أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن_العلوي المغربي - تلك الحياة، و ظلال الموت، مقاربة عاشقة لاضمومة المبدع، شريف عابدين















المزيد.....

تلك الحياة، و ظلال الموت، مقاربة عاشقة لاضمومة المبدع، شريف عابدين


حسن_العلوي المغربي

الحوار المتمدن-العدد: 3703 - 2012 / 4 / 20 - 14:15
المحور: الادب والفن
    


تلك الحياة، و ظلال الموت، مقاربة عاشقة
يقول الناقد ، ببا هواري خليفة :
و أنت تقرأ المجموعة القصصية القصيرة جدا لشريف عابدين تجد نفسك أمام قاص يبحث أولا عن متعته الذاتية في الكتابة، في اصطياد اللقطات المحكية، في رص العبارات، في تنسيق الجمل السردية، في البحث عن كتابة خاصة به، عن أدوات لم تستعمل من قبله في القصة القصيرة جدا.
كل هذا و ذاك يشي بأن القصة القصيرة جدا قد أسست فعلا لشرعيتها و بدأت تبحث عن التميز الذي يحققه الانزياح عن القالب الأجناسي الجاهز.
و سننقد في قراءة عاشقة لأضمومته (تلك الحياة)، الصادرة عن دار التنوخي، بحر هذه السنة، مركزين بشكل أساس على تيمة الموت من خلال حضور الحياة.


عتبة العنوان
ستستقبلنا أضمومة المبدع ، شريف عابدين، بعتبة تثير في نفس المتلقي جملة من الاسئلة، و ما ذاك الا لكونها جاءت قصيرة و غير تامة، هذا البياض الدلالي يعد محفزا على شحذ القراءة و ملء الفراغات..
فالعنوان مكون من اسمين، اسم اشارة للمؤنث البعيد، و مشار اليه معرف هو الحياة..
سنقتصر على بعض الاسئلة، لفتح كوة قصد الاطلاع على العالم التخييلي للمجموعة، تاركين بقية الاسئلة و غيرها للقراء..
فما المقصود بالمشار اليه ؟ و هل هو ذاك المشترك بيننا و بالتالي فهو حاضر في الذهن، ام انه اشارة الى حياة مازالت قيد التشكل؟
هل الحياة هنا مضت و انقضت و طواها النسيان، ام انها بقيت موشومة في الذاكرة التي ما تني تستعيدها؟
ام هي تلك الحياة المطموح اليها و المرغوب فيها؟
ان ذكر الحياة هو في الوقت نفسه ذكر للموت ، فالحياة ما هي الا قناع يثوي خلفه الموت، لانه حقيقة الحياة و وجهها الثاني، بل انه حقيقة الحياة التي ليس سوى استعارة..ألسنا موجودين من أجل الموت؟
لكن، للتغلب على تعاسة الموت الحتمي، وغنز الضربة قاضية به، يتم الاعتماد على آلية الكتابة و منطقها، أليست الكتابة فعلا ينهض ضد الموت و يلغيه؟ أليست هي عبورنا نحو الخلود؟ قد يعتمد البعض على الاستمرارية البيولوجية لتحقيق البقاء ضد المحو، غير أن المبدعين يعتمدون على الإبداع و الكتابة لتحقيق الغرض ذاته، لأنها آلية فعالة لاستنطاق الوجود وتحقيق البقاء..ألم يسع الكتاب إليها لتحقيق الخلود بواسطتها و ضد المحق الذي يعني المحو النهائي؟






عتبة الصورة

بانتقالنا إلى العنصر الثاني الذي يعد من آليات جذب القراء و لفت انتباههم و إثارة رغبة القراءة لدهيهم ، تحضر الصورة كعنوان مغر و عتبة لابد من المرور عبرها لولوج نصوص الاضمومة..

