الأممية البروليتارية
الحوار المتمدن-العدد: 3714 - 2012 / 5 / 1 - 09:53
المحور:
الحركة العمالية والنقابية
بيان أممي بمناسبة فاتح ماي
فاتح ماي 2012 - الثورة البروليتارية هي الحلّ الوحيد لتجاوز الأزمة الرأسمالية.
"لقد أصبحت العلاقات البرجوازية أضيق من أن تستوعب الثروات الناشئة فى رحمها فكيف تتغلّب البرجوازية على هذه الأزمات ؟ تتغلّب عليها بالتدمير القسري لمجمل القوى المنتجة من جهة و بالإستيلاء على أسواق جديدة و التكثيف من استغلال الأسواق القديمة من جهة أخرى.فماذا تكون النتيجة اذن؟. التحضير لازمات عام...ة وهائلة ، و الحد من امكانية تلافي هذه الأزمات.
فالأسلحة التى استخدمتها البرجوازية للقضاء على الإقطاعية ترتد اليوم إلى صدر البرجوازية نفسها. و لكن البرجوازية لم تصنع فقط الأسلحة التى سوف تقتلها، بل أخرجت أيضا الرجال الذين سيستعملون هذه الأسلحة: وهم العمال العصريون ، اي البروليتاريون".( ماركس و إنجلز ، بيان الحزب الشيوعي ، 1847)
----------
بعد 165 عاما عن أول نشر لها لازالت هذه المقولة تحتفظ بكل محتواها اليوم. إنّها تسمح لنا بفهم الوضع الذي تعيشه الطبقة العاملة و البروليتاريا و الجماهير الشعبية فى كافة البلدان، بغض النظر عن طبيعة الحكومة: دكتاتورية مقنعة، أم دكتاتورية ديمقراطية برجوازية أو دكتاتورية متوحشة.
إنّ البرجوازية الإمبريالية تبحث عن أقصى معدلات الربح وهي تستعمل الأزمة من اجل تحقيق هدفها المتمثّل فى إعادة هيكلة الإنتاج التي تنعكس على جميع البلدان و تعنى بالنسبة للطبقة العاملة و الجماهير الشعبية: نقل الصناعات الكبرى الى مواقع أخرى، إغلاق المعامل و تخفيض الأجور و البطالة والديون و الفقر إلخ. لكن فى الأماكن حيث تظهر معامل جديدة تعني إعادة الهيكلة هذه: احتكار الأرض و نزع ملكية الفلاحين المحلّيين و استغلال فاحش و أجور زهيدة و تخريب للبيئة إلخ .
ومن أجل خدمة البرجوازية الامبريالية تستعمل الطبقات السائدة جهاز الدولة لقمع نضالات البروليتاريا و منع الجماهير من التمرّد و التنظيم للقيام بالثورة. لقد اصبحت الدولة أكثر فأكثر دولة بوليسية تضع الجماهير تحت المراقبة و تعرّضها للقمع.
سواء كانت "يسارا" أو يمينا، فلا تستطيع أية فئة من البورجوازية حل الأزمة. إن استمرار الازمة يمهد الأرضية للفاشية التى تتقدّم بشكل متستر و تيني ذاتها خطوة خطوة مستندة إلى الديماغوجية الشعبوية. و عندما تحين الفرصة، سوف تكشف الفاشية عن وجهها الحقيقي و مدافعة بكل شراسة عن مصالح رأس المال المالي. و من ناحية أخرى، تطرح المنافسة بين مختلف الاحتكارات مسألة إعادة اقتسام الأسواق و طبع او بالنتيجة حروبا جديدة.
ان الطبيعة الطبقية للدولة هي المسالة المركزية. اما الشكل الذى تتخذه هذه الدولة فهي مسألة ظرفية طارئة لا غير. إن هدف الدولة هو خدمة مصالح الطبقة المسيطرة أي البورجوازية الإمبريالية اليوم، بصيغة أخرى مصالح أقلية ضئيلة بالمقارنة مع الغالبية العظمى من الرجال و النساء و الأطفال عبر العالم. ومع تعمق الأزمة يتضح هذا الدور أكثر فأكثر أمام أعين الجماهير.
فالمهمّة المركزية لكل ثورة هي طبعا التحطيم "التام" لجهاز الدولة البورجوازي و بعد ذلك، بناء الدولة الجديدة على أنقاضه، دولة مختلفة جذريا هدفها بناء الاشتراكية في أفق الشيوعية. بعبارة أخرى الإجابة الوحيدة عن الأزمة هي الثورة !
اليوم، البروليتاريا و الجماهير الشعبية تناضل و تتمرد في مختلف البلدان، و يتخذ هذا التمرد اشكالا مختلفة و بطرق متنوعة: إضرابات عامة، نضال ضد غلاء المعيشة، من أجل الشغل، ضد تجريم العمل النقابي، من أجل حماية البيئة، احتلال المساكن و الأراضي الشاغرة ، انتفاضات الشباب ضد القمع البوليسي و ضد العيش بدون شغل و لا مستقبل، نضالات النساء ... إلخ
في البلدان العربية و بعد الانتفاضات التى افتقدت للقيادة الثورية، استعادت الطبقات السائدة و الإمبريالية السيطرة باسم "الديمقراطية"، و واصلت استغلال الشعب معارضة مواصلة المسلسل الثوري. فالإحتجاجات تم تغيير مسارها إما بتدخلات الإمبريالية و القوى الرجعية و الإصلاحيين العلمانيين أو الدينيين، أو تم قمعها دمويا.
