ...
- الدوري الألماني ـ كين يتطلع لتحطيم الرقم القياسي لليفاندوفسك ...
- غرفة صلاة للمسلمين بمشفى ألماني ـ مكان للسَّكينة فما خصوصيته ...
- محور أفدييفكا.. تحرير المزيد من البلدات
- خبير ألماني: بوتين كان على حق
- فولودين: واشنطن تضحّي بالآخرين للحفاظ على القطب والواحد
- فرنسا تتهم زوجة -داعشي- سابقة بارتكاب جرائم ضد الإنسانية


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد عبد الله الأحمد - حول فكرة العصيان المدني عند الدكتور برهان غليون