لوحة الغلاف تمثل النهار على خلفية الليل
ففي الصورة يحتضن الإنسان خيوط الشمس بينما يسطع الهلال ممثلا الليل في السماء
إذن هي تعبر عن التأقلم مع هذه المفارقة الكونية الكبرى وهي المرادف للحياة والموت كما تظهر اللوحة أن هذا التعايش ينبع من المعرفة التي ترمز لها عين الوعي في رأس الإنسان..
إن الصور تقدم لنا حياة في قلب الموت أو الموت في قلب الحياة، إذ حين يذكر واحد منهما فإنه بالضرورة يستحضر العنصر الثاني..
و يقدم لنا نص(همس ص 23)، هذا الحضور على أنه دوران ، أو رحلة بين الحياة و الموت، من خلال الثور الذي يؤدي أدوارا محددة حتى إذا بلغ من العمر عتيا، تأتي يد الموت لتختطفه، و يحل محله ثور آخر يؤدي المهمة نفسها و هكذا دواليك، إننا، من خلال هذه الصورة، نعيش بين فكي الحياة و الموت معا، أليست الحياة افتراسا أيضا؟..
هذه بعض الاسئلة التي ستقودني للحديث عن الموت في الاضمومة، و بعدها الحديث عن التناص.












يعتبر "يوجين أونيل" أن الكتابة قد تعد أحيانا تعبيرا عن الشوق إلى الموت هربا من آلام الحياة.
:في تلك الحياة
ينشغل الكاتب بالموت؛ فمن الحياة ينبثق الموت، ويجسده في صور متعددة يتنوع فيها الزمان والمكان والشخصيات، وهكذا فالإنسان في رحلة بحث دائمة فيما حوله وفي الآخرين، انطلاقا من ذاته، في وجه معاناة، لا تنتهي إحدى مراحلها حتى تبدأ مرحلة أخرى أشد وطأة؛ لتتواتر فيها سبل الإبداع ووسائله لتشكل هذا النسيج الشجي من الصياغة الشاعرية.
لقد قاربت المجموعة تيمة الموت من جوانب عديدة؛ ففي نص وا أماه بمرور الزمن يتحول الحضور المھيمن إلى محض "ذكرى"، لكنھا ذكرى مؤثرة، خلالھا يتحول فعل التذكر نفسه إلى إعادة استكشاف لعالم الأم، وإعادة تقييم للعلاقة ـ التي لم يعد بالإمكان تغييرھا ـ بھا، وذلك خلال إشارات كثيرة تحيل إلى ذلك العالم، وتستدعيه، وتتأمله. ومن ھذه الوجھة، تحتشد القصيصة بمفردات التذكر التي تستحضر الأم من غيابھا، وتضعھا في قلب مشاھد الحياة.
ھكذا يتحول الموت، في أغلب ھذه المجموعة، من "كارثة" أو فجيعة مطبقة إلى محض "ذكرى"، قريبة أو نائية. وإذا كان في كل ذكرى قدر من مدافعة النسيان، فإن "الراحلين"، الموتى، ً أيضا في أغلب الأحوال، يظلون
مع الأحياء، "مقيمين" على نحو ما، حتى وإن بھتت، بمرور الزمن، ملامح ھؤلاء الراحلين أو أحاطت بذكراھم غالات من دموع وضباب كما يبدو في نص وا أبتاه.
ثمة تحليق بذكرى الراحلين إلى آفاق وذرى تتراجع معھا وطأة كل رحيل، بل يؤول الرحيل
إلى أوبة حقيقية. وأيضا ثمة نظرة ـ تستعير من تجربة الصوفية القدرة على مجاوزة تخوم الأزمنة والأماكن ـ ترنو إلى فضاء يتكافأ فيه حضور الأحياء وحضور الموتى، بما يجعل الموت واقعة تنأى ـ رغم إيلامھا ـ عن معاني الغياب الفعلي.