و فى البلدان الإمبريالية ، تعكس حركة " أوكوباي" [ إحتلال الشوارع و الساحات] الغضب الكبير للشعوب ، لكن دون ان تضع النظام برمّته امام اعينها من اجل تدميره.
إن هذه النضالات البروليتارية و هذه الانتفاضات، ليست ثورية في حد ذاتها لكنها تشكل خطوة أولى في تقدم وعي الجماهير بضرورة الثورة.
يجب على شيوعيّي اليوم ،الماويّون، أن يساهموا فى هذه النضالات ويكونوا في طليعتها على طريق بناء القوة الثورية للبروليتاريا على المستوى الإيديولوجي و السياسي و التنظيمي، أي بناء الأدوات الثلاث اللازمة لتقدم الإستراتيجية الثورية: الحزب الشيوعي الماوي، الجبهة المتحدة الثورية و القوة المقاتلة ( الجيش)،
ينبغي النضال ضد الإصلاحيين، التحريفيين و الإنتهازيين الذين يخوضون النضالات و المعارك بروح المساومة في النقابات وفي المنظمات الجماهيرية الموجودة، فهم لا يقدمون سوى "حلولا" في إطار النظام الرأسمالي و الإمبريالي، مروّجين للأوهام وسط الجماهير بأن الطريق الإنتخابية، الطريق السلمية، يمكنها أن تكون طريق البروليتاريا و الجماهير الشعبية للخروج من الأزمة. إنهم يشكلون عائقا أمام تطور الصراع الطبقي و تنظيم الطبقة العاملة و الجماهير الشعبية من أجل الثورة.
اما فيما يخص السلطة، يستغل الرجعيون الاختلافات العرقية و الدينية و الجنسية لتقسيم صفوف البروليتاريا و الطبقة العاملة و الجماهير الشعبية للاحتفاظ بسلطتهم.
وفي العالم ينبغي علينا التعريف بالحروب الشعبية و دعمها كنقاط متقدمة للنضال ضد الإمبريالية المتأزمة.
الحرب الشعبية في الهند تحت قيادة الحزب الشيوعي الهندي تقاوم بنجاح الهجومات القوية للعدو و تتمكن من الاتساع و التقدم، الحرب الشعبية في الفيليبين تتطور هي الاخرى تحت قيادة الحزب الشيوعي للفيلبين الذي يرفع عاليا الماوية، في البيرو، تتواصل الحرب الشعبية رغم الأعمال التخريبية للتيار التصفوي، و في تركيا، يتقدم النضال الثوري الذي يقوده الماويون وفقا لإستراتيجية الحرب الشعبية. و فى بلدان أخرى ، يتم الاستعداد جديدة و تقدم جديد.
ينبغي النضال ضمن سيرورة التطور اللامتكافئ للقضاء على النظام الرأسمالي في الكون كله و بناء عالم جديد متحرر من الاستغلال و من اضطهاد الشعوب و من الحروب المدمرة، ينبغي النضال فى سبيل عالم اشتراكي و شيوعي.
ينبغي العمل على بناء منظمة أممية للشيوعيين في العالم، على أساس الماركسية اللينينية الماوية المطبقة على الواقع الملموس لليوم، لنطور جميعا النضال من أجل الثورة و نسير في اتجاه الأممية الشيوعية.
ينبغي العمل على بناء منظمة أممية للشيوعيين في العالم، على أساس الماركسية اللينينية الماوية المطبقة على الواقع الملموس لليوم، لنطور جميعا النضال من أجل الثورة و نسير في اتجاه الأممية الشيوعية.
عاش فاتح ماي أممي !
عاشت الأممية البروليتارية !
الامضاء:
الحزب الشيوعي (الماوي) لأفغانستان
– الحزب الشيوعي للهند (م-ل) (نكسالباري)
– الحزب الشيوعي الماوي لفرنسا
– الحزب الشوعي الماوي لإيطاليا
– الحزب الشيوعي لمانيبور
– الحزب الشيوعي الماوي لتركيا و كردستان الشمالي
– الحزب الشيوعي الثوري لكندا
– اللجنة التحضيرية للحزب الشيوعي (الماوي) النمسا
– الحركة الشيوعية الماوية لتونس
– المنظمة الشيوعية الماوية لتونس
– الماركسيون اللينينيون الماوين بالمغرب
- منظمة العمال لأفغانستان (م.ل.م)
– لجنة النضال الشعبي مانولو بيلو كاليسيا بإسبانيا
– الممارسة الثورية –المملكة المتحدة
– لنخدم الشعب (موقع ثوري ماركسي لينيني ماوي) أكسيتاني-فرنسا
#الأممية_البروليتارية (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