أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خاليد القاسمي - أين زنبقتي ؟














المزيد.....

أين زنبقتي ؟


خاليد القاسمي

الحوار المتمدن-العدد: 3703 - 2012 / 4 / 20 - 09:18
المحور: الادب والفن
    


مارس ..
يا صاحب الأشجار المبتلة
ها أنت تتسكع في حارتنا هذا الصباح
ملقما بروائح النعناع والقبرات ..
كنتُ صغيرا كسنجاب ينط في البراري
إذ تتوحّش السماء ..
لما لعقت الندى من أول دالية ..
الدم الذي خلقني ذاك الصباح كان يسرّح أول كتيبة من البجع
وكان الإيقاع مراوغا يعزف غلالات..
لم أقصد قتلك يا ذات الملاكين العاجيين
لما دعوتك لنصنع من الرمل جدارا
ومن الأحجار سجنا لعبيد القنطروس
ومن الريح أطيارا خرافية ..
كنت جميلة إذ تغضبين
ينبثق الليل من دهشة عينيك المغرورقتين بالبحر
ويسري في حقولنا دافئا كالأمازون
تهدهده تنورتك الحمراء المتهودجة ..
ذلك الفانوس المتلألئ في ليالي الباردة..
.........
هناك في الحقل الدافئ
فقأنا النجوم تلو النجوم
حتى تشظى الضياء..
وصنعنا منه خطوطا جانبية للنهر
كي يتجول رفقتنا في عرصات التفاح ..
وعندما أنهكنا القطاف الأرجواني
افترش لنا دفتيه لنستريح
لنأكل ضباب المدينة المتهالكة
بقبائل الحنطة ..
........
كنت صغيرا أتشكل منك
ملاحا صغيرا كنت ..
يجيئك بسفن البخار
ويحملك إلى جزر الطحالب والأقمار المعرقة
التي تقتات من ألق المحار..
..........
والآن ..
ماذا تبقى منك يا زنبقتي
سوى بخار يتلاشى
من قهوتي ..
إذ ينعكس وحيك على مسائي
الحزين ..
ولا ينبثق من تنورتك أبدا هذا الربيع ..
ولا يمطر الضوء أبدا من عينيك الواسعتين ..
........
المساء ضيق بي
وبالقهقهات الطويلة الطويلة ..
المدينة تحتقن بالأرصفة والحكايا ..
ولا شيء يشبه الظلال التي عمّرت فيك
ليتني ما أحرقت سفني البخارية
ليتني ما بنيت يا زنبقتي الجدار....

خاليد القاسمي



#خاليد_القاسمي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نيتشه والميتافيزيقا
- ليلة رأس السنة
- رقصة جرذ
- خمسة كؤوس
- قراءة في ديوان -جواد ليس لأحد- للشاعر ابراهيم ديب
- حوار مع القاص عمرو حسني


المزيد.....




- الشَّاعرُ - علاَّل الحجَّام- فِي ديوان - السَّاعَةِ العاشِق ...
- محمد الغزالي.. الداعية الشاعر
- تحقيق المخطوطات العربية.. بين إحجام العالم وإقدام الجاهل
- رواية -نيران وادي عيزر- لمحمد ساري.. سيمفونية النضال تعزفها ...
- فنانة تشكيلية إسرائيلية تنشر تفاصيل حوار خطير عن غزة دار بين ...
- مغني راب أمريكي يرتدي بيانو بحفل -ميت غالا- ويروج لموسيقى جد ...
- فنانو أوبرا لبنانيون يغنون أناشيد النصر
- 72 فنانا يطالبون باستبعاد إسرائيل من -يوروفيجن 2025- بسبب جر ...
- أسرار المدن السينمائية التي تفضلها هوليود
- في مئوية -الرواية العظيمة-.. الحلم الأميركي بين الموت والحيا ...


المزيد.....

- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خاليد القاسمي - أين زنبقتي ؟