في تلك الحياة يطل الموت في العديد من النصوص، ويتقمص الكاتب شخصية:
1- السارد (الحي) الذي يفتقد من مات،
2- السارد (الميت) في مرحلة البرزخ،
وفي القبر ،
السارد الحي الذي يفتقد أحد الموتى: يستحضر شخصيات متنوعة و متعددة، مما يدل على أن الموت يبسط سلطانه على كل المخلوقات، و يهددها بالانمحاق و الزوال، أليس الموت أقرب إلينا من حبل الوريد ؟
السارد الميت: في مرحلة البرزخ: يرتبط بالحياة وبأولئك الذين يحرص على مشاعرهم أو يفتقد مآثرهم أو في القبر: يرتبط أيضا بالحياة بمن يحرص على استمتاعهم بحياتهم ولو بتضحيته بما قد يمتلك..
الشخصيات: إنسان، حيوان، طائر، زهرة، قطرة ندى، الشجرة، شمعة، دودة الأرض..
تناولت الموت من عدة زوايا:
مشاعر الفراق في لحظة الموت(صغار القطط/الطفل) ومشاعر الافتقاد فيما بعد الموت، ممارسات سلوكيات ومعتقدات سلبية مرتبطة بالموت، الصراع من أجل الحياة، التحايل أو الحيلة يكفل الحياة، الثورة و الرعونة تؤدي إلى الموت، يخسر دائما من يتم إغواؤه، افتقاد الحي لمآثر الموتى وافتقاد الميت لمآثر الحي، حرص الميت على مشاعر الأحياء.. الآخرون يتقاعسون عن نجدتنا أو رعايتنا أو ينتهزوا فرصة سقوطنا، الموتى الأحياء (المروحة والمريض)،
الهرب من الموت وإلى الموت،
على مشارف الموت (الخريف والمرض)
الموت في سياق المنظور الاجتماعي،
الموت في سياق منظور اقتصادي.
المنظور البيولوجي: الارتباط العضوي، الحياة حين تتهاوى وسيلة الدفاع عن الحياة يضع الكائن على مشارف الموت
المنظور الإنساني: جلد الذات من أجل إسعاد الآخرين (إيثار)
كذلك المنظور الفلسفي والتربوي والإعلامي.
النظرة الضيقة واتباع أهواء النفس يؤدي للهلاك..
المنظور الإيجابي السلوكي للموتى تجاه الأحياء: على مشارف الموت، داخل القبر، على قيد الحياة..
المنظور الإيجابي الشعوري للموتى تجاه الأحياء: حزن المشيعين..
التقاطع الغريزي للدوافع الغريزية للآخرين مع أحلامنا المشروعة في الحياة والنهوض..
الانشغال بالهاجس الذاتي للنجاة على حساب التفاعل الإيجابي مع حدث الموت..












فراءة عابرة لبعض النصوص:
تنوع التناول زمنيا من لحظة الموت، إلى مرحلة البرزخ، إلى حياة القبر،
كيف: شاغل الفراق والاهتمام بمشاعر المودعين..
خطوات: استمرار التواصل الحميمي في القبر..
افتقاد وعودة ووجع ووا أبتاه: ترصد ارتباط ذاكرة الكاتب ببعض المواقف التي لا ينساها في علاقته بالأب ويسترجعها بعد رحيله..ففي (وجع ص 16)، يضعنا السارد المتكلم عن حوار تخيلي جرى بينه، و هو طفل، و بين أبيه، يدعو فيه الأب انبه إلى مواصلة المسير، لكن الطفل، لصغر سنه، لم يدرك مغزى الموقف أو الحكمة، المؤكدة على ان الأبناء ماهم إلا وسيلة لقهر الموت و دحره، و التأكيد على أن الإنسان، رغم ضعفه البين، قادر على البقاء، بيولوجيا أو رمزيا، و عملية رصد الحوار، و إبراز العلاقة الجامعة بين الطرفين، تشير إلى حضور العنصرين معا، إن الإبن استمرار لأبيه، و الكتابة تخليد لهذا الحوار، و استدامة حضور الأب، رغم موته..
كذلك الأم التي رحلت ويستشعر افتقادها كلما أحس بالحاجة للحنان في نص وا أماه
يتناول نص انتقاد أيضا علاقة الأبناء بالأم (القطة) بعد الموت والتي تطغى على الجانب العقلاني في المشهد..
أما نص( امتعاض ص20)، فيستعرض ظاهرة عزوف المارة عن مساعدة المصابين في حوادث الطرقات..و ينتقد هذا السلوك السلبي القاتل، لأن الموت هنا، مضاعف، موت الضحية، و موت الأحاسيس لدى الناس..
إن السارد الخارجي، يرصد هذه الظاهرة من منظور كلب، يظن أن الضحية من أبناء جنسه، لإهمال إسعافه، لكنه حين يكتشف ان الضحية إنسان و أن الشهود الواقفين بسلبية تجاه ما يحدث دون القيام بأي فعل ايجابي،هم من بني البشر، يتملكه الغضب، و يعبر عن استهجانه، واحتقاره لهم، من خلال قيامه بمجموعة من السلوكات الدالة، فعل، يرمق، الاقتضاب،النباح عسى تستيقظ ضمائرهم، ثم الابتعاد مع الالتفات..إنه يفر منهم حتى لا يصاب بعدواهم القاتلة..
نص( موروث ص 21) يتناول التربية الخاطئة التي تعتمد على الترهيب من عذاب القبر مما يجعل الطفل يرفض دفن العصفور ويقوم بمحاكاة دود القبر بوضع دودة قز، و هو يقوم بذلك لمناصرة الحياة ضد الموت، و إعلان تمرده على مثل هذه الأفكار الخارفية التي تؤرث الغباء و الانمحاء..
في نص( دغدغة ص22)، صراع الحياة والتحايل من أجل البقاء، و كأن النص يعلن أن الحب كغريزة تؤدي إلى البقاء.
في نص (همس 23)، توقع الساقية التي ترمز للحياة بالثور في شرك الإغواء وتنتهي ثورته بالموت، لكن الحياة سرعان ما تعلن عن حضورها حيث يأتي ثور جديد فتي ليطعم آلة الموت التي لا تتوقف عن الدوران..
في نص( سقوط ص 24)، يتناول منظور الآخرين لكبوتنا رغم ثقتنا في صفو مشاعرهم، و الكلمة الأخيرة هي رمز الموت، و في الآن ذاته، رمز الحياة، فالشواء قتل، و لكنه تغذية أيضا..
في نص( قماص ص25)، يتناول ثورة الأشياء على عدم مراعاة مشاعر أي خلل ينتابهم (المروحة) ويتبع الكاتب فيه كما سنرى في بعض النصوص الأخرى مثل الزهرة إسلوب عقلنة الأشياء بمعنى أن الإنسان يمثل قمة العقل والأشياء يفترض أن تكون غريزية وعندما تتصرف الأشياء بعقلانية تبرز المفارقة.
في نص( بشرى ص26)، التداخل في مشاعر الموت والحياة من منظور المريض الذي يخبره الطبيب بعلاج يطيل عمره ومنظور من تقوم على خدمته التي قد لا يروق لها ذلك..
في نص(الحياة ص27)، يهرب السارد من الموت بأن يرتمي في أحضان الحياة التي تتنكر له وتظهر وجهها الآخر..و ينتهي النص بلفظة ترتبط بالحقل الدلالي للموت، إنها كلمة القبر..
في نص( الخريف ص28)،الانسحاب البطيء من الحياة عندما تنذره العواصف بأن الموت على الأبواب، و يستغل السارد مفرادت الموت و يوظف حقل بلاغة الموت، من خلال الاستعارة و الكناية..
في نص( متابعة ص 29)، المفارقة تتجلى في بث تفاصيل نهاية العالم بعدما انتهى بالفعل، لكن الأمر كله يجري على شاشة تلفاز، المعبر الضمني على شاشة الحياة..و ما كلمة المساء الواردة في نهاية النص إلا تعبير عن النهاية، أي الموت..
في نص (خلاص ص30)، تعبير مرئي عن التكامل بين مشاكل الحياة وحل الموت الذي غالبا ما يكون هو الأنسب..
لكن الانتصار يبقى رهين نهاية الصراع الدائر رحاه بين القطبين، و لا زال مستمرا..
------
في رقصة الوداع أيضا شجون الموت بالنسبة لقطرة الندى كما في أعمار واستغاثة وجدل ولقاء وغيرة
------
في مشاهد النسيم
عطاء: التقاطع الغريزي في علاقة الشمعة بالنسيم ومشهد موت الشمعة
------
في زهور
نص( صراع ص41)، عن تنافس الإنسان والنحل على رحيق الزهرة..
نص( ارتباط ص42)،عن الوجه الآخر للقوةالمرادف لعدم الضعف
مرة أخرى مثال لعقلنة الأشياء لإحداث المفارقة
نص(تآكل ص 45)، وخصوصية تتناول شجون الحياة والموت في الزهرة..















تيمة الموت
الموت يؤرق الكاتب ويمثل الشاغل الرئيسي لمعظم نصوص الأضمومة.
ونلاحظ ذلك بدءا من إهداء لأبوين رحلا، إلى مشاهد ولقطات خاطفة تتمزكز حول الموت
مكانيا: في القبر، في السماء، على فراش الموت
زمانيا: حين تشرف على الموت وأثناء تلك
اللحظة المشهودة وفي مرحلة البرزخ ثم بعد ذلك حياة القبر.
أما الشخصيات فتتنوع بين الإنسان والعديد من الكائنات: القطة، قطرة الندى، الزهرة، الشجرة، الشمعة.
تركيز عل تداعيات الحدث وتناوله بقدر كبير ممن التخييل مسارات متعددة تصب في نهر واحد بمنظوره العام والخاص المادي والمعنوي الرمزي والفلسفي على حد سواء في خطوط متوازية لكنها تصب في واقع المعاناة من شجون وذكريات تنوع الزمان والمكان والشخصيات
يلتصق الكاتب بهم الموت ويتفاعل معه تخييليا ومجازيا وأحيانا مباشرا واقعيا
يھيمن الماضي على الحاضر ويتجاوز النوستالجيا أو الحنين Nostalgia
إلى محاولة "استحضار" الشخصيات الحقيقية.

مدخل إلى الحدث:
يعتمد القاص على إثارة حالة من اليقظة الشعورية تقترن بمشاعر سلبية أو إيجابية أو محايدة وتنتج هذه الحالة من:
1- إدراك حدث مثير للتوتر في سياق المشاهدة المباشرة
2- أو التذكر المرتبط باستقبال مؤثر حسي يمثل مفتاحا لمصفوفة من مظاهر ذكرى معينة
3- بالإضافة لآلية الإدراك التأملي الناتج عن تتبع أحداث أو مشاهد مستمرة أو متكررة تشكل ظاهرة تدعو للتأمل.
تتنوع، إذن، تناولات الموت لكنھا جميعا، تقريبًا ـ تجسد المسعى نحو استكشاف سبل
وطرائق استئناس ذلك الموت، وإقامة جسور ممتدة بين الأحياء والموتى، بما يشي بتصور ّ جمعي مشترك، سابق
على ھذه الكتابة، محيط بھا، وأيضا ملازم لھا وماثل فيھا، يؤمن ـ لا يزال ـ بعدم انفصال الموتى، بموتھم، عن حياة
الأحياء، ويطمح إلى أن يحول "كارثة" الموت؛ فجيعته ووطأته وغيابه المفاجئ أو المتوقع، إلى ألفة مقيمة، تناوئ كل
فجيعة وتدافع كل وطأة وكل غياب.

آلية إحداث المفارقة:
1- التواصل والتفاعل مع كائنات غير بشرية
هذه الكائنات تمارس العديد من الأنماط الإنسانية السلوكية الانفعالية والعقلانية، التنفيذية والتعبيرية. كما تتنوع ردود فعلها بين الغريزي والمنطقي، الواقعي والمجازي
2- على الجانب الآخر تحدث المفارقة عندما يتسم سلوك الكائنات البشرية بالغريزية في المقابل.3- التقاطع بين التعبير المجازي مع الواقعي، الغريزي مع العقلاني، الواقع الافتراضي مع العالم الواقعي، كذلك التطابق بين التجريدي أوالرمزي مع الواقعي.
4- أنسنة الأشياء
5- التناقض الذاتي داخل الكائن الواحد أو تجاه الآخر.

خاضت الأضمومة أيضا تجربة «الكتابة بالتيمة القصصية» والتي بدأها الكاتب الكبير محمد سعيد الريحاني في أضمومة «موت المؤلف» وتتضمن مجموعة من القصص القصيرة جدا، والومضات تشكل في مجموعها لوحة متكاملة، تستند على التفاعل والتلاقح بين نصوص المجموعة لترسم رؤية ما عن الذات والوجود.
تلك الباقة، نظرا لتعدد نصوصها قد تكون قابلة لقراءات متعددة أو ترسم لوحة متكاملة تعبر عن
واقع أو عن رؤية متكاملة.



#حسن_العلوي_المغربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هجرة و نصوص قصيرة جدا
- طلقة + بطولة+ سراب خلب ققجات
- الصفح الجميل ققجة
- أحلام ققجة
- تخبط ققجة
- هدية ققجة
- جنون، في صورتين و تركيب ققجة
- المنبه أقصوصة
- إصرار
- أحلام جماعية ققجة
- تأجيل
- ندية
- ماما امريكا ققجة
- جاذبية، دمار، و حنين، نصوص ق ج
- عقاب ق ق د
- منمنمات(بوح)
- شبكية ق ق ج
- ثلاثية ق ق ج
- مجموعة نصوص قصيرة جدا
- عمل حر+كيمياء الشعر(عملان مشتركان بين القدير، عمر حمش و العل ...


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن_العلوي المغربي - تلك الحياة، و ظلال الموت، مقاربة عاشقة لاضمومة المبدع، شريف عابدين